أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهر العامري - المالكي في أمريكا !














المزيد.....

المالكي في أمريكا !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أيام قلائل كنت أصغي السمع لأحمد الجلبي ، وهو يدلي بأخبار منقولة له من طرف أمريكي مطلع عن زيارة المالكي الأخيرة لأمريكا ، وذلك من خلال لقاء معه على قناة البغدادية ، وفي برنامج " حوار عراقي " .
ضمت الزيارة تلك عددا من المرافقين له ناف على الثلاثين رجلا ، جلهم أعضاء في الحكومة والبرلمان ، وكان هدف الزيارة تلك هو طلب المزيد من المساعدات العسكرية من الجانب الأمريكي ، أو تلك التي تخص المجالات الأمنية ، وذلك من أجل مواجهة العمليات المسلحة التي تدور رحاها في شوارع العراق ، ويبدو ، وعلى ذمة الجلبي ، أن المالكي لم يحصل على شيء مما أراد ، وبدلا من ذلك فقد تعرض الى حملة نقد جارح من أصحاب الدوائر الأمريكية الذين التقاهم ، خاصة نائب الرئيس الامريكي ، جون بايدن الذي أتهم المالكي بالفشل على جميع الصعد ، أو الرئيس الأمريكي ، باراك أوباما ، الذي لم يسمح إلا لشخص واحد من الثلاثين بمرافقة المالكي عند مقابلته له ، والتي دامت على مدى سبع عشرة دقيقة لا غير ، تعرض فيها المالكي الى تأنيب من قبل الرئيس الأمريكي حين حثه على تعديل سلوكه مع شركائه في الحكم ، وقد حرص الرئيس الأمريكي ، وعلى ذمة الجلبي كذلك ، على عدم النهوض له حين أراد المالكي توديعه .
هذا الجفاء الواضح الذي تعرض له المالكي من قبل الإدارة الامريكية هو الذي دفعه الى قطع زيارته على ما بيدو ، وتوجهه الى الفندق الذي يقيم فيه هو والوفد المرافق له ، ومن هناك أرادوا حمل حقائبهم متوجهين الى المطار حيث تجثو طائرتهم الخاصة على أرضه ، لكن إدارة الفندق ، وعلى ذمة الجلبي مرة ثالثة، اعترضتهم قائلة : هاتوا أجور مبيتكم في الفندق !
لقد اضطر المالكي ومرافقوه أخيرا على الى دفع تلك الأجور رغم أنهم حضروا بدعوة رسمية من قبل الحكومة الأمريكية . وأضيف أنا الى ذلك أن المالكي حين توجه الى روسيا في زيارة رسمية سابقة له أسكن في فندق متواضع ، يسكن فيه الكثير من العراقيين الذهابين كسياح الى العاصمة موسكو ، وعلى العكس من ذلك فقد أسكن الزعيم الكردي العراقي ، مسعود برزاني ، في دار ضيافة من قصور الكرملين الشهيرة ، مثلما أخبرني صديق عن ذلك .
حكاية المالكي ووفده هذه ذكرتني بحكاية أخرى رواها الرحالة الإنجليزية ولفريد ثيسجر في كتابه : عرب الأهوار ، نقلها هو عن صحين شيخ عشيرة الفريجات ، وقمت أنا بترجمتها عن اللغة الإنجليزية في كتابي : عرب الأهوار ، الضيف والشاهد .
فعن صحين رئيس عشيرة الفريجات ذاك ينقل ولفريد ثيسجر فيكتب : ( حدثنا صحين إنّه قبل سنوات قليلة زار ثلاثة من معدان الجبور ، وهم أهل قرية على مقربة من عشيرتهم ، مدينة البصرة ، وكانوا شبابا ، ولم يكن أحد منهم قد غادر الأهوار من قبل ، ساروا في الشارع الرئيس من المدينة مذهولين ، مرعبين ، فهم لا يعرفون أحدا فيها ، وقد كانوا جياعا يفتشون عن مضيف ، فجأة صاح رجل مرح ، ذو بطن كبيرة وسمينة ، كان يقف خارج بيت في زقاق: مرحبا ، ألف مرحب ، تعالوا ، من هنا الطريق ، ثمّ قادهم الى غرفة كبيرة حيث كان عدد من الناس جالسين على الكراسي ، يأكلون على طاولات صغيرة.
-;-
:- احسبوا أنفسكم في بيوتكم ! ماذا تريدون أن أقدم لكم ؟ مرق، خضار، سمك، لحم ، حلويات ؟ أتريدون شربتا ؟ قولوا فقط ، وسأجلب لكم ايّ شيء تأمرون به ! مرحباً، مرحبا ! 
-;-لقد أعتقد الشبان الثلاثة أنّ هذه طريقة في تصرف غريب ، فمن كان قد سمع مضيفا يسأل ضيوفه عمّا يريدون من أكل ؟ إنّه ودود ، وهذا يدلّ بوضوح كيف يتصرف الناس المتمدنون.
:
-;-- نحن نريد كلّ ما ذكرت.

-;-- حسناً ، حسنا ، مرق ، وسمك ، وخضار، ودجاج ، أهذا فقط ؟ وطبعاً حلويات وشربت كشراب ، دقيقة بالتمام إن سمحتم.
-;-
واحد من المعدان التفت للآخرين قائلا : والله إنّ رجال المدن طيبون ، أين تجدون مثل هذه الضيافة في الأهوار ؟ ماذا يقصد آباؤنا حين كانوا يحذروننا من أن رجال المدن أرذال؟
-;-
عاد مضيفهم حاملا عددا من صحون الطعام التي غطت الطاولة بعد ذلك ، ثمّ جلب الماء لغسل أيديهم ،
-;- لكنهم لم يسمحوا له بسكب الماء على أيديهم ، بعدها قال: هيا ، تفضلوا، كلوا ، احسبوا أنفسكم في بيوتكم ، أبداً ، لم يكونوا قد تناولوا مثل هذه الوجبة من الطعام. لقد أكلوا ثم أكلوا.
-;-
:- دعوني أجلب لكم مزيدا من المرق ، مزيدا من الدجاج !
-;-
:- شكراً لك ، شكرا لك ، أيّ رجل هذا ؟ إنّه يقدم الكثير من الأكل!

-;-وأخيراً أقنعوه بأنهم شبعوا ، وبعد أن غسلوا أيديهم جلب لهم القهوة والشاي ، بعدها نهضوا منصرفين ، قائلين للرجل : اللّه يجازيك.
-;-
:- قفوا ، انتظروا دقيقة ، الله يجازيكم أنتم ، أين فلوسي ؟ ديناران ذلك هو حقي.
-;-
:- ماذا تقصد ؟ هل لديك فلوس عندنا ؟ هذا هو مضيفك ، وأنت دعوتنا
للدخول إليه ، حين كنا مارين به.
-;-
:- كلاب ، أعطوني مالي ، معدان ، كلاب ، لصوص ، انتظروا حتى أخبر الشرطة.

-;-لقد أجبروا على دفع دينار ونصف في نهاية الأمر ، ولم يتبقَ لديهم من المال ما يركبون به السيارة ، ولذا عادوا سيرا على الأقدام حتى مدينة القرنة.)
انتهت حكاية صحين عند هذا الحد ، ولي أن اقول : إنه لو لم يكن مع المالكي والوفد المرافق طائرة خاصة ، ثمنها وهو أموال فقراء العراق ، لكانوا قد ساروا على الأقدام من واشنطن الى قضاء طويريج ، حالهم في ذلك حال معدان الجبور الذين ساروا على أقدامهم من البصرة الى قضاء القرنة !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارستوقراطيون هم قتلة الحسين !
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (3)
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (2)
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (1)
- انهيار ركن من أركان - الشرق الأوسط الجديد -
- المتدينون والاستبداد الديني
- انحسار وباء انفلونزا الاخوان !
- الجزائر : عين ميناس ومختار الأعور ! (2)
- الجزائر : عين ميناس ومختار الأعور ! (1)
- نقمة الامطار في العراق
- سقوط الاخوان في مصر
- القذافي حيّا !
- وما أدراك ما لندن ! (4 )
- وما أدراك ما لندن ! (3 )
- وما أدراك ما لندن ! (2 )
- وما أدراك ما لندن ( 1 ) !
- الطبقات والصراع الطبقي
- حال المرأة بعد الثورات العربية !
- برافو
- حديث ليبيا ( 5 )


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهر العامري - المالكي في أمريكا !