أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد الأحمد - الخميائي ساحر الصحراء















المزيد.....

الخميائي ساحر الصحراء


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 06:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


(تمتلك تأثيراً سحريّاً على ملايين الناس)
(إذا رغبت في شيءٍ، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك)

ذكريات الكتب

روايات الهلال ترجمة بهاء طاهر
(الخيميائي) او (ساحر الصحراء)
للبرازيلي ?اولو كويلو
من منا لم تستدرجه أسطورته الشخصية إلى جمل البرازيلي المولود سنة 1947 في (ريّو دي جنيرو)، تلك الجمل الشفافة، المشحونة بالدفق الدافئ، و بقيت بعد الترجمة جمل صافية المقاصد توجته كاتباً معروفاً جدا في كل بقاع الأرض، و قد كان قبلها كاتباً مسرحياً، ومدير مسرح، ومؤلِّفَ أغانٍ شعبية لبعضٍ من أشهر نجوم الغناء في البرازيل، ومنهم (إيلي ريجينا)، و(راوُل سيكزاس). ولم يَطُلْ به الوقت بعد ذلك.. حتى أصبح صُحُفياً ومؤلفاً درامياً للشاشة الصغيرة. . وفي السنة 1988، صدر كتابه الثاني: (ساحر الصحراء)، هي الرواية الثانية التي كتبها (باولو كويلو)، و التي حقّقت نجاحاً عالمياً باهراً، بل جعلته من أشهر الكتّاب العالميّين إذ صار كتابه واحداً من أفضل عشرة مبيعات عالمية للعام 1998، ولم يسمع به أحد إلا وطلب الخيميائي من أجل أن يحقق فيها بحثه عن أسطورة الذات الشخصية، تلك التسمية المدونة داخل المدونة الروائية، فبات واحداً من أكثر الكتّاب المعاصرين قُرَّاءً، وظاهرةً جلية في عالم النشر، وحاز المرتبة الأولى بين تسعٍ وعشرين دولة. نُشرت مؤلفاته في أكثر من 150 دولة، وتُرجمت إلى 51 لغة، غير العربية، وبيع منها أكثر من 31 مليون نسخة، فكان ثاني أكثر المؤلفين مَبيعاً في العالم سنة 1998، بعد الفائز بجائزة نوبل في ذلك العام، وبقيت الرواية في ذهن من يقراها ُتحدث عن راعٍ أندلسيّ شابّ يدعى (سانتياغو)، مضى للبحث عن حلمه المتمثّل بكنزٍ مدفون قرب أهرامات مصر، موطن أسرار الشرق العظيم. بدأت رحلته من أسبانيا عندما التقى الملك (ملكي صادق) الذي أخبره عن الكنز المرمز الحاوي على كمّ هائل من الموروثات. وانطلق في رحلة بلا توقف حتى عَبَرَ مضيق جبل طارق.. ذلك الممر السحري من الغرب إلى الشرق، ومن الشرق إلى الغرب، مارّاً بالمغرب وتونس، حتى بلغ مصر. وكانت تُوجّهه طوال الرحلة إشاراتٌ غيبيّة. إشارات باراسايكلوجية تؤكد رؤية من يرى ويخترق برؤاه الموجودات، ويبصر المستقبل مثلما يقرا في كتاب، وفي طريقه للعثور على كنزه الحلم، كنز المورثات العربية، أحداثٌ كثيرة تقع، كلُّ حدثٍ منها استحال عقبةً تكاد تمنعه من متابعة رحلته، ولكنه كان مصرا حتى النهاية إلى أن يجد الوسيلة التي تساعده على تجاوز هذه العقبة. حيث يُسلب مرّتين، ويضيع منه جزء من أحلامه في كسب الوقت، مما يضطره العوز للعمل في متجرٍ للبلَّور، ويضع لمساته السحرية و يضفي عليه جزءاً من انفتاحه، و علمه فيزيد من زبائن المتجر بحسن ذوقه، و إخلاصه اللامتناه.. مما يجعل صاحب العمل يثق فيه بلا حدود، ويضع إمكانيته لاجل أن يساعده، وبكل ما يستطيعه، ليكمل الرحلة التي بدأها، ولكنه بنفس أبية، يختار خطوته… بعد ذلك يصادفه رجلاً إنكليزياً، يتبادلان الإعجاب، ويرافقه في البحث عن أسطورته الشخصيّة، يشهدُ حروباً تدور رحاها بين القبائل، إلى أن يلتقي (الكيميائي) عارف الأسرار العظيمة الذي يحثّه على المضي نحو كنزه. وكم من الكنوز المادية صادفته ولم يعبأ لها .. فالرحلة مدهشة للبحث عن الكمال الشخصي، لان من الصعب جدا أن يرضى الإنسان المتفتح عن نفسه، فهو دائم الجد لان يكون ما يودّ أن يكونه..
يتوضح التبادل المعرفي، من الرجل العاقل إلى الرجل العاقل، تتلاقح التجارب، و الأفكار، و النوايا.. في الوقت نفسه يلتقي (فاطمة) المرأة المسلمة ذات السحر العربي الخلاب، و صارت حبَّه الكبير، والوحيد؛ فيعتمل في داخله صراعٌ بين البقاء إلى جانب حبيبته، جوهر أسرار قلبه الذي مال إلى (الشرق) بكل جوارحه، ومتابعة الرحلة بحثاً عن الكنز المعرفي، غايته الكبرى. لكنه يكتشف بان الحب جزءا من كنزه، الذي يبحث.. لاجل صيرورة عقل خرافيّ مدهش. فـ(ساحر الصحراء) ليست سيرة إنسانية وحسب، بل إنها كناية عن حياة كل فرد، فكل من يقرأها يجدها تحكي عن نفسه. فلم تكن عابرة تلك السيرة الفكرية، وقد أخذت بقوة حضورها الإنساني البليغ ما تستحقه، و قد حيَّاه النقاد المعاصرون بتحيةٍ خصُّوا بها أسلوبه الشعري الواقعي الفلسفي، إذ تتلخّص بؤرة هذه الرواية بجملة قالها الملك لسانتياغو: (إذا رغبت في شيءٍ، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك). في هذه الرواية، يستعيد (كويلو) موضوع رحلةٍ موغلةٍ في القِدَم، بدأها كلُّ الذين فتّشوا عمّا يجعل الحياة أجمل، وأكمل. فلا حجر الفلاسفة، وإكسير الحياة.. قد كانا كافيان بإغراء الإنسان المعاصر الذي يحمل روحه على كفه كفدائي، ويمضي قدما.. حيث لا معدن الذهب ذريعة للبحث عن كنوزٍ أخرى؟ وهل تكون أسطورتنا الشخصيّة اكتشافنا لحقِّنا في السعادة؟. رواية (ساحر الصحراء) خرافة أخّاذة عن القدر، والتحدي عندما تكتمل قناعة الإنسان بقضاياه العادلة.. لان (?اولو كويلو) يمتلك قدرة فائقة، على التصوير الدقيق كما امتلك قدرة الساحر على تحويل الممكن إلى ما يريد، و بقي يتمتع بشفافية عالية تجعل كتابته أشبه بجدول نقيٍّ يجري عبر غابة خصبة، أو أشبه بطريق تتجلّى فيها طاقة خصبة تقود القارئ، سهواً، لاكتشاف نفسه، والاقتراب من ذاته الغامضة القصيّة. وصفت فصول (ساحر الصحراء) كزُمُرّدة صغيرة تلمع مثل لافتة فضّية في الصحراء ونورها يشير إلى اتجاه الواحة والكنوز، و أيضا: (كتابٌ ضخمٌ ومثيرٌ يعالج قضايا خطيرة بأسلوب ذكي وبسيط)، وعن باقي كتبه قالوا بأنها أصبحت بعد ساحر الصحراء (تمتلك تأثيراً سحريّاً على ملايين الناس)، فان الأسئلة التي يطرحها أبطال (?اولو كويلو) معاصرة جداً لقد مزج الخيميائي مادته الأصلية المستخلصة ببساطة من عمق الإنسان الذي في عمقنا،و جعلها تسفر عن الأوجاع الإنسانية كلها، وتتحدى أعت القوى إن أرادت الظلم والجبروت (إنها تجربة جديدة يقدّمها (كويلو)، حيث تتجلّى نبرة الكاتب الخافتة، وطرحه للمسائل الأساسية بطريقة حساسة جداً).
بقية كتب (باوْلُو كْوِيلو) الأخرى، أربعة صارت اليوم مطلوبة مثل (ساحر الصحراء) التي اشتهرت باسم (الخيميائي)، وقد أبدل اسمها المترجم بهاء طاهر، وصدرت عن سلسلة روايات الهلال المصرية –يوليو عام 1996م.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم بوزيرة
- عولمة الشارع الانترنيتي بالدهن الحر
- رواية الحرب العراقية....اهي منسية؟
- لجوء عاطفي
- امري كان لي
- التعددية الثقافية
- الرواية حاضرة أبداً


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد الأحمد - الخميائي ساحر الصحراء