أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - بلطجية التطبيع














المزيد.....

بلطجية التطبيع


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1218 - 2005 / 6 / 4 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منع الكاتب المسرحى المصرى على سالم من السفر إلى إسرائيل يؤكد أننا نعيش فى الآونة الأخيرة مسلسل لا ينتهى من المسرحيات الهزلية أكبر من أن يكتبها ويتخيلها الكاتب والمبدع المصرى ، لكننا وللسخرية بشعب مصر نعيش عصر الإنجازات الكبرى والذى جعلها تتقهقر إلى مؤخرة الشعوب العربية .
أصبحت قضية التطبيع بمثابة دين جديد يفرض قوانينه على شعب مصر ويضيف إليهم مشاعر عنصرية مستوردة بالطبع ، وكأن المواطن المصرى ناقص بلاوى وناقص نكسات وهزائم متوالية يأتى هؤلاء العاملين فى الخفاء يزرعون سموم التخلف ويصادرون القوانين والشرائع ويقولون للثقافة المصرية : للخلف در ممنوعة من السفر !!!
لم أجد أى أعتذار يصدر عن وزارة الداخلية أو رئاسة الجمهورية أو حتى عن ديوان البلطجية المنتشرين هذه الأيام يفيد بأنه حدث خطأ فى المنع أو حتى تلفيق التهمة للموظف المسئول زوراً كالعادة بأنه قد أخذته شهامة العروبة وتصرف من تلقاء نفسه لأنه كذباً يكره أولاد القردة وأخوة الخنازير وهى الكلمات التى سئمناها من كثرة التكرار ولم يتعلم منها الشطار !
رئاسة الجمهورية تثبت لرعاياها أن الثقافة مثل لعب القمار والميسر سلعة محرمة ويجب منعها من التداول والسفر ، على سالم ككاتب قد نختلف أو نتفق مع أفكاره لكنه يمثل مصر وليس من حق أنسان أن يحجب عنه حريته ليسئ بذلك إلى حرية مصر وأبناءها.
عندما يؤيد الكاتب على سالم التطبيع فهذا حقه الإنسانى النابع من القيم التى يؤمن بها، لكن نجد من يصفون أنفسهم بالمثقفين المصريين الرافضين للتطبيع يشطبون أسمه من أتحاد الكتاب ولا أعرف بأى ثقافة أو أدب أو علم قد تثقف هؤلاء وبأى قانون تسمح الدولة بحرمان مواطنيها من حقوقهم الشرعية سواء فى التطبيع أو عدم التطبيع ؟
فالنتيجة الحتمية لهذا التهريج الثقافى هو ما قامت به الحكومة أو الحزب الوطنى وهما وجهان لعملة واحدة بمنع الكاتب على سالم من السفر إلى إسرائيل لأستلام شهادة دكتوراة فخرية أو جائزة عن أعماله وهو تكريم من دولة لنا معها علاقات كاملة ، وهذا المنع الغير قانونى يعنى أن مصر وشعبها ليسوا فى يد مبارك رئيس كل المصريين بل مصر الآن فى أيدى عبدة الدكتاتورية والظلم والظلام .
لا معنى إطلاقاً لكل ما يدور فى كواليس لصوص الثقافة وحرية الأبداع المصرى الرافضين للتطبيع مع إسرائيل ويعتبرونها عدواً لدوداً بعد أن أستردت مصر كل أراضيها ، هذا العداء اللعين هو ثمرة من ثمرات ثقافتهم التى لا تعرف إلا الكراهية والحقد الدفين ، تلك الثقافة التى لا تعرف معنى كلمة التسامح أو الحب أو السلام ، ثقافة المرضى بداء أوهام الماضى وشياطينه التى توسوس لهم بأباطيلها المدمرة لكل ثقافة تنادى بالتعايش السلمى بين الشعوب ، يكفى أن نعترف أن فى إسرائيل شياطين كثيرة كذلك لدينا فى أوطاننا شياطين كثيرة ، والشياطين لا ترى إلا شرور الآخرين وتجسمها حتى تحجب الرؤية عن عيونها ، فهل نكف عن إعطاء ثقافة التشنج مكان الصدارة فى حياتنا اليومية ؟
متى تنتهى تلك القوانين الطائشة التى تشوه جمال أمتنا المصرية ؟ متى يصدر وزير الداخلية أو رئيس الوزراء قراراً فورياً بالتحقيق فى هذه الواقعة ومعاقبة المسؤلين عنها ؟ إن صمت الوزراء والرئاسة المصرية عن هذا الموضوع يعنى أنهم متفقين مع مراكز القوى الفاسدة المنتشرين فى هيئات مصر ، فهل سنجد التدخل السريع من المسؤلين الحقيقيين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للحد من سيطرة أعداء الوطن المصرى ؟
كفانا تفريط فى ثقافتنا وحضارتنا وحريتنا وحقوقنا الإنسانية ، وعلى الجميع إلتزام تنفيذ القانون المصرى وليس قانون الطوارئ ، وأن نثبت قدرة المصرى على التعايش مع الزمان والمكان لأنه إنسان صانع حضارة وليس مستعمراً ناقلاً ناهباً لحضارة الآخرين !



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السب والتشهير فى حق مصر
- الإيمان الدينى والإنسانى
- نداء العفيف الأخضر إدانة للعرب
- حزب مصر الأم
- مصر بين الجنة والنار
- الإصلاح المسيحى والإنسان
- الإصلاح المسيحى - الأعياد
- الإصلاح المسيحى - الأصوام
- الإصلاح المسيحى - الأيقونات
- الإصلاح المسيحى - الكهنوت
- الإصلاح المسيحى - البابوية
- الإصلاح المسيحى
- طارق حجى رئيساً للوزراء
- جنازة البابوية
- نظرة يا وزير الإعلام المصرى
- قمة الجامعة العربية
- القذافى رئيساً لمصر
- تعديل الدستور المصرى
- خجل الرؤساء العرب
- الأغتيال جريمة العرب التراثية


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - بلطجية التطبيع