أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - تونس لم يبق لنا إلا عنوان وحيد : لنقاوم بأجسادنا حتى الانتصار















المزيد.....

تونس لم يبق لنا إلا عنوان وحيد : لنقاوم بأجسادنا حتى الانتصار


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 09:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم يبق لنا إلا عنوان وحيد : لنقاوم بأجسادنا حتى الانتصار
...
عليكَ أن تجدَ الجسدْ
في فكرة أُخرى وأن تجد البلدْ
في جُثَّةٍ أخرى وأن تجد انفجاري
في مكان الانفجار...
...
ـ درويش ـ

صيرورة 17 ديسمبر استهدفها حراس النظام منذ البداية.
استهدفوها منذ أن صارت تنذر ببدء المعركة الطبقية معركة من لا يملكون معركة من ليس لهم ما يخسرون غير قيودهم ضد الذين بأيديهم كل شيء من رأس المال إلى السياسة إلى السلاح إلى القوت إلى السجن.
المعركة هذه كانت وبحدودها تلك وبفاعليها أولئك معركة حياة أو موت وحراس النظام كان يعرفون ذلك جيدا فطالما حالوا دون تفجرّها على مرّ العقود.
إنهم يعرفون أيضا أن تواصلها واحتدادها وتجذرها سيدفع إلى الإطاحة بهم وقد لا يتوقف الأمر عند تلك الحدود.
لقد كان الوضع ينذر بحريق قد يأتي على كل شيء ويزيح كل شيء لا بل لقد ابتدأ الحريق وانتشر.
نعم لقد كان 17 ديسمبر ذلك الحريق.
17 ديسمبر كان:
يسقط حزب التجمع يسقط جلاد الشعب.
17 ديسمبر كان:
الخبز والحرية والكرامة الوطنية .
17 ديسمبر كان :
الشغل والموارد والثروة استحقاقنا يا عصابة السرّاق.
17 ديسمبر كان:
يا شهيد يا شهيد على دربك لن نحيد.
17 ديسمبر كان:
ارحل الشعب يريد اسقاط النظام.
17 ديسمبر كان كل هذه الحركة وكل هذا الصراع .
17 ديسمبر كان هذه المعركة الطبقية.
في 17 ديسمبر تجاوزت الجماهير الشعبية الأفق السياسي المسموح به وقتها والذي حدده أولا و أخيرا النظام لتحركاتها على مدار عقود ورضيت به معارضاته كلها.
في 17 ديسمبر تجاوزت الجماهير مساحة أن تكون معارضة مجرد معارضة للديكتاتورية .
في 17 ديسمبر تجاوزت الجماهير أن تكون مجرد معارضة اصلاحية ولم ترض بالفتات.
17 ديسمبر نسف منطق السياسة فن الممكن و أسس لمنطق جديد في الحركة هو: السياسة موقف طبقي وهي ومن وجهة نظر الأغلبية التي لا تملك مقاومة مستمرة هدفها المباشر دوما الإطاحة بالنظام الرأسمالي وبأجهزة دولته ومن أجل بديل يمكّن الأغلبية من حقوقها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
تواصل السيرورة الثورية حتى بعد كل وعود النظام التي عبّر عنها الديكتاتور في خطبه تؤكد هذا الذي ذهبنا إليه من أن الجماهير كقوة طبقية من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011 تخطت الأفق الذي رسمه الجميع لها سلطة ومعارضة.
قد تنطلق الجماهير في الفعل النضالي ولكن ليس قدرها أن تبقى حيث الممكن ولا تتخطاه.
النضال الثوري هو تجاوز الممكن دوما إلى ما هو أبعد وتحقيقه كمهمة.
والسياسة بهذا المنظور تصير دوما فعل تخط للمكن ولا تتجلى إلا في مهمات ثورية .
أن تصير الحركة إلى هذا المآل ذلك ما كان يجب أن لا يحدث في مساحة الممكن لحراس النظام.
كانت استراتيجيهم مفادها بالمختصر: يجب وقف المسار الثوري بأي ثمن والوقت الآن للانقلاب على الحركة الثورية قبل أن تصير قادرة على أن تقلب الأمور جميعا.
بدون أدنى شك لقد كان حراس النظام على إطلاع على ما كتبه الشيوعي الألماني قبل أكثر من قرن ونصف وهو أننا في عصر الثورات التي تقلب الأمور جميعا عصر الثورات الدائمة.
ممكنُ قوى الانقلاب على الحركة الثورية ارتكز على امتلاكهم للسلاح وعلى هيمنتهم على المُنَظَّم الداخلي [جمعيات و أحزاب والإتحاد العام التونسي للشغل تحديدا] وعلى إسناد القوى الأجنبية عبر مخابراتها وخبرائها .
كانت هذه استراتيجيتهم الجاهزة والتي انطلقوا في تطبيقها حالما أصبح ذلك ضروريا ولا مفر منه وكان الانقلاب على الحركة الثورية .
الانقلاب على الحركة الثورية من حراس النظام لم يكلفهم كثيرا.
فقط كان يجب:
ـ نقل المعركة من حيز الاقتصادي الاجتماعي إلى حيز السياسي الفوقي أي من معركة طبقية شاملة إلى معركة جزئية.
كان يجب نسف معركة طبقة ضد طبقة.
ـ جر الجماهير إلى خارج مساحة فعل المقاومة ودفعها إلى أشكال احتجاج بلا أفق لتعويم مطالبها المباشرة ولشل حركتها ومنعها من الاستقلال تنظيميا وسياسيا عن هيمنة حراس النظام .
ـ تشتيت جهود الجماهير وإرهاقها ودفع التناقضات في صفوفها وتجزئة قضاياها والتركيز على الثانوي فيها.
ـ مراكمة كل أسباب الفوضى ومن هناك الظهور من جديد كمخلّص.
لذلك اجتهد المنقلبون في تبييض وجوه مجرمين كرشيد عمار وكمحمد الغنوشي وكفؤاد المبزع وكالباجي قايد السبسي وكعبد السلام جراد و وكبن عاشور وآخرون كثيرون وتلميع صورهم لتمكينهم من الهيمنة من جديد على القرار وتحويلهم إلى مخلّصين بعد 14 جانفي .
حراس النظام أوقفوا مسار 17 ديسمبر منذ أن أبان عن قدرات للجماهير في التنظم الذاتي وفي الدفاع الذاتي وفي إدارة العصيان وأكثر من ذلك كله حين بدأ ينتشر وعي المقاومة والتسلح للمقاومة بما يتاح في تلك المواجهات التي خاضها شباب القصرين وسيدي بوزيد وبلدات أخرى كثيرة وتفوقوا فيها على بوليس الديكتاتور وعصاباته المسلحة وتمكنوا من الصمود ومواصلة العصيان.
حراس النظام أوقفوا معركة 17 ديسمبر الطبقية وبدؤوا في توجيهها منذ بدت تتحول إلى معركة لا يمكن توقفيها إلا برحيلهم.
كانت الجماهير تتقدم بشكل واضح في اتجاه الاستقلال تنظيميا وسياسيا عن مستغليها .
كانت تلك نقطة اللاعودة ولكن للأسف هذا الوضع بدأ كمسار ولم يكتمل كصيرورة .
في 23 أكتوبر 2011 تقدم المنقلبون أشواطا في لجم الحركة الشعبية وفي محاصرة الحركة الثورية
مافيا المال والسلاح و الإعلام لم يكن يعنيها كثيرا من يمسك العصى للأغلبية ويقمعها لم يكن يهمها كثيرا من يدير فوضاها من بيروقراطيات الأحزاب.
وجاؤوا بالنهضة للسلطة ولكتابة دستور لسيادتهم.
نعم جاؤوا بالنهضة .
في أوضاعنا الحالية لم تعد الأحزاب هي التي تصل للسلطة لقد صار يؤتى بها للسلطة لتدير أزمة رأس المال بعد دراسة من هو أقل ضرار على رأس المال من بين جنود رأس المال وحراسه منها.
وكما جيء بالنهضة للسلطة جيء بنداء الكلاب للمعارضة وسيّج آخرون ينسبون أنفسهم لليسار لأنفسهم مساحة في خارطة الانقلاب على الحركة الثورية بعيدا عمن مواصلة تنفيذ المهام الثورية وتمترسوا وراء اليمين اللبرالي كأقصى ما يمكن أن يكونوا عليه.
وكما صار راشد الغنوشي حاكما ناهيا صار الباجي معارضه وخليفته .
الانقلاب سلاح . وكان رجل المرحلة رشيد الخائن.
الانقلاب سلطة . وكان راشد الغنوشي العميل التابع .
الانقلاب معارضة للتلهية. وكان الباجي قايد السبسي وحسين العباسي وحمة الهمامي أبطالها دون منازع.
بهذه الصورة وبهذا المشهد يتواصل الانقلاب.
بهذه الصورة المسخ يعملون على فسخ 17 ديسمبر.
وفي ظل كل هذه الأوضاع يطل علينا 17 ديسمبر بكل هذا الدمار العنيف للكرامة وللإنسانية وبكل هذه الملهاة من جديد ليقول لنا على لسان محمد البوعزيزي:
لم يبق لنا إلا عنوان وحيد.
عنواننا الكبير الباقي اليوم هو التحضير للانتفاضة الشاملة من جديد.
لم يبق من ردّ آخر غير المقاومة.
ولم نعد نفكر إلا بشيء واحد هو الثورة من جديد .
لم يعد لنا من رأس مال غير الثورة ولا بد أن نضحي في سبيل ذلك بأجسادنا.
ما بقي لنا غير أجسادنا كرأس مال يمكن أن نقاوم به.
لنتوقف عن الكلام والكلام و الكلام.
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
17 ـ 11 ـ 2013



