أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - اليابان .. وآمال شاكر الناصري














المزيد.....

اليابان .. وآمال شاكر الناصري


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العدد 4283 من الحوار المتمدن ، كتب الاستاذ شاكر الناصري مقاله بعنوان ( نحن واليابان : آمالنا وآمالهم ) .. حاول من خلاله ، وبعجالة وضحة ، أن يختصر مرحلة مهمة من تاريخ العراق ، تتسم بالكثير من العقد ، ولابد لمن يتصدى لتوضيح ملابسات أحداثها ، أن يكون منصفا ومحايدا في قراءة صفحاتها ، بعيدا عن محاولة التأقلم السياسي المؤدي، وبالضرورة ، الى التستر على الواقع بدلا من القيام بتشريح جسده واعطاء التشخيص السليم لما جرى فيه من أمراض .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=388121
يقول الاستاذ الناصري في مستهل مقاله .. (بعد سقوط النظام السابق في العراق وإنطلاق الحديث عن الدستور وشكل وطبيعة النظام السياسي في العراق، لم يتردد الكثير من السياسيين والمحللين والإعلاميين والكتاب، بل وحتى من العراقيين البسطاء الذين وجدوا في سقوط نظام القمع والإستبداد فرصة للعيش بحرية وكرامة، في إستدعاء النماذج العالمية من الدساتير واشكال نُظم الحكم .. الخ ) .. فاذا كان حقيقي أن يقوم الكثير من السياسيين والمحللين والاعلاميين والكتاب ، في استدعاء النماذج العالمية من الدساتير واشكال نظم الحكم ، فان العراقيين البسطاء لم يكن أحد منهم ، حينذاك ، بمقدورة أن يستدعي أي شكل آخر غير أن يستريح من سفر طويل ، قضاه بين براثن الحرمان والجوع والموت تحت طائلة قوانين الحروب .. بسطاء الناس لم يكن أحد منهم يرتقي بمشاعره ولا أحاسيسه الى ابعد من حدود أن يستعيد وعيه من أثر غيبوبة دامت معه ولعدة عقود ، كان خلالها لا يعرف لقدمه من موضع آمن ، ولا للسانه من مخرج يقيه شرور القطع في أية لحظة . وهم ، البسطاء ، والذين بقوا تحت خانة البسطاء لحد يومنا هذا ، وجدوا انفسهم بعد التغيير عام 2003 ضمن دائرة الحصار المطبق ، بفعل القوى الوافدة ، بعد ان شكل عدم حضور اليسار العراقي ، شأنه شأن اليسار العربي عموما ، فراغا قاتلا ليترك الجماهير وحيدة في الساحة ، لا معيل لها ولا موجه ، حتى أضحت مجبرة لركوب أهوال الانجرار خلف قوى التخلف من رجعيين وحكام الصدفة ، ومستغلي فرص نهب اموال الشعب .
لم تكن ألمانيا ولا اليابان ، ولا دول الاتحاد الاوروبي وامريكا حاضرة كما يقول الاستاذ الناصري ، في وجدان الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي يوم ذهب نظام صدام حسين ، وان كان قد حدث فعلا ما يشبه هذا القول ، فان الناس كانوا ولا زالوا تواقين للتشبه بالاردن والكويت وسواهما من دول الجوار ، ولم يتندر العراقيون في يوم ما بفوارق حياتهم عن الالمان وشعوب الدول الاسكندنافية ، بل تندروا طويلا بحادثة مفادها أن حاكم دبي ، الراحل الشيخ زايد ، كان قد تمنى يوما ان تكون دبي كمدينة بغداد ، الى ان تقدمت دبي الى مصاف المدن المتقدمة ، وتراجعت بغداد الى اعماق التاريخ القديم .
ويقول الاستاذ الناصري في موضع آخر من مقاله .. (اليوم ، فان اغلب مدن العراق تغرق بفعل الأمطار وبفعل إنهيار البنية التحتية وعدم قدرة البيوت والأبنية المتداعية على تحمل ما سقط عليها من أمطار فتهاوى الكثير منها وأصبحت البيوت والشوارع والساحات العامة ودوائر الدولة والمستشفيات والمدارس عبارة عن مستنقعات للمياه الآسنة وتحولت الى مادة للتندر والسخرية من الحال الذين تعيشه هذه المدن حيث تنتشر الصور والفديوات على شبكات التواصل الإجتماعي. ) .. وهذا هو حصيلة حاصل يمكن لابسط العراقيين ان يقره ، بل ويتعامل مع حقيقته كل لحظة من لحظات الحياة اليومية الاعتيادية ، ولا يحتاج ، بنظري ، الى عناء الكتابة الا بغاية التسلية .
العراقيون ( البسطاء ) بلغت معاناتهم من الحدة ما لا يدعو الى اللعب الفكري المتسم بالديماغوجية الفارغة ، ولم يعد هناك متسع بعد ، للبقاء رهن الدوران حول الحقائق ، والهروب منها على الدوام .. إذ ليس من دواعي الجد بما يناسب حجم المشكلة التي يعاني منها شعبنا في جميع شعاب حياته ، أن نأخذ بقول الاستاذ الناصري .. ( لندع اليابان والمانيا لحالهما ولنلتفت لحالنا. إن كنا نريد الوصول الى ما وصلت اليه اليابان او المانيا او حتى للتقرب منهما او من دول أخرى أقل منهما مكانة ومنجزات ) .. وكأن العتال في سوق الشورجة ، أو الارملة التي تعاني هي واطفالها من امراض فقر الدم ، دون ان يلتفت لهما أحد ، من الممكن ان يسرح خيالهما حتى ولو عن طريق المداعبة ، ليبلغ ما يجري في اليابان أو شوارع المانيا وأية زاوية من زوايا الدول الاسكندنافية .
انني لا أجد حرجا في القول ، بأن القوى الحاكمة لبلادنا ، قد أمعنت في طريقة محو جميع الخطوط المؤدية لبلوغ الاهداف المرجوة باتجاه الحل ، الحل الذي تكمن في طياته سبل الوصول الى ما يزيح عن كاهل الفقراء المعدمين كل هذا الكم الهائل من القتل والتشريد والجوع .. وما استغرب له حقا هو ذلك الاصرار ، والمنطلق من نوايا غير حسنة أحياناً ، على البحث عن مخارج غير مجدية للبؤس الذي تعيشه قطاعات واسعة من الشعب ، والى الحد الذي جعل الاستاذ الناصري يتسلى ، شأنه كشأن العديد من مثقفي اليسار الحاليين ، ليخوض في غمار خيال يدعو الى الاعتقاد بان الجماهير قد يحلو لها التفكير ، وهي في محنتها الحالية ، بما يجري في اليابان او دول الاتحاد الاوربي ..
وتبقى خاتمة مقال الاستاذ الناصري ، هي خير ما يمكن الوقوف عنده لبيان جسامة الحيف المسلط على الشعب العراقي ، ومن ثم البحث عن البلسم الشافي لجروحه البالغة العمق والألم .. فهو يقول محقا كل الحق .. ( فإن علينا التفكير بذلك وبجدية: كيف نكون، كيف نبني وكيف ننقذ آمالنا ومستقبل اطفالنا وان يعيش المواطن العراقي بحرية وكرامة؟ ولكن قبل هذا وذاك كيف يمكننا التخلص من النظام الطائفي الذي يشرعن النهب والفساد والإستخفاف بحياة الناس وكرامتهم وحرياتهم والذي سيجعلنا نصل، حتما، الى حالة اليأس المطبق؟ ) ..
فهل يا ترى .. يتحقق ذلك بنظرات الحسد لليابان فحسب ؟ .. أم بالانتماء الحقيقي للجماهير ، وحثها على المطالبة بحقوقها المسلوبه ؟ .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .
- حصار الثقافة .
- منظمات المجتمع المدني في العراق .. والدائرة المغلقه
- الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين
- حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟
- الحرب الطائفية في سورية .. وكذبة الأمة الواحدة
- حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ...
- فراشاتي الثلاثه
- هجرة الارياف الى المدن ، واحدة من الاسباب المهمة لظاهرة البط ...
- بذور عباد الشمس
- رمية في بحيرة الربيع العربي .
- كنت في القاهره ( تجربة في طيات مخيلة ممنوعة من السفر )
- داء الوعي
- أوراق صفراء
- اللعبة القذره ..
- قوافي مبعثره ..
- تردي الوضع البيئي في العراق .. من المسؤول ؟ ..
- هل من دور للحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي ؟
- لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد
- نغم .. والغول .


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - اليابان .. وآمال شاكر الناصري