أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سهاد - في مسالة الاخلاق















المزيد.....

في مسالة الاخلاق


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل اخلاق الرعاع (القطيع )واخلاق الصفوة والسادة مجرد سلوكات اجتماعية متفاعلة فيما بينها بموجب الصراع الطبقي ام بموجب البقاء للاصلح ؟ ام انها حالات اجتماعية نفسية تدخل في مضمار التحليل النفسي والسوسيوتقافي للطبقات الاجتماعية ؟ هل مسالة الاخلاق هي مجرد افتراضات فكرية وفلسفية لم تصل بعد الى درجة النظرية الفلسفية المتماسكة والقائمة بذاتها ؟تحيلها قد يصيب ويخطئ ؟ هي مجرد اسئلة من الصعب سبر اغوارها والاجابة عليها بدقة متناهية , لكن الامر الاكيد في المسالة ان الاخلاق السائدة في كل مجتمع هي على الدوام اخلاق الطبقة السائدة فيه ؟ مع وجود بعض الانفلاتات السلوكية والاخلاقية على الهوامش من اخلاق العمال والفلاحين والمهمشين على العموم ,واخلاق هذه الاخيرة تراها الطبقات العليا بعيون منفرة ...تزدريها وتحيطها بسياج من الوعظ والارشاد الديني اليسوعي والاسلامي وبكل تراهاتها الجمالية في مجال الدين والفن والتقافة والادب ,,وتعدها في النهاية من الاخلاق الوضيعة (اخلاق العبيد ) وترى من واجبها تقويمها وتهذيبها على الدوام بوسائل تنتقيها بدقة ....
تتظافر كل العوامل الفاعلة في التاريخ البشري كالعادات والتقاليد والدين والتقافة والتربية على تكريس اخلاق السادة حيث تراها الابقار الجامعية الحداثية على راي نيتشة اي تلك الانتلجانسيا المنافقة مجرد تعدي على ارادة الحياة ولاجل ذلك ولذلك ترى من واجبها الاجهاز عليها بمطارقها الفلسفية لهدم تلك الاخلاق الوضيعة اخلاق القطيع التي عمادها الاستسلام والسكون واستلذاذ الخنوع والاستعباد ..
لاشك ان التفكير في الاخلاق يطرح العديد من التساؤلات المرتبطة بمفهوم الواجب والحرية ؟ ما الذي يؤسس الفعل الاخلاقي ؟ هل هي الذات ام اكراهات الواقع الاجتماعي ؟ كيف تسمح الاخلاق بتحرر المجتمع البشري من استغلال الانسلن لاخيه الانسان ؟ كيف تسمح بدلك وهي نفسها تحدد تصرفاته سواء عبر المصلحة الشخصية او عبر الانا الاعلى ؟
الى اي حد يمكن الالتزام بالواجب الاخلاقي لضمان تحرر الانسان وتحرر المجتمع الانساني ؟
ان كل مدرسة من مدارس الاخلاق تقدم جوابها الخاص بها من خلال الاجابة عن هذه الاسئلة الجوهرية ..
فالدين يقدم تبريرا الاهيا لاخلاقه وللشرائع التي يدعوا اليها ويعتبر كلام الله المنزل على انبيائه ورسله قطعيا لا يجوز خرقه لانه هو الجواز لعبور الجنة والسعادة والخلود . وكذلك الفلسفة الوضعية التي تشدد على الواجب الاخلاقي المقدس لاجل تحقيق المصلحة العامة ...لكن مع تقدم الحضارة وازدياد التقافة والمعرفة وتطور العلم اضطرت الفلسفة لايجاد اسس عقلانية وعلمانية لمسالة الاخلاق وانتزعت مرساتها من السماء واعادتها الى الارض ثم اصبح من الضروري الوقوف على اسباب وجودها وتطورها حسب حاجيات الانسان ...فالمدرسة المادية الجدلية ترى ان الاخلاق تخضع لقوانين الصراع الطبقي المحركة للتاريخ مادام المجتمع المتمدن انتقل الى العداء والنزاع المادي حول الفائض من الانتاج ..واعتبرت الاخلاق تريرا حتميا لسيطرة ومصالح الطبقات الحاكمة ..او الثورة على هذه السيطرة عندما يصبح المضطهدين اقوياء بما فيه الكفاية فتعبر عن مصالهم في المستقبل ..وبذلك تربطها بتطور الصراعات الطبقية داخل المجتمعات المتمدنة .ان الصراع الطبقي ودوره الحاسم في التطور التاريخي قد سجل قبل وقت طويل من ظهور ماركس وانجلز والمادية العلمية على الخصوص حين قام العديد من المؤرخين الاغريق القدماء (تيوسيديدس_ ارسطو _ افلاطون ) بملاحظة قوانين الصراع الطبقي . وما قام به الماديون الماركسيون سوى ان اعطوا اول تفسير علمي صحيح وكاف له وتوسعوا في شرح في كيفية نشاة الطبقات الاجتماعية خلال نمو القوى المنتجة وانقسام العمل ووجود الفائض الانتاجي الذي تتنازع عليه ... وكيف تركزت الصراعات الطبقية حول الاستيلاء على هذا الفائض المتزايد من الثروة . وبينوا ان الصراعات الثقافية والاخلاقية التي تحتد في فترت الصراعات الطبقية خلال التحولات التاريخية الكبرى ...
ان المجتمع الطبقي لا يمكنه ان يصمد لمدة اسبوع واحد بواسطة القهر والقوة وحدها وانه في حاجة الى اسمنت الاخلاق . ويشكل انتاج هذا الاسمنت مهنة المتطرفين البورجوازيين الصغار والاخلاقيين المتفلسفين ورجال الدين . وهم يعكسون جميع الوان الطيف المجتمعي ..لكنهم يظلون في التحليل الاخير ابواق قابضة ودعاة للعبودبة والاستسلام للسيطرة البورجوازية وقيمها واخلاقها السائدة ..
فالطبقة البورجوازية تفوق سائر الطبقات الاجتماعية بمراحل كبرى من القوة والسيطرة وهي في كمال وعناد وعيها الطبقي ( والطبقات الاخرى من عمال وفلاحين وحرفيين ليس لها وعي طبقي الى حدود الساعة ) وهي مهتمة بشكل حيوي بفرض فلسفتها الذرائعية الاخلاقية على الجموع من الجماهير الكادحة والمهمشة .ولهذه الاسباب بالذات نجد ان المقاييس المحسوسة للوعظ البورجوازي تختفي وراء ستار كثيف من التجريدات الاخلاقية تتجسد فس الثقافة والادب والفن والقيم ,,وان مسالة الاخلاق بين الطبقات الاجتماعية هي مسالة نسبية مجردة ومرتبطة اشد الارتباط بالفرض والقهر والاستغلال .
عندما يفترس الذئب حملا ..فاخلاقية هذا الفعل تختلف من وجهة النظر التي تحكم من خلالها عليه ... فالذئب يجب ان ياكل ليعيش ومن وجهة نظره فان عمله هذا قانوني واخلاقي ..اما الحمل الذي افترس فمن وجهة نظره عمل الذئب هو اقصى درجات السر والوحشية ..ان نسبية الاخلاق وتجردها التام في عالم الطبيعة لا يمكن باي شكل من الاشكال مماثلته في علم الاجتماع البشري وفي العملية التاريخية لبني البشر كما لايمكن مماثلة نظريات البقاء للاصلح بقوانين الصراع الطبقي التاريخية ...لان الصراع ضد الطبيعة لا يحدو حدو الصراعات الطبقية بين الانسان والانسان لاجل التحرر البشري من الظلم والقهر عبر التاريخ .فالقوى المحركة للتاريخ هي الصراع الطبقي وصيرورة التاريخ تتجه نحو بناء مجتمع تسوده المساواة والعدل وتنعدم في الطبقات وتنتفي في الصراعات الطبقية ويزول الاستغلال البشري .
لاشك ان الاطروحة البورجوازية للاخلاق تتعثر عاجزة على عتبة التاريخ.... ولا ترغب في الاعتراف بالقوة الدافعه لتطور الاشكال الاجتماعية .اي لا تعترف بقوانين الصراع الطبقي كمحرك محوري للتاريخ العام .وهي تعد الاخلاق والدين والتربية وغيرها سوى وظائف واساليب ايديولوجية فعالة في استمرار هيمنتها على المجتمع .بها تفرض قيمها واهدافها
تتبع الفكرة القائلة بان اعظم سعادة ممكنة للبشر ليست للاغلبية وانما هي للاقلية الصغيرة التي تتناقض مع الجميع باستمرار ....





#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ققجات : ربيع اخر
- في سياق منتظم
- البطالة وغلاء المعيشة والنقابات
- أذنى من ديمومة الثلج
- أوجاع قريتي ..5
- أوجاع قريتي-4
- رسالة العيد
- مجتمع يتغير ..ومدارس ثابتة
- زفة في مراكش
- هو......انا
- حيث لا ينتهي الزمان ابدا....
- ربيع الفايس ..قادم
- وعلى الفايس ...السلام
- مطر ..ملوث
- رياح اكتوبر...
- رياح اكتوبر.
- ماذا حل بي
- همسات في وجه البحر
- على أعتاب سايكس بيكو 2 سنة 2016
- على اعتاب سايكس بيكو 2 سنة 2016


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سهاد - في مسالة الاخلاق