أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية














المزيد.....

لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1218 - 2005 / 6 / 4 - 12:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يحق لكم بالطبع.. استهجان مجرد المقارنة.. بين الاستفتاء المصري والاستفتاء الفرنسي! فهذه مقارنة تضع على مستوى واحد.. الحكومة المصرية والحكومة الفرنسية! حسني مبارك وجاك شيراك! زعماء الأحزاب المصريين وزعماء الأحزاب الفرنسيين! أحمد نظيف ورافاران! وهذا عيب! وإهانة للفرنسيين لا يغفرها المنطق لمرتكبها، فهي مقارنة لا تتناسب وأبجديات الأشياء! أن يرتكب أحدهم خطئاً معيبا كهذا.. يعني أنه قد لا يعرف الفرق بين.. حكومة (ترجع إلى) شعبها في استفتاء على أمر يخصه.. ثم تخضع له، وحكومة (تسوق) شعبها إلى استفتاء.. ثم تضربه وتهتك عرضه! أن يقارن أحدهم بين سلوك النظام المصري والنظام الفرنسي.. يعني أنه- عن عمد أو عن غفلة- يخلط الحابل بالنابل.. أو أنه لم يسمع بالعبارة الشهيرة لشارل ديغول.. عندما أراد بعضهم أن يتعامل معه رأسا برأس وكتفا بكتف، وهو ديغول.. الذي قاد فرنسا بكرامة ضد الاحتلال:" حاذروا.. أن تتخطوا المسافة بيني وبينكم"!
لكن.. من باب التعبير عن حسرة مصرية.. قد يجوز عقد المقارنة!.. مع الاحتفاظ للحكومة الفرنسية بمقامها.. حكومة تستحق الاحترام و.. رفع القبعة لها.. مقابل حكومة تستحق.. رفع ال.. عليها!
أيام أسبوع واحد.. تلك التي ضمت الاستفتاء المصري والانتخابات اللبنانية والاستفتاء الفرنسي، كانت الفضائيات العربية يوم الاستفتاء الفرنسي.. مشغولة طوال النهار ببثٍ مباشر للمرحلة الأولى من الانتخابات اللبنانية.. معروفة النتائج مسبقا! فقد فاز بالتزكية تسع نواب من أصل تسعة عشر نائبا عن منطقة بيروت.. قبل الاقتراع! ومع ذلك كانت تلك الانتخابات بالنسبة للفضائيات العربية.. فرصة سانحة.. لملء ساعات البث بشيء ممل مفتعل.. لا يثير الجدل ولا العداوات بين حكومات عربية.. تتعنتر على بعضها البعض بسبب خبر أو آخر.. ينقله تليفزيون إحداها عن الأخرى! نوع من إيثار طريق السلامة.. سلكته الفضائيات العربية.. فلبنان ربما يكون أقل تشنجا إذا نقلت الأخبار عن انتخاباته.. بينما نهار الاستفتاء المصري.. قبل ذلك بأيام قلائل.. على ما حمله ذلك الاستفتاء للعالم من مادة للفرجة.. ظل (الحياء) ملازما للفضائيات العربية.. تحوطا من (ردح) الحكومة المصرية! الذي تهدد به الفضائيات العربية.. بمنهجية بلطجية عالية الدرجة! وجميع الفضائيات العربية بلا استثناء.. خضعت لهذا الابتزاز من حكومة البلطجية المصرية!
وفي آخر نهار التغطية المكثفة المملة للانتخابات اللبنانية.. رضخت الفضائيات العربية أخيرا لحدث ٍ.. اهتمت به معظم إن لم يكن كل أرجاء الدنيا.. نتيجة الاستفتاء الفرنسي، حيث قال الفرنسيون (لا) للدستور المقترح للاتحاد الأوروبي، ورأينا على شاشات التليفزيون مشهدا رهيبا.. الفرنسيون في الشارع يحتفلون بانتصارهم على حكومتهم! لا شرطة تضربهم.. ولا بلطجية يتحرشون بالفرنسيات.. ولا مسئول فرنسي يشبه- من قريب أو بعيد- تلك (المخلوقات) المصرية المسيئة لسمعة مصر.. من أمثال.. صفوت الشريف خبير الردح الاستراتيجي.. وهذا المتعجرف التخين أبو عدة كروش متناثرة في أنحاء جسده.. كمال الشاذلي! ثم رأينا جاك شيراك يخرج على الفرنسيين بخطابه.. يعلن فيه عن (حزنه) لعدم اتفاق رأيه مع رأي الشعب الفرنسي! ولا يُعرف على وجه التحديد بالنسبة لمواطن مصري.. هل هذا (الريس) الفرنسي.. ريس طبيعي؟! يعني.. هذا الريس الفرنسي.. صحيح حزين؟! بس كده؟.. حزين؟! وليه حزين.. لعدم موافقة الشعب الفرنسي على رأيه؟! وما هذا (الأدب) الذي يعلن به حزنه! عجيبة.. إذا كان ده ريس.. وده ريس.. نبقى احنا فين؟! انقلب حال الحكومة الفرنسية رأسا على عقب.. وزارة تتغير.. وأحزاب ترتبك.. وحاجات كتير.. دنيا تانية! فقط لأن الشعب الفرنسي استاء من (تقديرات) حكومته ورئيسه بشأن الدستور الأوروبي.. فقال (لا) في الاستفتاء عليه.. ثم احتفل بالنتيجة في الشارع.. وبعدين.. وبكل ثقة وأريحية.. روّح نام! ليترك حكومة ورئيسا وأحزابا.. تضرب أخماسا في أسداس.. تحاول أن تفعل شيئا لإرضاء هذا الشعب العجيب!
ربما بعد ما شاهدناه.. من انتخابات الفرنسيين.. واستفتاءاتهم.. واحتفالاتهم الأنيقة بالانتصار على الحكومة.. وبعد ما شاهدناه من رئيس فرنسا (الحزين)!.. ينبغي علينا أن نعدل مطالبنا.. ينبغي علينا أن نتحكم قليلا في هذا.. الجموح.. الذي أبحنا به لأنفسنا أن نحلم بهذه التي يسمونها ديمقراطية.. فلنتواضع ونلامس أرض الواقع قليلا.. همه فين.. واحنا فين.. دعونا فقط نحلم بشيء يمكن تسميته (ما قبل ديمقراطية) شيء مثلا يجعل أحفادنا بعد خمسة قرون.. يحظون برئيس (يحزن).. فقط يحزن.. إذا لم يتفق معه هؤلاء الأحفاد في الرأي!.. أما الآن.. وبعد استفتاء هتك الأعراض.. فلنحلم فقط بممارسة دعاية انتخابية (مؤدبة) مثل دعايات الفرنسيين! فمن تابع منكم دعاية الحكومة الفرنسية للدستور الأوروبي.. قبل استفتاء الشعب الفرنسي عليه.. قد يؤجل حلم الديمقراطية لأحفاد أحفاده! كان المتحمسون لهذا الدستور من المسئولين الفرنسيين.. يحاولون إقناع شعبهم العنيد.. بأدب بالغ.. بأن ذلك الدستور لصالحه! والشعب قال لا.. برضه.. بأدب بالغ! بينما إلى الجنوب من فرنسا.. في مصر.. يروى أنه في أحد الانتخابات النيابية.. قال أحد المرشحين الأغنياء المتنفذين.. مهددا جمعا من الجمهور:" أبقى ابن دايرتكم.. وتنتخبوا غيري يا جرابيع؟".. فهتف مساعده متوعدا الجمهور:" حتنتخبوا مين؟".. يقول الراوي أن بعضا من الجمهور أجاب.. حننتخبك..... يا ابن الدايرة!!





#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...
- !الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. ...
- لقطة قصيرة تعبر عن مأساة كبرى
- في مقابل ثلاث رؤى مختلفة للحالة العربية، حشدْ: حركة شعبية دي ...
- أخبار الشارع المصري تفاجأ وكالات الأنباء: القضاة في الشارع و ...
- أحمد ذكي جسّد اغتراب المصري بين الفقر والاستغناء
- دور المصريين في الخارج في الحركة المصرية للتغيير
- نحو حصار القصر الجمهوري في مصر


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية