فليذهبْ حيث القت برحلها ام قشعم

روزا يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 03:06
المحور: كتابات ساخرة
    

من المعلوم ان ملك الغابة ( الأسد)كان جالساً في عرينه المعتاد وحوله أركان قواته ، وهي "قوات مرتبة " حديثا المتألفة من نمور وفهود وذئاب وثعالب وابو الحصين وافاعي وفيِلَ وغيرها من الحيوانات المختلفة منها مُخْتَلَّة العقل ونحيلة الجسد واما سيدهم حينما يمشي يمشي منحنيا ولا يقوي على مواجهة الملمات التي تحدق بمملكته المنهارة ،فعندما وردته أخبار عاجلة من زوجته اللبوءة بأنها في وضعية صعبة وهي تشكو من اوجاع عديدة ارادت الذهاب الى مقر اقامتها العتيدة ترجو اللقاء بشبلها الفتي بالسرعة الممكنة،كانت زوجته قد غادرت لزيارة أهلها في غابة بعيدة بمسيرة ثلاثة أيام للأسد الفتي.من فوره بدأ الاسد بتجهيز نفسه للسفر إلا أنه قد وقع في حيرة،مَن يترك خلفه ليقضي بين حيوانات الغابة الصغيرة بعد أن صمّمت الحيوانات من مرتبة فهد وأسد ونمر على مرافقته للإطمئنان على اللبؤة المصون؟؟ بحث الاسدعن الفيل حتى يترك له مهمة القضاء ولكنه لم يعثر عليه رغم المناداة والزئير وإطلاق الإشارات،فقدّر بأنه ربما ذهب الى مستنقع بعيد للإغتسال،لم يكن هناك من أحد موجود ليقوم للأسد بهذه المهمّة وفجأة لمح الضّبع أم قشعم وقد جلست متثاقلة على باب كهفها مطاردة الذباب الذي يحط عليها بشكل دائم فقال في نفسه بأنّ غيبتي عن الديار لن تطول لأكثر من أسبوع على أبعد تقدير،فلا ضير من تكليف أم قشعم العجوز بهذه المهمّة البسيطة.نادى الاسد أمّ قشعم التي لبّت النداء على الفور،جلست قليلاً بين يدي الأسد الذي أوصاها بأن تقضي بين الحيوانات بالعدل وتعاملهم بالحسنى واعداً إياها بصيد ثمين بعد عودته من سفره.
سافرملك الغابة لشأنه وجلست الضّبع على كرسي القضاء...
مرّت الأيام الأولى رتيبة هادئة لا يعكّر صفوها أية مشاكل،لكنّ دوام الحال من المحال،ففي ذات صباح استيقظت ام قشعم من لوكية الغابة الكسالى على سماع اخبار كثيرة عن شقيق الامير فأذا بها تثأر لتظهر فساده للجميع بأنها تفهم جميع الامور ولها من الذكاء والفطنة مالا يملكه الاخرون وهي دكتورة بالادارة من جامعة" مجانيع "الرصينة المعترف بها عالميا، ومكانها الان هو اللائق والمناسب بها ولتثبت بأنها اربط جأشا واصلب عودا ، تمكنت ام قشعم من لملمة سجلات شقيق الاسد بواسطة زمرتها من حيوانات الغابة وجلست معهم بأعتبارها رئيسة الغابة بعد غياب ىالاسد الذي اعطاها مهامه لتحكم بين الحيوانات بالعدل ، استمرت عدة اسابيع تبحث وتدقق وهي تردد كلماتها المعتادة اوكي هلو كود باي واذا صوت معزاة وهي تصرخ وتولول بأنها وجدت ايصالا وهميا جاءت به وجمعته مع المعلومات السابقة ،متّهمةً شقيق الامير بالتلاعب والاختلاس بأنه قد افترس الاموال من دون وجه شرعي .
أخذت ام قشعم علماَ بما حصل وتفهّمت الموضوع وأمرت القطاة لسرعتها وقوة بصرها بإبلاغ شبل الاسد بضرورة اصدار قرار عزل اخو الاسدبأسرع وقت ممكن، لانه كان يفعل ما يشاء ومستهتر حسب ما تسمعه من حثالات الغابة الباقين ،أم قشعم،وعندما سألها الذئب عن سبب دعوتها لشبل الاسد والاسد هناك انه بيده الحل وسيرضيك ويرضي جميع ما في الغابة ومنهم امير الغابة وزوجته وشبلهم ،قالت له أنها لا تعرف بالتحديد الخطة لطرده ، فال لها رويدك لحظات وارد لك الجواب ، اعتلى اعلى شجرة في الغابة واخذ يصرخ وينادي معهم المهم سمعوا صدى يأتي من بعيد ، علموا المقصود اعلموه وقالوا له اخرجوه واستلموا منه جميع المستندات والوثائق حتى شاع الخبر بالغابة وحوالي الغابة ، حضر الجميع منهم عازف الناي الذي اذا عزف للافعى تخرج على الصوت وترقص برهة وتختفي بعد اعطاءها لؤلؤة ثمينة ومنهم الثعلب الماكر الذي جاء من ادغال يافا وعاش بهذه الغابة طامعا بان تصار له الامور والاموال وفعلا حقق ماربه المهم استلمت الاموال وهي كثيرة جدا ما يكسر بالفؤوس ،ولكن ام قشعم اصابها الفرح واقامت حفلا ومهرجانا بالغابة لهذا اليوم العظيم الذي انفتحت بها المغاليق وشوهدت العجائب واكتشفت اسرار السرقات و المسكوكات والقوالب الذهبية ، صاحت بأعلى صوتها اكتشفتها ، وجدتها ، يا للفرحة التي كنت احلم بها طويلا منذ ان خرج شقيقي" عقعق "، ظلت عيناي لن يغمض لهما جفن ، الحمد لله الذي اظهر الحق وازهق الباطل، وحولها الحبربشية يتراقصون فرحون مبتهجون ، وفي الحقيقة كانوا يضحكون فيما بينهم لانهم حققوا ما ارادوه وما خططوا له شاهدت ام قشعم وهي في كهفها معزاة تخرج باكية لاطمة،ففهم الذئب ماذا حصل وبدأ يفكر كيف يخرج من هذا المطبّ بأقلّ الخسائر،وأخذ يقدح زناد فكره ويضرب أخماساً في أسداس وحتى أنه بدأ يفكّر بصوت مسموع،وبينما هو على هذا الحال من القلق انتبه إليه الغراب وابو الحصين اللذان كانا رابضين بأعلى الشجرة مقابلة له تماماً ،فنزلا إليه بعد أن انتبها إلى صوته وبدءا بسؤال عمّا يقلقه، فشرح لهما الذئب ماجرى مع الطّلي الصغير وأنه قد تمّت دعوته إلى القاضية ام قشعم وهو في حيص بيص ولا يدري تحديداً ماذا يفعل وكيف يواجه قضاء أم قشعم وأية حجّة سوف يسوقها للخروج من هذا المأزق بعدما حصل وما جرى لشقيق الاسد، التفت يسرة يمنة لم يجد ناصرا ولا معين وجميع الوثائق صارت عند ام قشعم وفريقها وامير الغابة لا يستطيع فعل اي شيء لان جميع الدلائل المقدمة من فريق العلماء والمفتشين تؤكد ما قدموه ، اه يا للهول كيف اثبت كذب ادعاءات ام قشعم وفريق عملها وهم في غابة وطبيعة الاسد يصدق ما يقوله ابو الحصين والثعلب وام قشعم والذئب والافعى ، ربي كيف الخلاص ، ليتهم يقفون عند هذا الحد ، فقد تجاوزوا على خصوصياتي وهل يقبلوا ان اتجاوز عليهم ؟ ربي ، هذا مأزق كبير وتلويث سمعة ، ليس من اخلاق الشرفاء والنزهاء ولا حتى الاميين والمتسوليين ولا حتى بائعات الجنس والفوادين ، من يفعل هذا اذن ؟ اجابني الغراب وهو على شجرة لا يريد الاختلاط بهؤلاء لاتقلق ، فكل ما عليك اترك امرك للزمن وسيأتي اليوم الذي تكتشف الامور وتلويث سمعتك وستنفرج اسارير وحوش الغابة في يوم ما وسيأتيك من هو الصالح ومن هو الطالح .... قلت لالالالالالا ، قال الغراب كيف لا ؟ اجبته لأن الاسد رأسه محشو بكثير من الاضاليل والاباطيل وسيموت وتموت معه وربما سأموت قبله وكما تعرف يا غراب الموت حق علينا ان نتذكر كل شيء في هذه الدنيا زائل لا محال ، قلت للغراب اذا متَ من سيدفنك ؟ ضحك ضحكة طويلة بها بعض السخرية من السؤال ، قلتُ لِمَ تضحك؟ قال : اذا مت سيأكلني غراب مثلي اما انتم اذا تموتون سيلعنونكم في كل خطوة وفي كل جلسة لأنكم لم تحكموا بالقسطاس المستقيم ، وكنتما تكيلان الذم لكليكما ولم تتعاملا بالحسنى ، قلت له ، لِمَ لا تتكلم الحقيقة ؟ هو من بدءَ ولم ينقطع سيل اتهامه ؟ ظننتك يا غراب تعرف الحقائق بأمهاتها ، انك مراقب ولانك لن تقدر الغوص الى اسفل الماء انك تعوم فقط والعوم ليس كالغوص
وفي نهاية المطاف اصبح اللاسد المغلوب على امره معتكفا رافضا جميع من حوله لا يصدق بالاقرب ولا الابعد حتى بان على محياه المقطبتين الممتلئتين تشائما وهو الان يعرف نهاية الامور لم تجر على ما يرام " تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" والقول ما قالت حذام
الحكاية بتصرف حسب طبيعة الموضوع
[email protected]

#روزا_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات