أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - لماذا نعشق الهامبرغر














المزيد.....

لماذا نعشق الهامبرغر


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يجعل الهامبرغر، وأخواته، بتلك الشهرة المطبقة للآفاق عند العرب والعجم على حد سواء، بينما لم تشتهر مناقيش الزعتر في الولايات المتحدة، ولم ينتشر طبق الكبسة في أوروبا!. تماماً مثلما انتشر اسم كيم كارديشيان لدى العرب، وصارت معشوقة الكثيرين منهم، بينما لم تشتهر هيفاء وهبي عندهم.
بمقياس الذائقة العربية، لعل طبق الكوسا المحشي ألذ وأطيب من شطيرة الهامبرغر، ولعل ذائقة البعض تجنح صوب اعتبار الطبق التايلندي، أكثر متعة للمضغ من مشتقات البرغر. وهنا لن أجدني أتحدث في المسألة الصحية، كي أنجو بنفسي من تهمة القذف والتشهير، ولأني، أيضاً، لست بالخبير التغذوي ولا الطبيب التوعوي ولا المختص المعوي. لكن مسألة (أحب أو لا أحب) ليست جنحة يعاقب عليها القانون.
إذن، الأمر غير متعلق بمذاق عائلة البرغر، لكنه مسألة ترويج، وتخطيط متقن لجعلها سلاحاً عابراً للقارات، وسمةً من سمات المدن العصرية، فتسللت إلى أغلب البيوت العربية، بل وفي أصقاع المعمورة، لتفرض نفسها بسمعتها، لا بقوتها، فهي ليست بندقية نرفع أيدينا أمامها خوفاً من نيرانها. لهذا صارت تلك المأكولات للصغار، مثلاً، وجبة ووجهة ترفيهية، وجزءاً من مقتنياتهم الحديثة، كما برامج الألعاب الإلكترونية، ومدن الملاهي.
ما قصدته من مثال الهامبرغر أوسع وأبعد بكثير، ولعلي وجدت فيه منطلقاً لوضع أصبعي على جرح جهل الغرب بنا. إنّ قضايانا ليست شطيرة خبز تزوجت من اللحم، وليست صنفاً من "الكاتش آب". فالولايات المتحدة التي تمكنت من غزو الشرق والغرب معا حتى بشطيرة، لم يستطع العرب ولا المسلمون غزوها بطبق تقليدي قد يعود لمئات السنين، ومع ذلك فهذا أمر مغفور لهم، لكن غير المغفور، أنه لم يكن بمقدورهم غزو الأمريكيين بالحرف العربي، ولا بتعريف مبسط عن تاريخهم.
الأنكى، والأشد أسى، أن المسلمين الذين أعجَبَ أكثرهم المنتجُ الأمريكيّ، حتى الهامبرغر، فشلوا في شرح دينهم لمن اعتبر دينهم مجرد إرهاب، وأجساد تفخخ لتقتل من حدا وبدا، فتشكلت صورة لدى الأمريكي، والغربي على حد سواء، أنّ الإسلام ليس دين سلام، وأن كل مسلم هو مشروع إرهابي. وأن سفك الدماء صار متلازمة كلمة "مسلم".
ليس نقيصة أن يتعلم المرء من تجارب غيره، حتى من عدوه، لكن المعيب أن يرى غيره يغزوه بقطعة لحم بين حاجبي طحين، بينما هو لم يتمكن من وضع قضية من قضاياه في سياقها الصحيح، ونزع كل الشوائب التي أحاطت بها بفعل فئة من أبنائها، رغم توفر الإمكانات والمقدرات. فالأمريكي الذي لا يتحدث العربية، أبهر العربي بثقافته المستحدثة، بينما العربي الذي يتحدث الإنجليزية، بلكنة مؤمركة أكثر من الأمريكي، لم ينجح في إفهام الأمريكي أن الإسلام ليس فيه نحر لرقاب البشر، ولم يقنعه أن فلسطين محتلة، مثلاً، ولم يثبت للفرنسيين أن الإسلام بريء مما يسمى جوراً "القتل على خلفية الشرف".
لا بد، إذنْ، من التأسيس الصحيح لشبكة كبيرة من العلاقات العامة، والترويج، وتفعيل المعاول الثقافية، والأدوات الفنية والمنابر الإعلامية، وكل الإمكانات المسخّرة لدينا، لتوضيح حقيقة ما تشوّه عنّا وعندنا، فما تشوّه ليس مناقيش الزعتر أو طبق المندي، إنما دين بأكمله، وثقافة ضاربة في عمق التاريخ. وحينها سيعرف الأمريكي والأوروبي أنا كنا نفهم في الفلك يوماً ما قبل قرون.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة على النساء
- الفن سلاحنا العابر للقارات
- حتى الأقصى يا بروتوس
- عملية سيناء وبراءة فلسطين
- المُهرِّجون والمُتفرِّجون
- تويتر وفيسبوك اختبار للعرب
- فوبيا انتقاد الإسلاميين
- بين -عدالتيْن-
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - لماذا نعشق الهامبرغر