أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم الحسيني - جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي














المزيد.....

جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي


إبراهيم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 17:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي
الحاكم ( الخليفة ) في تصور الإسلام السياسي يستمد سلطاته من الله ، ويعتبر ظل الله في الأرض " يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ( 1 ) " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " ( 2 ) صفات هذا الحاكم ( الخليفة ) تشبه صفات الله من جهة أنه ليس للخليفة شريك في ولايته إلا ولاية مستمدة من الخلافة ، فعمال الدولة الإسلامية وكل من يلي شيئا من أمر المسلمين في دينهم أو دنياهم من وزير إلى خفير يأتي بطريق الوكالة عن الخليفة " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني " ( 3 ) وننتقل إلى حديث آخر "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره " ( 4 ) ويقول عمر بن الخطاب " لا إسلام إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمارة ، ولا إمارة إلا بطاعة " ( 5 ) وقال الخليفة الثالث عثمان بن عفان أيام الفتنة ونذر الحرب الأهلية بين المسلمين تلوح في الأفق " لن أخلع رداءا ألبسنيه الله " وهذا ما زعمه أبو جعفر المنصور دون مواربة ( أنه ظل الله في أرضه " وقد نال الشاعر أبن هانئ الأندلسي عطايا وهدايا كثيرة عندما نافق ومدح أحد الخلفاء : ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار .
إن كرسي الخليفة يتماثل إلى حد كبير مع كرسي البابوية ما قبل عصر النهضة وفصل الدين عن الدولة ، وكذلك تتماثل شمولية الإسلام السياسي مع شمولية الكنيسة الأوربية في العصور الوسطى ، شمولية لا تضاهيها إلا شمولية صكوك الغفران وحزام العفة والإعلاء من شأن الغيبيات والخرافات فالديمقراطية شرك ، والوطن وثن ، في جذر أو عمق الفكرة التي يتمحور حولها الإسلام السياسي ، الديمقراطية كمنظومة ـ وليس الانتخابات كوسيلة ـ حق التعدد والاختلاف والتباين ، عند كافة أطياف جماعات الإسلام السياسي كفر وإلحاد وحكم بغير شرع الله ، وها نحن نعيش في مصر والشرق الأوسط أجواء القرن الأول الهجري نرتد إلى كهوف العصور الوسطى وبداوة الصحاري العربية ، أين الديمقراطية من قهر نصف المجتمع : من الحجاب والنقاب ؟ من اعتبار جسد المرأة عورة ودنس ؟ من تعدد الزوجات ؟ أين الديمقراطية من نفي الآخر المختلف وملاحقته أو فرض الوصاية عليه باعتباره ذمي أدنى في المرتبة الاجتماعية ؟ أين الديمقراطية من كراهية الحياة ؟ أين الديمقراطية في تاريخ نظم الخلافة والنظم الإسلامية في الحاضر ؟ أين الديمقراطية وسيف التحريم يمتد إلى كل نشاط إنساني فني أو فكري ، تختلف المؤسسات الدينية على درجة التحريم ، بين الرسمي الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف والجمعية الشرعية والجمعيات الأهلية الدينية ، وغير الرسمي السلفي والجهادي والأخوان التبليغ والدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخ .. لكنهم جميعا يتفقون على ثقافة الحرمان والتسول وثقافة التحريم تحريم الخيرات المادية والفنية والعقلية بعد أن وضعت الأصول رفض كل جديد بحسبانه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار !!!!!!!
والإخوان المسلمون الحركة الأم لكل تنظيمات الإسلام السياسي التكفيرية ، وهي في عقيدتها وفكر معتنقيها ، ليست حركة جماعة من الأمة بل هي حركة كل الأمة وما دونها عبيد وإماء سخرهم الله لتلبية أوامر ونواهي ورغبات ومصالح هذه الجماعة ، حركة عنصرية شمولية كما جاء في رسائل مؤسسها حسن البنا : " نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة .. ويكرر في رسالة أخرى : كل النظم التي تسيرون عليها لا تتصل بالإسلام ولا تعتمد عليه ، الروح العام الذي يهيمن على الحاكمين والمحكومين ، ويشكل مظاهر الحياة ، بعيد عن الإسلام وتعاليم الإسلام ، ويكرر في موقع آخر من الرسائل : نحن لا نعترف بأي نظام حكومي التي أرغمنا أهل الكفر وأعداء الإسلام عليها .. ويمضي سيد قطب المفكر الاستراتيجي لهذه الجماعة على خطوات البنا : إن العالم اليوم يعيش في جاهلية ، هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله ، وأخص خصائص الإلوهية ، وهي الحاكمية ، من هنا نستند في نفينا الديمقراطية عن الأخوان على أقوال المرشد المؤسس ، فهم لا يتركون شاردة أو واردة إلا ويتدخلون فيها حتى العلاقة بين الرجل والمرأة في غرف النوم وعلى الفراش يتدخلون فيها بالتحليل والتحريم كذا الاستحمام والاستنجاء والغسل من الجنابة ويشتط البعض ليذهب بعيدا فيحرم الخيار والجزر والموز لأن بعض النساء تستخدمها في العادة السرية
وليس من المجازفة القول : أن كل خطوة في اتجاه إزاحة الإسلام السياسي من المشهد العام هي في ذات الوقت خطوة في اتجاه الديمقراطية والمساواة والثورة
يسقط الغزاة والكهنة والطغاة

1 ـ الآية 59 من سورة النساء
2 ـ الآية 80 من سورة النساء
3 ـ البخاري ومسلم وبن ماجه
4 ـ مسلم وبن ماجه
5 ـ الدرامي



#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يناير وتجديد مصر ( الفصل الأول )
- الحكومة الثورية مهمة ملحة
- 25 يناير وتحرير الدولة
- أتيليه القاهرة على صفيح ساخن
- أطياف ماركس وأشباه هتلر
- قصة قصيرة
- الفران والكلب - قصة قصيرة -
- جدي
- لسان النار
- غروب - قصة قصيرة -
- فرح - قصة قصيرة -
- القوس -قصة قصيرة -
- سفر - قصة قصيرة -
- النخلة - قصة قصيرة -
- العائلة - قصة قصيرة -
- لهو
- أفخاخ - نصوص -
- فالس - قصة قصيرة -
- النهار الذي غاب
- جلسة ليست عائلية - قصة قصيرة -


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم الحسيني - جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي