أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الشامي - نشر ثقافة الديمقراطية بين المواطنين














المزيد.....

نشر ثقافة الديمقراطية بين المواطنين


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 19:12
المحور: المجتمع المدني
    


تكاد تجمع التقارير والبحوث العلمية قبل ثورة 25 يناير 2011 على ضعف المشاركة الاجتماعية والسياسية للمصريين خاصة القطاعات الشعبية الواسعة من الشباب والنساء..اذ تسجل عزوفهم عن التفاعل مع القضايا ومشكلات مجتمعهم، وايثارهم لموقف الفرجة بما يفرضه عليهم من عجز وصمت.

وفى ضوء رصد وقراءات لواقع المشاركة الاجتماعية والسياسية قبل ثورة 25 يناير 2011 ، نجد أن حالة العزوف عن المشاركة يمكن ردها الى مجموعة من المتغيرات والعوامل التى تتفاعل معا بين هذه الكتل الخاملة من الجماهير فآثرت البقاء فى مقاعد المتفرجين تجاه ما يحدث في وطنهم، وما يحدث فى شئون حياتهم.

واهم هذه المتغيرات هى العوامل التاريخية البنانية التى شكلت ورسخت ما يمكن ان نسميه بثفافة الرضا بالمقسوم والاستكانة والخضوع والطاعة والصبر على المكروة والاستسلام للمشيئة أيا كان مصدرها سواء كان الله او الحاكم او الاب أو كبير العائلة.

كما إن ثقافة الصمت والفرجة والطاعة والامتثال سلبت عموم المصريين قدرتهم على الابداع والفعل الخلاق، والمبادرة، أو عطلت هذه القدرات حال وجودها واستنفارها من اجل تجديد حياتهم أوتحقبق سعادتهم.

إن اصل الداء فى الثقافة المصرية السائدة هو قيامها على فكرة الاستبداد، استبداد الذكر بالانثى، والكبير بالصغير، والحاكم بالمحكومين، والسلطة بالمواطنين فى سياق من علاقات القهر والتسلط والطغيان والاحتكار مقابل الخضوع والاستسلام الذى حول القطاعات الشعبية الواسعة من المصريين الى كتل خاملة وخامدة تبدو وكانها قد جبلت على الاستبعاد وعدم النهوض بمسئولياتها تجاه صياغة حياتهم وتجديدها.

إن هذه الوضعية تطرح ضرورة احداث تغيير جذرى فى التراث الثقافى المصرى والمخزون المعرفى المتراكم فى الشعور الجمعى لدى جموع المصريين والذى تم استدخاله خلال عمليات التنشئة والتطبيع الاجتماعى التى تعرضوا لها منذ ولادتهم وعلى امتداد حياتهم.

وهذا هو التراث الذى فى اطاره يفهمون ويفسرون خبراتهم المعاصرة وسلوكهم وتصرفاتهم الآنية والمستقبلية، ويتحدد فى ضوئه رؤيتهم للعالم المحيط بهم ولدورهم فى هذا العالم، وكل مايحملونه من قيم عن الحرية والعدل، والخير والشر، والحلال والحرام.

وفى هذا السياق تطرح مسألة بناء الديمقراطية ونشرها وترسيخها فى المجتمع المصرى كثقافة مجتمعية بديلة لثقافة الاستبداد والقهر والخضوع والاستسلام..

وعملية بناء الديمقراطية وترسيخها فى كل مجالات الحياة المجتمعية بالنظر اليها كثقافة مجتمعية تنتشر وتسود بحيث يستخدمها الاب مع أسرته، والرجل مع المرأة، وفى قطاعات الاعمال، والمؤسسات التعليمية، وتنظيمات المجتمع المدنى.. وهذا الجانب الثقافى هو الاساس والقاعدة التى يقوم عليها وينطلق منها الجانب الاجرائى والعملى من بناء الديمقراطية.

ويتضمن الوجه الثقافى للديمقراطية ثلاثة أبعاد مهمة هى:

أولا: البعد المعرفى الخاص بتكوين وعى المواطنين وانضاج هذا الوعى بمفهوم الديمقراطية بكل مشتملاتها من كفالة حرية الفكر والاعتقاد والتعبير والتنظيم والمساواة القانونية وسيادة القانون واحترامه، واحترام وكفالة حقوق الانسان، وحرية تكوين احزاب سياسية فى اطار تعددى حقيقى، والانتخابات الدورية كاساس للمشاركة الشعبية واستقلال القضاة، والتداول السلمى الحقيقى للسلطة فى سياقات قوامها الحرية والعدل.
وثانيا: البعد المتعلق بالجانب الوجدانى والقيم والاتجاهات الموجهة والضابطة والمرتبطة بالديمقراطية. كالعقلانية والعلمية والتسامح والنسبية والتعدد التنوع، وقبول حق الاختلاف والتعايش معه، والحوار والسلام، ونبذ العنف والتطرف.وهى القيم والاتحاهات التى تصبح طابعا مميزا للفكر وللافعال السلوكية وعلى اساس المطابقة بين الفكر والعمل.

وثالثا: البعد المتعلق بالجانب السلوكى وهو الجانب المرئى للديمقراطية والذى يتم تنميته من خلال التفاعلات المجتمعية والاجتماعية الجارية فى المجتمع.

وهذه الابعاد الثلاثة تؤكد اننا بصدد قواعد وقيم وسلوكيات يمكن تعلمها وتمثلها فى كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الاسرة الى المدرسة وفي المؤسسات الدينية وفى مؤسسات العمل.

وبتعليم هذه القواعد والقيم السلوكية وبتمثلها فى كل مستويات وجودنا سنكون مهيئين للمطالبة بالديمقراطية وممارستها فى المجال السياسى وعلى مستوى الدوله واجهزة الحكم.

وبذلك يكون الهدف الاستراتيجى العام لنشر التوعية بالديمقراطية يتحدد بضرورة احداث تغيير جذرى واسع النطاق فى الثقافة السائدة والمزاج العام السائد لدى عموم المصريين لإنجاز اصلاح ديمقراطى حقيقى.

وهذا الهدف الاستراتيجى يمكن تجسيده فى مجموعة من الأهداف الاجرائية تتحدد فيمايلى:
ـ زيادة وعى القطاعات الشعبية المصرية (وخاصة الشباب والنساء) بمفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان من خلال نشر المعارف المتصلة بالمفاهيم والمبادى الديمقراطية.
ـ تعبئة المواطنين وتحفيزهم على المشاركة والنهوض بمسئولياتهم تجاه صنع حياتهم وتجديدها من خلال تشجيعهم وتدربيهم وحفزهم على المشاركة فى حوارت مفتوحة عن الديمقراطية والحرية.
ـ زيادة وعي المواطنين وتنظيمهم بما يؤهلهم للتفاعل وتحمل مسئولية واجباتهم المدنية كمواطنين أحرار.
ـ نشر ثقافة التسامح الدينى والاحترام المتبادل لاصحاب العقائد المختلفة والمغايرة وقبول الحق فى الاختلاف والتعايش معه وتشجيع ثقافة الحوار ونبذ التعصب والتطرف.
ـ الوعى بحقوق وحريات الانسان ودعمها واحترامها والدفاع عنها.

رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية
[email protected]



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيات مؤتمر نحو دستور لدولة مدنية حديثة في مصر
- المواطنة بعد ثورة 25 يناير 2011
- مناقشة مشروع تعديل قانون انتخاب مجلس النواب المصري
- ميدان التحرير يهتف مجدداً لإسقاط النظام المصري
- مؤتمر الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه الصحفيين ووسائل الإ ...
- دراسة تؤكد تزايد استخدام الإنترنت لدى الأطفال على حساب التلي ...
- الملتقى السنوى السابع حول حقوق الإنسان في مسودة الدستور
- أكثرية المصريين يشعرون بخيبة أمل حيال الديمقراطية الجديدة
- رهان المستقبل والإبداع في أدب الطفل العربي
- المؤتمر الإقليمي: رؤية مستقبلية للإعلام العربي ومنظمات المجت ...
- حملة الحريات النقابية ترفض قانون الإخوان للنقابات
- تقييم أداء وسائل الإعلام المصرية خلال الانتخابات البرلمانية
- ماذا يريد المصريون في الدستور الجديد؟
- الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستعيد الديمقراطية للمص ...
- مطالبات بتعديل قانون الجمعيات الأهلية في مصر
- مع صعود تيارالإسلام السياسي.. عودة العنف الديني مؤكدة
- أزمة العمل التطوعي.. في ورشة عمل بالقاهرة
- تقرير التحول الديمقراطي في الوطن العربي عام 2011
- تقرير التحول الديمقراطي في العراق عام 2011
- تقرير التحول الديمقراطي في مملكة البحرين عام 2011


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الشامي - نشر ثقافة الديمقراطية بين المواطنين