أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (9)















المزيد.....

هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (9)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


27 يناير 2013
المصريون وعقدة (الشيخ حسنى) في فيلم (الكيت كات):
معضلة عقدة قناعة المصريين في أنفسهم لا تقل كوميديا على الإطلاق عن معضلة عقدة قناعة (الشيخ حسني) عن نفسه في فيلم (الكيت كات).
فالمصريون منذ عقود طويلة من الزمن أوحت إليهم شياطين حكامهم وأبالسة أجهزة إعلامهم وتعليمهم وألقت في روعهم أنهم شعب بطل، وشعب قوي، وشعب دمه خفيف، وشعب قادر، وشعب يمتلك هوية من أروع هويات البشر، وشعب غني، وأن بلده مليء بالفلوس والكنوز والخيرات التي لا تنضب، ولا يدرون أن كل هذا محض خرافات وأوهام وكذب ودجل وضلال مبين، ولو اطلع تلميذ في المرحلة الابتدائية على وقائع وأحداث تاريخ المصريين منذ فجر تاريخهم سيجدهم قد قبعوا صاغرين تحت الاحتلال الأجنبي منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة، وكانوا شعبا مسلوب الإرادة محتلا يعاني الفقر والجوع والذل والقهر والتنكيل طوال تاريخه، ولوجد هذا التلميذ أن بلد كمصر هو بلد قليل الموارد جدا ويعد بلدا فقيرا إلا من عدد السكان وكثرة الكلام والثرثرة. لا صناعة ولا تجارة ولا صادرات ولا بحث علمي ولا إنتاج ولا ثروات طبيعية ذات قيمة، وكل ما يعتاش عليه المصريون الآن هو: دخل قناة السويس، والسياحة، وتحويلات العاملين في الخليج والدول الأخرى، وقليل من البترول والغاز الذي يستهلك أضعاف ما ينتجه.
فحين يرزح شعب كالشعب المصري تحت نير الفقر والقهر والذل والجوع والخوف والاستعباد والجهل قرابة (7000 سنة). دون أن تدون لنا أوراق وصفحات التاريخ عن حقبة زمنية واحدة ولو لمدة شهر واحد فقط ذاق فيها هذا الشعب للآدمية أو للإنسانية أو للكرامة أو للقيم طعما أو معنى، وحين لا تدون لنا أوراق وصفحات التاريخ عن قائد مصري له صولة وجولة ويمكن حشره حشراً في عداد القادة سوى قائدين اثنين لا ثالث لهما: (الملك مينا موحد القطرين) و(أحمس الأول طارد الهكسوس)، إذاً فنحن أمام كارثة شعب بكامل أفراده فرداً فرداً، وأمام كارثة بشرية مجتمعية إنسانية لم تشهد لها شعوب الأرض مثيلاً، وأمام خلل جيني أو عيب خَلْقِي وخُلُقِي مزمن وممتد لا بداية له ويبدو أنه لا نهاية له يكمن في طبيعة ودماء وجينات وفكر وثقافة ومفاهيم المصريين. وأمام سنة إلهية كونية أو أمام قانون من قوانين الطبيعة البشرية يمتاز بالدوام والأبدية.
وما زاد الطين بلة أن قادة مصر وحكامها وأجهزة إعلامها ومناهج تعليمها منذ عام 1952 يبثون في وعي المصريين ويلوثوا قناعاتهم وأفكارهم بأنهم شعب الله المختار، وأن بلدنا أعظم بلد في التاريخ، وأن شعبها من أروع وأفضل شعوب العالم، وأننا بلد يفيض بالخير والخيرات، لدرجة أننا أصبحنا مثل (الشيخ حسني) في فيلم (الكيت كات)، فـ (الشيخ حسني) رغم أنه رجل "أعمى"، وهو يعلم أنه "أعمي" إلا أنه يصر على أنه مبصر، بل إنه يصر على أنه يرى أكثر من المبصر، ويصر على ركوب الدراجة البخارية ويسوقها بنفسه، وفي نهاية الفيلم يقول له ابنه الممثل "شريف منير": (عارف إيه مشكلتك يابا؟ إنك مش عايز تصدق إنك أعمى، يابا أنت راجل أعمى أعمى).
وهكذا الشعب المصري، مهما قيل له عن حقيقته وحقيقة واقعه المرئي المشهود، فلا تريد نخبه ولا طوائفه ولا أكابر مجرميه ولا جموع أفراده لا يريدون أن يصدقوا أنهم شعب فقير في الموارد، فقير في الوعي، فقير في العلم والبحث العلمي، فقير في القيادة، فقير في الأخلاق والقيم والمبادئ، فقير في الكوادر، فقير في الإنتاج والصناعة والزراعة والتجارة، فقير في كل مقومات الحياة.
وبالتالي لم أجد حلا لهذه العقدة المصرية المعضلة سوى أنني أبحرت قارئاً عبر الأيام أبحث عن تشخيص أو تحليل يفكك لي هذه المعضلة العصية على الفهم وعلى الحل، فلم أجد سوى بضع آيات في كتب الله ورسالاته ربما من يقرأها توحي له بشيء ما:
(العهد القديم):
(فَأَيْنَ هُمْ حُكَمَاؤُكَ؟ فَلْيُخْبِرُوكَ. لِيَعْرِفُوا مَاذَا قَضَى بِهِ رَبُّ الْجُنُودِ عَلَى مِصْر12. رُؤَسَاءُ صُوعَنَ صَارُوا أَغْبِيَاءَ. رُؤَسَاءُ نُوفَ انْخَدَعُوا. وَأَضَلَّ مِصْرَ وُجُوهُ أَسْبَاطِهَا13. مَزَجَ الرَّبُّ فِي وَسَطِهَا رُوحَ غَيٍّ، فَأَضَلُّوا مِصْرَ فِي كُلِّ عَمَلِهَا، كَتَرَنُّحِ السَّكْرَانِ فِي قَيْئِهِ14. فَلاَ يَكُونُ لِمِصْرَ عَمَلٌ يَعْمَلُهُ رَأْسٌ أَوْ ذَنَبٌ، نَخْلَةٌ أَوْ أَسَلَةٌ15. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ مِصْرُ كَالنِّسَاءِ، فَتَرْتَعِدُ وَتَرْجُفُ مِنْ هَزَّةِ يَدِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّتِي يَهُزُّهَا عَلَيْهَا16. وَتَكُونُ أَرْضُ يَهُوذَا رُعْبًا لِمِصْرَ. كُلُّ مَنْ تَذَكَّرَهَا يَرْتَعِبُ مِنْ أَمَامِ قَضَاءِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّذِي يَقْضِي بِهِ عَلَيْهَا17). (سفر إشعياء، الإصحاح 19).
(القرءان الكريم):
(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ(51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ(52) فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ(53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ(54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ). (55_ الزخرف).

29 يناير 2013
(خالد صلاح) هل هي صحوة ضمير ويقظة إخلاص لوطنه؟؟!!:
(خالد صالح) هو رئيس تحرير جريدة (اليوم السابع) إحدى الجرائد المصرية الخاصة التي يمتلكها رجال أعمال مصريون جمعوا ثرواتهم وملايينهم وملياراتهم في عصر (حسني مبارك) من أموال هذا الشعب وأراضيه وممتلكاته، ويسخرون أموالهم وجرائدهم وقنواتهم الفضائية ويجندون صحفييها ومذيعوها ومذيعاتها لحرق مصر وتدميرها وهدمها على رأس أهلها.
(خالد صلاح) في هذا الفيديو يبدو أنه في لحظة صدق وصفاء مع نفسه وفي لحظة إخلاص لوطنه وبلده وأهله، ويبدو أنها بالفعل صحوة ضمير ويقظة إنسانية لم يقو الرجل على إلجامها أو كبح جماحها، فيعترف بأن جبهة الخراب والدمار المصرية المدعوة بـ (جبهة الإنقاذ) التي يقودها (البرادعي، وعمرو موسى، وحمدين صباحي، والسيد البدوي) وجميع أعضائها هم "عصابة" متمردة لتخريب مصر وتدميرها على رؤوس مواطنيها لإزاحة الإخوان المسلمين والرئيس الإخواني عن سدة الحكم. لعلمهم اليقيني أنهم لن يفوزوا في أي انتخابات قادمة على الإطلاق، ولن يحصدوا من مقاعد البرلمان ما يخولهم لتشكيل حكومة لا في المستقبل القريب ولا في المستقبل البعيد، وذكر (خالد صلاح) في يقظته وصحوته الضميرية غير المتوقعة هذه أن القوى السياسية والنخبة المدنية المصرية التي تدعي (المدنية والحرية والليبرالية والعلمانية واليسارية) البئيسة هي التي توفر الغطاء السياسي لأحداث العنف والقتل والتخريب والتحريق التي تحدث في البلاد الآن.
ويقول خالد صلاح صراحة ونصا في هذا الفيديو (الثورة يتم تشويهها على نحو مقيت وملعون ووقح)، ويقول: (خلاف التيارات السياسية المدنية المصرية مع جماعة الإخوان حولوه إلى خلاف مع الوطن بكامله). ويضيف صلاح: (فيه تبرير للعنف والتخريب والتدمير غريب أنا لا أفهمه)، ويقول: (إسقاط رئيس منتخب خارج نطاق الصناديق أنا رأيي إن ده سفه وإرهاب). من قبل هذه العصابة المتمردة الشقية. ويتوقع (خالد صلاح) أن كلامه هذا سوف يغضب منه بقية أفراد "العصابة" (الصحفية والإعلامية والسياسية المدنية)، وأنه سوف يخسر كثيرا جراء شهادته هذه مع أصدقائه وزملائه،ويطرح (خالد صلاح) كثيراً وكثيراً من الأسئلة والتساؤلات التي لا يفهما ولا يجد لها مبررا.
(وصف "العصابة" من وصفي أنا وليس من وصف (خالد صلاح).
أجدني لا أستغرب هذا على الإطلاق من أمثال مؤسسي وأعضاء هذه الجبهة التخريبية الشقية الخارجة على الوطن والقانون، ولا من أفعالهم وممارساتهم العدائية ضد وطنهم، فأمثال هؤلاء هم تطور طبيعي وإفراز جيني لحماقات وتهورات وتضليلات وخداعات ولاأخلاقيات عصور (عبد الناصر والسادات ومبارك)، فهم نتاج أفكار وقناعات وممارسات وقيم وتربية تلك العصور، فماذا يمكن أن ننتظر من أمثال هؤلاء الذين هم كالغدة السرطانية اللعينة والنبتة الشيطانية الخبيثة والخنجر المسموم في خاصرة مصر؟؟، لكن ما أستغربه حقيقةً وما أصابني بالذهول والدهشة والصدمة، أن يخرج من بين هذه "العصابة" أحد أفرادها وأحد مناصريها ومؤيديها في لحظة صدق مع نفسه وفي لحظة يقظة ضمير مع وطنه وأبناء وطنه ليدلي بهذه الشهادة التي سيدونها ويسجلها التاريخ المصري له وسيدونها ويسجلها التاريخ المصري ضد أعضاء هذه "العصابة" التي ينتمي إليها فكريا وسياسيا.
وانتظروا ما هو آتٍ وما لا يمكن أن تتوقعوه من شر وخراب ودماء وتدمير لمصر وأهلها على يد تلاميذ وإفرازات وتقيحات وصديد وتربية عصور (عبد الناصر والسادات ومبارك) فأنتم لم تروا منهم شيئا حتى الآن ولم تروا وجوههم القبيحة البئيسة على حقيقتها بعد.
فلنستمع إلى يقظة وصحوة ضمير (خالد صلاح) في هذا الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=JWnY32d_yBM

30 يناير 2013
ومن المزايدة والدجل والنفاق المصري ما قتل:
(المسلمون كفار ولن ينالوا الخلاص الأبدي):
(الانبا مرقس لحبيب الجفري): (أعتقد أن المسلم كافر ليس له خلاص لأنه لا يؤمن بألوهية المسيح ولو لم أقل هذا فلست مسيحيا) انتهى.
أقول: لماذا إذاً يغضب النصارى حين يقول المسلمون "إن النصارى كفار ولن يدخلوا الجنة أبداً ولو لم نقل هذا فلسنا مسلمين"؟؟
شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=9pfz7pit7lk
(على المسلم أن يتعوذ بالله من أن يصنع تصرفا يُرْضِي عنه اليهود والنصارى):
(الشيخ الشعراوي): (يجب أن نستعيذ بالله من أن نصنع تصرفا يُرْضِي عنا اليهود والنصارى، لأن معنى أنني أتصرف تصرفا يُرْضِي عني اليهود والنصارى أنني بحكم الله تبعت ملتهم، لأنه قال لن ترضى حتى تتبع ملتهم، فنعوذ بالله أن نكون منهم محل الرضى) انتهى.
أقول: ولكن الشيخ الشعراوي لم يذكر لنا هل تهنئتهم بأعيادهم من الأشياء التي ترضيهم عنا فنتبع ملتهم أم لا؟؟.
شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=NbY3xyPcVB8

