أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أمة مجنونة، هل تستفيق














المزيد.....

أمة مجنونة، هل تستفيق


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 21:47
المحور: كتابات ساخرة
    


حقا إنها أمة مجنونة حينما تزدري علماءها وتطرد خيارها، حينما يكون شبابها مهووسين بالكرة والفن ويتركون العلم والمعرفة وراء ظهورهم، تأسف حقا وتدير ظهرك لهذه الأمة التي تضحك منها الأمم الأخرى، تضحك عليها بعد أن أوقعتها في فخّ الترف الفكري، والتخلف الأخلاقي ونسوا أن الأمم إنما تبنى بالأخلاق، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ذهبوا ولا يدرون إلى أين سيذهبون، إلى عالم خفيّ مليء بالمغامرات والمفاجآت، إلى عالم مجهول الهوية، كل ما فعلوه أنهم أطاحوا بقيمنا ومبادئنا، داسوا عليها بأرجلهم وتركونا نبحث عنها من جديد، هل هم أذكياء بعملهم أم أنهم أغبياء، ظنوا كما ظننتم أن لن يخرج من أصلاب المسلمين من يعتز بدينه ويعلن صراحة أن الإسلام سيبقى خالدا لا يندثر، مهما فعلوا ومهما دبروا ومهما خططوا فلن ينجحوا لأن العالم كله مراقب وآلات التصوير مركونة في كل زاوية ترقب أعمالهم، لن ينجحوا، وإن نجحوا فإنه وهْمٌ سرعان ما ينقشع وتظهر الحقيقة الجلية.
أمة لا فائدة من ورائها إذا كان شبابها لا يتمسكون بقيم الإسلام ومبادئه وقيمه، وإذا كانوا يحفظون أسماء اللاعبين والفنانين ويحتفلون حينما يفوز أحدهم بجائزة، ويدافعون وينافحون عن ميسي ورونالدو وغيرهما ويقلدونهم في مأكلهم ومشربهم وجلستهم ولباسهم وتقاليع شعرهم، قدوة سيئة وضحالة في التفكير، يقضون ساعات طوالا أما التلفاز لمشاهدة مباراة لكرة القدم، ويستمتعون بما يروا من مراوغات وتسجيل للأهداف ويضربون بعضهم إذا كان أحدهم يناصر فريقا والآخر يدعم الفريق المنافس، وتبدأ المباراة ومعها المعاكسات والمشاكسات في مشهد مؤلم حقيقة، كل ذلك إبداع في نظرهم ومن لا يتابع فهو متخلف لا يعاصر المشهد ولا يواكب التطور، وانظر إلى جلسات العلم لا يأتيها إلا القليل من الناس ولو أتوها أتوها كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
ولكن المؤسف حقا أن الأمر قد طال بعض أهل العلم ممن نحسب أنهم بعيدون عن هذا المشهد وإذا به يفاجئك فيقطع الجلسة معك بدعوى أن هناك مباراة مهمة ينتظرها أو تنتظره، لا أدري ما هذا الجنون بالكرة والفن في عالم تغيرت فيه كل القيم، لا أدري حقا متى يفيق الناس من غفلتهم، لا أدري لماذا هم مهووسون بالكرة إلى هذا الحد، فقد تجاوز بعضهم الحد ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، فالإسلام لم يمنعك من ممارسة الرياضة ولا كل أنواع الألعاب شرط أن لا تتحول إلى عراك وخصام وشغب، ومن ورائها آلام وآلام، لم يمنعك أن ترفّه عن نفسك، فإن القلوب إذا كلّت عميت ولكن الأمة الإسلامية، أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد أصابها اليوم مسٌّ من الشيطان حين تقوم بهذه الأعمال ولا تبالي وتعتبره حضارة ومتابعة للتطور.
كُنّا قديما أهل علم ومعرفة، وقد قدنا العالم يوما في صدر الدولة الإسلامية حينما كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وحينما كانت أمتنا في مصاف الأمم وفي صدارة الأمم، وحينما كانت أمتنا تقود الأمم الأخرى نحو العلم والمعرفة، وكان علماؤنا قادة هذه الأمة يحسب لهم ألف حساب، وحينما ازدهرت العلوم بكافة أنواعها ومجالاتها واستنار بها العالم شرقا وغربا، حسدنا عليها الغرب الذي لم يهدأ له بال إلا بعد أن قلب الفكرة، وطوى الصفحة، وقضى على كل خلق جميل، ونزع من قلوب المسلمين حب العلم والمعرفة واستبدله باللهو والمجون فهو سلاح قوي ضد القلوب الضعيفة التي بدأ الإيمان يهتز بداخلها فاستكانت للهوى، وابتعدت رويدا رويدا حتى وقعت في الثرى، وبعدها ماذا جرى، وكل الشباب ما درى، والعلم في القلب ما سرى.
أمة مجنونة وجنونها لا نهاية له كما يبدو مادام هناك عرق ينبض على فقدان لاعب كرة مات وهو في قمة الفسق والفجور، ومادامت مقاهينا تعج بالمشاهدين من الشباب إلى مطلع الفجر، وما دمنا نسهر على طبول الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات، مجنونة فعلا حينما نفقد عالما في الفلك أو في الرياضيات أو في الشرع ولا نعطيه قيمة، يموت كما يموت الناس الآخرون ولا يذكرون مآثره إلا قليلا، في أي عصر نعيش، لقد استطاع الغرب بجنون أن يسلب منا حريتنا ويسلب منا كرامتنا وعزّتنا ونحن نصفق له كل يوم، أَمَا حان وقت النفير!



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أمة مجنونة، هل تستفيق