أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية














المزيد.....

الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 11:35
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


مما لا شك فيه أن الأزمة السورية منذ الأيام الأولى لاندلاعها قد أرخت بظلالها وثقلها على الأسرة بكل مكوناتها وعلى مختلف المستويات المادية والسياسية والاجتماعية، حيث تصدّع بنيان هذه الأسرة بقوة الظروف الطارئة التي كانت سبباً رئيسياً في تفشي العديد من الأزمات بدءاً من حدّة الاختلاف والتباين بين الأفراد في المواقف السياسية من الأحداث، مروراً بالوضع الاقتصادي الذي تردى كثيراً في ظل تفاقم حدّة البطالة التي طال شبحها بعض أفراد العائلة بحكم توقف العديد من الشركات والقطاعات عن العمل، وكذلك الغلاء الفاحش الذي أتى على جميع مدخرات الأسرة وراكم فوق ذلك ديون قد لا يمكن سدادها في المدى المنظور. إضافة إلى التشتت الذي طال العديد من الأسر بحكم مقتل أو اعتقال أو اختطاف بعض أفرادها، ونزوح البعض الآخر خارج أو داخل البلاد.
إن هذا الوضع برمته قد خلق شروخاً عميقة في العلاقات الأسرية سواء بين الأخوة، أو بين الآباء والأبناء، لكنّ أكثرها حدّة ما كان بين الزوجين اللذين وصلت خلافات البعض منهم حدود الطلاق الذي ارتفعت نسبته خلال عمر الأزمة إلى مستويات قياسية وصلت إلى/100/ حالة طلاق يومياً في دمشق وريفها حسبما ذكر المحامي العام الأول في دمشق أحمد البكري الذي اعتبر وبحسب صحيفة الوطن السورية أن هذه النسبة تشكل ارتفاعاً خطيراً وغير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية. كما تُفيد إحصاءات المحاكم الشرعية في وزارة العدل السورية أن "حالات الطلاق في سوريا تضاعفت بنسبة 45% العام الماضي، في حين انخفض معدل الزواج بنسبة 40% وتقدّر مصادر حكومية عدد حالات الطلاق بنحو 350 حالة يومياً، نصفها تقريباً في محافظتي حلب ودمشق، وجدير بالذكر أن هذه النسب لم تشمل حالات الطلاق التي تحدث بناء على العقود العرفية التي لا تسجل في السجلات الرسمية، وهي تحدث غالباً الأماكن النائية البعيدة عن مراكز المدن، ذلك تيمناً بالأعراف المتبعة هناك، والتي تعتبر الرابط الديني أهم من الرابط المدني وتوثيقه بسجلات رسمية، ومن ثمّ يمكن أن ينتهي الزواج بمجرد تمزيق هذين العقدين باعتباره عقد بين شخصين*.

باعتقادي أن كل ما تمّ ذكره أعلاه راجع لعدة أسباب أهمها:
1- أن الأزمة دمّرت الكثير من الضوابط الاجتماعية التي كانت تلزم الزوجين بالتفكير مراراً قبل الإقدام على خطوة الطلاق.
2- ظهور خلافات جديدة لم تكن موجودة قبل الأزمة كالموقف السياسي لأحد أو كلا الطرفين كأن يكون أحدهما موالياً والآخر معارضاً مما أجج بعض الاختلافات المنسية أو المتوارية وراء توافق مزعوم مما تسبب بحالات طلاق كبيرة تمّ تسجيلها نتيجة الخلافات السياسية تحديداً.
3- ازدياد حدّة ونسبة البطالة جرّاء إغلاق العديد من المنشآت العامة والخاصة ما دفع بالعديد من العاملين/ـــــــــلات إلى ساحات المصير المجهول والاعتماد على الغير في تأمين مستلزمات العيش، فكان أن اتسعت رقعة الخلافات بين الزوجين لاسيما في ظل تعطّل الزوج عن العمل، وبقاء الزوجة في عملها ما أدى إلى تفشي ذهنية ذكورية مقيتة تفرض على الزوجة قيوداً غير منطقية في محاولة لدرء الرجولة من الانهيار أمام متطلبات الحياة وقسوتها من جهة، والخشية من فقدان الرجل لسلطاته المعتادة بحكم بطالته وعدم قدرته على القيام بواجباته المنوطة به أصولاً، ما دفع بالعديد من الزوجات إلى طلب الانفصال لعدم قدرتهن على مجاراة هذا الواقع الظالم.
4- الوضع الاقتصادي المتردي الذي عانت وتُعاني منه البلاد ما خلّف غلاءً فاحشاً في الأسعار التهم مجمل المداخيل بالإضافة إلى بعض مدّخرات الأسرة المادية وسواها من ذهب أو عقار أو ما شابه من قبل بعض الأزواج اللامبالين أو المستهترين الذين راحوا يتمادون في طلبات واحتياجات غير منطقية في ظل الظرف الراهن، مما دفع بالزوجة التي تبحث منفردة عمّا يسد رمق الأطفال، إلى طلب الطلاق لأن فيه الخلاص والرحمة من معاناة لا تنتهي مع زوج لا تهمه سوى نزواته مثل الخمر والدخان والسهر. وربما تكون الحالة معكوسة مع زوجة لا يهمها ما يجري بقدر ما يهمها تلبية احتياجات غير طبيعية في ظروف غير طبيعية، مما يدفعها هي أو الزوج لقرار الطلاق.
5- لجوء بعض الزوجات لمسلكيات وسبل غير أخلاقية من أجل تأمين احتياجات الأسرة بسبب ضغط الظروف الاقتصادية من جهة، والبطالة المتفشية من جهة أخرى، مما يدفعهن لطلب الطلاق أو يدفع بالزوج إلى الطلاق.
6- انخراط الزوج في الأعمال القتالية إلى جانب أحد طرفي النزاع مما يُثير حفيظة الزوجة أو رفضها، إضافة إلى حالة النزوح وافتراق الزوجين كلٍ في مكان بعيد عن الآخر، وما قد يفرضه هذا الواقع على كليهما مما يؤدي بهما للطلاق.
7- ازدياد حدّة التشدد الطائفي لدى بعض المتزوجين من طوائف مختلفة في ظلّ واقع فرضته الأزمة وتداعياتها على مرّ الأيام ما دفع بالبعض لطلب الطلاق تحت ضغط المحيط الاجتماعي أو الأسري.
إن ما أفرزته الأزمة الراهنة، وما ستخلّفه من آثار كارثية على المستوى الاجتماعي- الأسري بالدرجة الأولى، يقتضي من المعنيين والمهتمين تقصي الواقع بدقة ومصداقية، من أجل إجراء بحوث تُفضي إلى محاولة التقليل من تلك الآثار وانعكاساتها على مكونات الأسرة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يقتضي من جميع الأطراف المعنية باستمرار الأزمة إعادة النظر فيما خلّفته هذه الحرب من كوارث وويلات يفوق حجم خرابها خراب البُنى التحتية وحجم خسائر السلاح ومواقع السيطرة وما شابه، وبالتالي هم مطالبون بوقف هذه الحرب تحت أيّ ظرف من أجل النجاة بمن تبقى من العباد والبلاد.

* http://www.dp-news.com/pages/detail.aspx?articleid=147832#ixzz2WMqPb44g



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية في الدين والمجتمع
- طلاب وتلاميذ سوريا في مهب الريح
- هل بات العنف سمة المجتمع السوري اليوم.؟
- المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات ...
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...
- الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ...
- قضايا المرأة في بوتقة الشأن العام فلتكن حاضرة في كل تحرّك وط ...
- أمهات سوريا.. وقفة خشوع لصبركن العظيم


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية