أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-2















المزيد.....

مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-2


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


هكذا رقص الغجر
مسرحية شعرية



الفصل الثاني

المشهد الاول
( ساحة تطل على بيوت من الخيم والصفيح منتشرة هنا وهناك ، نساء وأطفال ورجال يحملون أمتعتهم ويدخلون إلى البيوت المتهرئة .إحدى النسوة تحمل جرة ماء اثنان من الأشخاص يتحاورون )
الشخص الأول : الحرب ملعونة بشرها وتضرب اليافوخْ
والحيرة أصابت الرجال والنساء والشيوخْ
وكلّنا يقتاد من زريبته منسوخْ
تمسخنا القبائل العريانة وتهجر الأرامل وصاحبي الممسوخْ
قالوا لنا
أنتم أرذل أمة مغلوبة مكانها الصحراءْ
و ناسنا نعرفهم
قد قطعوا الأثداءْ
يا ويح ما بعهرهم وعهرنا
ونحن مشدوهونْ
الشخص الثاني: لا أحد يقف هناك في بيوتنا العامرة المزهوّةْ
غير أبي الشؤم الذي دوخّنا
بالعيشة والرزقْ
وصوت هذا الرقْ
والراقصات بحسنهنْ
من لي لهنْ ؟؟
الشخص الأول: أصابنا الجذامْ
ونام في أضلاعنا من عامْ
الزبائن اختفتْ
ولم نر البيوتْ
لنعمل بحزن في خفوتْ
ونحن في أحلامنا
الشخص الثاني: لا تكفهرْ
لا تنتظرْ
فعندنا النساء رائعاتْ
وعندنا العرقْ
نهذي ومن مصابنا نعيش في أرقْ
البيوت من خيامْ
البيوت عاهراتْ
ومسكنا الختامْ
الشخص الأول: الله قد غضبْ
هل تذكر الوزيرْ ؟
وحفنة التزويرْ
وكيف ذاك طارْ
بحجر المحتلْ
وظلت الديارْ؟
والحرب باستعارْ
قد خربت واندس في جنباتها الزوّارْ
وهاجمونا فجأة من ذالنا
الكهول والأطفال والنساء قد تشردوا
ماذا فعلنا كي نجازى هكذا ؟
أصابنا الذهولْ
نحن هناك في الديار عامرونْ
وفي الهوى ندلل النساء بالزبائن بالصنعة مارس كل عملهْ
نقرفص ونقنص نروفْ
ونرقص على صدى الربابة ومن سماع نقرة الدفوفْ
ودبكة الكفوفْ
لا نلسع غير الذي يلسعنا
ونحن خارجونْ
من محنة لمحنة نموت بانفصامْ
الشخص الثاني: لا تبتأسْ
أنيسنا لم يأتنا
لن يشرب الأوهامْ
فاليوم في خيامنا أعوامْ
جليسك الآن مضى
وكان في صيرورة التوجس المحاميْ
وزيرك المصون كان يا صاحبي حراميْ
قد خرب البلادْ
وخرب النساء والأولادْ
وكيف كانت فعلتهْ
وصولتهْ ......
هل تذكر زوجة ابن الشيخْ ؟
مذمومة مأكولة تلوكْ
ضاجعها الوزير والمكفوف والمعدوم والصعلوكْ
ضاجعها الخرابْ
تراها في سويعة تنتحب وتنفخ (الجورابْ)
وزوجها يعيش في تعاستهْ
مضيعا مملكتهْ
( يظهر الشيخ من زاوية المسرح بملابس ممزقة وعلى وجهه آثار دماء)
الشخص الاول: الشيخ قد أتى ( باتجاه الشيخ )
عقاله بعنقه يشماغه مروغ بالطينْ
كأنه يقطينْ
وثوبه ممزق ورأسه ملطخ بالدمْ
الشخص الثاني: أهلا بك يا عمْ
الشــيـخ: (بعد جهد جهيد ليعيد أنفاسه)
أهاننا الجوار في بيوتنا
ونهبونا شردوا العوائل المقهورة الذليلةْ
وقتلوا اثنان من أصابع القبيلةْ
يا اخوتي
الناس من رذيلة قد مزقوا ثيابها
الشخص الأول: من يا ترى؟
الشـيـخ: صاحبة السطوة والجاه الجميلة إبنتي
جلبتها على حمار بائس ضريرْ
اجلبوا لي حكيم من محلة الغضبْ
أعطيه ما يريدْ
أريدها
