أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب















المزيد.....

المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 07:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في أعوام 1970-1976 لم تكن المعارضة الحزبية واضحة المعالم ، وإن أظهرت " أحداث يوم المولد النبوي " في نيسان /أبريل 1973 دخول قوى سياسية على خط الاحتجاجات التي جرت في مدينتي حماة واللاذقية ضد الدستور الذي تم تحويله بعد الاستفتاء عليه إلى حالة نافذة في 13 آذار / مارس1973، مثل (جماعة الإخوان المسلمين) و(الاتحاد الاشتراكي العربي) بقيادة الفريق محمد الجرَاح الذي كان في طريق آخر ،منذ أوائل عام1968 ،مختلف عن خط (حزب الاتحاد الاشتراكي العربي) بزعامة الدكتور جمال الأتاسي ،الذي كان متحالفاً مع السلطة تحت مظلة (الجبهة الوطنية التقدمية) التي أُعلن عن قيامها في 7آذار / مارس 1972. كان هناك تنظيمات سياسية بعثية مناوئة للنظام، مثل (تنظيم 23 شباط) الموالي للقيادة البعثية التي أطاحت بها حركة 16 تشرين ثاني /نوفمبر 1970، أو ذلك التنظيم الذي ظل يتبع منذ 23 شباط /فبراير 1966 القيادة القومية لحزب البعث (منذ 17 تموز1968 ارتبط ببعث العراق الواصل للسلطة في بغداد بذلك اليوم) التي أطاح بها "القطريون" بزعامة اللواء صلاح جديد في ذلك اليوم، ولكن من دون أن تتخطى – تلك المعارضتان البعثيتان - حدود الفعل التنظيمي المدني- العسكري من أجل استعادة السلطة إلى فعلٍ اجتماعيٍ واسع أو إلى التفكير بإطار تحالفي مع القوى الأخرى، في الوقت الذي احتفظ فيه التنظيمان المذكوران بعداء مزمن تجاه بعضهما البعض حتى وهما يعارضان نظام ما بعد 16 تشرين ثاني /نوفمبر 1970.
في 1 حزيران /يونيو 1976، وجد هناك إجماع عند كل القوى السياسية السورية المعارضة، المذكورة أعلاه، على معارضة الدخول العسكري السوري إلى لبنان، الذي أدى إلى صدام بين القوات السورية والقوات المشتركة لمنظمة التحرير الفلسطينية واليسار اللبناني ،التي كانت داخلة في صدامات عسكرية، منذ 13 نيسان /أبريل 1975، مع قوات اليمين اللبناني (الكتائب والأحرار). ولكن ما أعطى مناسبة الدخول السوري إلى لبنان ، طابعاً انعطافياً في تاريخ المعارضة السورية ، لنظام الرئيس حافظ الأسد ، لم يكن ذلك فقط، وإنما أيضاً وأساساً دخول قوتين جديدتين ،هما (حزب الاتحاد الاشتراكي العربي) و (الحزب الشيوعي- المكتب السياسي)الناتج عن انشقاق 3نيسان1972بينه وبين جناح خالد بكداش الذي كان موالياً للكرملين ، إلى خط المعارضة الجذرية للنظام منذ ذلك الشهر، بعد أن ظلتا تنوسان بين الاقتراب والابتعاد عن النظام منذ خروج الأول من(الجبهة) في أيار 1973، والثاني - أيضاً منها - في كانون ثاني 1976، ليشكل هذان الحزبان، مع (الإخوان المسلمون)، عصب المعارضة السورية لربع قرن لاحق حتى وفاة الرئيس حافظ الأسد في 10حزيران2000، وأحد محوري الاستقطاب السوري المعارض مع تأسيس(التجمع الوطني الديموقراطي) في كانون أول /ديسمبر 1979، الذي ضم إضافة لهما :(حزب العمال الثوري العربي) الذي أسسه ياسين الحافظ في عام1965، و(حركة الاشتراكيين العرب) بزعامة أكرم الحوراني ، و(تنظيم23شباط) ، فيما كان ( الإخوان المسلمون) محور الاستقطاب المعارض الآخر، سواء لوحدهم أو من دخل معهم في تكتلاتٍ سياسيةٍ معارضة، كان (الإخوان)عصبها السياسي، مثل (التحالف الوطني لتحرير سورية) الذي تم تأسيسه بعد الهزيمة العسكرية لتنظيم (الاخوان) في حماه بشهر شباط1982، مع محمد الجرَاح وبعث العراق (تنظيم القيادة القومية)، أو مثل(جبهة الإنقاذ) في عام 1989، مع نفس القوى، ولكن مع إضافة شخصيات مستقلة. هنا، في شهر آب /أغسطس 1976، تأسَس تنظيم سياسي جديد معارض، هو(رابطة العمل الشيوعي) قبل أن يتحوَل في آب1981 إلى (حزب العمل الشيوعي)، ولكنه ظلَ خارج سرب هذين المحورين للمعارضة رغم محاولاته لمرتين في 1980و1990 الدخول إلى (التجمع)، ولم يتم انضواءه في التكتلات المعارضة إلا مع تأسيس "إعلان دمشق" في 16 تشرين أول /أكتوبر 2005، الذي كان عملياً حصيلة اجتماع(التجمع) و(الإخوان)، وبعد ثلاثة أيام من تأسيس (الإعلان)، قبل أن ينضوي (حزب العمل) في صفوف (التجمع) بحزيران 2007.
خلال فترة حكم الرئيس حافظ الأسد، كانت المعارضة السورية تبني سياساتها من خلال طرح برامج، مثل (برنامج التغيير الوطني الديموقراطي الجذري) الذي طرحه (التجمع) في بيان 18آذار /مارس 1980، في ذروة أحداث حزيران1979- شباط1982، وهو ما تبعه (الإخوان المسلمون) بتقديم ورقة في 9 تشرين ثاني /نوفمبر 1980، أسموها بـ(بيان الثورة الإسلامية في سورية ومنهاجها) يمكن توصيفه "في كلمة موجزة بأنه منهاج ليبرالي يقترب كثيراً من مناهج الأحزاب القومية واليسارية المعارضة" (محمد جمال باروت:"الاخوان المسلمون في سوريةأصول وتعرجات الصراع بين المدرستين التقليدية والراديكالية"،ضمن مجلدي"الأحزاب والحركات والجماعات الاسلامية"،ج 1، ص ص 255-323،المركز العربي للدراسات الاستراتجية،الطبعة الثالثة،دمشق2000،ص294). ولكن كان الاختلاف يومها بين محوري المعارضة السورية يأتي من الموقف تجاه أسلوب (العنف المسلح) الذي لجأ إليه (الإخوان)، وأيضاً تجاه الدخول في استقطابات إقليمية جعلت (الإخوان) على خط بغداد- عمان آنذاك، رغم اشتراك(بعث العراق)في محادثات خريف1979لتأسيس (التجمع) و كان عدم توقيعه على ميثاقه بسبب اصراره على تضمينه عبارة "التغيير عبر كل الوسائل الممكنة"،وهو مارفضته الأحزاب الخمسة المؤسسة للتجمع بسبب رفضها لطريق العنف الذي كان ينتهجه (الاخوان) يومذاك بتشجيع من العاصمة العراقية.
في الثمانينيات،ورغم التباين داخلياً، كان للمعارضة السورية – بمحوريها - مواقف متقاربة ، في المواضيع العربية، بمحطات مفصلية افترقت فيها عن مواقف النظام ، حيال (الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988) و(الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982) و(أزمة وحرب الكويت1990-1991) و(تسوية مؤتمر مدريد1991).
يمكن هنا، أن تكون النبرة الجذرية التغييرية قد افترقت عند (التجمع) في التسعينيات، عما هي عند (الإخوان)، عندما اتجه، بتأثير المرحوم جمال الأتاسي، وقيادة مابعد حملة اعتقالات أيلول1987 للحزب الشيوعي- المكتب السياسي، نحو "سياسة إصلاحية"،بدلاً من "البرنامج التغييري" الذي ظل قائماً طوال الثمانينيات، للوضع السوري بدءاً من الرسالة الداخلية المؤرخة في شهر كانون أول /ديسمبر 1989، الموجهة من قيادة (التجمع) إلى كوادر وقواعد الأحزاب المنضوية فيه، وإلى سجنائه بالسجون المختلفة، وهذا ما كان يمكن تلمسه في الأعداد الصادرة لجريدة التجمع: "الموقف الديمقراطي"، طوال عقد التسعينيات بدءاً من العدد الأول في أوائل شباط 1991،حيث يلمس تقيدها بالخطوط الحمر والخضر والصفر ، في اتجاه عام نحو تجنب سياسات يمكن أن تؤدي إلى ضربات أمنية جديدة،والتي كان آخرها- عدا اعتقالات فردية في التسعينيات- حملة اعتقالات ربيع 1990في يبرود للحزب الشيوعي- المكتب السياسي،واعتقالات طالت بعض كوادر وقيادات(الاتحاد الاشتراكي) في فترة حرب 1991،فيماشهد عقد الثمانينيات منذ آذار1980ست موجات اعتقالات ل(المكتب السياسي)كان أضخمها تلك التي حصلت في شهر تشرين أول1980والتي شملت الأمين الأول للحزب رياض الترك. هذا لايعني أن (الاخوان المسلمين) لم يدخلوا في مفاوضات مع النظام،في أعوام1984و1987و1996،ولكنها فشلت في الوصول لتوافق بين طرفي أحداث1979-1982،وربما كان هذا الفشل هو السبب الذي جعل(الاخوان)لاينزلون من سقف خطابهم السياسي رغم تلك الجولات من التفاوض بينهم وبين النظام، فيماقام (التجمع) بذلك منذ كانون أول 1989 بناء على استراتيجية أوضحها المرحوم جمال الأتاسي في رسالة بتموز1993،بعثها لسجناء(التجمع)في القسم السياسي لسجن عدرا ومنهم ناصريون وشيوعيون وشباطيون،بأنها "تنبني على فتح كوات في جدار القمع"وليس على"برنامج التغيير"كماكان الأمر في عام1980،منطلقاً من تغير التوازنات،وماكان يعتبره هو شخصياً منذ نيسان1980،بخلاف رياض الترك،"ميل ميزان القوى لصالح النظام منذ ذلك الشهر"وضرورة بناء سياسات جديدة مختلفة عن تلك التي قدمها(التجمع)في بيان 18آذار1980.
في مجمل لثلاثين عاماً:لم تنبن المعارضة على الوضع الداخلي أولاً بل كان المعارضون اللاحقون(ماعدا بعثي 23شباط وبغداد) في العامين الأولين من عهد 16تشرين ثاني1970 في حالة ترحيب بالعهد الجديد بالقياس لعهد صلاح جديد،وهذا يشمل(جماعة الاخوان المسلمين). لم ينخرط كل (الاخوان) في أحداث عام1973،وإنما ظلوا (وظل النظام ) في حالة حرص على عدم الصدام حتى دفعهم "تنظيم الطليعة"،المنشق عنهم،لمجابهة السلطة في أحداث1979-1982.كان القفز للمعارضة الصريحة عند غير الاسلاميين بسبب التدخل السوري في لبنان،ثم كان انخراط الجميع في معارضة 1979-1982مبنياً على أجندات داخلية،ولو لم تكن أصابع صدام حسين بعيدة بهذا الشكل أوذاك. لم يكن النزول من أعلى شجرة المعارضة مع انتصار النظام الأمني على المعارضة يسيراً عند غير الاسلاميين،ولوكان هذا عبر طريق تخفيض السقوف من دون التلاقي أوالاتفاق مع النظام،فيماسعى (الاخوان)للاتفاق مع السلطة خوفاً من تحولهم مع الزمن إلى تنظيم خارجي،ولما ووجهوا بشروط صعبة احتفظوا بالسقف العالي السابق.كانت عدم قدرة النظام على الترجمة السياسية لانتصاره الأمني على المعارضة في أحداث1979-1982هي السبب الأساسي في انتقال مكونات المعارضة في عهد16تشرين ثاني1970 لكي تكون هي المكون الأساس لمعارضة العهد الجديد الذي بدأ في يوم10حزيران2000.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف
- النزعة الإرادوية في المعارضة السورية
- دور العامل الخارجي في الصراعات الداخلية
- النزعة الشعبوية في المعارضة السورية
- الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية
- رؤية اسرائيل للجوار
- العلمانية والأحزاب الدينية
- التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية
- الضعف الأميركي
- الدولة العميقة والقوة الفائزة في الانتخابات
- هل فشل - الربيع العربي - ؟....
- انسداد الثورات والبحث عن -المنقذ الفرد-
- فراغات ما بعد توقف المدّ الإسلامي
- المجتمع والسلطة في ايران
- حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -
- الوضع الداخلي والسياسة الخارجية
- سورية وحرائق الجوار
- لماذا سوريا بكل هذه الأهمية للعالم والاقليم ؟...
- حراك التيّارات السياسيّة العربيّة
- انفجار بنية عراق بول بريمر


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب