أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد حافظ - قالوا ( لا ) للدستور الأوروبي














المزيد.....

قالوا ( لا ) للدستور الأوروبي


محمد حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قالوا ( لا ) للدستور الأوروبي

بعد تلك الهالة الكبيرة التي اضفوها على الاتحاد الاوروبي ، والدعاية الحثيثة
لاجل ذلك الاتحاد ،وغسل دماغ الفرد في اوروبا بما غلب على ظن صناع السياسة في
تلك البلاد بان النتيجة للتصويب ستكون ايجابية لصالح ذلك الاتحاد ، فوجئ
السياسيون الرأسماليون بقول ( لا ) كبيرة في فرنسا ومن ثم في هولندا ...



ومن قبل هذا التصويت بخلاف مراد الساسة في تلك الدول ، وقف الفرد في البلاد
الرأسمالية ضد الحرب على العراق مع ان العراق بلدا اسلاميا وعند هؤلاء نظرة
سلبية جدا للاسلام واتفاقهم على ضرورة عدم عودته الى الحلبة الدولية يكاد
يكون اجماعا ، فالاكيد انهم لم يقفوا ضد الحرب لاجل التضامن مع المسلمين
الاعداء !!



قد تتعدد الاراء في بيان الاسباب التي جعلت الشعب الفرنسي ، ومن ثم الهولندي
يختارون هذه ال (لا ) ولكني سأسلط الضوء على أمر أراه هو الاقرب للصواب وقد
اكون مخظئا ، ولا ضير في الخطأ ان كان بعد محاولة جادة لفهم الامور ..



أرى والله اعلم ان البون بين الرأسماليين ذوي الاموال والمصالح الكبيرة وبين
الرأسماليين الفقراء قد أخذ بالاتساع ، وان ابن الشارع العادي بدأ يدرك ان
سياسة الرأسماليين ذوي الاملاك الطائلة هي لمصلحتهم الذاتية ومصلحة عائلاتهم
وليست لمصلحة الشعوب وان الشعوب لا ناقة لهم ولا بعيرا في صراع الرأسماليين
العفنيين سادة الدول بل على العكس فقد بدأوا يدركون انهم وقود تلك الصراعات
الدموية بالوكالة الرخيص .


فالافراد الرأسمالييون العاديون حريصون على حياة ، وكثيرون منهم من خلال
الغرائز واشباعها وليس من خلال التفكير يدركون ان الاتحاد الاوروبي تبعاته
مزيد من الازمات لانهم يدركون ان هذا الاتحاد للوقوف في وجة الانفراد
الامريكي في السياسة الدولية . وهذا مؤذن بكثير من الازمات الاقتصادية وربما
الدموية التي ستزيدهم هما وحرمانا وشقاء لصالح الرأسماليين اصحاب الاملاك
الباقين دوما والمنتفعين فعلا .. وهؤلاءيريدون اعيش الدواب والهناء من
منظورهم هو تحصيل اكبر نصيب من المتع الجسدية والحروب والدمار والصراعات
المختلفة تحول دون ذلك .



وهذا بحد ذاته من ارهاصات النصر للامة الاسلامية لانها ستجد دولا مفككة
الحكام فيها لا يعبرون عن مصلحة شعوبهم ، ولو رأى هؤلاء العوام حقيقة الاسلام
انموذجا عمليا مطبقا على الارض يحقق السعادة والطمأنينة الدائمة وان اشباع
الغرائز والحاجات العضوية على هدى من منهج الله وان لا ظلم ولا جبروت ولا
سياسة تعني الكذب والدجل والتضليل الذي يمارسه من يقتل البشر ليصعد على
جماجمهم ويعلوا فوق جثثهم ليزداد غنى وليزدادوا فقرا ان لم يموتوا ...


الفرد الرأسمالي العادي بدأ يدرك غريزيا ان حكامه ليسوا اكثر من أصحاب شركات
رأسمالية لا يهمهم الا ذواتهم وزيادة ارباحم ولو باعوا الافيون وقدموا خدمات
العري والزنا وأحاولا الشعوب جميعا الى متسولين بالجملة ..



ان المقاومة من الطرف الاخر ، وتكاليف الحروب الباهظة التي تقع على عاتق
الفرد العادي بخلاف الحال قبل خمسين عاما مثلا ، جعلت هؤلاء الافراد
الرأسمالييون ، يحسون غريزيا ان لا مصلحة لهم في حروب لا يمكن ان تسوغ تحت
شعارات وطنية او قومية !! ولان الاتحاد الاوروبي هو لصالح دول مستعمرة معينة
تريد اتخاذ هذا الاتحاد تكئة للوقوف في وجه امريكا وتفردها وجبروتها في حين
ان الشعوب تحس ان هذه الصراعات صراعات بين ذوي الاملاك ولصالح الرأسمالي
العفن المتلاعب بالعبيد وشهواتهم وان الخسارة دوما تقع عليهم لا عليه ، بل هي
تزيده ثراء فوق ثراء ، رفض هؤلاء الافراد – حينما سنحت لهم فرصة القول -
دستور الاتحاد الاوروبي .
ليحاولوا ان يحصلوا اكبر نصيب من المتع التي يستطيعون امتصاصها من الفتات
الذي يبقيه لهم اصحاب الاملاك الفلكية .. وان كان بعض افراد منهم يدخلون في
لعبة الموت مجازفة لعلهم يأخذون نصيبا اكبر ، ان كتب لهم البقاء احياء ، ولكن
الاغلبية اختارت عيش الدواب في الحظائر .
فبعد هذا الاستحمار لشعوبهم وبعد هذا الاستعباد من أصحاب رؤوس الاموال لشعوب
تلك البلاد وبعد ظهور كل هذا العوار أيعقل ان من يطالبنا بالاصلاح والتغيير
الامريكي او الاوروبي انسان عاقل او مخلصا لنا ؟؟؟؟؟؟؟؟

نعم المجتمعات بحاجة للاصلاح او لنقل التغيير ولكنه التغيير النهضوي الحضاري
الذي يضمن للانسان حقه بالحياة كبشر كامل الصفات البشرية لا كحيوان يسعى
لاشباع شهواته ولو على حساب اي شيء .



#محمد_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تؤم الناس في الصلاة!؟
- اقتصاد المملكة وتحديات المستقبل
- من هو التالي؟
- ما علاقة الفن والأدب بالاقتصاد والسياسة ؟
- الحــــرية في ميزان العقل
- كذب الرجال ولو صدقوا
- قناة الجزيرة والتصعيد الغير مبرر!؟
- المرأة بين الصورة والعصا
- كتاب المرأة والجنس لنوال السعداوي


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد حافظ - قالوا ( لا ) للدستور الأوروبي