أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - بعض ملامح مملكة الحرية - مجتمع المستقبل















المزيد.....

بعض ملامح مملكة الحرية - مجتمع المستقبل


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 1221 - 2005 / 6 / 7 - 10:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد صرّح بوتين قبل فترة بأن انهيار الإتحاد السوفييتي أكبر مأساة جيوسياسية في القرن العشرين، وبوّدي أن أؤكد هذا وأضيف ، لا شك بأن انهيار الاتحاد السوفييتي وما سُمّي بالمنظومة الإشتراكية، يعتبر من أكثر المشاهد المأساوية والتراجيدية التي مرت بها الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن الذي حصل لم يهبط من السماء، ولم يحدث لأن القمة في الكرملين وصل إليها رجل واحد إسمه "ميخائيل غورباتشوف"، فالتحولات الكبرى في التاريخ لا تحدث بأسلوب مفاجئ بين عشية ٍ وضحاها، وإنما تحدث هذه التحولات بقوانين التطور ذاتها، تغييرات كمية تتراكم بعضها مع بعض، ويحدث تراكمها تفاعلات تؤدي في لحظة من اللحظات الى تغيير كيفي يبدو فوريًا وليس هو كذلك في حقيقته.

إن صدمة النصف الثاني من عام 1989 جعلت الملايين من الناس، تواجه حيرة تاريخيه كبرى، شعرت فجأة بفراغ كبير، فالخسارة ليست خسارة معركة وإنما سقوط نظام سمي زورًاً بالنظام الإشتراكي، إن الخطأ التاريخي الكبير الذي ارتكبه قادة الحركة الشيوعية العالمية هو أنهم جعلوا من "الاشتراكية" "نظاماً قائما في الواقع"؟، وذلك لأنه طبقا للديالكتيك الماركسي، فإن كل نظام يولّد نقيضة الذي ينفيه، وليس ثمة ما يجنب النظام الاشتراكي المشوه بالستالينية، والذي كان مليئا بالتناقضات، من قوى تعمل على نفيه من داخله، إلا إذا اعتبرنا النظام، على عادة بيانات المكاتب السياسية، نظاما إنتهت في داخله التناقضات. ولم يفهم القادة الشيوعيون أيضا ً حقيقة أن الإيديولوجية تنتصر داخل المجتمع وليس داخل النظام . وإستمرار حمل صور ستالين لهي دليل على أن البعض لم يفهم بعد أبسط أمور الديالكتيك الماركسي ومجريات ما حصل .

ولذلك نرى بعض القادة يقول وبعد فوات الأوان بأننا ضُللنا وضللنا.
الخطوة الأولى لإعادة الاعتبار إلى الإشتراكية العلمية تبدأ بإنقاذها من الأكذوبة الذي يقدمها النظام عن نفسه، أي تحريرها من أن تكون غذاءا للنظام الفاسد أي تحريرها من أن تكون وصفة يعثر عليها في الكتب.
مشكلة النظام السوفييتي بدأت منذ انتصار ثورة اكتوبر، لأن الشروط المادية للثورة الإجتماعية هي الدرجة العالية لتطور القوى المنتجة، وتجمع البروليتارية وتكوين الطبقة العاملة الثورية، في روسيا القيصرية اكتمل الشرط الثاني، طبقة عاملة ثورية، ولم يكتمل الشرط الأول (المقصود الدرجة العالية لتطور القوى المنتجة). وهذا ساعد في فشل البناء الإشتراكي، الذي كان يعاني من البيروقراطية والفساد وسلطة الفرد المطلقة، في تنافسه مع النظام الرأسمالي المتطور في أمريكا وأوروبا. قال لينين "لا يمكن للمجتمع الإشتراكي أن ينتصر إلا إذا أصبحت إنتاجية المجتمع الاشتراكي ضعفي إنتاجية المجتمع الرأسمالي"، ولا بد هنا من أن أذكر بأن لينين نفسه في آخر أيام حياته عام 1923-1922 عندما رآى عدم نجاعة وسرعة التطور الاقتصادي طرح فكرة إعادة البناء وكان أول من استعمل كلمة بيرسترويكا ودفع شعار "الاشتراكية المتطورة تعني إقامة التعاونيات المتطورة" ولكن كل هذه الإجتهادات قضي عليها خلال فترة سيطرة ستالين الفردية على السلطة. وفي الواقع إقتصاد الأوامر حدد الطبيعية القمعية للنظام كله، من دون أن يمنح العمال أي شعور جماعي بالملكية.