3 فبراير 2013
الإخوان، وجبهة الخراب، والشيخ ياسر برهامي، والثورة المصرية، والشعب المصري:
إلى حد هذه اللحظة:
الإخوان: يسيرون في الطريق الصحيح.
جبهة الخراب: تسير أيضا في الطريق الصحيح.
الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والمرشد العام لحزب النور السلفي: يريد أن يلعب سياسة، ولكن جل أهدافه إما تسلل وإما يسجلها في مرماه.
الثورة المصرية: لم يتبق سوى بضعة مشاهد أخرى ونقترب من مشهد النهاية ويسدل الستار على رواية (الثورة المصرية).
كيف ستكون النهاية؟:
ليس من أحد يدعي أنه يدري كيف سيكون المشهد الأخير في الرواية. لكن بكل تأكيد لن تكون نهاية سعيدة ولن تكون نهاية غير سعيدة، بل ستكون نهاية مصرية أصيلة (أبيض وأسود)، تشبه كل النهايات المصرية القديمة الكالحة البائدة البائسة.
الشعب المصري: سيعود إلى سيرته الأولى التي لم يعرف سيرة سواها، سيقوم يإفراغ طاقاته الجبارة في الشوفينية البغيضة والرغي والثرثرة وكثرة الكلام والكذب والإشاعات والعويل والندب واللوم والمعايرة والإفتاء والادعاء والتقول والاستظراف والقفشات والإفيهات وخفة الدم.

4 فبراير 2013
يا عزيزي كلنا تم سحلنا:
السحل ثقافة مصرية أصيلة بامتياز، بل (نحن من أبدعنا السحل واخرعناه)، و(نحن من دهنا السحل دوكو)، بل (نحن من علمنا جميع الأمم فنون السحل) فلا يجرؤ مواطن مصري على الإطلاق أن ينكر أنه تم سحله ولو عشر مرات على أقل تقدير طوال حياته.
فمن منا يجترئ على إنكار أنه تم سحله من أبوه، أو أمه، أو من أخيه الأكبر، أو زوجة من زوجها، أو زوج من زوجته، أو من أهل زوجته، أو من المدرس، أو من زملائه في المدرسة أو الجامعة، أو من أصحابه في الشارع أو الحارة، أو في خناقة من الخناقات، أو في عركة من العركات، أو على المقهى، أو في قسم الشرطة، أو في مباحث أمن الدولة، أو من قبل رئيسه أو زملائه في العمل، أو في الميكروباص أو الأتوبيس أو المترو أو القطار، أو في طابور العيش، أو في الجيش أثناء تأدية الخدمة العسكرية، أو في أحد كمائن الشرطة على الطرق.
أما بالنسبة للمواطن المصري المسحول (حمادة صابر) فحين قرأت له أكثر من تصريح وشاهدت له أكثر من فيديو يقول كلاما وعكسه تماما لم ألحظ على وجه الرجل أي تأثر نفسي لعملية السحل ذاتها على الإطلاق، إنما لاحظت أن كل الذهول والاندهاش الذي أصابه أن سحله حوله الإعلام المصري الفاجر إلى ما يشبه (غزوة الخندق). بل لقد تملكني شعور بأن المواطن المسحول (حمادة صابر) ربما يكون (مدمن سحل) كما يبدو على هيئته وسحنته وشكله.
أنا لم أندهش على الإطلاق من مشهد السحل هذا، لكن ما أدهشني حقيقة هو "استعباط" المصريين وردود أفعالهم على مشهد السحل هذا، وكذلك من ردة فعل الإعلام الفاجر الذي لا يخجل من الانتقائية المقصودة للمزايدة والمتاجرة بدماء وأعراض الناس، حيث إن الإعلام المصري يشبه (العاهرات) حين تفتضح إحداهن يقمن بلومها وندبها ومعايرتها وتمتلأ أفواههن بالحديث عن العفة والفضيلة والشرف. فقد أحسست من الشعب المصري "المستعبط" والمندهش من سحل (حمادة صابر) وكأننا نعيش في "النمسا" أو في "سويسرا" وليس في مصر أم (سحلول). لكن لا بأس ولا لو عليهم جميعا فهذا هو التأثير الطبيعي والإفراز الطبيعي للفنون والإعلام والأفلام المصرية التي شكلت وجداننا وقيمنا وسلوكياتنا منذ نعومة أظفارنا.
بالمناسبة قرأت بوست بالأمس على إحدى الصفحات بخصوص موضوع سحل (حمادة) يقول:
(عاملين بكرة مسيرة نسائية تحت عنوان : "رجالة مصر ما تتعراش".... طب بالنسبة حضراتكم انه فيه 23 بنت أغتصبوا في التحرير الأسبوع اللي فات .. دول حمادة ولا أيه نظامهم!!!). انتهى
فهل نسى المصريون تاريخ سحلهم العتيق؟؟ بدءاً من ساحلهم الأشهر (فرعون) الذي قال لمن آمن بموسى من السحرة: (لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى). وانتهاءً بساحلهم المخفور السجين (حسني مبارك)؟!!.
وهل نسى المصريون أن عبد الناصر استهل حكمه بسحل الرئيس (محمد نجيب) وحبسه في بيته مدة 18 سنة ثم قام بعدها بسحل معارضيه من الإخوان والشيوعيين والكتاب والصحفيين داخل السجون؟!!.
وهل نسى المصريون أن السادات فور توليه الحكم قام بسحل الناصريين الذين أسماهم مراكز القوى، ثم أتبعهم بسحل جميع معارضيه عندما اتخذ قرارات التحفظ وكان على رأس مسحولي قرارات التحفظ "شنودة الثالث" و"محمد حسنيين هيكل"؟!!.
وهل نسى المصريون أن مبارك فور تمكنه من الحكم وترسيخ قدميه فيه قام بسحل جميع التيارات الإسلامية وجميع الإعلاميين والصحفيين والمعارضين؟!!.
إن حوادث السحل في شتى عصور المصريين بالآلاف بل بعشرات الآلاف ولم يكن هناك مصريا واحدا على مر تلك العصور لم يسمع بها أو يجهل وقوعها أو لم يذقها، لكن لم يكن يومها لدى الإعلاميين والصحفيين والسياسيين وقتها رائحة الشجاعة والذكورة والرجولة لأن يتناولوها كما تناولوا موقعة (سحل حمادة) بهذه الشجاعة والحماسة والبطولة الزائفة.


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- 8
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (7)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (6)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -25 يناير- (5)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (4)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (3)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (2)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- (1)
- -العلمانية- على الطريقة المسيحية الأرثوذكسية المصرية
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الرابع عشر: (هل حفظ الله كتاب ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثالث عشر: (أثر عقيدة التجسد ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثاني عشر: (مفهوم السنة، وما ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الحادي عشر: (هل أنزل الله على ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل العاشر: (طاعة الرسول)
- السنة ما لها وما عليها: الفصل التاسع: (البلاغ، الأسوة، ما ين ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثامن: (هل القرآن كافٍ وحده؟)
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السابع: تابع (القرآنيون والتفر ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السادس: (القرآنيون والتفريق بي ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الخامس: (القرآنيون ومأزق حفظ و ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الرابع: (تاريخ إنكار السنة ونش ...


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (9)