أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين الطاهر - الناسخ و المنسوخ طريق بلا نهاية














المزيد.....

الناسخ و المنسوخ طريق بلا نهاية


الحسين الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 15:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم ينزل القران كاملا في ليلة واحدة ليعرّف الناس بخالقهم و يشرع لهم طريق حياتهم، بل نزلت اياته متفرقة على مدى 23 عاما من حياة الرسول، و قد تأثرت هذه الايات بظروف المرحلة التي نزلت فيها، فحين اتهم الكفار النبي بان هناك بشرا يلقنه القران، نزل القران بتكذيب ذلك و دفع التهمة عن النبي بوصفه عربيا بينما المعلم المتهم اعجمي لا يعقل ان يؤلف الايات القرانية "البليغة". و حين سمع الرسول بان هناك من يريد ان يتزوج احدى نسائه بعد وفاته، نزلت الاية التي جعلت نساء الرسول امهات للمؤمنين لا يحق لاحد الارتباط بهن حتى بعد وفاة الرسول.

بل ان بعض الايات نزلت لتشرع للمؤمنين امرا ما ثم نزلت بعد فترة –حين تغيرت الظروف- ايات اخرى تبطل ما جاء قبلها و تشرع امورا جديدة للمؤمنين، حتى ان هناك تشريعات تغيرت مرارا اثناء حياة النبي، مثل زواج المتعة الذي حرم و حلل مرات لا حصر لها وفق بعض الروايات. و الايات التي تشرع لامر ما تشريعا يخالف تشريع اخر سبقه تسمى ايات ناسخة، اما تلك التي امرت بامر ما ثم تغير الحكم فيه بعد ذلك فيطلق عليها مصطلح الايات المنسوخة.
اذا كان القران من الله، و كان الله يعلم كل شيء مما كان و سيكون، و اذا كان الله خيرا يحب الحق و لا يرضى بالباطل، فكيف اذن يغير الله احكامه، فهل زواج المتعة زواج مشروع ام هو زنى؟ فان كان زنى فكيف حلله الله حينا و ان كان زواجا يرضى به فلم حرمه حينا اخر؟ هل غير الله رايه؟ ام انقلب الحق و الباطل في غضون السنين القليلة التي عاشها الرسول؟
و حين امر الله المؤمنين بالصبر و عدم قتال الكفار، هل كان حينها الها متسامحا، ثم حين امرهم بالقتال انقلب الها دمويا؟ هل اكتشف فجاة ان الكفار لن يتركوا المسلمين بحالهم فشرع للمسلمين القتال؟ ام هناك الهان كان وحيهما يحرك النبي محمد، كل وحي يشده في اتجاه؟!

اذا خالف ما سبق هوانا و ايماننا، فليس امامنا الا القول بان الله ارشد الرسول الى الامر الصحيح وفق ظروف مرحلة معينة، و حين تغيرت الظروف تغيرت الاحكام، و بطلت عقوبات و شرعت اخرى، فأحل الله حراما و حرم حلالا، و كل ذلك يعتمد على الظروف الدنيوية و الدينية التي عاشها –و احاطت بـ- النبي و اتباعه.

استمر تغير الاحكام وفق الظروف طيلة حياة النبي، و فجاة ثبت الحلال و الحرام بوفاة الرسول كما يقول رجال الدين، و علينا –ان اردنا اتباع الصحيح من ديننا- ان نهمل كل حياة النبي و نركز على اخر لحظة منها فقط لنعرف ديننا الصحيح. اذن وفق هذا المنطق علينا ان نزيل كل الايات المنسوخة من القران، فهي لم تعد ذات فائدة بالنسبة لنا، و ماذا نستفيد ان علمنا بان "فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر" اذا نسختها اية "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" ؟!
و حين تسأل رجال الدين كيف استقرت الاحكام فسيقولون "حلال محمد حلال الى يوم القيامة و حرام محمد حرام الى يوم القيامة"، كأن الظروف التي غير لاجلها الله احكامه لم تتغير بعد وفاة النبي بتاتا، و كأن المجتمع قد استقر فلا يحتاج لحلال و حرام جديدين ! لكن فهم الناسخ و المنسوخ بهذه الطريقة فهم عليل، فهناك سبب وراء اثبات الله في قرانه لتغيير الاحكام، و لم يفعل الله ذلك اعتباطا (الا اذا امنت بان الله يلهو و ينسى و يقوم بافعاله لاعبا لا جادا).
لقد اختط الله لنا طريقا في الناسخ و المنسوخ، لقد قال لنا ان الظروف هي التي تسير الحلال و الحرام، و ان الدين –ان اردنا ان نحيا به حياتنا- يجب ان يوافق ظروف عصرنا و متغيرات حياتنا. فهل تغيرت الظروف في فترة 23 سنة هي سنوات نبوة محمد اكثر مما تغيرت خلال ال 1400 سنة التي تبعت وفاته؟! اما الوصول الى الحقيقية و معرفة ما يريدنا الله ان نفعله فلن تكون وفق نقاط ثابتة في الفراغ شرعت قبل 1400 سنة لمجتمع معين بل اعتمادا على الخط الذي خطه الله في القران ليدلنا على الحقيقة اذا سرنا عليه و استمرينا بالسير عليه دون ان يوقفنا رجل دين او يقيدنا فكر اكل الدهر عليه و شرب.

فنحن نسالم من سالمنا و نحارب من حاربنا وفق الظروف، و علينا بملاحقة من يريد المساس بدولتنا مثلما لاحق الرسول من اراد بدولته الشر. الظروف هي التي تحكمنا و القران هو الذي يرشدنا للفعل الصحيح، ان امنا بالله و بالقران. اما اثبات حكم ما رغم تغير الظروف فذلك ما لم يفعله الله و لا الرسول نفسه، و ما حكمنا الجديد على امر ما وفق ظروف جديدة الا حكم مسترشد بالقران ليقودنا، فالقران ليس نصوصا نحفظها بل روح نعيش بها، هذا ان اردنا ان لا يكون الاسلام قد نزل –فقط- لقريش التي سكنت مكة قبل 1400 سنة ! و روح القران واضحة لكل ذي عينين، و الخط الذي يرسمه لنا واضح ايضا، و لا نحتاج لنقاط ثابتة تكبلنا و تجعلنا نعيش حياة لم نخلق لها في عصر لم نخلق فيه.
و كل تبريرات رجال الدين لثبات الاحكام لا تعنيني في شيء، فالتبرير سهل على كل انسان فيحق به الباطل و يبطل الحق، لكن المفترض في الانسان ان يسيره ضميره و يقوده عقله، فان ارتضى بالاسلام دينا فعليه ان ينظر الى كلام الله و منه سيعرف الحق و الباطل.

من القران نعرف ان الله غير الاحكام وفق تغير الظروف، و عقلنا يدلنا على ان الظروف تغيرت بعد وفاة الرسول اكثر مما تغيرت في حياته، فالاولى ان تستمر هذه القاعدة العامة و يستمر هذا الحكم الثابت الذي لم ينسخ، و هو تغير الاحكام وفق الظروف، و ان نكيف ذلك لحياتنا. و بذلك نفهم لماذا حرم الخمر على المصلين فقط في فترة ما و حرم على المسلمين في فترة اخرى، و نفهم لماذا احل الله القتال حينا و حرمه حينا اخر، و نفهم لماذا حرم الله زواج المتعة في وقت ما و احله في وقت اخر. علينا ان نفهم المباديء العامة في عدم جواز الظلم و محاولة اصلاح المجتمع و البحث عن السلام كلما وجدنا لذلك سبيلا.



#الحسين_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن وجود نظرية -كل شيء-
- عن التخاطر
- استحالة حدوث الطوفان العالمي-بالارقام
- من وحي الانتخابات
- ذكرتك حين طاب النسيم
- انا الاول
- مناجاة غريب
- يقولون جننتُ
- نار الشعب
- دعونا نضحك
- لوح من الايزاكيلا ج2
- لوح من الايزاكيلا ج1
- الخروف الحر
- بغداد حلم داعب الزمن
- عثمان شهيد العراق
- من صحائف الاقدمين ج3
- من صحائف الاقدمين ج2
- من صحائف الاقدمين ج1
- جرح الفؤاد
- متى اللقاء


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين الطاهر - الناسخ و المنسوخ طريق بلا نهاية