أريد أن ألمحها بسنّها الذهبْ
( يتحرك الشخص الأول ويذهب خارج المسرح ويبقى الشخص الثاني والشيخ و يأتي بعدها أحد أبناء الشيخ وزوجته )
ابن الشيــخ : ماذا أصابك يا أبي
الشيــــخ : أصابك الطرشْ
أصابك النمشْ
أصابك العمشْ
يا أثول الأبناء لا تهرب حينما ترى شيوخها
في ساحة القتال
أعرفك فوّالْ
اثنان من رجالنا قاتلوا حد الموتْ
وأنت والنسوة دون قوتْ
يا أيها الطرطور يا أعور يا دجالْ
زوجة ابن الشيخ: زوجي الذي هرّبنا من ثورة المدينةْ
ونحن يا عمي بدون أجنحةْ
لا نملك الأسلحةْ
مجردون من حماية الهارب من بلادنا
لا سطوة لنا
ابن الشيــخ : لقد هربن نسوة الغجرْ
حتى العجائز قيدوا من ردة العميانْ
وأنت يا أبي أعرفك ضجرْ
لا تقبل بمن يراهن قتل نسوة كمصدر لرزقنا
وعزنا
فنحن دونهن لاشيء
أوهننا الأدمانْ
وإنهن السبب بعزنا
والغير قد كذبْ
الشيـخ: (بغضب ) يا صاحب الأدبْ
باركك البردي و القصبْ
(مشيراً إلى البيوت)
الم ترَ ؟؟
لو دافع الشباب والشيبة عن بيوتنا
ما زحزحتنا قوة في الكونْ
الم تر الرجال نائمونْ
الم تر النساء بالديرم و الحناءْ
كأنهن عرائس ولم يرنْ مصائر الأبناءْ
فهل رأيت أختك وأمكَ أبوكْ
أراك لا تفتح يا غبي فوكْ
( ينتحب الشيخ بصوت متهدج ويبدأ الشخص الأول وابن الشيخ وزوجة ابن الشيخ بتهدئته ويدخل رجال يحملون شخصين عليهما اثار دماء ويضعوهم وسط المسرح النسوة و الرجال يبكون لكن هنالك امرأتان تصرخان بصوت عالي )
صوت خارجي : من دق مسامير على الارض ؟
من نزف الدم المهدور ؟
من قاوم غوغاءا عورْ ؟
من حطم فولاذ العصر البائدْ ؟
من حطم أركان الغجر المنبوذينْ ؟
من داس على قرن الثورْ ؟
من حطم تاريخ الأمّةْ ؟
غير الغمةْ ؟
يا جثثا مركونة قومي فحديثك يغريني .
الجثة الأولى : (تجلس الجثة الأولى وتبدأ بالتكلم)
إني ضاجعت بعض نساء قبيلتنا
دونت مساري بعائلتي ومنها ابنتنا
ضاجعها بعض الغرباءْ
زوجتي بالأسم وقد باعتْ
أولادي ليس بأولاديْ
وبلادي ليست ببلاديْ
( تتمدد الجثة على الأرض وتظهر امرأة متعبة تلطم خدودها وهي زوجة الجثة الأولى )
زوجة الجثة الأولى : ( باتجاه الجثة الأولى )
إعذرني فالعيشة صعبهْ
تنام بخزيكْ
وتراني ضاجعت كذا من أقزامْ
وهذا حرامْ
حللناه بهز الوسطْ
ولغط اللفطْ
عيشتنا لا تسمح نشكو
فلتذهب أنت لجهنمْ
يا من تعلمْ ( مشيرة بيديها للجثة الأولى )
( تجلس الجثة الثانية وتتحدث )
الجثة الثانية ؛- أنا عاشق عندي امرأةْ لا ترتشيْ
تنام بين وردة ونجمة وتنتشيْ
ومن خفايا صوتها تجلب لي الندى
تطربني وتلثم الأوجاعْ
حبيبتي من أجلك حاربتْ
وإنني قتلتْ
لكنّي أحترم الناسْ
بالإحساسْ .......
وأحيي الغالب والمغلوبْ
والمختل والمحتل والمصلوبْ
الكل في زماننا عيوبْ
الكل في جعبته ذنوبْ
أواه يا حبيبة القلوبْ
متاهة تضيع في الدروبْ
( ترجع الجثة الثانية وتتمدد وتظهر شابة فاتنة وتنحني على الجثة وهي الحبيبة )
حبيبة الجثة الثانية :- يا من تخفي بين ثناياك الأوجاعْ
بالأضلاعْ
قاومت النزوة في جسدي لم تحمينيْ
من وطأة شر الأوهام أنت جحيميْ
أنت بضيمي
قاتلت في الوطن الباكيْ
مازلت بقلبي وحبيبي
