أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جحا وحماره.. على نقاط التفتيش...














المزيد.....

جحا وحماره.. على نقاط التفتيش...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جـــحـــا وحماره.. على نقاط التفتيش...
جــحــا... لو أنه قصص خيالية.. أخلقه لـــكـــم...
تصوروه يا أصدقائي ينقل الماء من نبع ماء ضعيف ملوث, على حماره الهزيل, عائدا إلى بيته بعد مسيرة تدوم عدة ساعات, هو وحماره, أو خماره وهو. لأن الحمال هو الذي يتنقل بعبء, حاملا تنكتي ماء.. وجحا.. على ظهره المتعب... عابرا أول حاجز للجيش النظامي... ولا يترك له أفراد الحاجز أمكانية المتابعة.. دون أن يترك لهم تنكة ماء.. كرسم أو ضريبة مرور.. حيث أصبح الماء مادة نادرة قليلة هامة.. كالذهب أو اليوراتيوم... فتظاهر جحا بترك التنكة المحملة على يسار ظهر الحمار.. وكلما حاول متابعة طريقه.. تسقط تنكة جهة اليمين.. وحاول الجنود مساعدته على تجليس الحمل, عدة مرات.. بلا أية فائدة. مما اضطرهم لإعادة التنكة الأولى إلى مكانها, على يسار ظهر الحمار...وتابع جــحــا مسيرته.. عابرا.. حتى وصل بعد قليل.. إلى نقطة تفتيش داعش.. وردد جحا نفس السيناريو بالتنزيل.. واضطرار محاربي داعش بتنازلهم عن ديتهم, وإعادة تحميل تنكة الماء بأنفسهم على ظهر حمار جــحــا... جحا الذي أعاد نفس السيناريو على عشرات من نقاط التفتيش, لعدد من الفرق المتناحرة المختلفة... حتى وصل إلى بيته... في (فــســط) مدينة حـــلـــب السورية..........
نــعــم يا أصدقائي الأحبة...جــحــاي أنا يعيش اليوم في مدينة حلب... كما يمكنه العيش بأية مدينة أو قرية ســورية أخرى... هذه المدينة الأثرية التاريخية العظيمة.. وأردت أن أقول الخالدة.. والتي اجتازت جميع العصور والغزوات والاحتلال والمصائب, والتي ســجـل تراثها بالآمم المتحدة, كتراث إنساني... أصبحت تشبه أيـة مدينة منكوبة مهدمة غير آمنه.. غير آمنة على الإطلاق.. كأيام قطاع الطرق (أيام سفر برلك) والاحتلال العثماني في الأيام الماضية العتيقة الغابرة...
صورة جــحــا هذه... جــحــاي أنا الذي أريد تصويره لكم, ونقله إلى الواقع اليومي الحقيقي لسكان هذه المدينة المنكوبة باحتلال القوات (الجهادية القاعدية وغيرها).. حقيقة ملموسة لسكان هذه المدينة, مع الفارق الوحيد أننا نقارب نهاية 2013 وليس في القرن التاسع عشر.. وهم ما زالوا يعيشون كأنهم في قلب غضب الاحتلال العثماني, زائد المجموعات الإسلامية المتطرفة المعروفة التي تطبق عليهم حرمانات وإرهاب الشريعة الإسلامية المتجددة حسب عقول هؤلاء الجهاديين الحجريين الصحراويين.. كأنهم في صحاري الضياع العربية, بعشرات القرون إلى الخلف والتخلف والتعنت الشرس الأعمى...
هل تعلمون أن الاغتسال ببضعة ليترات معدودة من الماء الساخن, أصبح منتهى الترف والهناء, مرة أو مرتين في الشهر.. لسكان أحياء عديدة من هذه المدينة المتروكة المهملة. وأن ساعة كهرباء, بلا انقطاع, تعادل أكبر متعة مما تبقى من حداثة وحضارة.. بهذه المدينة التي كانت قمة الملذات الحياتية والترف... والأصول وأفضل المطبخ في العالم.
*********
ســألت أحد معارفي من اللاجئين الهاربين, والذي يعيش من سنة واحدة بكل إمكانيات الانتفاخ والملذات والترف بهذه المدينة الفرنسية التي أعيش فيها من خمسين سنة.. وهو من الذين عاشوا طويلا مواكبا هذه السلطة الحاكمة الحالية.. وفي قلب إشكالاتها المتنوعة.. ســألته... ولماذا هملت وما زالت تهمل حلب بهذا الشكل, من بداية الأحداث السورية حتى هذا اليوم... أجابني يثقته البعثية, كأنه ما زال بمكتبه الدمشقي.. يا أستاذ (لقب أستاذ يوزع مجانا في سوريا.. بشكل رسمي أو غير رسمي على الجميع, من الجاهل الكلي.. حتى أي موظف بسيط)... يا أستاذ.. مدينة حلب لا تهمل.. هذه براغماتية واستراتيجية قتالية مدروسة... سوف تــنــهــك مدينة حلب محتليها الغرباء... وسوف يرحل من تبقى منهم.. من حيث أتوا... الحدود التركية... إلى تــركــيــا التي صدرتهم إلى سوريا... سوف يعودون إلى تركيا.. متابعين جهادهم هناك...
بعد هذا الكلام من مسؤول سابق عتيق مخضرم.. أتساءل كيف استطاع أسياد هذا المسؤول, ومن يشبهونه من الآلاف الذين كانوا أول من غادر السفينة الدمشقية المضطربة, والذين انقسموا ما بين موالاة صامتة.. مترفة حملت معها مليارات الانتفاع من السلطة.. ومعارضات صالونية شرسة مترفة.. تتمتع بالمليارات التي توزع خيرات الحرب الباهظة لهذه الحرب الآثمة الإجرامية التي شنت على سوريا وأهاليها... وما من حكيم عاقل يعرف متى ...متى ســوف تنتهي... ومتى سوف ستعود الكهرباء.. وتعود المياه النقية النظيفة إلى مدينة حــلــب.. ويكف جــحــاي عن نقلها على ظهر حماره العجوز المريض المتعب... ككافة أهل حلب... ككافة أهالي كل المدن والقرى السورية المتعبة المريضة المنكوبة.. المحرومة من أبسط حاجاتها المعيشية الإنسانية الطبيعية؟؟؟!!!....
لست أدري... الف مرة لست أدري.............
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى جحا...
- جحا وبنت السلطان
- غول الطائفية.. تعليق...
- آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم
- بانتظار Genève 299
- الحضارة... والحروب... والعكس!!!...
- عيد رأس سنة سورية؟!...
- أصوات مخنوقة من البلد الحزين
- غول.. أردوغان.. وأوغلو... والحجاب التركي
- صرخة... في وادي الطرشان
- قصة صديقي فادي... درس شجاعة
- بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.
- مات صديقي
- الرئيس بشار الأسد مع غسان بن جدو
- الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل
- حب وحرمان.. واحتلال واضطهاد.. فيلم فلسطيني اسمه عمر
- مجند سوري.. ضحية بريئة...
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جحا وحماره.. على نقاط التفتيش...