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيروة الثورية مستمرة وملايين البوعزيزي هنا بيننا
- لا تقلقوا قد يخرجوه حتى من القبر
- تونس هؤلاء هم من يخطط وينفذ ويستفيد من مخطط الاغتيالات السي ...
- الممكن والمستحيل والثورة وإسقاط النظام
- لماذا نترك الجرح ينزف!
- بعض الحقائق حول الجمعيات الممولة والمرتبطة في تونس
- تحيا السياسة بيد المخابرات يحيا الحوار - الوطني - تحت الحما ...
- الوفاق ولا جديد فقط الانقلاب يتقدم
- لذيول النظام في تونس لم يمكّن للنهضة غيركم
- الأزمة في الأساس ليست في -الفوق-
- بعض كلام فقط للشعب الأعزل
- مصر عملية ترتيب الفوضى تطلبت جريمة بمثل الجريمة المقترفة ال ...
- لما لا رئيس حكومة من الأعراف! ليعتل TICA [1] السلطة باسم ان ...
- هذا كان طرحنا وموقفنا ومهمتنا المباشرة ولازال
- لماذا المجالس المواطنية الثورية [1]
- إنها بذرة المجالس المواطنية الثورية
- الانقلاب على الحركة الثورية في تونس يتواصل اليوم تحت 3 عناوي ...
- تونس من أجل توسيع وضع ازدواجية السلطة لإسقاط الانقلاب ومؤسس ...
- ارحلوا جميعا سلطة ومعارضة فكلكم الانقلاب على الحركة الثورية
- من عدنا ؟ولماذا عدنا ؟وماذا نريد؟


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - تونس لم يبق لنا إلا عنوان وحيد : لنقاوم بأجسادنا حتى الانتصار