أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف















المزيد.....

دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر آبأغسطس2001تم تأسيس "حزب العدالة والتنمية"في تركية من قبل رجب طيب أردوغان وعبدالله غل،كانشقاق عن "حزب الفضيلة " وريث "حزب الرفاه"بزعامة رئيس الوزراء السابق نجم الدين أرباكان الذي أطيح به في انقلاب28شباطفبراير1997.خلال الشهر التالي حصل ضرب برجي نيويورك ومبنى البنتاغون بواشنطن في يوم 11سبتمبر.فاز"حزب العدالة والتنمية"في انتخابات3تشرين ثانينوفمبر2002بأغلبية مقاعد البرلمان التركي.
كان هناك الكثير من التقلبات الأميركية في طريقة التعامل مع مرحلة (مابعد11سبتمبر):خلال أربعة أسابيع بدأ الغزو الأميركي لأفغانستان من أجل اقتلاع حكم "حركة طالبان"وحليفتها "القاعدة"ثم جرى الاتجاه منذ أيلول2002 نحو غزو عسكري للعراق تم تنفيذه في فترة19آذارمارس-9نيسان|إبريل2003من "أجل إعادة صياغة المنطقة"وفق تعبير وزير الخارجية الأميركية كولن باول.في ضوء اضطراب وتقلقل العملية الأميركية ببلاد الرافدين جرى الاتجاه نحو الاعتماد على "اسلام معتدل" كبديل وفي مواجهة تطرف "القاعدة"،بعد أن مال الكثير من أطراف إدارة بوش الإبن خلال فترة مابعد ضرب البرجين وبالذات خلال عامي2002و2003نحو "ربط الإرهاب بالثقافة الاسلامية".
منذ عام2004جرى انفتاح أميركي على رئيس الوزراء التركي أردوغان بعد خصومة رافقت عملية غزو العراق إثر رفض البرلمان التركي في يوم1آذارمارس2003فتح جبهة شمالية أمام القوات الأميركية المتأهبة لغزو الجار الجنوبي لتركية،ثم ماأثاره الاحتلال الأميركي من وساوس تركية حول تداعياته التي بدأت بالظهور لناحيتي تنام قوة الأحزاب والقوى الشيعية العراقية الموالية لطهران وبروز قوة الأكراد في شمال العراق عند الحدود التركية. في عامي2004و2005بدأت تظهر عند بعض مراكز الأبحاث الأميركية طروحات تدعوا إلى اعتماد أردوغان ك"نموذج أميركي للعالم الاسلامي". في2005بدأت بلندن مفاوضات سرية بين (التنظيم العالمي للإخوان المسلمين) والإدارة الأميركية،أوحت باتجاه أميركي نحو اعتماد أميركي ل"حسن البنا"في مواجهة"أسامة بن لادن".خلال نفس العام ضغطت واشنطن على الرئيس المصري حسني مبارك نحو حريات انتخابية سمحت ل(جماعة الاخوان المسلمين)بالفوز بحوالي خمس مقاعد البرلمان المصري. أيضاً،وخلال الشهر الأخير من العام ذاته كسر الفرع الإخواني العراقي،أي"الحزب الاسلامي"،مقاطعة للانتخابات البرلمانية العراقية قررتها معظم القوى السياسية ،ذات القاعدة الاجتماعية في الوسط السني العربي،ثم شارك في حكومة نوري المالكي بشهر أيارمايو2006.
مع دخول واشنطن وطهران في حالة مواجهة منذ شهر آبأغسطس2005مع استئناف طهران لبرنامجها في تخصيب اليورانيوم بعد أيام من تولي أحمدي نجاد للرئاسة ،ثم دخول العاصمتين في مواجهة اقليمية كان أحد تجسداتها حرب صيف2006يلبنان،جرى اتجاه أميركي واضح نحو تعويم الدور الاقليمي التركي،بعد حالة النبذ الأميركية لأنقرة التي حصلت أيام الغزو الأميركي للعراق لماكانت واشنطن في حالة تحالف وتعاون مع العاصمة الايرانية. في خريف2006،ومع صعود وتنامي المد الاقليمي الايراني،طرحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس أثناء جولتها بالمنطقة تصور "معتدلون في مواجهة متطرفين"من الواضح أنه كان موجها ضد طهران كماهو موجه ضد"تنظيم القاعدة".
كان أردوغان في قلب ورأس هذا التصور الأميركي لاقليم الشرق الأوسط: لم يكن هذا بمعزل عن انفتاح أنقرة على العاصمة السورية لإبعادها عن المحور الايراني،بمافيها رعاية أردوغان للمفاوضات السورية- الاسرائيلية غير المباشرة باسطنبول خلال النصف الثاني من عام2008،ثم الدور التركي في تقريب سعد الحريري من دمشق في عام2009. في نفس الاتجاه الأميركي كان انفتاح أردوغان على "حركة حماس" لابعادها عن طهران و"حزب الله"،وقد كانت الرعاية الأميركية لرئيس الوزراء التركي هي التي سمحت للأخير ب"التجرؤ" على تلك المجابهة التلفزيونية بمؤتمر دافوس مع شمعون بيريس بعد أيام قليلة من نهاية (حرب غزة) في الشهر الأول من عام2009.أيضاً وفي نفس المسار كانت مشاركة أنقرة مع دمشق والرياض في رعاية"القائمة العراقية"بزعامة إياد علاوي لتحجيم واضعاف واسقاط نوري المالكي بانتخابات برلمان7آذارمارس2010،قبل أن تنفك دمشق من هذا التحالف داعمة المالكي مع طهران في خريف2010لمنصب رئيس الوزراء من جديد،ثم تبتعد عن أنقرة والرياض متحالفة مع طهران في اسقاط حكومة الحريري بالشهر الأول من عام2011.
في اليوم التالي لسقوط الحكومة اللبنانية حصل سقوط نظام الرئيس التونسي بن علي بيوم14ينايرجانفي،وبعدأحد عشريوماً كانت بداية الثورة المصرية ضد حكم الرئيس مبارك:لم تتأثر عملية فشل أجندات أردوغان في بغداد ودمشق وبيروت في تخفيف حظوته الاقليمية عند البيت الأبيض،بل زادت مع بدء"الربيع العربي" واتجاه واشنطن مع سقوط حكم الرئيس مبارك نحو اعتماد تحالف أميركي مع (تنظيم الاخوان المسلمين) سهًل صعودهم للسلطة في تونس ومصر ومشاركتهم بالحكم في اليمن وليبيا،ثم تلزيم أميركي لتركية إدارة ملف المعارضة السورية مع تشكيل"المجلس الوطني السوري" الذي كان واضحاً وجلياً سيطرة (الاخوان المسلمون)عليه منذ ولادته في اسطنبول بيوم2تشرين أولأوكتوبر2011. هنا،في الجولة التي قام بها أردوغان بنهاية أوكتوبر2011لكل من القاهرة وطرابلس الغرب وتونس ظهر بمظهر أقرب ل "المنتصر الاقليمي" بعد أن "تعمم" نموذجه الاسلامي في تلك العواصم الثلاث، إن لم يكن في صورة سليم الأول بعامي1516و1517.
انقلبت الأمور أميركياً في خريف عام2012 مع مقتل السفير الأميركي بليبيا في مدينة بنغازي على يد اسلاميين في اليوم نفسه الذي حصل فيه ضرب برجي نيويورك بعام2001:كانت أول ترجمة لذلك بمدينة زغرب الكرواتية في يوم31تشرين أولأوكتوبر2012مع الهجوم اللاذع العلني بمؤتمر صحفي الذي شنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على"المجلس الوطني السوري" ثم ماأعقب هذا من ضغط واشنطن الكثيف لتشكيل"الائتلاف الوطني السوري" ،بعد أحد عشر يوماً من ذلك، كان واضحاً فيه أن أنقرة لم تعد هي المهيمنة على التنظيم المعارض الجديد وكذلك أن (الاخوان المسلمون)لايملكون الكلمة الأقوى.في حرب مالي بالشهر الأول من عام2013 أظهر "اليوم التالي" لسقوط القذافي شيئاً صادماً اقليمياً ،كماداخلياً مثل 11سبتمبر2012في بنغازي،عندما بان أن السلاح الخارج من مخازن القذافي بعد سقوطه هو الذي يحارب به الاسلاميون في تلك الدولة الافريقية الفرنسيين بعد أن كانت باريس هي التي تزعمت عملية (الناتو) ضد القذافي. لم يترجم هذا أميركياً ضد(الاخوان المسلمين) ويظهر إلافي اتفاقية موسكو بين لافروف وكيري يوم7أيارمايو التي كان واضحاً فيها أن التوافق الأميركي- الروسي حول طرق حل الأزمة السورية تتضمن اتفاقاً بين البيت الأبيض والكرملين يتضمن موقفاً اتجهت فيه العاصمة الأميركية نحو موقف عدائي من الاسلاميين يقارب الموقف الروسي يتجاوز سورية ليشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ظهر هذا أولاً في الموقف الأميركي السلبي من أردوغان أثناء أحداث ميدان تقسيم باسطنبول منذ يوم31ايارمايو،ثم في تباعد واشنطن عن أنقرة في مقاربة مرحلة مابعد سقوط حكم (الاخوان المسلمين)في القاهرة. يلاحظ هنا ترافق سقوط مرسي في 3يوليو،وتضعضع حكم الاسلاميين في تونس، والتبدل الذي حصل بالحكم في الدوحة قبل أيام من ذاك الذي حصل لحكم (الاخوان)في مصر ، مع بداية ظهور علامات واضحة على دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف.تزامن هذا مع تنامي دور السعودية الاقليمي،ومع انفتاح أميركي على طهران لايمكن عزل هذا الأخير عن توافق أميركي- روسي كان تجسيده الأول في 7أيارمايو بموسكو ثم في 14أيلولسبتمبر بجنيف حول(الكيماوي السوري)،من الواضح أنه يشمل توافقاً يتعلق بالمنطقة عامة وهو أبعد من الموضوع السوري،ستستبعد على مايبدو أنقرة من مائدته فيماستكون الرياض وطهران على المائدة فيه مع واشنطن وموسكو.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة الإرادوية في المعارضة السورية
- دور العامل الخارجي في الصراعات الداخلية
- النزعة الشعبوية في المعارضة السورية
- الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية
- رؤية اسرائيل للجوار
- العلمانية والأحزاب الدينية
- التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية
- الضعف الأميركي
- الدولة العميقة والقوة الفائزة في الانتخابات
- هل فشل - الربيع العربي - ؟....
- انسداد الثورات والبحث عن -المنقذ الفرد-
- فراغات ما بعد توقف المدّ الإسلامي
- المجتمع والسلطة في ايران
- حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -
- الوضع الداخلي والسياسة الخارجية
- سورية وحرائق الجوار
- لماذا سوريا بكل هذه الأهمية للعالم والاقليم ؟...
- حراك التيّارات السياسيّة العربيّة
- انفجار بنية عراق بول بريمر
- ماهذا البالون المنفوخ الذي اسمه دولة قطر؟.....


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف