أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - هنا البصرة














المزيد.....

هنا البصرة


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


كاظم الشاهري

في البصرة الان لايقرأ السياب قصائده ..... ولم يخرج كتابه من جيبه بعد ولم ينثر مطره على المارة ولم يبادل صيادي شط العرب شواء ( الكطان ) .........
المرة الوحيدة التي وجدتني فيها عكس نفسي . يقول السياب . منذ عاميين ولحد هذه اللحظة . وجدت نفسي فرحانا باحتلال بلدي . وانا كما تعرفون كرست حياتي ليس من اجل الشعر فقط بل من اجل حرية بلدي . وجدتني ارفع يدي مرحبا بدبابات البريطانيين وهي تدخل البصرة . واغمز من طرف خفي وخلفي الشط كله واغازل مجندة بريطانية مثل صبي جائع .

وفي ليلة من ليالي الاحتلال اقتربت مني المجندة البريطانية الفاتنة . قلت . لقد وقعت في حبائلي . كان خدها مثل ( زبد المعدان ) ابيض طريا وقوامها غصن رمان . كنت في تلك الليلة اعتقدت ان الشبق سوف يتجمع فيّ كله وسوف ينفجر ويدمر الكورنيش والعشار ونهر الخندق وسوق الهنود ومحلة حنا الشيخ ( بيني وبينكم خجلت من مفردة انفجار لما لها من سمعة سيئة هذه الايام حتى على مستوى المشاعر الانسانية ) . ولكن هذا لم يحدث . ففي اللحظة التي وصلت المجندة الفاتنة تمثالي الاخضر . وقالت نعم انا هنا ياسيدي . نسيت كل شئ ووجدت نفسي واجما حاد الطباع كما مدرس قروي تماما واشرت الى جهة اليسار وقلت ابعدوا هذا عني .
كان هناك الى جانبي تمثالا لعسكري . تمثالا ضخما عاليا وعلى ساعده رتبة عريف .
قالت الصبية بطاعة واذلال سيكون لك ذلك وحينما تفيق في الصباح سوف لاتجده امامك . وانسحبت بهدوء تاركة ورائها دمعة في عيني فاليوم فقدت تلك المجندة التي خدها مثل ( زبد ) المعدان وقوامها غصن رمان مثلما فقدت بالامس لميعة عباس عمارة . وفي النهاية قلت ما افعل . انه حظي ........!!!!!!!!

انه حظي ........... ولكنه في كل الاحوال افضل من حظكم ........ كنت اجلس على ضفة الخليج الاخرى واصرخ بالبصرة اني غريب ........... وانتم الان تموتون في البحار والمحيطات البعيدة او تنامون عرايا على الارصفة العربية وقد تتلقفكم اياد رحيمة في بلاد الثلج والبرد والنعمة الدائمة .........
.
انه حظي ......... ولكنه في كل الاحوال افضل من حظكم ...........
كنت اجوب البصرة ولم يكن يعنيني مزار الامام ........ كنت امر عليه مثل ( قندرة ) عتيقة تركها ( عربنجي ) ودود على حافة الرصيف . وكانت عقوبتي .......... كل عقوبتي .هههههههههه ....... لاتندهشوا . كانت عقوبتي . يرمقونني شزرا ... اما الان فانهم يذبحونكم ويقتلون اطفالكم وحبياتكم اذا لم تخروا ساجدين وانتم في طريقكم الى العمل عند حضرة الامام .

هنا البصرة .............. وهنا الرايات

في البصرة الان السياب لايُغسلْ ولايُعطْر ولايُكلل بالحناء وخصوصا حناء الفاو .

لان السياب شخصية مرموقة في البصرة ولايضع على رأسه عمامة سوداء او بيضاء فحق عليه الاهمال .

انه حظي ........... وهوفي كل الاحوال افضل من حظكم .
كنا نأخذ دروسا عن الحجاب والحجاب في وقتنا كان ( الحجاب الحاجز ) وهو منطقة بين الصدر والبطن . اما حجابكم الذي يلغي حواء فشكرا لله لاني مت مبكرا وكانت وفيقة من شباكها ترمي ضفائرها وشهد نهديها وكنت اتحرش ببنات الجلبي .

انني ارمي البيوت بالصخر لان بيتي من حجر .

انه حظي .......... ولكنه في كل الاحوال افضل من حظكم ..........


كان في كل وزارة من وزارتنا يهودي عراقي حريف .......... و الان يحرمون عليكم السبت لانها عطلة اليهود .

لم يمد السياب يده بعد الى كتابه الراقد في جيبه مثل جثة ملطخة بالدماء لم تُسعفْ ولم يدركه المدى ولم يدركه الوزير . كان معلقا على كتاب السياب مجهول الهوية..............

انا السياب على جسدي النحيل شظايا حروبكم ......... وفي كل الاحوال كانت افضل مغنية وافضل راقصة وافضل شاعرة وافضل النخل وافضل الحناء ......... كانت في وقتي وكانت من العراق ..........
كان هنا الحسن البصري ...... وكان .......... وكان......... وكان ........
انها ............. بصرياثا ......... وليست احزاب الفضيلة .

انا السياب . لميعة عمارة تسكن ( بلاج ) المحيط في سانتياكو وتقول كنت احبها وكانت تعطيني ظهرها .
انه حظي ولكن ........... في كل الاحوال افضل من حظكم ............
هنا البصرة .......... هنا الرايات السود .......
كم هي حماقة كبيرة زمانكم هذا .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ورغم ان حظي افضل من حظكم . رددوا معي .........
الشمس اجمل في بلادي من سواها والظلام حتى الظلام هناك افضل . لانه يحتضن العراق.



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال كوثر
- عربائيل
- شهيد اخر يموت عطشانا
- حدث هذا في مخيم الارطاوية
- مصائب المهدي - بمناسبة تغيير اسم شارع ابو نؤاس الى شارع المه ...
- اختيار ملكة جمال العراق
- الصحاف
- ريش العمائم
- هلهولة للتحرير الصامد .....الى نوري ابو رغيف ....من اجل ( جل ...
- سعدية سمينة جدا - انتهى العهد القديم ليبدأ القديم الجديد بال ...
- عراقيون وقبور جماعية وعرب
- اجنحة الدكتاتور
- في حضرة السائد الشمالي
- ما قبل الاخيرة
- بعد اعوام طويلة
- الرؤساء والحرب
- رسائل الربيع للطائر الى بغداد
- ظهور عطشة
- الذي رسم جنة الله
- مخلوقات شرقية ، مجموعة القاص رياض كاظم تحصل على الجائزة الثا ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - هنا البصرة