أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - قتلوك يوم خونوك














المزيد.....

قتلوك يوم خونوك


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 06:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إلى هذه اللحظة لا أستطيع كتابة أي رثاء يليق بجنابك ,إلى هذه اللحظة تبقى كلماتي أسيرة في حلقي تأبى الخروج من سجنها , إلى هذه اللحظة لساني عاجز عن الترحم عليك وكأنك لم تمت أو لا أصدق قتلك.

تبقى كل كلمات الكون فقيرة زاهدة لا تتجرأ على بوح ما بداخلها من هول المصاب الجلل الذي ألم بنا فمن يصدق أن تنتهي حياة علامة مثلك بنهاية كهذه الفاجعة ومن كان يستطيع أن يتخيل أن نجد يوماً ونحن في أمس الحاجة إليك, أن نريدك ولا نجدك, أن نطلبك وتكون مختفياً, أن نلتجأ إليك فلا نراك, من كان يصدق كل هذا.

سيدي الكريم أريد أن أنقل صورة درامية لما كان يعرض على مسرح الجريمة النكراء, ولا تهمني الجهة القاتلة في أداة رخيصة أرادت النيل منك بثمنٍ بخس, ولا أريد أن أحاكم جلاديك لأنهم أناس مؤتمرين, ولكن لا ولن أسامح تلك التماسيح عندما بدؤوا يذرفون العبرات على فراقك, يتباكون على موتك وقبل إعلان رحيلك بساعات كانوا يمثلون بجسدك الطاهر, كانوا يأكلون لحكم ميتاً فالعشرات منهم كانوا يتهمونك بالخيانة, بالعمالة, بالتبعية للأجهزة الأمنية وقالوا عنك الكثير, بالسوء طبعاً لا بالخير ,وأعظم قولٍ عندما اتهموك بأن اختفائك كان فبركة منك ومسرحية محاكة بينك وبين إحدى الفروع الأمنية, إن لم يكن كلها.

هؤلاء الجلاوزة الذين اغتالوا صوتك قبل جسدك, هؤلاء الكفرة الذين اغتالوا دينك وإسلامك قبل روحك , هؤلاء الذين مثلوا بفكرك وأرائك قبل أن يمثلوا بجسدك الطاهر.

هؤلاء اغتالوك قبل الجلادين, هؤلاء قتلوك قبل القاتلين, هؤلاء أكلوا لحمك ميتاً فعندما كنت تحت نير الطغاة كانوا يتهمونك بأنك في فنادق مليون نجمة, وعندما كنت تتجرع الذل والهوان كانوا يتهمونك بأنك معزز مكرم وذاهب في رحلة استجمام في إحدى الجزر للسياحة.

فأي تماسيح أنتم يوم بكيتموه في جنازته, وعلى قبره ,وحتى عندما ألقيتم كلماتكم التأبينية تحت خيمة عزاءه ,ألم يكن هو نفسه العميل الرخيص الذي كان معظمك يصفونه ألم يكن هو من أتى من وراء الكواليس بنية مبيتة فيها الضرر للشعب والأمة, ألم يكن هو الذي اتهمتموه بأن اختفاءه لعبة أمنية لإخراج بطل جديد يستنزف طاقات هذا الشعب .

ما أنتم من أصناف البشر ,وبكم وجهٍ تجوبون الشوارع ,وتضحكون في وجه هذا وذاك وما في قلوبكم إلا الغل والحقد الدفين وما الاتهامات الرخيصة إلى تلصقون بها كل الناس إلا هواية تمارسونها أو مهنة تمتهنوها وتقبضون عليها الكثير من الغنائم والنفائس قد لا تكون جاهاً أو مالاً ولكنها بطاقة توصية ترفعون فيها من شأنكم عند أسيادكم كالكلب الذي يلعق حذاء سيده بعد أن أتى بالعظمة التي رماها.

الشيخ الشهيد اعذرني على كلماتي فأقسم بما كنت به مؤمناً بأنه ليس بيني وبين أحد حقد أو كراهية ولكن كفى لهؤلاء الجلادين الحقيقيين الذين يمثلون يومياً بأجسادنا, يتجارون في كل لحظة بأرواحنا ويبيعوننا دائماً بأرخص الأثمان ,وما كنت سوى إماماً قادماً لتصلح هذه الرؤى ولكن قدومك قد أزعجهم إلى درجة تخوينك واتهامك بشتى التهم,

فطوبى لك هذا الموت العظيم وطوبى لك هذا الإرث الكريم من الفكر والطريقة الصالحة, وخسأ جلادوك والمتباكين عليك هؤلاء الذين قتلوك ومشوا في جنازتك ويعزون ذويك.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن... مواطن... أشياء أخرى
- الكرة في الملعب السوري
- انهض أيها البلبل الحزين - إلى محمد شيخو
- هل المرأة الكوردية متحررة؟ أم لا؟
- المجازر العراقية كالمجازر الأرمنية
- ويقال عنهم بأنهم كفار
- خفافيش الظلام
- اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل
- الفائز الأول هو العراق والشعب العراقي
- الانتخابات العراقية تحت الاحتلال
- انتخابات العراق ... عرس العراق
- يمين متطرف أم تطرف يميني
- وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو
- روزنامة نوروز
- الحوار المتمدن مثال الصحافة الحرة
- بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية
- الخطاب السياسي الكوردي في سورية ثنائي الرؤى ... ازدواجي المو ...
- ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير2
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير1


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - قتلوك يوم خونوك