أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف















المزيد.....

المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 07:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف

يأتي الخامس والعشرين من تشرين الثاني من كل عام كيوم عالمي من أجل رفع العنف والتمييز عن المرأة، والذي أقرّته الأمم المتحدة عام/1999/ بإصدارها القرار (54/134) ليكون هذا اليوم حصيلة كفاح الناشطين/ ات تخليداً لذكرى الأخوات ميرابال اللواتي تمّ اغتيالهن بوحشية وبأمر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو عام/1960/
ويعتبر هذا اليوم مناسبة للوقوف على معاناة النساء المتمثلة بأنواع مختلفة ومتعددة من العنف الجسدي والنفسي والمعنوي.... الخ، كما تُعتبر فرصة لحثَّ المسؤولين على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الكفيلة بالاستئصال والقضاء النهائي على ظاهرة العنف ضد المرأة، التي لا زالت الضحية الأساسية لانتهاكات حقوق الإنسان سواء على المستوى العالمي أو الوطني، ذلك أنّ ثُلث نساء العالم على الأقلّ تعرّضن ويتعرّضن يومياً للضرب أو سواه من أشكال سوء المعاملة مرّة في حياتهن، ومن أقاربهن على الغالب.
كما أقرت لجنة الأمم المتحدة للمرأة بتاريخ 15/3/2013 إعلاناً يدعو إلى إنهاء العنف ضد النساء وحمايتهن من التحرش الجنسي والاغتصاب.
وقد عُرِّفَ العنف في الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بأنه:
((أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يُحتمل أن ينجم عنه أذىً أو معاناة جسمية أو جنسية أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحريـة، سواء أوقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.))
وإذا ما أردنا استعراض وضع المرأة السورية بشكل عام، وفي ظل ظروف الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين ونصف بشكل خاص، نجد أنها تعرضت وتتعرض يومياً لعنف مضاعف وفظيع جرّاء ما يجري في البلاد أو في مناطق النزوح واللجوء.
ففي الداخل تُعاني المرأة أشدّ أنواع القهر والعنف بحكم الحرب وما جرّته من نزوح داخلي طال الآلاف ووضعهن في ظروف معيشية قاسية ومريرة من حيث الحاجة إلى مكان يؤويهن وأطفالهن، إضافة إلى تأمين لقمة العيش التي بات تأمينها أمراً صعباً وقاسياً في ظروف اقتصادية مريرة وغلاء يستحيل معه تأمين ما يسد رمق الأطفال منفردات في ظل غياب الرجل الذي استشهد أو اعتقل أو اختطف أو ذهب للقتال، وهذا ما يجعل أولئك النسوة عرضة لمحاولات التحرّش والاغتصاب أو الاستغلال في أعمال وضيعة إن وجدت لا تكفي لوأد الجوع، لذا بات مشهد المرأة بصحبة أطفالها متسولة في الشوارع أمراً عادياً لم يعد يحرّك الضمير أو الوجدان الاجتماعي أو الرسمي، ولا أولئك الداعين لمناهضة العنف ضدّ المرأة.
إن هذا الوضع بشكل عام يقود المرأة إلى اتجاهات مختلفة تعمل على إضعاف موقفها ودورها في الحياة عندما ينشط الزواج المبكر لفتيات لم يبلغن سن النضج بعد أن حُرمن من إكمال تعليمهن بسبب النزوح وتدمير المدارس وخشية الأهل من تعرض الفتاة للاغتصاب أو ما شابه، ومستقبلاً ربما يؤدي هذا الزواج إلى الطلاق الذي ارتفعت نسبته في السنتين الماضيتين إلى مستويات مرعبة حسب المسؤولين والقضاة في المحاكم الشرعية السورية، إذ دفعت الأحداث الجارية العديد من النساء لطلب الطلاق بسبب تباين الموقف السياسي بين الزوجين من تلك الأحداث، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المرير والذي تفشت معه البطالة بعد تسريح العديد من الرجال من أعمالهم وتصدي المرأة لتأمين احتياجات الأسرة ما دفع بالعديد من أولئك الرجال لممارسات ذكورية عنيفة ضدّ المرأة خشية فقدان سلطتهم التقليدية مما فاقم من حدّة المشاكل الموجودة أصلاً ودفع بالمرأة ذاتها إلى طلب الطلاق خلاصاً أخيراً من عنف متعدد الأشكال والاتجاهات.
كما لا يفوتنا أنواع أخرى من العنف الروحي والنفسي تُعانيه المرأة السورية بحكم الحرب ألا وهو فقدان الأحبة من أبناء وأخوة وزوج ذهبوا ضحية ما يجري قتلاً أو خطفاً أو اعتقالاً، لذا تراها دائمة القلق والتوتر على مصير أولئك الرجال، حيرى بين واجب يتطلب منها تشجيعهم والصمود أمامهم، وعاطفة تغتال كيانها فتعصف بمشاعرها وأمومتها الممزوجة أبداً بالفخر حيناً، والحزن حيناً آخر. فكم من أمّ ثكلى على مساحة سوريا فُجعت بفلذة كبدها من أجل الوطن، تجدها تائهة بين تناقضات مشاعرها وأمومتها، وبين محبة الوطن وحمايته، وكم من زوجة فقدت زوجها لتجد نفسها(وربما صغيرة السن) مسؤولة عن أسرة بكافة احتياجاتها النفسية والعاطفية والمالية.
أيضاً لا يمكن إغفال ما تتعرض له المرأة عندما تنخرط بالعمل السياسي الذي يقودها للاعتقال أو حالات أخرى تجعلها مثار انتقادات اجتماعية ترفض ممارسة المرأة لهذا النشاط في الحالات الطبيعية، فكيف سيكون الوضع في الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد...؟ ورغم ذلك تجد الكثير من النساء اللواتي لا يُعرن اهتماماً لكل تلك الانتقادات أو الرفض الاجتماعي أمام رغبتهن وإيمانهن العميق بضرورة المشاركة في الحياة السياسية من أجل النهوض بالحياة الإنسانية عموماً.
أما ما تتعرض له المرأة في بلدان النزوح واللجوء فهو أكثر فظاعة وقهراً حين راج استغلال النساء جنسياً تحت مسميات عدة كزواج السترة وما شابه، إضافة إلى الاتجار بالفتيات عبر شبكات دولية تعمل في الأوساط السورية النازحة من بلاد الحرب بقصد الإيقاع بأكبر عدد ممكن من القاصرات اللواتي يتمّ استقدامهن من مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان، ليتمّ تحويلهن إلى إحدى دول الخليج للعمل في مجال الدعارة.
فقد ذكرت صحيفة" ديلي تليغراف" البريطانية أواخر كانون الثاني الماضي في تقرير لها أن نساء وفتيات سوريات لا تتجاوز أعمارهن/14 عاماً/ يُعرضن للبيع وللزواج القسري أو البغاء بعد أن يُصبحن لاجئات. مبيّناً أن المئات من اللاجئات السوريات في الأردن تأثرّن بهذه التجارة غير الرسمية، حيث يقوم الرجال الطامعون بهن باستخدام عملاء كمدخل لاستخدامهن لأغراض الجنس مقابل المال. وأضافت الصحيفة أن هذه الممارسات تتم غالباً تحت ستار الزواج المؤقت الذي يستمر بضعة أيام أو حتى ساعات مقابل دفع مهور للاجئات.
كما لا ننسى استغلال النساء والفتيات السوريات في تلك البلدان من أجل العمل كخادمات مقابل أجر زهيد لا يكاد يسد رمق الجوع والمرض من خلال إعلانات ذاع صيتها ترغب بالسوريات تحديداً في محاولة للإمعان في إذلالهن واستغلال ظروفهن القاسية في العديد من تلك البلدان.
هذا بعضٌ مما تتعرض له نساء سوريا منذ أكثر من عامين حيث تُعتبر المرأة الكائن الأضعف من جهة، والذي يُمثّل شرف العائلة من جهة أخرى، فيكون العقاب والانتقام بانتهاك الجسد والشرف معاً.
إنه بامتياز انتهاك لحقوق الإنسان ولكل المواثيق الدولية، باعتباره اتجار بالبشر والرقيق الأبيض في زمن التشدّق الدولي والمنظمات الدولية بحماية المرأة وصون حقوقها، فأين هذه المنظمات مما تتعرض له المرأة السورية في الداخل والخارج..؟ وإلى أيّ حد يُعتبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وإعلان لجنة الأمم المتحدة أعلاه إيجابياً وفعّالاً تجاه السوريات وما يُعانينه من اغتصاب وقتل وتهجير وانتهاك لحقوقهن وكرامتهن الإنسانية.؟
وكيف لنا نحن السوريات أن نُحيي هذا اليوم في ظل كل هذه الانتهاكات اليومية بحق النساء السوريات في الداخل والخارج دون أن يرفّ جفن أو يتحرك ضمير إنساني عالمي أو محلي..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قذائف بعيدة المدى لسوريا وأطفالها
- الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية
- المرأة العربية في الدين والمجتمع
- طلاب وتلاميذ سوريا في مهب الريح
- هل بات العنف سمة المجتمع السوري اليوم.؟
- المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات ...
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...
- الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ...


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف