أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأميركيين ؟















المزيد.....


أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأميركيين ؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
السؤال الحادي والستون:
أين استراتيجية "نهاية المطاف" في أدمغة القادة الأميركيين ؟
مفهوم استراتيجية "نهاية المطاف" يفسر مضمونه من دراسة عنوان ذاك المفهوم. فعبارة "نهاية المطاف " هي محور هذا المضمون. وهذه فكرة طرأت على أسلوبي في التفكير والتحليل السياسي منذ خمسة عشر عاما، اذ لاحظت أن كل دراسة لتفكير استراتيجي لا يغوص في أعماق النتائج التي قد تترتب على تخطيط استراتيجي ما، ولا يأخذ بعين الاعتبار آثار تلك الاسترايجية في نهاية تفاعلاتها، أي في نهاية مطافها، هو تفكير قاصر وخاطىء ويقود الى الكوارث في أغلب الأحيان.
وكانت هناك عدة أمثلة على ذلك ، وقد رددتها مرارا وتكرارا في مقالات سابقة، ولكن دون سميع أو مجيب. وابرز هذه الأمثلة قيام الولايات المتحدة بتدريب وتسليح الاسلاميين المتشددين في أفغانستان لمقاتلة السوفيات، واذا بهم في (نهاية المطاف) يحاربون الولايات المتحدة بصورة بشعة تمثلت في تفجيرات نيويورك عام 2001،وأدت الى سقوط آلاف القتلى.
والمثل الآخر، هو تقديمهم الدعم للاسلاميين في ايران عام 1979 على أمل أن يبادروا الى مقاتلة السوفيات الذين كان لهم حدودا مشتركة مع ايران، واذا بهم في (نهاية المطاف) يقاتلون الأميركيين عوضا عن السوفيات، بادئين باحتلال السفارة الأميركية في تشرين الثاني من ذاك العام.
والمثل الثالث على ذلك، هي قيامهم بالمساهمة باشعال حرب أهلية في لبنان عام 1975 بغية مشاغلة الفلسطينيين المتواجدين فيها من ناحية، واضعافهم من ناحية أخرى، وذلك سعيا لتمرير اتفاقية كامب ديفيد التي كانت في مرحلة المفاوضات بين مصر واسرائيل، ولكن تبين تدريجيا، بل وفي (نهاية المطاف)، أن الفلسطينيين قد اشتد ساعدهم، وتحولوا تدريجيا الى دولة داخل الدولة اللبنانية، مما اضطر الاسرائيليين لخوض حرب جديدة من خلال غزوها للبنان والدخول في حرب مع الفلسطينيين.
ولا يمكن تتبع أخطاء الولايات المتحدة، فتلك الأخطاء كانت كثيرة، بل وكثيرة جدا، وقد انتهت بكوارث على المصالح الأميركية، لكونها قد تدارست فحسب الأثر الفوري والمباشر للاستراتيجية التي بدأت بتنفيذها، دون أن تغوص في أعماق البحث، لتكتشف التفاعلات اللاحقة الناتجة عن تلك الاستراتيجية بعد استنفاذ الأثر المباشر لها، وبذا تلاحظ الى أين ستنتهي تلك الاستراتيجية في (نهاية مطافها).
ولعل من الأخطاء الأخرى والكبرى التي ارتكبها الأميركيون في القرن الحالي، "هي قيام جورج بوش الابن" بغزو العراق في عام 2003، بغية استثمار واستنفاذ نفط العراق، وللانتقام لوالده باعتقال واعدام الرئيس الراحل "صدام حسين". فهذا الغزو، بعد الضربة التي وجهت نتيحة له للبعثيين ولرجالات السنة ، قد عزز موقف الطائفة الشيعية التي يدين نسبة هامة منها بالولاء لايران، وانتهى الأمر بوصول "نور المالكي " - صديق ايران، الى رئاسة الوزارة العراقية.
ويبدو أن "جورج بوش الابن" لم يفكر طويلا قبل الاقدام على خطوته تلك، اذ كان كل همه أن يعتقل الرئيس "صدام"، الذي اعتبره عدوا لدودا لأميركا ولاستراتيجيتها، (وكذلك لوالده "بوش الأب" الذي فشل في هزيمة "صدام"في عام 1991)، وقيامة بالتالي بتنفيذ حكم الاعدام فيه، دون أن يقدر انه في (نهاية مطاف) استراتيجيته تلك، انما يمهد الأمر لقيام ايران بوضع موطىء قدم لها في العراق، خلافا لما سعى اليه والده في عام 1991، عندما اضطر لاعلان وقف فوري وسريع لوقف اطلاق النار ضد القوات العراقية، للحيلولة بين ايران ومبتغاها ذاك، عن طريق تمكين القوات العراقية من محاربة حرس الثورة الايراني الذي توغل في عمق الأراضي العراقية، في مسعى لسيطرة ايران على العراق، وتكريس جلوس حكومة موالية لها على كرسي الحكم في بغداد. فها هو "بوش الابن" يحقق لها مبتغاها الذي فشلت في تحقيقه عام 1991، نتيجة لعدم دراسته لذيول استراتيجيته تلك في " نهاية مطافها" .
ولعل أهم هذه الأخطاء الحديثة أيضا، هي اشعال أميركا للحرب في سوريا، على أمل أن تؤدي الى اسقاط نظام "بشار الأسد"، والقضاء على النظام الممانع والحائل دون توصل العرب الى سلام مع اسرائيل ، ربيبة الولايات المتحدة. لكن الحرب لم تسقط النظام السوري الممانع والمتحالف أصلا مع ايران، بل تعزز موقف الحكومة السورية بتأييد روسيا الاتحادية لها، انقاذا منها لمصالحها الاستراتيجية في سوريا، والتي أقلها لجوء السفن الحربية الروسية الى الموانىء السورية، باعتبارها من الموانىء القليلة التي تلجأ اليها تلك السفن أثناء تواجدها في البحر الأبيض المتوسط.
فهذه المصلحة الروسية، اضافة الى مصالح أخرى، لم تلق اعتبارا أو دراسة كافية لدى التخطيط الأميركي لغزو سوريا. فالمصالح الروسية في المنطقة،شكلت التفاعلات اللاحقة للأثر الفوري والمباشر الذي توقع الأميركيون حدوثه، وهو سقوط "بشار الأسد" بعد فترة وجيزة من اشتعال الاضطراب فالحرب في سوريا، أسوة بالسقوط السريع لكل من "بن علي" و"حسني مبارك " وبعدهما "معمر القذافي".
فهذه التفاعلات المفاجئة والتي تمثلت باستيقاظ الدب الروسي الذي بدا لهم نائما، كما كان نائما ومخدرا في عهد "بوريس يلتسين" (أول الرؤساء لروسيا الاتحادية المنفصلة عن الاتحاد السوفياتي، والذي اعتبر من بعض المراقبين أنه كان رجل الولايات المتحدة الخفي في المكتب السياسي للحزب الشيوعي )، فلم يتوقعوا هذا الاستيقاظ المبكر والمفاجىء لذاك الدب ووقوفه بالتالي بكل قوة في وجه التحرك الأميركي الذي كان يسعى للقضاء على آخر موقع من المواقع الحيوية الروسية في الشرق الأوسط. فهذه اليقظة المفاجئة للدب الروسي، لم تكن قد روعيت، أو تم توقعها ، لدى دراسة استراتيجيتهم تلك، مكتفين برؤية الأثر المباشر المتوقع في احلامهم، وهي سقوط "بشار"، دون الغوص في عمق التفكير ليقدروا الآثار الأخرى التي قد تطرأ في "نهاية مطاف" تفاعلات استراتيجيتهم الرعناء تلك.
وظهر هناك أثر آخر غير مباشر وغير متوقع لاستراتيجيتهم المتعجلة تلك ، ذلك أنه عوضا عن رحيل "الأسد" وحلول حكومة موالية لأميركا محله، فان القوة التي باتت مرشحة للحلول محل الأسد" ، اذا رحل ، كانت اما قوى سلفية متشددة، أو قوات منتمية لمنظمة القاعدة، وهي المنظمة الأكثر عداء للولايات المتحدة، من أي عداء (أو خلاف) كان قائما بين الرئيس الأسد والولايات المتحدة . والمقصود يذلك جماعتي "النصرة" و "دولة العراق والشام - داعش" اللذين أعلنا رسميا انتمائهما للقاعدة.
وهكذا أثبتت الولايات المتحدة وكذلك حلفاؤها أيضا من عرب وأتراك ، الذين فتحوا حدودهم لمرور الأسلحة والمقاتلين، مدى سطحية تفكيرهم لدى التخطيط لعمل استراتيجي ما، اذ ينظرون الى القشور الظاهرة، ولا يقيمون ما قد تحتويه في الداخل من مفاجئات طارئة، أو تالية ، أوغير متوقعة. أي أنهم كالعادة، لا يغوصون الى الأعماق ليكتشفوا مفاجآت وتفاعلات تلك الاستراتيجية في تفاعلاتها المتلاحقة وفي (نهاية مطافها ). فالمتشددون من التيار الاسلامي، شكلوا المفاجأة الكبرى لهم، وكانت أكبر من المفاجأة التي أفرزتها لهم انتفاضة الدب الروسي الذي ربما كانوا سيتعاملون معه بشكل آخر ، لولا خشيتهم أن تحل جماعات القاعدة محل الرئيس الأسد، فيما اذا حاولوا مواجهة الروس عن طريق رشوتهم، أو ارضائهم، بوسيلة أو بأخرى، كتقديم تنازلات لهم في منطقة أخرى مثلا.
والغريب في الأمر، أنه لا الأميركيين، ولا الأتراك، ولا بعض القادة العرب المساهمين في اشعال أتون الحرب في سوريا، قدروا في حينه مخاطر ما يفعلون ، بل ولم يكتشفوا الا قبل أيام، ربما قبل أسبوع فقط أو أكثر قليلا ، مخاطر ما يحصل على الأراضي السورية، وأن "القاعدة " قد غرست أقدامها في سوريا، وباتت تشكل خطرا على الولايات المتحدة، وعلى تركيا، وعلى كل دول الجوار.
فمؤخرا فقط بدأ جون كيري يتحدث عن مخاطرهم، ويناشد الدول التي تزود المعارضة بالأسلحة، أن تتأكد بأنها لن تذهب الى الجهات الخاطئة (قاصدا النصرة وداعش). وأدلى "غول" رئيس جمهورية تركيا بتصريح عبر فيه عن مخاوفه من أن تتحول المنطقة الى أفغانستان أخرى. ومثله فعل "زيباري" وزير الخارجية العراقي، الذي عبر عن مخاوفه من أن تتحول "نينوى"، أي مدينة الموصل ومناطق مجاورة لها، الى مواقع لمنظمة القاعدة. ومثلها ظهرت تصريحات مشابهة من دولة الامارات وغيرها من الجهات الأخرى، تعبر عن المخاوف من تنامي القاعدة في هذه المنطقة واحتمال تحولها الى أفغانستان أخرى.
والواقع أن هذا التلكؤ والبطء الشديد، بل والمتأخر جدا، في استيعاب حقيقة الموقف على الساحة السورية وما قد يحمل في ثناياه من خطر ، تضطرني لأن أستخدم عبارة عامية تقول للقادة المسئولين بصوت عال :"صح النوم يا سادة والله الف صح النوم " لأنكم استفقتم أخيرا لتدركوا نوعية المخاطر التي باتت تحدق بالمنطقة نتيجة تلك الحرب المشئومة في سوريا. فقد غاب الخطر عنكم ، لمدة سنتين طوال، رغم تحذيرات العديد من الكتاب، وكنت أنا من بينهم. فأنا شخصيا قد كتبت مرات ومرات محذرا بدون جدوى من الغباء السياسي لدى القادة الأميركيين ، ولدى بعض القادة العرب (مع الاعتذار عن هذا التعبير)، والمتمثل بمخاطر ما يجري على الساحة السورية. وأنا لم اؤكد على ذلك في مقالاتي دفاعا عن سوريا، بل حبا بالوطن العربي الذي نعيش فيه ، والذي باتت أخطار "القاعدة" وتطرف المتشددين السلفيين تهدده بكل أقطاره، ولا تهدد سوريا فحسب.
وكان مقالي الأول، الذي ورد كاجابة على السؤال التاسع عشر، قد نشر في 14 تموز من هذا العام، ونبهت فيه الى مخاطر تفجير السيارات في بغداد، وهي التفجيرات المتتالية وشبه اليومية، والتي ينفذها المنتمون لمنظمة القاعدة. ونظرا لتوالي تلك التفجيرات، فقد اقترحت على رئيس الوزراء "نور المالكي "، من باب السخرية، أن يصدر مرسوما يمنع فيه دخول السيارات الى بغداد والمدن العراقية ، وأن ينصح المواطنين العراقيين باستخدام الجمال والخيول والحمير في تنقلاتهم الداخلية. وقدمت اقتراحا آخر،وهو اقتراح جدي في هذه المرة، شجعت فيه على أن يتفق المنتمون لطائفة الشيعة وطائفة السنة فيما بينهم، بغية تأسيس جبهة متماسكة في وجه هذه الأعمال المرفوضة، وهي الجبهة التي لن يشارك فيها المنتمون لجماعة القاعدة ، منفذو تلك التفجيرات القاتلة. فهم الأعداء الحقيقيون للعراق، وليس الشيعة أو السنة هما أعداءه.
وفي 31 تموز، كتبت مقالا تضمن الاجابة على السؤال الثالث والعشرين والذي تساءلت فيه ان كان "الربيع العربي سيحول تونس الخضراء الى تونس المخضبة بالدماء الحمراء "، وذكرت فيه انتشار بل وازدياد قوة السلفيين في تونس (والذين يتوجه الكثيرون منهم غالبا فيما بعد للانضمام الى منظمة القاعدة). وقد تطرقت بتفصيل كامل لبرنامج بثته قناة "بي بي سي" (التي تبث باللغة العربية) في اليوم السابق، أي في 30 تموز، وروت فيه بتفصيل مخيف كيف هيمن السلفيون في مدينة "بنزرت" التونسية على عمل القضاء، فباتوا يقدمون الفتاوى للتونسيين، ويصدرون القرارات في الخلافات التي تنشأ بين المواطنين، بحيث استعاض التونسيون بفتاوى السلفيين، عن قرارات المحاكم المدنية وعن ضرورة اللجوء اليها للفصل في الخلافات بينهم . وذكرت عندئذ بمخاطر تحول تونس تندريجيا الى أفغانستان أخرى، وخصوصا بعد اغتيال قياديين تونسيين من جبهة الانقاذ الوطني التي تمثل المعارضة العلمانية واليسارية، هما شكري بالعيد ومحمد البراهمي، اضافة الى حادثة لاحقة قتل فيها تسعة من الجنود التونسيين في جبال الشعابين، والذين تم قتل بعضهم باستخدام السيوف لقطع رؤؤسهم، وهو الأسلوب المعتمد لدى السلفيين وبعض رجالات القاعدة اقتداء بمن سبقهم (أي أسلافهم) في القرن الهجري الأول، القرن السابع ميلادي. اضافة الى عمليات أخرى بشعة أثارت غضب التونسيين، لكنها لم تثر غضب القادة الأميركيين، أو تلفت انتباههم للمخاطر التي باتت تحدق بتونس الخضراء.
وفي الحادي عشر من آب، ( أي قبل ثلاثة شهور على اكتشاف القادة الأميركين والأتراك والعرب لمخاطر القاعدة على سوريا)، كتبت مقالا كرد على السؤال التاسع والعشرين ومضمونه: " متى يدرك العرب أن المغول قادمون". وكان السؤال موجها للقادة العرب وللقادة الأميركيين أيضا، مذكرا بما فعله المغول في القرون الماضية لدى غزوهم للعراق، من تدمير وقتل أدى الى اكتساء نهر دجلة باللون الأحمر لكثرة جثث القتلى التي القيت في النهر.
وفي ذاك المقال، الذي أتمنى أن يعود القادة العرب والأميركيون الى قراءته لكثرة ما ورد فيه من وقائع عن أعمال بشعة ارتكبها رجال القاعدة وأنصارهم من السلفيين، ومنها تناول أحدهم لقلب جندي سوري، وما تردد عن قطع رأس الأب "باولو"، وأسر مطرانين، والتهديد بقتل المسيحيين اذا انتصروا في حربهم، اضافة للعديد من الأعمال الاجرامية التي ارتكبوها ضد المدنيين الأبرياء سواء في المناطق الكردية أو العلوية، وذلك خلافا لارشادات الرسول العظيم محمد (ص) الذي أوصى برعاية القساوسة والرهبان والمسنين من رجال ونساء وأطفال أبرياء. فأين السلفية الحقيقية في تصرفاتهم تلك التي تتنافى مع اوامر الرسول وارشاداته ، وهو قائد الرعيل الأول للسلف الصالح من العرب الأقدمين، الذين قادوا العرب والمسلمين الى انتصاراتهم الكبيرة
وفي السادس عشر من آب،( وقبل أن يكتشف ألأميركيون والأتراك والعرب مخاطر القاعدة على المنطقة ) ، كتبت أيضا مقالا كرد على السؤال الثاني والثلاثين ونصه:" لماذا تقصف طائرات الأندرون الأميركية مواقع "القاعدة" في اليمن ، وفي باكستان وأفغانستان، ولا تقصف مواقع "القاعدة" في سوريا"، علما أن طائرات "الأندرون" هي طائرات بدون طيار، فلا خطر مطلقا على الطيارين الأميركيين. فاذا كانت الولايات المتحدة تعتبر "القاعدة" عدوها اللدود الذي فجر لها الأبراج في نيويورك في الحادي عشر من أيلول 2001، والذي اضطرت لغزو أفغانستان بغية ملاحقة رجاله في عقر دار "القاعدة" في المدن الأفغانية وفي جبال "تورا بورا" وغيرها من الجبال الأفغانية،وطالما أن حركة دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" قد اعترفت ببيان رسمي انتماءها للقاعدة، فلماذا تتوانى الادارة الأميركية عن ملاحقتهم في سوريا، مع أنها لا تتواني عن ملاحقتهم في اليمن، وفي المناطق الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية، بل وفي قلب أفغانستان أيضا.
وفي الثالث عشر من أيلول، (قبل شهرين كاملين من اكتشاف أولئك القادة لأخطار القاعدة) ، كتبت مقالا يناقش السؤال الرابع والأربعين ، ومضمونه: " متى يستبدل أوباما اسم سوريا ،بسوريستان،"، عددت فيه بكثير من التفصيل تركيبة المعارضة المسلحة في سوريا، مبينا أنها تتكون من أربع فئات أولها وأبرزها المنتمون لجماعة القاعدة (أي النصرة التي يرأسها "أبو محمد الجولاني"، وجماعة داعش التي يرأسها "أبو بكر البغدادي") ويضاف اليهم أحيانا "أحرار الشام" التي قيل بأنهم يضمون ثلاثين ألف مقاتل في صفوفهم. ومقاتلو هذه المجموعات الثلاث، هم الأكثر شراسة في القتال ، ويتقدمون المجموعات المقاتلة في الهجمات ضد الجيش السوري، وباتوا يسيطرون على مساحة هامة من الشمال السوري. والمشروع السياسي المعتمد لهؤلاء هو مشروع القاعدة بقيادة "أيمن الظواهري".
ويليهم الكتائب السلفية التي لها مشروع سياسي واضح يتضمن اعلان امارة اسلامية في سوريا تحل محل الدولة العلمانية. وهذا التكتل يضم لواء الاسلام، ولواء التوحيد، وكتائب الفاروق. أما الفئة الثالثة فهي الجيش السوري الحر ويضم مجموعة من العسكريين المنشقين عن الجيش السوري النظامي، اضافة الى بعض المدنيين من المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر والتحقوا بهذا الجيش. ولكن عدة ألوية من هذا الجيش الحر، قد انشقت عنه والتحقت ، اما بجماعة القاعدة، أو جماعات السلفيين، أو بجيش الاسلام الذي اعلن عن تأسيسه مؤخرا . أما الفئة الرابعة فهي مجموعات صغيرة تنضوي تحت راية الاخوان المسلمين،وهم الأضعف بين تلك الفئات الأربعة.
ويمكن اضافة مجموعة خامسة تتكون من أكراد سوريا في بعض مناطق الشمال السوري كالقامشلي وغيرها، لكن هذه الفئة من المقاتلين، غير معنية بمقاتلة الجيش السوري النطامي، وكل ما يعنيها هو حماية المناطق الكردية من هجمات جماعة "داعش" المتكررة . وقد دخلت القوات الكردية وما تزال تدخل في معارك كثيرة ضد "داعش" بغية طرد أعضائها من المناطق الكردية التي أعلن الآن عن تشكيل ادارة مدنية لادارة مناطقها .
فهذا المقال الذي القى الضوء على تشكيلات المعارضة العسكرية في سوريا ، والتي تبين أنها مشكلة في غالبيتها من الاسلاميين المتشددين، كان في الواقع موجها للرئيس"أوباما" نفسه، لتحذيره من المخاطر التي تتعرض لها المنطقة كلها نتيجة لتنامي القوة الاسلامية المتشددة فيها. ومن أجل ذلك، فقد تعمدت أن أطلب من سكريترتي، أن ترسل نسخة منه للبيت الأبيض معنونة للرئيس الأميركي، كي يطلع بنفسه على المخاطر التي تواجه سوريا اذا انتصرت المعارضة السورية المسلحة ذات الأغلبية السلفية والقاعدية. ولقد وصل رد من البيت الأبيض بعد عدة أسابيع، لا يتطرق الى صلب الموضوع، وهو مخاطر السلفيين وجماعة القاعدة على سوريا والمنطقة ، ولكنه يقدم أعذارا مضمونها أن الولايات المتحدة تسعى جهدها لمساعدة شعوب المنطقة.
ولم يكن كتاب البيت الأبيض هو الرد الوحيد على التساؤل رقم 44، اذ جاء رد آخر من رجل ذو لحية طويلة،هو قائد مجموعة سلفية واسمه الشيخ "ياسين العجلوني"، ويبدو بأنه قد خشي من تأثير مقالي على الرئيس الأميركي، فوجه كلامه في رده ذاك للرئيس"أوباما" أيضا، قائلا: "هذه رسالتي للرئيس أوباما تعليقا على ما ذكره (ميشيل) "، وكانت رسالته الطويلة مسجلة على فيديو استغرق عدة دقائق .
وفي الثاني والعشرين من أيلول، (أي قبل أكثر من شهر ونصف من اكتشاف قادة أميركا ، وتركيا، والعرب لمخاطر القاعدة في سوريا)، كتبت مقالا يعلق على السؤال السابع والأربعين، وكانت صيغته: "لماذا يلاحق (أوباما) مخالفات لاتفاقيات دولية تحظر استخدام السلاح الكيماوي، ولا يلاحق مجازر تخالف اتفاقية جنيف حول معاملة الأسرى؟" .
وهناك وقائع عديدة حول هذا الموضوع، منها قيام "عبد الصمد عيسى"، قائد مجموعة جند الشام، بتنفيذ حكم الاعدام في سبعة جنود سوريين (كما ورد في مجلة التايم)، وتنفيذ حكم الاعدام في منطقة خان العسل بعشرين جنديا سوريا آخر كانوا مربوطي الأيدي ، كما روى أحد مراسلي قناة "بي بي سي" مشاهدته لاعدام ثلاثة أسرى، اضافة الى عمليات اعدام أخرى كثيرة نشرت صور بعضها على اليوتيوب ، ولا مجال الآن للتفصيل فيها.
وذكرت المقالة جانبا آخر لمخالفة اتفاقية جنيف الرابعة ، وهو الجانب المتعلق بمعاملة السكان المدنيين في زمن الاحتلال. فقد جرت العديد من عمليات الاغتصاب لنساء سوريات، وكان من أبرزها اغتصاب الصبية الصغيرة "ماريا" ذات الستة عشر ربيعا، خمسة عشر مرة من قبل مقاتلين من "النصرة"، وكذلك اغتصاب اعلامية عربية من قبل جماعة النصرة أيضا، اضافة الى عمليات اغتصاب عديدة أخرى ورد بعضها على اليوتيوب ولا مجال لتفصيلها.
وفي السادس والعشرين من أيلول أيضا ،أي قبل شهر وأربعة عشر يوما من اكتشاف السادة القادة لمخاطر القاعدة ، نشرت مقالا أعلق فيه على السؤال التاسع والأربعين والذي تساءلت فيه ، موجها الكلام أيضا وأيضا للرئيس أوباما: " هل هناك منظمة قاعدة شريرة وأخرى قاعدة شريفة؟"، وقد كررت عندئذ التساؤل الذي ورد في السؤال الثاني والثلاثين عن الأسباب التي تقتضي قيام طائرات الأندرون (بدون طيار) بقصف قواعد للقاعدة في اليمن وفي باكستان وفي أفغانستان، بل وفي الصومال أحيانا،ولا تقصف مواقع القاعدة في سوريا؟ وتساءلت أيضا اذا كان هناك في المفهوم الأميركي قاعدة شريرة وقاعدة شريفة، باعتبار أن الولايات المتحدة لا تلاحق كل الجماعات المنتمية للقاعدة، بل تلاحق فحسب الفصائل الشريرة في القاعدة.
وقد يتفهم البعض عدم تعرضها "لداعش" في سورية، لكونها تقاتل "بشار الأسد" الذي لا ترغب فيه الولايات المتحدة. ولكن ما هو سبب عدم ملاحقتها لداعش" في العراق التي تفجر كل يوم تقريبا سيارات مفخخة تقتل العشرات من المدنيين الأبرياء، ومع ذلك لا تسعى أميركا التي تراقب كل شيء على الأرض بما فيه دبيب النملة (كما قيل)، مستخدمة طائرات الأواكس وأقمارها الصناعية. فلماذا اذن لا تبلغ الحكومة العراقية بالمعلومات التي قد تتوفر لديها، وتساعد الحكومة العراقية على احباط بعض أعمال التفجير تلك، ولو من باب احباط نشاط "القاعدة" التي لا يكنون الود لها.
ويبدو بأنها لم تفعل ذلك في حينه، لأن رئيس الوزراء العراقي نور المالكي (الحاكم بأمره الآن في العراق) هو صديق لايران، كي لا نقول مواليا لها. وبما أن ايران عدوة للولايات المتحدة، فهي لذلك لم تشأ أن تقدم العون للمالكي . أما الآن، وبعد أن التقى المالكي بالرئيس أوباما، في وقت بدأ الثلج يذوب فيه عن العلاقات الأميركية الايرانية بعد مخابرة هاتفية بين "حسن روحاني" و"اوباما"، فقد لاحظ البعض أن العراق قد أحبط مؤخرا عمليتي تفجير للسيارات في العراق، كما أن عمليات التفجير قد تباطأت قليلا منذ ذلك اللقاء في واشنطن، مما قد يشير بأن الولايات المتحدة قد تذكرت فجأة بأن "داعش" العراقية، بما أنها تنتمي للقاعدة، فهي من الفئة الشريرة اذن، ولا بد بالتالي من وضع العراقيل في طريقها.
والمقالات التي كتبت فيها منبها لمخاطر القاعدة على المنطقة، كثيرة ولا يمكن استعادتها كلها بدون اطالة. وأرجح بأن عددا آخر شبيها بمقالاتي تلك نشرها كتاب آخرون. ومع ذلك لم يتنبه الى مخاطرهم تلك، قادة الولايات المتحدة وحلفاؤهم العرب والأتراك، وخصوصا الأتراك الذين فتحوا حدودهم أمام تدفق المقاتلين المتطوعين والمرتزقة القادمين من الشيشان، والصومال، ومالي، وتونس، وافغانستان، وغيرها من الدول، اضافة الى فتح حدودهم أمام تدفق السلاح والمال، والتي بدونها ما كانت تلك الحرب ستشتعل وتستمرلعامين ونصف، بدون ذاك المال والسلاح والمقاتلين، خصوصا أن كلا من الأردن والعراق ما كانا سيسمحان بتسللها الى الداخل السوري عبر حدوديهما، في وقت لن يسمح بذلك أيضا الجيش اللبناني من ناحية، وحزب الله من ناحية أخرى.
وها هم الأميركيون يكررون أخطاءهم في كيفية التعامل مع مصر، محاولين التشبث بتقديم التعاطف،ان لم يكن الدعم، للرئيس المعزول . ومع أن العديد من الكتاب والمحللين قد رجحوا بأن احتمالات عودته لكرسي الرئاسة، قد باتت ضعيفة بل ومستبعدة، فان الأميركيين قد أصروا على ممارسة الضغوط على الحكومة الثورية الجديدة، متشبثين باتخاذ موقف فاتر نحوها، مما أدى في نهاية المطاف الى بداية الغزل بين روسيا الراغبة في استعادة المكانة السابقة للاتحاد السوفياتي السابق في مصر التي بدأت تتجه نحو روسيا نتيجة الضغوط الأميركية، مما أدى في "نهاية المطاف" الى صفقة السلاح الجديدة بين مصر وروسيا بقيمة ملياري دولار.
وأنا لا أستطيع أن أتفهم كيف يقع الأميركيون في أخطاء كتلك التي ارتكبوها في الشأن السوري، وهم الذين يملكون مصادر كثيرة من المعلومات، ابتداء "بالسي أي ايه"، وانتهاء بطائرات الأواكس، والمعلومات التي تزودهم بها أقمار التجسس الصناعية، علما بأن الكتاب ذوي المصادر المحدودة، ومنهم شخصي المتواضع، قد توصلوا الى تلك الحقائق والاستنتاجات قبل شهور عديدة من بداية صدور التصريحات الكاشفة عن قلق الأميركيين والأتراك والعراقيين وبعض دول الخليج، وهي المخاطر من نشؤ منطقة رازحة تحت نفوذ وادارة منظمة القاعدة.
ولكني أعتقد أن مصدر المعلومات الرئيسي لدى بعض الكتاب، ومنهم شخصي المتواضع، هي أقوى فاعلية من ادارة "السي اأي ايه"، والأواكس، والأقمار الصناعية، وتلك هي العقل ، والدماغ الواعي والمتبصر، والمستنتج لحقائق الأمور. فهذا العقل، ومن خلال المناقشة الذاتية والتقييم الواعي والموضوعي، هو الذي يفتح العينين ويجعل البصيرة قوية، لأنها ليست معمية بالآمال الكاذبة كتلك التي توقعت أميركا وحلفاؤها تحققها، رافضة أن تعترف أمام نفسها، وخصوصا أمام العالم، بأنها قد أخطأت، بل أخطأت جدا عندما لم تتعمق في دراستها لتتبصر عواقب استراتيجيتها تلك، نتيجة التفاعلات غير المتوقعة لتلك الاستراتيجية، والتي تؤدي بها الى التهلكة في "نهاية مطاف" مسيرتها.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تلاشى الحلم العربي بالوطن العربي الكبير، ليصبح الأردن الو ...
- متى يزهر الربيع العربي في أروقة الجامعة العربية ويحولها الى ...
- متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى ؟ كيف ولماذا؟
- هل هو حقا الربيع العربي أم هو الدمار العربي ؟
- تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل ...
- هل نفذ باكورة الأعمال الاستشهادية في العصر الحديث منتمي لتيا ...
- هل أدركت الولايات المتحدة أن زمن القطب الواحد قد انتهى؟
- هل معركتي-اعزاز- و-باب السلامة- هما لسيطرة -داعش- على موقع آ ...
- لماذا لم يزهر ربيع عربي في قطر. ولماذا تصر أصغر الدول العربي ...
- هل جاء دور إخوان السودان في الرحيل ، بعد رحيل إخوان مصر ؟
- هل يؤدي الانقلاب شبه العسكري داخل المعارضة السورية، إلى الشر ...
- هل هناك منظمة -قاعدة- شريرة ، وأخرى -قاعدة- شريفة ؟ كيف؟ وأي ...
- لماذا كانت المنطقة العربية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى ال ...
- لماذا يلاحق -أوباما-مخالفات لاتفاقية دولية تحظر استخدام السل ...
- هل تشكل معركة -إعزاز- علامة فاصلة في كوكتيل تحالفات المعارضة ...
- هل يدمر نتنياهو سلاح إسرائيل الكيماوي، بعد أن تعهدت سوريا بت ...
- متى يقوم -أوباما- باستبدال اسم سوريا ليصبح -سوريستان-؟
- هل يؤدي الاقتراح الروسي حول الكيماوي، إلى قرار شبيه بالقرار ...
- متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخ ...
- السؤال الحادي والأربعون : هل أصبح النفط نقمة ، ولم يعد نعمة ...


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأميركيين ؟