فليسامحك الله ......الله
وتكون كطير في الجنةْ
وهذه محنةْ
صوت خارجي : فلندفن تلك الجثث العارية من صحبتها
وعلى مرأى الشيخ الواجمْ
حارب جنس الحزن القادمْ
فلتأخذوا للكل صورةْ
فلتنتشر في المعمورةْ
(يسكت الصوت تبدأ حركة إيمائية من الواقفين والجالسين ويتحركون باتجاهين ويصطف على يمين المسرح الرجال وعلى يسار المسرح النساء والشيخ وثلاث نساء في الوسط وهن زوجة الشيخ وزوجة الجثة الاولى وحبيبة الجثة الثانية يتحرك أربعة رجال يرفعون الجثتين كل اثنين جثة ويبدئون بالتحرك إتجاه الرجال وتنشد جوقة الرجال )
جوقة الرجال : من قتل الأعزة الأفذاذْ ؟
من حرك النار التي تدورها المواقد في وطن لا وطن لنا به وكان في فجورنا ملا ذْ
نحن الذين بعنا شرف العوائل المخاتلةْ
ونحن مثل خرز المسبحة ندور فوق حفنة الزبائن بالعرق المر وبالويسكي والفستق والكل لهم مطيعْ
يا أيها القدرْ
يا أيها البشرْ
نحن هنا في هذه الزرائب نضيعْ ......
( يسكت الرجال وتتحرك الجثتان مرفوعتان باتجاه جوقة النساء المنشدات )
جوقة النساء : نحن هناك كالنوارس نجوب في الأزقة لنحضن الزبائن الرجال يعرفونْ ............
يا أيها الأموات تدركونْ
كيف تلاقون غيبكمْ
بغيّكمْ ............
الكل فينا قد عنسْ
نحن بلا أزواجْ
نعيش كالدجاجْ
وكان من يحمينا من عتاتهمْ
الهارب من وطأة المحتلْ
والمنحلْ ..........
يا أيها الرجالْ
أهل هناك حلْ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن سندخل وحدنا
جلودنا
ونصطبغْ .........
أصابنا اللدغْ
عقارب عريانة تنام في أحضاننا
أفاعي تخرج من أفواهنا
ونحن قابعون نمتص رحيق زهرة ونغمس الأشياءْ
من يسعف المرمي في الصحراءْ
لا ضوء في عيوننا لا ماءْ
غربتنا من ذاتنا .........
وحكمكم يا أيها الرجال إئنا
لم نسمع الشيخ الذي يعتاش من أقدارنا
نحن هنا
يا من ترى الرموش والنهود والأردافْ
ونحن لا نخافْ
تلوكنا الرذيلة
بهذه القبيلةْ .................
(يتحرك الشيخ ببط باتجاه يتوسط الرجال والنساء والجثتان لازالتا محمولتان من قبل الرجال)
الشيخ : يا أيها الرجالْ
يا ايها النساءْ
الكل داع مدّعيْ
والقادر الكاتب فوق رأسنا
جلودنا قد ذبلت نادمها الجذامْ
وأكلتا حرامْ
والبعض في القبيلة قوّادْ
ويدّعي بأنه الخادم للأسيادْ
هذه يا أحبتي عيشتنا
ورزقنا ......
نحن نزق الدق في الأفخاذْ
والكل منا مدرك الملاذْ
وخمرنا يطرب أهل الحيْ
وكفرونا إخوتي الأحياءْ
تعيشوا لا حياءْ
هل هذا كان حظكمْ؟
أم حقكمْ؟
يا أيها الأوغادْ
هل تجلبوا من بعزف بالنايْ
لندفن الأحباب في مهابط البلادْ
والناي يا قبيلتي ما أحزنهْ
ليطرب الحبيبة والزوجة وكل من يصونْ
مالي أراكم حاسري الوجوهْ
وبعضكم تلصص وها أنا ألمح ما تخبئ العيونْ
(احد الرجال يخرج وفي يده نايا ويبدأ بالعزف الجنائزي وتبدأ النسوة بالإيماءات وتبدأ حبيبة الجثة الثانية وزوجة الجثة الاولى وامرأة الشيخ بالرقص البطيء وبحركات إيمائية إلى أن تمسك المرأتان كل بجثته ويبدأ الرجال بالتحرك يخرجوا الجثتان خارج المسرح والنساء يخرجن والرجال يخرجون) ( تغلق الستارة ظلام)













