أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التقدمي كإقطاعي














المزيد.....

التقدمي كإقطاعي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 07:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ازهرتْ فيروز غناءً، ملأتْ الساحات حباً، لكن التقدمي التنويري لم ير أنها أكملتْ الرسالة، فلم تستطعْ أن تنقدَ التجارَ الظالمين في المدينة، وتلك مشكلةٌ ثقافية وسياسية مركبة، فأدواتُ الرحابنة الفنية مضيئةٌ نقدية شعرية نقدت ظروفَ الضيعة وتخلفها وهيمنة رجال الدين فيها، فهذه هي مهمة جليلة واقعية.
التقدمي التنويري لم يكملْ رسالةَ جبران خليل جبران في نقده للمسيطرين على الكهنوت، فذلك الصوفي تمكنَّ من تعريةِ ذئاب المعبد، وجلجلتْ سطورُهُ حروفاً من نار فوق كوكب الشرق المعتم من الأرديةِ السوداء والدموع!
لماذا يخاف التقدمي من الملالي والكهوف والنجوم التي تديرُ مصائرَ البشر ظلماً في الإعالي؟!
سوف ينقدُ التجارَ والرأسمالية لكنه يرتعب من نقد كهنة المعبد، ثمة ظلماتٌ في نفسه تدفعه للهروب بعيداً، ونقد الرأسمالية (المجرمة) يدفعه إلى إعلاء شأن الحكومات المالكة للمناجم والعبودية الحديثة العامة، فهي تقدمُ أجوراً من قبض الريح، وتحيل امبراطوريات الشرق الغنية إلى ممالك لسيطرات النخب.
حينئذٍ سوف يسكت، لأن الاشتراكية غدت مرتعاً للصوص الدين والبنوك.
لم يستطع أن يساعد فيروز في نقدها للضيعة والمسيطرين عليها، لم تملك فيروز أدوات المادية التاريخية، لم تفهم أن الضيعةَ يحكمها إقطاعُ الأرض والسياسة، وأن قصصَ الحب لا تزدهر مع سيطرتهما، وأن الفِرقَ الطائفية سوف تُغرقُ الأرضَ والمدينة في القتل والدماء، وستظلُّ تغني للحب الحالم الرومانسي، الذي سوف يزدهر في الأشرطة والاسطوانات، لا في الشوارع والمدن والقرى.
سيظهر القتلةُ في الأحزاب، سيُعمدُ رجالُ الدين السفاحين ويطلقونهم في الأرض لينشروا الرعبَ والمجازر، لن يعصم الجبل أحداً من طوفانهم المدمر.
كلمات الرحابنة وجبران مشنوقة على التلال، والجنوب الذي يكّون المقاتلين سيرتد ليكون المجرمين والمجانين، ليصنعوا حروب القتل الكبرى.
منذ أن توقف التنويري التقدمي عن تطوير جبران ولم يعانق محبته ورسالته الصوفية الديمقراطية الغيبية ويحيلها إلى وعي نقدي للدين ولرجال الإقطاع، كما في (الأجنحة المتكسرة) وتنامت الأشباحُ الدينية الناشئة منذ طفولته المريضة وجعلته يهرب للخارج، للاشتراكية، للمقاومة، للهجوم الواسع الكثيف الماحق ضد الاستعمار، لكنه سوف يُصاب بالذعر لأي نقد للملا الطيب الذي يسرقُ حليبَ الأطفال.
سيهاجم الأمبريالية والقواعد العدوانية ويحيي كوبا الصامدة ويدين المؤامرة على جنرال التسلط في بنما، ويرحب بعودة اليسار الذي يغازل اليمين.
تُقطع الصلاتُ بين فيروز والتقدمي لتكون تنويرية ما لم تتطور وتغرزْ أدوات تحليلِها في البُنى الاجتماعية الصراعية، وتقدمية تراجعت عن مهماتها التحليلية النقدية في قراها وبلداتها ومدنها، وثمة مذاهبٌ في مدن تجارية أيدت الصرافة والفائدة ولم تدعم الإصلاح الزراعي، ولم تتحالف مع القوى الاجتماعية الريفية لتغيير مشترك يضم المدينة والقرية، وتم ترك الأشكال المتخلفة من الوعي والعلاقات الاقتصادية الاجتماعية تتسع وتسيطر وتطيح بالأزهار المضيئة للرحابنة وخليل (الكافر) الجبراني.
ثم ظهرت أجيالٌ أمية فنياً وسياسياً، تمشي في زفات الموت، تسمع الشعارات وتطلق الهتافات والنار.
الطفل التقدمي الخائف من العفاريت والجلد وعصي المعلمين والملالي سيكره المدينة مركز الشر والعلاقات الرأسمالية، والحريات، والتطور التنويري، ويحب القرية حيث السلام والعلاقات القديمة، وامرأة البيت الخرافية، لا يخرج من كهفه بسهولة، رغم أن القرية والمدينة تُدمران وتحترقان من قوى الحرب والكراهية!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التقدمي كإقطاعي