وإذا كان لا بد للمرء من أن يتحدث عن الثورة المضادة، فإن الستالينية بكل أشكالها في الماضي والحاضر والمستقبل هي الثورة المضادة الوحيدة للاشتراكية.
وإذا ما بدت الاشتراكية، بل وحتى أفكار العدالة الاجتماعية التي تمثل طموح البشرية منذ مئات السنين منبوذة الآن وخرساء، أمام الهجمة الشرسة للرأسمالية العالمية، فذلك لأن كهنة الخطيئة المطلقة شوهوا سمعتها، بعد أن وضعوا أغلالهم في عنقها.
لم يقتل أحد ماركس غير بعض الناطقين باسمه ولم تحصل الرأسمالية على شهادة حسن سلوك أفضل من الشهادة التي قدمها لها اشتراكيو اليأس.

إن انهيار الإشتراكية لم يتم لضعف في إيمان الناس بالعدالة الإجتماعية، وإنما لأن آلية عمل النظام الحزبي الستاليني نفسه عرضته للتصدّع.
وأي ثورة إجتماعية لا يمكن أن تنجح بدون تغيير جماعي لوعي الناس. من هنا فالثورة ضرورية ليس فقط لتغيير حياة الناس ولكن أيضاً لتغيير ذوات الناس القائمين بالثورة. وهذا لم يحصل في روسيا "الإشتراكية"، لأنه حتى بعد 70 سنة من النظام "الإشتراكي"، وكنتيجة لأسباب كثيرة، ولكن أهمها الفشل الإقتصادي وشعور الإنسان بالغربة والتهميش، لم يفلح النظام في خلق إنسان من نوع جديد آخر يحمل الفكر الإنساني الدمقراطي الثوري ويدافع عنه حتى النهاية، ولذلك رأينا الحزب الذي كان عدد أعضائه ما يقارب العشرين مليون عضو يزاح من السلطة بسهولة مذهلة، وهذا أيضا نتيجة لتغيب الدموقراطية الحقيقية داخل الحزب، ولتغيب دور الحزب وتقزيمه على يد البيروقراطيين، والقيادات الحزبية الفاسدة. (يلتسين وأشكاله لم يستورد من الولايات المتحدة، ولكن وصل إلى مركز عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي وفي إحدى المراحل كان من أصدقاء غورباتشوف).

أريد أن أتوقف عند هذا الحد بالنسبة لهذا الموضوع، ولكن ملخص الكلام ان انهيار النظام الإشتراكي لم يحدث فجأة ً ، ولكن أسباب هذا الإنهيار تراكمت على مدى سنين كثيرة، إلى أن كانت هذه النهاية التي لم يكن يتصورها أو يرغب أن يراها الكثير من الشعوب المضطهدة والحركات الثورية، وقادة الأحزاب الشيوعية في العالم.
ولكن يطرح السؤال هل الرأسمالية هي نهاية تطور المجتمع الإنساني؟ وهل فشل التجربة السوفييتية، والأصح تسميتها بالتجربة الستالينية، في بناء المجتمع، الاشتراكية تعني نهاية المطاف؟ بالطبع لا يمكن تصور ذلك، ومن هنا يطرح الكثير من التساؤلات حول ملامح مستقبل المجتمع الإنساني .

النظر لمستقبل المجتمع الإنساني يحتم علينا أن نرى المقدمات والمتغيرات المادية والثقافية والفكرية المتكونة في المجتمع الرأسمالي.

لقد كتب لينين يقول "لا يوجد لدى ماركس أي ظل لمحاولة تأليف طوباويات أو التكهن الفارغ فيما يتعلّق بما لا يمكن معرفته" .

وحتى ماركس نفسه قال "إننا لا نستطيع حل أي معادلة لا تحتوي في معطياتها على عناصر حلها".

وكتب إنجلز يقول "مفهومنا للتاريخ هو قبل كل شيء مرشد للدراسة" .

أي ليس عقيدة جامدة وإنما منهج للدراسة . ولذلك من الممكن فقط التنبؤ بالملامح الرئيسية وتحديد الأطر العامة للمستقبل .

ما يميز المجتمع الرأسمالي المتطور الثورة العلمية الضخمة التي جعلت من عوامل مركبات القوة- المال، والقوة العسكرية والثورة العلمية-الرأسمالية بيد الطبقة العابرة والشركات للقادات. الآن القوى المنتجة الموجودة لا حدود لها، وتطور العلوم لا نهائي أيضاً .

إن تطور القوى المنتجة يقود بالضرورة إلى تقليص مدة العمل، وهذه القدرة الإنتاجية، التي لا حد لها إذا إستخدمت بوعي وفي صالح الجميع، تمكن من تقليص ساعات العمل، وفي نفس الوقت تسمح بإنتاج كميات كبيرة من السلع والإحتياجات المادية للإنسان ، ولكن إذا نظرنا إلى ما يجري في عالمنا المعاصر نرى هناك حتى داخل المجتمع الرأسمالي الأكثر تطورا ً ، غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع ، عشرات الملايين يعانون من الفقر والبطالة ، وإلى جانب هذا أيضا ً العشرات من الدول الفقيرة . ففي عالم اليوم أكثر من مليار إنسان يعاني من الجوع، ومئات آلاف الأطفال في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يموتون نتيجة لأمراض بسيطة من السهل علاجها لو وجدت في تلك الدول خدمات طبية أولية .

فرغم النجاح الإقتصادي الذي حققته الرأسمالية والفاعلية التي أظهرتها بالمقارنة مع النمط الستاليني في بناء الإشتراكية، فإنها شطرت العالم بشكل أكثر حدة وقسوة وبشاعة إلى عالمين عالم الغنى وعالم الفقر والتخلّف وفي داخل المجتمع الرأسمالي تنحدر فئات كثيرة نحو قعر المجتمع الرأسمالي وملايين العاطلين عن العمل في المجتمعات الرأسمالية الأكثر تقدما ، في ألمانيا الموحدّة يزيد عدد العاطلين عن العمل على خمسة ملايين إنسان، وأكثر من نصف مليون إنسان من دون سكن يعيشون في الشوارع. وفي الولايات المتحدة الأمريكية تشكل البطالة حالة جماهيرية ويعيش أكثر من 45 مليون إنسان في حافة الفقر، و 30 مليون إنسان بدون تأمين صحي، وعدد المشرّدين يزيد على 3 ملايين إنسان. والوضع في البلدان الرأسمالية الأخرى ليس أفضل.

ومع ذلك فإن الرفاه الذي حققه الغرب كان على حساب البلدان النامية الغارقة أكثر فأكثر في الفقر والتخلف والحروب، وتعاني من أنظمة دكتاتورية تدعمها الرأسمالية العالمية .
وحديث أمريكا عن الدمقراطية في الشرق الأوسط ما هو إلا ديماغوغية مفلسة ، فالهدف الأساسي هو السيطرة على خيرات هذه المنطقة. فالدمقراطية لا تقام عبر الصواريخ العابرة للقارات ولا عن طريق الاحتلال.
لقد دعمت الرأسمالية العالمية، التي تدعي الدمقراطية ، والدفاع عن حقوق الإنسان، الأنظمة الأكثر تخلفًا وهي في الأغلب أنظمة قبلية إقطاعية أو دكتاتورية تمارس أبشع أشكال التنكيل والقمع ضد شعوبها .
هذه هي الإزدواجية الأخلاقية للرأسمالية العالمية .

في عصرنا الحاضر ينتشر ويتطور إقتصاد ما يمكن تسميته بإقتصاد المعرفة والإتصال، وهذا دفع إقتصاد الدول المتطورة لتنافس عالمي مخيف .
وفشل إقتصاد إحدى الدول يؤدي إلى زلزال في الإقتصاد العالمي . يكفي أن نذكر ما جرى لإقتصاد تايلند قبل فترة وجيزة ، عندما إندفعت الدول المجاورة وخاصة ً اليابان ، والبنك الدولي لتقديم الدعم بمليارات الدولارات لإنقاذ هذا الإقتصاد .
وإن لم يفعلوا ذلك لكان أثر سلبا ً على مجمل النمو الإقتصادي في جنوب شرق آسيا . قبل عدة سنوات فقط ، البنك المركزي في اليابان كان يستطيع أن يؤثر على نسبة تداول اليّن بالدولار عن طريق شراء أو بيع 16 مليار دولار . اليوم هذا المبلغ يثير الضحك، الآن في يوم واحد فقط يتم تبادل عملات أجنبية بمبلغ يقارب ألـ 200 مليار دولار ، في بورصة لندن ، نيويورك وطوكيو ، وتريليون دولار في أسبوع واحد .

أمام هذا الواقع دور البنوك المركزية وحتى الكبيرة منها أصبح دورًا محدودًا .
ولذلك نسمع في الفترة الأخيرة أصواتا تطالب بتنظيمات مالية فوق دولية ونجحت أوروبا في الفترة الأخيرة ، وتتعامل اليوم بعملة واحدة اليورو .

بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من القضايا التي تتراكم والتي لا يمكن حلها على مستوى أمة أو دولة واحدة ، مثل الهجرة السكانية ، تلوث البيئة ، البطالة ، الخدمات الطبية ، السكن ، سباق التسلّح ، الحروب المحلية وغيرها وغيرها .

لذلك فالثورة الإجتماعية القادمة لن تكون نتيجة وضعية خاصة بالأمة الأمريكية أو الإنجليزية أو أي أمة أخرى ، وإنما ستكون نتيجة حتمية لا مفر منها، ناجمة عن المقدمات الكامنة في المجتمع الرأسمالي. سيكون لدينا طابع أممي لتحول المجتمع المقبل ، وهذه الفكرة كانت موجودة عملياً عند جميع أو معظم الطوباويين ، السابقين لماركس ولكن الماركسية ثبتتها ، كنظرية علمية توضح التطور الجدلي للمجتمع الإنساني .

في مقابلة صحفية عام 1893 أي قبل وفاته بسنتين قال إنجلس عندما سئل عن الهدف النهائي الذي يضعه الإشتراكيون الألمان لأنفسهم، أجاب إنجلس "ليس لدينا هدف نهائي، إننا أنصار التطور الدائم والمستمر، ولسنا نرغب في أن نفرض على الإنسانية أي قوانين نهائية، أما عن الآراء المعدّة سلفا حول تفاصيل تنظيم المجتمع المقبل ، فلا تأملوا أن تجدوا لدينا حتى مجرد الإشارة إليها.
سنكون راضين إذا أفلحنا في نقل وسائل الإنتاج إلى أيدي المجتمع كلّه" .

من هنا نصل إلى ثلاثة خطوط عامة للتطور المستقبلي للمجتمع الإنساني، وهي:
1) مفهوم التطور المستمر للمجتمع الإنساني .
2) الرفض المبدئي لأية محاولات إيجاد حلول جامدة معينة لقضايا التطور المقبل .
3) الرفض المبدئي للتفصيل ، أكثر من اللازم في التصورات عن مجتمع المستقبل .

عملية التطور في المجتمع هي عملية تغييرات مترابطة لجميع جوانبه الثقافية، الإجتماعية، السياسية، الفلسفية والأخلاقية ، على أساس تغيير جانبه المحدد ألا وهو الإنتاج المادي .

كما أنه لا يمكن رؤية المستقبل بدون فهم وإدراك قوانين الجدل الأساسية، قانون وحدة وصراع الأضداد ، قانون تحوّل الكمية إلى نوعية ، وقانون نفي النفي .

فالقانون الأول يسمح برؤية الزوال "الخلع" في المستقبل لكلا جانبي التناقض المتضادين البرجوازية والبروليتاريه، المدينة والقرية ، العمل الفكري والعضلي ، المساواة واللامساواة ، الأنانية والتضحية بالنفس إلخ إلخ ، إذ أن هذه الظواهر المتعارضة يوجب بعضها بالتبادل .

أما القانون الثاني يؤكد كل تطور يجب أن يؤدي لا محالة مبكرا أو متأخرا إلى تغير نوعي للظاهرة المتطورة ، وإلى تحويل عملية التطور إلى مجال آخر .
بمعنى أن كل عملية التطور لا تستطيع بشكلها الراهن أن تستمر إلى ما لا نهاية ولهذا فلا يمكن أن تسحب هذا الإتجاه التطوري أو ذاك بدون حدود إلى ما لا نهاية في المستقبل .

أما القانون الثالث فيسمح لنا برؤية إنبعاث وتركيب في المستقبل ، وبمستوى تطور جديد مبدئيا ، لبعض الظواهر الإيجابية والثورية مثل إقامة الملكية العامة لوسائل الإنتاج ، زوال البناء الفوقي السياسي وتغلب الإنسان على غربته ، وسيجري تغيير نوعي لدور الوعي الإجتماعي كنتيجة للتطور التاريخي في التأثير المتبادل بين الوجود الإجتماعي والوعي الإجتماعي وسيصبح التطور الحر للإنسان هو الهدف النهائي للتحول في مجتمع المستقبل .

من هنا تستطيع الرأسمالية أن تقيم الآن مهرجانات نصرها ، ولكن هذا لا يلغي حقيقة الأزمة التي تواجهها البشرية ، وهي أزمة إقتصادية وسياسية وأخلاقية وروحية وإيكولوجية وصحية في الوقت نفسه ، تتطلب نظاما شاملا للعالم كله يقوم على الحرية والعدالة الإجتماعية ويقضي على الفجوة الحضارية بين الأمم . وهذا بالذات تعجز الرأسمالية كنظام إقتصادي عالمي على تحقيقه .

إن سقوط الإشتراكية الستالينية لم يجعلنا أكثر بعدا عن مملكة الحرية – الفردوس ، وربما العكس هو الصحيح . فالنصر الحقيقي للإشتراكية تحولها من نظام له كهنته وطقوسه إلى طريق مفتوح أمام الإنسانية ، إلى الحياة .
فماركس أعطى صورة عامة عن مجتمع المستقبل ، حيث تمثل الشيوعية في نظره قفزة البشرية من مملكة الضرورة الى مملكة الحرية .

إن حلم مملكة الحرية هو حلم إجتماعي قبل كل شيء ، ولذلك أية إعادة إعتبار للإشتراكية ينبغي أن نبدأ بنقدها وقبل كل شيء بتحريرها من التشويه الذي لحق بها بصورة خاصة منذ عهد ستالين ، حيث تحولت من فلسفة إنسانية إلى فلسفة للثورة المضادة .

هذه هي الملامح الأساسية لمجتمع المستقبل بناءا على التحليل الجدلي المادي لوقائع واتجاهات تطوّر الواقع البرجوازي الرأسمالي الموجود . وهذه العملية طبيعية وموضوعية .




فالرأسمالية ستنجز القاعدة المادية – التكنيكية – العلمية لإحداث القفزة من مملكة الضرورة إلى مملكة الحرية كما قال ماركس . وفي النهاية جوهر التطور التاريخي يرتبط بالحرية وتغلب الننسان على غربته .

المراجع:
ماركس إنجلس - بصدد الثورة الاشتراكية
روجيه جارودي - كيف صنعنا القرن العشرين.
بغاتوريا - إنجلس والمجتمع الشيوعي .

(كفر ياسيف)



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - بعض ملامح مملكة الحرية - مجتمع المستقبل