المشهد الثاني

(في داخل الخيمة صندوق عتيق توضع فيها الحاجات المهمة ومواعين وملابس قديمة وصحون وقدور أثنان من الأولاد الصغار وثلاث بنات أكبرهن صبية ناهدة عمرها 13 سنة نائمون وامرأة تلتفع بالسواد وهو البيت الجديد لزوجة الجثة الاولى وهي تمسك الطفل الصغير وتهدهده لتنويمه وبصوت داخلي تشرح قصة حياتها )
صوت خارجي : الزوج مات من شهرْ
النسوة أتن إليها مرة للتعزيةْ
الرجال قد تركوها في محنتها
ونظروا إليها باشمئزازْ
لا أحد يعينها
وقالوا قد تنحازْ
وكيف من معيشة الأولادْ
يا أيها العبادْ
صوت داخلي للإمرأة (من الإمراة وهي صامتة كأنها تتذكر)
كنا نلعب جر الحبلِ
نشد ونرخي وذاك يدلّيْ
بين الصبية كان شقيْ
من أتعس أبناء الحيْ
كان صبيْ
يمسكني من شعري يهيج الغرائز وبعدها أنامْ
ويمسك صدريْ
وبعدها ظهريْ
وعندما أعودْ
ألمح أمي تلوك الحمرة بالمكياج ْ
وتدخل في الغرفة مع رجال مخلوعينْ
مرصوفينْ
الكل ينتظر الدورْ
رجال عورْ
ومن الوهن فاح صداها
التبغ ورائحة العوزْ
وكان أبي في الباب يساوم يقبضْ
قالت لي يوما كم عمرك أنت صبيةْ
هذا العطر إليك خذيهْ
وبمكياجي ادلكي وجهكْ
ما هذا الصدر فهو ناهدْ
أنت ابنة عشرة أعوامْ
عليك مساعدتي الآنْ
تعبت كثيرا وأبوك الملعون يساومْ
جاءت بي كعروس البحرْ
وكنت صغيرةْ
بضفيرةْ ........
أول رجل مارس حبه كان الأسمرْ
مزق ثوبي أرداني بالجنس قتيلةْ
وبكارتي اختفت الآنْ وهذا دليلهْ
ولعنت وقتها ما يدعى
تلك قبيلةْ
وقتها لم أنم الليلْ
يا للويلْ ..........
وقلت بنفسيْ
هذه كأسيْ
أعطاني دينار وقلت تلك نقودْ
قالت والبسمة تفتر علينا
ستنفعنا ............... إبنتنا
في أحلك أيام السودْ
لكني أسأل ذاك الواقف هل يرضانا
هذا أبيْ
وذاك صبيْ
قالت نعملْ ..
وهو اليأكلْ
وبمناسبة الواقف هذا ليس أبوكْ
رجل قوّاد أو عاصيْ
يحتاج لطرق القناصْ
لانحتاجه ما دام الورد بخديكْ
وبمناسبة أبوك ركيكْ
يأتيني بالسنة مرّةْ
وأنا اكرهْ
يأتيني باللذة حينا أو في السكرْ
لا اعرفه بل اعرف ما يفعل (هيكْ) [تتحرك بحركات جنسية]
كبرتُ أمي وماتت من مرض يخذلْ
عزلوها في منفى العزلْ
وأبي صار علينا القوادْ
وكان زبائننا أوغادْ
وكان يهدد يأكل يشرب من أتعابيْ
والى الفجر أحيانا نسهر ونعيدْ
وكبرت عمري عشرينْ
جاءوا طلبوني لزواجْ
ساومهم قوادي وقالْ
النصف بنصفْ
وأنا أصبحت الرجاجْ
أهتز وحدي وأدورْ
بين كمائنْ
شكل زبائنْ
وأبي يأتي يوميا للزوج ليأخذ حقهْ
لا يسال عني ما حاليْ
أحتاج حتى لخياليْ
وزواجي لقواد آخرْ
أطفالي لقطاء صاروا
وأنا عارية ألتفْ
(يسكت الصوت الداخلي على صراخ الطفل الذي لم ينم بعد وترفع رأسها الصبية ابنتها وتظن أمها نائمة ولكن تجدها جالسة تبدأ الصبية بالبكاء على أبيها وتقول في نفسها كنت أحدث نفسي )
صوت داخلي للصبية : أنا صبية رقيقة شفافة شقيةْ
وكان لي أبي
يحبني ....أحبهُ ..... ويعرف الزبائن الذينْ
ناموا على الفخذينْ
وداخوا في النهدينْ
أين حبيب القلبْ
أين الذي أوصلني للذتيْ
غادر لم يعدْ ..........
وأرضنا صارت هناك مصائد الوحوشْ
ساذرف الدموع واللذة تأكل جسديْ
أشتهي أن أنام في الأحضانْ
أينك يا محمود يا غريب يا حسانْ
أين الذي نام على البطونْ
وكور الجوع هنا لم نرتويْ
لم نكتوي
بل زارنا الفراقْ
نحن هنا النوارس المفجوعة أين نعيش الآنْ
سأشتري السكائر أودعها البيوتْ
لعلني أوصد باب حكمتيْ
ساحتجب وأطرح السؤالْ
لأمي المغرمة بربطة المديرْ
ومرة أعطاني دينارينْ
ولاكني حيوانْ
وداسني وضلعي كاد ينكسرْ
قاومته من ذا يمر الآنْ
بالذاكرةْ
ذاكرتي برغمها أحبتي متقطرةْ
وتجلي من خرابْ
والطرق ما زال على الأبوابْ
(طرق على الباب والوقت الثانية عشر ليلا تخرج الأم باتجاه الطارق وتسال من الطارق فإذا هو ينادي أنا صاحب الوصية يدخل رجل كث دو ملامح نسائية )
صاحب الوصية :وقبل أن يموت زوجك أوصاني أن أنام في دياركمْ
وإنني المسير لركبكمْ
وإنني لا زوجة لديْ
تقبلي أن تكوني زوجتيْ
زوجة الجثة1 : يا صاحب الوصية الملعونةْ
من وكلكْ ؟؟؟؟؟؟
سأركلكْ ..............
في هذه الليلة تحت ضوء القمر الوديع
أجسادنا للبيعْ
من يشتري نبيعْ
لا نرغب الزواجْ
بيوتنا زجاجْ
والكل يرمي حجرهْ
هل عندك نقودْ
صاحب الوصية :بلى بلى وكل ما نجودْ
( يخرج نقودا من جيبه ويعطيها للمرأة )
زوجة الجثة الاولى : تعال ها هنا
تريدني أم ترغب الصبيةْ
صاحب الوصية : أريدك غبيةْ
زوجة الجثة 1: نحن هنا لا دينْ
لا عدة موجودة معجونة أفعالنا في الحينْ
صاحب الوصية : الصبية تراقب المكانْ
زوجة الجثة 1: حبيتي نامي على الوسادةْ
نامي وفي أحضانك بطيخْ
كلامنا تلبيخْ
صاحب الوصية : أسالك هل ترغبي الزواجْ
ونحن في العرف هنا عجاجْ
نحب نسل ما تلفظه القبيلةْ
وكلنا رذيلةْ
أحب فيك صوتك وأشتهي الدجاجْ
زوجة الجثة1: عندي لك طلبْ
تأتي لنا......
هنا .... هنا
في الدارْ
بزبائن لنصعد الآن ونطفأ الأنوارْ
