أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - -نحن لا نضرط أبدا ..!!-..














المزيد.....

-نحن لا نضرط أبدا ..!!-..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 10:21
المحور: كتابات ساخرة
    


"نحن لا نضرط أبدا .." ..!!
عادت صغيرتي حينما كانت صغيرة الى البيت من صف الروضة ، وما أن وصلت الى البيت وهي ما تزال تمسح دموعها حتى بادرتني بالسؤال : هل نحن وحدنا من نضرط ؟؟ ضحكت بل قهقهت وأجبتها بأن كل الناس يضرطون ، والا تعرضوا لألآم شديدة !!
- هذا ليس صحيحا ، ففلانة زميلتي في الصف قالت بأنهم لا يضرطون !
وفلانة هذه هي بنت لجيران لنا ، تربطنا بهم علاقة " صباح الخير يا جاري ، أنت في حالك وأنا في حالي !!" ، وربة البيت تعتقد نفسها بأنها الرُقي والتحضر ذاته ، لأنها تتكلم بطريقة أهل المُدن ، والذين يتميزون عن "الفلاحين " بأنه ليس في لهجتهم حرف " التشاف " ال H ، بينما الفلاحين يتكلمون بلهجة "متخلفة " يكثر فيها حرف التشاف !
أما ما عدا ذلك فلا فرق ، لا يذكرون مثلا أي كتاب قرأوه ؟؟ لأنهم لم يقرؤوا ، وحتى أنهم لا يملكون في بيتهم مكتبة صغيرة !! ومع ذلك وللحفاظ على "صورة " الرُقي ، فقد غرست الأُم في نفوس صغيريها بأنهم لا يضرطون !! ولربما كان قصدها لا يضرطون علانية وأمام الناس ، لكن الطفلة الصغيرة فهمت الأمر بمعناه الحرفي !! وأتخيل الجهد الذي يفوق الطاقة البشرية والذي بذلته هذه الطفلة لئلا تضرط وتنضم الى صفوف " الهمج والمُتخلفين " !!
ما علينا لو توقف الأمر على عائلة هنا وأُخرى هناك ، لما كانت هناك حاجة لتكريس مقالة عن الضراط !! الذي هو عملية فيزيولوجية هامة للتخلص من الغازات التي تتكون نتيجة عملية الهضم ؟؟!!
لكن وباستعراض الأحزاب السياسية على الساحة العربية ولربما الدولية ، هل هناك أحزاب تعترف بأنها "تضرط "أحيانا ؟؟ على اعتبار أن الضراط العلني هو نقيصة ، خطأ وأمر غير مستحب في ثقافتنا العربية والثقافة العالمية ايضا !!
الإخوان المسلمون ، حزب الايادي المتوضئة ، حزب الطهارة الجسدية والروحية ، فرسان النهار وعُباد الليل ، الذي لا يسعى لشيء سوى اعلاء كلمة الله ، أصحاب الصفات والسلوك الملائكي !! حزب بهذه المُواصفات لا "يضرط" ابدا !!
الأحزاب الشيوعية التي حكمت شرق اوروبا ، "ضرطت" ذات مرة ؟؟ هل "ضرط" قادتها ذات مرة ؟؟ لا والف لا ، فهم مُطهرون معصومون !! يمتلكون روحا وجسدا ، تتميز بأنها ليست من طينة البشر الفانين !!
القادة والزُعماء ، القوميون المُخلدون ، الملوك والرؤساء ، الشرفاء الطاهرون ، الأُمراء والوزراء ، المُختارون المصطفون ، القادة والضباط ، الشُجعان المُرابطون ، قادة الأحزاب والحركات ، العُظماء المُبجلون ، كلهم وغيرهم عن" الضراط" مُنزهون !!
لكن وبالمُقابل هناك من "يضرطون "ويُسمع "لضراطهم" دوي يتردد صداه في ارجاء الكرة الارضية ، ولا يُنكرون ولا يستحون "بالضراط" الذي ينطلق من أدبارهم الواسعة !!
أنهم أولئك الذين يدكون حصون الاستعمار ، الامبريالية والرأسمالية بخطاب ناري !!
أنهم أولئك الذين يُعلنون بأنهم سيسودون العالم بدشاديشهم الميني ، لحاهم الطويلة وشواربهم المحفوفة !!
أنهم أولئك الذين يدعون بأنهم يجلبون الخير للأُمة بثقافة قطع الرؤوس وأكل القلوب البشرية !!
أنهم أولئك الذين "يدافعون " عن الله ، والذين يدافعون عن "الشعب " وهم أبعد ما يكونون عن الله والشعب !!
أيها المُنزهون بأنفسهم وأحزابهم ، من اليسار واليمين ، أنتم مدعوون لنزع التنزيه عن أنفسكم ، والعودة لتكونوا بشرا "يضرطون " !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود ، العرب وصراع الحضارات ..
- أفضل الانفاق ..
- علماني يُؤمن بالخزعبلات ..
- اليسار وأمراض الشيخوخة ...
- من هو الوالد السعيد ؟؟رامان أم خليل .؟!
- شو قصة الخيانة هاي ؟ تعليق على مقال الزميلة سناء بدري ..
- أرض الأحلام ...
- رأي في الحب ..
- بوستات عضو -الهيئة -...
- الجنس :ميكانيكي (غريزي ) أم شُعوري ؟؟!!
- ليالي الكريستال الاوكرانية..
- طوفان الزبالة
- ليلة الكريستال وقوانين نيرنبيرغ
- The ntouchables وصلاة الاستخارة..!!
- المُشترك بين دعاة الاعجاز والنافين له ..تعليق على مقال الاست ...
- رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني
- سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
- الحصار - قصيرة قصيرة
- دمعة حرى وابتسامة متشفية ..!!
- حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - -نحن لا نضرط أبدا ..!!-..