أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - لقد سُرقنا مرتين .!!!! حذارِ من القادم !!!!!















المزيد.....

لقد سُرقنا مرتين .!!!! حذارِ من القادم !!!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في دورتين انتخابيتين متتاليتين أدلى العراقيون بأصواتهم الى الطائفة والمذهب اعتقادا منهم أن في هذا الاختيار نهايةً لدرب الآلام واوجاع الماضي البغيض ، وبأن فجراً وردياً محملا بالعطر وبالندى سيغسل في اطلالته حزنهم ورداء فقرهم ويعيد اليهم حرياتهم وشيئاً من كرامتهم التي داس عليها النظام البائد بحقدٍ وكراهية ولا مبالاة ، وحين التأم البرلمان في دورته الاولى لم يقدّم لفقراء العراق والمسحوقين ما كانوا يأملونه منه ، ليس هذا فقط ، بل انشغل بتعميق الانقسامات بين ابناء الشعب الواحد بتركيزه على الطائفية والمناطقية وظهور الدعوات المشبوهة والنشاز للفدرالية ، يضاف لكل هذا السرقات ونهب المال العام وتفشي ظاهرة الرشوة في كلّ مفاصل الدولة ، كما انعدمت الخدمات بشكل نهائي حتى بات العراق ينافس الصومال في واقعه المتردي . وفي المرحلة الثانية من الانتخابات تكرر ذات المشهد حين أدلى المواطن وهو فقير للخبرة ، بصوته الى ذات الطائفة والحزب الذي سخر منه في المرة الاولى وباعه رخيصاً في سوق السياسة . لم يقدّم البرلمان ولا حكومة حزب الدعوة للمواطنين شيئاً بينما نهب كلّ شيء . القوانين التي تهم حياة المواطنين معطلة كما تعطلت بسببها الحياة . فلم تتحول البصرة الى عاصمة العراق الاقتصادية . ولم يتوقف النهب والرشى والسرقات والفساد بل ازدادت نسبتها أضعافاً . ولم ينتهِ التهجير على الهوية والقتل بسببها بل زادت معدلاته ، والحكومة الطائفية مشغولة عن هذا ب (( شامة حسنٍ في خصية رئيسها )) . شيء يدعو للسخرية والبكاء معاً.
واذا كان لا بد من النقد واللوم ، فلا يُلام سوى المواطن نفسه ، الذي غيّب وعيه هو بأرادةٍ منه ، حين راهن على الاحزاب الدينية ظنّاً منه واعتقاداً أنّ السعادة تحت خيمتها ، لكنه (( استجار من الرمضاء بالنار )) فمارست حكومة حزب الدعوة الاسلامي ، كل اساليب النفاق ومضغ الكلام لتبرير سياستها وفشلها في ادارة الازمة تلقي باللوم على نفاذ صبر المواطن وتطالبه بمنحها الفرصة كي تنهض من كبوتها . نفاق سياسي يخجل السامع منه .
ان الدكتورية الدينية هي ابشع انواع الدكتاتوريات ومن اشدها قسوة وضراوة لا ينافسها حتى الدكتاتورية العلمانية ، فالاولى تقتل وتسجن وتغيّب الطرف الاخر بأسم الدين وبغطاء منه مستخدمة الشريعة سيفاً فوق رقاب المعارضين لها ، وما دام الدين مسيساً ، فعلى الاخرين القبول به والسكوت عليه ، بينما تخاف الدكتاتورية العلمانية انقلاب الشارع عليها وتأييد الخارج له .
ان الاحزاب الدينية أياً كان شكلها ومسمياتها وارتباطاتها فهي واحدة سواء الاخوان المسلمون في مصر او في غزة او حزب النهضة في تونس أو العدالة والتقدم في تركيا كلها جميعا تعمل من اجل اجنداتها الخاصة بها واستغلال موارد الدولة لبناء قاعدة احزابها وشراء المصائر والذمم ، وما تفتّقتْ عنه عبقرية الاخوان في مصر من اساليب لتصفية خصومهم وهدم اسس الدولة ، ومارسته قيادة حزب النهضة في تونس وفي تركيا وغيرها أماط اللثام عن الذهنية الضيقة والتعصب الاعمى الذي يسد الدرب بوجه الاخر ويقصيه عن الساحة بأي وسيلة وثمن . وما ممارسات حزب المالكي الا نسخة من ممارسات تلك الاحزاب . ففي الوقت الذي يلوك المالكي وبلا حياء وخجل ، ان العراق بلد ديمقراطي يأمر بسد الطرق والمنافذ الى ساحات الاعتصام في الفردوس والتحرير وغيرها ، ولم يكتف بنشر الجنود والشرطة في شوارع المدن لمنع المحتجين من الوصول الى ساحات التجمع ، بل يقوم باعتقال الناشطين والاعتداء على المشاركين في الاحتجاج وترش طائراته الغازات الخانقة وخراطيم المياه اضافة الى اعتداءات الشرطة والجنود وكأن هؤلاء لا ينتمون لهذا الشعب ومنه ، بل هم عبيد أرضٍ لديه .
ماذا قدمت حكومة حزب الدعوة ، لهذا الشعب المبتلى ؟ ايران ذراعٌ وساقٌ تعمل في العراق . الحشيش والترياق وحبوب الهلوسة تأتي الينا من الجارة الاسلامية وحكومة الملالي .. شرايين الأنهار قطعتها عن مصباتها في العراق فتصحرت الارض ونفق الحيوان وذوى النخل في عذوقه وحجم الاستيرادات من ايران تجاوزت 13 مليارا ، هذا هو المعلن اما غير المعلن فأمره متروك لذمة المالكي إن كانت له بقية ذمة !!! أما الجاره تركيا فحجم استثماراتها في العراق لا حدود لها. وفي كل زيارات المسؤولين وسيد المنطقة الخضراء يحضر كل شيء على طاولة المفاوضات ويغيب موضوع المياه عنها ، وجفاف حوضي دجلة والفرات والسدود التي بنيت على احواضهما .
ماذا ينتظره العراقيون ، بعد كل هذا ؟ ألا تهزهم ارهاصات الشارع المصري الذي كنّا نسخر منه فيما مضى ؟! وما يحدث في تونس ؟ وفي تركيا !! ماذا ينتظر العراقيون وما الذي سيخسرونه لو تحرّكوا ؟ ليس سوى الثوب الذي عليهم والبيت --;-- إن وُجد ، يذكرني ذلك ببيت للمرحوم الجواهري :
فإما الى حيث تبدو الحياة لعينيكِ مكرمة تُغنم
واما الى جدَثٍ لم يكن ليفضله بيتك المظلم .
ما اريد أن اخلص اليه ، هو اننا على ابواب مرحلة انتخابية ثالثة وعلى المواطن ان يتذكر جيدا معاناته صيفا وشتاء ، ويتذكر حالة اطفاله وهم يذهبون في وحل الشتاء ومياهه الى مدارسهم ويجلسون على ارضها الناقعة في مياه المطر . ان يتذكر حرّ الصيف وهجيره والسيدة الكهرباء غائبة . ان يتذكر اليّتامى والارامل وهم بلا معيل .ان يتذكر الامراض المسرطنة والمستشفيات الفارغة من حبّة دواء . ان يتذكر غياب الامن والأمان ودماء العراقيين الضحايا تصبغ ارضية الشوارع وحكومة دولته لا تعبأ بشيء ولا يهمها أمر هؤلاء ( الرعاع العبيد ) . وقد قال امير المؤمنين عليه السلام : (( نعمتان مجهولتان --;-- الأمان وراحة البال .)) فأين نحن مما قاله امير المؤمنين عليّ عليه السلام . اقول ، ان الطائفة والمذهب والعشيرة والقومية والدين لا تبنى وطنا ، بل تخربه و تهدمه ، والتاريخ يضج بالأدلة . مطلوب من المواطن حين يدلي بصوته أن يضع العراق العظيم أمامه ، أن ينتخب العراق لا الطائفة والمذهب . لقد سرقنا مرتين ، فمن العيب أن نُسرق ثالثةً ، وفي المأثور ما تجاوزنا عليه ، (( لا يخفق الشراع فوق رأس العاقل مرتين )) . نعم لقد خفق مرتين ولكننا نأمل وثقتنا بشعبنا وبمواطنينا أن لا يخفق ثالثة .

الناصرية - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صائد جرذان مستشاراً للمالكي .!!! العراق الى اين؟.
- نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!
- فيروز ...!! ساقية الورد والنبع الذي لن يجفّ !!!
- الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!
- ....... و ضبابُ الليل يحجبُ الأسرار
- بيتها في البترا ، مزارٌ وطقوس !!!
- بيتها في آخر الدنيا ، مزارُ وطقوس !!!
- الليل والعشق والماء !!!ُ
- لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!
- فيروز !!! وجع التقاليد ، و النوم زوايا !!!!!!
- كان اللقاء الصدفة ، ثم سال الوجع مرايا !!!
- بسام فرج ، رسام الكاريكاتير !!! فنٌ في خدمة الانسان والحياة ...
- حدّثها عن جسدها ، فقاطعته ، وغيرّت هاتفها !!!
- رسالة مفتوحة !!! الى السيد وزير الكهرباء ومجموعة الكذابين!!! ...
- عين على البصرة
- عيناك سحر في أجفاني
- المالكي و هشام بن عبد الملك !!! واقع و رؤيتان ! الظلامة واحد ...
- المجاز المرسل و علاقاته
- بعض ...... بضع
- ما أشبه الليلة بالبارحة !!! العراق في ظلّ حزب الدعوة ، الى أ ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - لقد سُرقنا مرتين .!!!! حذارِ من القادم !!!!!