(تطفأ أنوار الفانوس وتبدأ حركات إيمائية جنسية بين الشخصين وبعدها يبدأ عزف هرموني لتطور العلاقة ولكن الطفل يبدأ بالصراخ تهدأ الإيمائات وتجلس المراة لتشعل الفانوس)
صاحب الوصية : موافق وأنت قد ملكت قلبا كاملا لنعمل سوية ونحترقْ
أراك في أرقْ
الصبي 1 : (وهو بعمر (9)سنوات)
رأيتكم من هذا يا أماهْ
زوجة الجثة 1: هذاهو القوّادْ
هذا أبوك الآنْ
هذا هو السلطانْ
سيأكل أتعابنا
سياتي بالاوغادْ
ونسلب أموالهمْ نجعلهم عراةْ
هل ترغب المزيدْ
نم يا صغيري الآنْ
( تهدهد الطفل وباتجاه الصبي تشير له للنوم )
فانت لا تعرف ما يجول في الخواطرْ
ونحن يا صغيري العزيز قد نخاطرْ
وهذه أحوالنا
الإنسان صار مجبر ولا مخير أنيابه يشهرها يلتذ كالحيوانْ
وها هو الوجيه صاحب الوصية والجاهْ
شرّهَ عن أفواهْ
والقلب من ملاذه قد تاهْ
صاحب الوصية: الزبون حين يأتي نكسبهْ
نصف لك والباقي لي
ارجوك لاتولويْ
زوجة الجثة1 : موافقة
ورائقة
ونحن في انتظاركْ
حبيبي يا تنينْ
هل ترغب الصبيةْ
صاحب الوصية : لا أرغب بالعرف صارت إبنتيْ
نحن الغجرْ
لا نحرق الجذورْ
نحن بشرْ
لا نلعق الأعرافْ
إن رغبت ألمسها وأصبح العرافْ
هل ترغبين أنام في البيت إذنْ
زوجة الجثة1: ابق هنا أعرفك وحيدْ
وصاحب لزوجي المقتول بالنيران والحديدْ
الرحمة لم ينسنا
وانني مكسورة الجناحْ
قبيلتي حطمها الأبله والأشباحْ
أين لنا من مأكل شرابْ
نعيش في عذابْ
صاحب الوصية : لا تحزنيْ
لو لم يكن زبائن سنعملُ ....... ونفعلُ .....
زوجة الجثة1 : نعمل ما ببالكَ
أراك في تفكيرك متهالكَ
أين العملْ ؟؟
صاحب الوصية : إن لم يكن زبائن ستلبسين برقعا وتذهبين مع الصبية لساحة المدينة الملاصقةْ
تستجدي من حلالكِ
وتذهبين بمن يروم الجنسْ
بدون أي حسْ
لا تغضبي أنا معكْ
أراقبكْ
ونرتقيْ
ونلتقيْ
الصغار يكبرونْ
وكل يأخذ مهنتهْ
في المشتهى
زوجة الجثة1 : نم معنا
صاحب الوصية : لا أحد يمنعنا
فأطفئي الأنوارْ
(تتحرك لتطفأ الفانوس وينامون)
ظلام


يتبع .................



#منصور_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-1
- ليل طويل
- هذا ما دونة الشافيْ
- إرهاصات
- الكرسي
- مملكة الخراب
- وجع وإرهاب
- يا لدموعها ........
- حوار معي
- آه ما أحلى الليالي
- حكاية الوطن المخملي -38
- حكاية الوطن المخملي -37
- حكاية الوطن المخملي -36
- زقوم الطوائف
- صور واهنة
- إنفجار
- مسامير الهواء
- يالدفء عينيك
- آهات للبوح
- الرسائل


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-2