أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى فؤاد عبيد - نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المجتمع العالمي















المزيد.....

نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المجتمع العالمي


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2)
The Modern Social Contract Theories-2

نظرية وحدة المجتمع العالمي
The Unity of the Universal Community Theory

بقلم : مصطفى فؤاد عبيد

نستطيع القول أن المجتمعات تسير باتجاه تصاعدي نحو الانفتاح والاطلاع على بعضها البعض في عصر العولمة وبشكل لم يسبق له مثيل، فمن جهة، هي تسير وفق آلية "عشوائية" لخطوط تعارف وتبادل ثقافي عشوائي على الصعيد الفردي والجمعي والذي يتمثل بالتواصل المباشر بين الأفراد والمجتمعات من خلال الفضائيات والإنترنت ومحطاتها ومواقعها العالمية المختلفة بكافة ألوانها، كما أنها تسير وفق آلية أخرى "منظمة" موازية وفقاً للأنشطة والفعاليات الرسمية وغير الرسمية الناتجة عن الأدوات والمكونات الأساسية ومفرزات منظومة العولمة بشكل عام، كالمنظمات والاتحادات الدولية والمؤسسات والشركات متعددة الجنسيات وكل ما ترشح منه من مؤتمرات ولقاءات واتفاقيات وتبادلات ثقافية وعلمية وتجارية وسائر الأنشطة الأخرى التي تُفرِز يومياً فعاليات مستمرة واحتكاكات في كل مجال، تجاري اقتصادي وعلمي وأدبي وفني ثقافي أو سياحي، أو حتى بشكل مركب بين أي من تلك المجالات مجتمعة.

وبالرغم من أن العولمة كمنظومة متكاملة بآليتها "الممنهجة" تسببت في نشوء الطموحات المتنوعة للعديد من البؤر العالمية، على اختلاف اهتماماتها، وسارعت في استغلال هذه المنظومة لصحالها الخاص، كلٌ حسب أولوياته، سواء كانت تلك الطموحات ثقافية وعلمية خالصة أو تجارية اقتصادية أو غيرها من الطموحات، إلاّ أن النتائج لم تكن كما كانت متوقعة للكثير من تلك البؤر نظراً لطبيعة وحجم الحداثة والتغيرات التي فاقت قدرات كل منها. وفي الوقت الذي ساهمت فيه هذه المنظومة في نهضة بعض الأمم علمياً واقتصادياً وانتشرت ثقافاتها وأخلاقيات شعوبها وأصبحت تتصدر الكثير من المؤشرات والإحصائيات برغم صغرها نسبياً، إلاّ أنه بالمقابل تراجعت أمم أخرى اقتصادياً وثقافياً وعلمياً وبدأت تظهر مؤشرات التراجع لكثير من الدول المتقدمة وحتى العظمى منها، كما تعرضت دول لأزمات اقتصادية ونشأت صراعات مختلفة في دول عديدة، وكل ذلك ناتج عن عدم تفهم النقلة النوعية التي حدثت في المجتمعات كنتيجة لهذه المنظومة.

وبالتدقيق في خصائص هذه النقلة سنجد أنها أشبه ما تكون بانتقال مجموعة من الأسر المحافظة للعيش في قرية سياحية كبيرة بعد فترة طويلة من العيش في منازل مستقلة، والاختلاف الجوهري الذي تسببت به هذه النقلة هو أن كل الأسر بكل أفرادها بدأت للتو بالاختلاط الفكري وممارسة الأنشطة المختلفة "المشتركة" مع كثير من الأسر الأخرى على مستوى كل الأجيال فيها، وكذلك الاستفادة من كل المقومات والخدمات المتوفرة في تلك القرية بشكل مشترك، بعد أن كانوا منعزلين نسبياً ويمارسون كل ذلك بشكل مستقل كلٌ في منزله الخاص، وبطبيعة الحال تنوعت الآثار المترتبة على تلك النقلة بحسب كل أسرة، فمنها ما كان له الأثر الإيجابي على بعض الأسر ومنها ما كان له الأثر السلبي على أسر أخرى، وسأترك للقارئ هنا، بحسب ثقافته وأسلوبه في الحياة وزاوية الرؤية التي يرى من خلالها هذه النقلة، ما يمكن أن يتصوره من خلافات واختلافات أو حتى تناقضات قد تنشأ بداخل الأسرة الواحدة أو بين الأسر المختلفة نتيجة هذه النقلة في حال حدوثها فعلاً، بعدها يصبح بإمكانه تصور الأثر الذي لحق بكل الأمم والمجتمعات.

وإذا كان العنصر البشري هو أساس بنية كل مجتمع من المجتمعات، فإن وجود هذا العنصر موزع على دول مختلفة بشكل متداخل ومتشابك خلال العقود السابقة والذي تسببت فيه الهجرة كأحد الأمثلة وساهمت في كثير من التغيرات لعدد من المجتمعات على حساب أخرى، وكان أكثرها تأثيراً هو الذي أحدثته هجرة العقول النابغة، فإنها اليوم تؤثر بنفس الطريقة ولكن بشكل أعظم ولكنه خفي غير ملحوظ نظراً للتشابك والترابط الذي أسست له منظومة العولمة بكل أدواتها، ولكن هذه المرة لا نستطيع أن نحدد كيفية حدوث تلك التغيرات أو حتى نتوقع الآثار المترتبة عليها بشكل دقيق، وهنا تكمن معضلة العصر الحديث التي تدفع باتجاه الحاجة الملحة لإعادة هندسة وتأسيس بنية المجتمع العالمي الجديد ليكون مجتمع موحد فيه من الترابط والتكامل والتعاضد ما يمكن أن يجعلنا نحافظ على مستقبل الأجيال القادمة بكل ألوانها وأطيافها ونجعلها تنتمي للمجموع الكلي بشكل يساهم في البناء الصحيح له ومواجهة التحديات المستقبلية التي لن يتم التغلب عليها إلاّ بالاتحاد.

إن الفوائد المنتظرة من تأسيس مجتمع عالمي جديد "موحّد" بما يتناسب مع كل ما تم التأسيس له من حضارة وحداثة في العقود السابقة وحتى يومنا هذا أو ما سيتم تأسيسه لاحقاً، أو حتى مع ما سينشأ بدون تدخلنا نتيجة لسياق التطور نفسه، سيكون أشبه بعملية فتح قنوات بين مجموعة من البحيرات تعاني كل منها من النقص أو الزيادة في أملاح من نوع معين بهدف دمجها معاً، فمنها ما ينقصه أملاحاً نافعة ولكن كثرتها ضارة ومنها ما يعاني من زيادة في تلك الأملاح لدرجة أصبحت ضارة، وبطبيعة الحال سوف يعود شق القناة بالفائدة على كل البحيرات، تماماً مثلما حدث عبر عصور من الزمن عندما تشكلت تضاريس جغرافية على سطح الأرض والمحيطات والبحار وفق آلية وأسرار علمية تحقق حاجات الطبيعة وقدرات إلهية لا تدخل لإرادة الإنسان فيها، مع التأكيد على أننا مهما نقلنا كميات مياه من بحيرة إلى أخرى بهدف التخفيف من الضرر في الأولى وزيادة النفع في الثانية فلن يكون هذا الأمر مفيداً مثل فتح القنوات بين البحيرات وتركها تختلط بشكل انسيابي طبيعي.

إن الحاجة لمزايا المجموع ككل أكثر من حاجة طرف على حساب طرف وفق مكاييل معينة، فهي عملية طبيعية ينبغي أن تتم وفق معطيات الطبيعة ووفق ما تم التوصل له من تطورات وتشابكات حالية تستلزم إعادة التنظيم بطريقة تناسبها، كذلك سيكون لهذا الأمر الأثر الأكبر والأهم في إنهاء الصراعات وبشكل جذري وحل المشكلات وفق تلك الرؤية التي يُفترض أن تؤدي إلى ترابط المجتمع العالمي وتوحيد مصالحه، كما أننا بحاجة لذلك الآن لكي نحافظ على، بل ونواصل استمرار، التطور الإنساني والحضارة الإنسانية بكافة مكوناتها، الثقافية والعلمية والصحية والتعليمية والرياضية، والاقتصادية والصناعية والزراعية، وسائر الجوانب الحيوية الأخرى التي أسس لها الإنسان على مر العصور بشكل تكاملي لا يقبل التجزيء، مع محافظة كل المجتمعات وأفرادها على مقدراتها الخاصة وانتمائها وموروثها الثقافي بل وحتى زيادة الاعتزاز به والتأكيد عليه عند وجوده في بيئة عالمية موحدة، بطريقة تعمل على التعزيز والاحترام المتبادل وإظهار أفضل ما لدى كل منها، تماماً مثلما يحدث في المناسبات العالمية والمنافسات الرياضية والثقافية وما تحمله من معاني وقيم وطنية تخص هوية كل المشاركين فيها بشكل أكبر مما تعنيه المناسبات المحلية مهما كانت مهمة، وهو ما سيعمل على ظهور إبداعات جديدة وتحطيم أرقام قياسية وبما يعود بالفائدة على المجتمع العالمي ككل ويساهم بشكل حقيقي في حل مشكلاته المختلفة بشكل تكاملي، فزيادة الدافع وسموه يؤدي عادة للتوصل إلى نتائج أكبر وأشمل يستفيد منها العالم أجمع ويستطيع من خلالها حل كل المعضلات التي يواجهها الآن أو سيواجهها في المستقبل.



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...
- الحلول السحرية لمشكلات البحث العلمي(1) المنافسات المتسلسلة ا ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (1) الفنون وا ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة، نظرية الأوزان الان ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (2) استثمار تضخم أ ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (3) تجديد الفكر ا ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (2) التخطيط العنق ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (1)
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (1) اعتماد سلم الأ ...
- نظرية الأوزان الانتخابية الحديثة !!
- الثقافة الديناميكية العشوائية الحديثة !!
- الإستثمارات المعلوماتية.. والإحتلال المعلوماتي!!
- الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!
- تأملات بريئة في تجارة العلاقات الإنسانية .. الخبيثة!!
- دعوة لاستكشاف أسرار اللغة العربية !


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى فؤاد عبيد - نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المجتمع العالمي