أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - الثابت والمتحرك والعقل العربي














المزيد.....

الثابت والمتحرك والعقل العربي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 22:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الفكر بطبيعته متحرك، فهو دائما في حراك، صعودا أم نزولا، يمينا أم شمالا، فهو يتماثل بحيويته وحركته مع الكائن البشري، فحينا يكون شابا قويا فاعلا متنقلا في رحاب الجغرافيا والزمان، وحينا يكون شيخنا يتأمل فيما حوله وما أنجزه في حياته، وحينا يكون مريضا ينتظر الشفاء أو الأجل، هكذا حال الفكر البشري.
لكن في الإطار العام الفكر البشري في تطور تصاعدي باستمرار، فتراكم الأفكار الإنسانية عمل على تقديم هذا الرفاهية وسهولة الحياة في كافة نواحي حياة البشر، لكن العقل العربي توقف عند أفكار كانت منذ مئات السنين تصلح للمجتمع الذي كانت فيه، لكنها لم تواكب التطور البشري والتطور الإنساني، فأصبحت عبء على المجتمعات والأفراد معا، وما زال البعض يريد تطبق تلك الأفكار التي ـ عفا عليها الزمن ـ في عصر يحمل في كل دقيقة أفكار ومفاهيم جديدة، خاصة بعد انتشار عصر الكمبيوتر وسهولة وسرعة الاتصالات بين البشر.
سنعطي بعض الأمثلة والشواهد على تقوقع العقل العربي على تلك الأفكار، فكرة سبي النساء والغنائم التي يمارسها التكفيريون في سوريا تعد إحدى تلك الأفكار الرجعية التي تمارس من قبل البعض، فهم ينظرون إلى المجتمعات الإنسانية من خلال أفكار كانت في حينها تعد ـ طبيعية ـ ولا تثير الاستهجان أو الامتعاض، لكنها في عصر انتشار الأفكار والمبادئ الإنسانية والتي تحفظ ـ ولو نظريا ـ على حقوق الإنسان يعد التكلم أو الحديث في معارضتها جريمة، فما بالنا إذا تم العمل فعليا بما يتناقض معها، عمليات السرقة التي تتم بحق المواطن أو الدولة تحت مظلة فكرة ـ الغنائم ـ فيتم تفكيك المصانع السورية والتي تعد ثروة وطنية ، إن كانت ملك للدولة أم للأفراد ـ إلى الخارج ولبيعها (بسعر الفجل) لولائك المعاديين لكل ما هو عربي، ويتم إخلاء البيوت من الأثاث وبيعه لمن هب ودب، فقط من اجل الحصول على المال، فيتم التدمير المزدوج للوطن، أولا نهب الثروة الإنتاجية، وثانيا تخريب البيوت والمساكن وتركها غير صالحة، ألم تعد هذه جريمة يجب أن يحاسب عليها من اقترفها.
كما أن هناك بغاء شرعي يتم في سوريا والأماكن التي يتواجد بها السوريون، بطريقة توحي للعقل العربي الجامد بأنها عادية جدا ولا تخالف الشرع أو الدين، والمقصود هنا هو عمليات عقود الزواج التي تتم في مخيم الزعتري تحديدا، فعندما يكون الشخص الذي يريد أن يمارس البغاء قادر على استخدام الشرع والدين كسلم ليصل إلى شهوته وغريزته، أليس من المنطق أن يقف المشرع في وجه هذا الشهواني؟ وأن يحول دون وصوله إلى شهوته؟، وأن لا يقدم له العون والمساعدة؟، ما يحدث للسوريات في الأردن هو بغاء شرعي، بمعنى يبقى بغاء ودعارة حتى لو اخذ الصفة الشرعية وفي المحكمة الشريعة، فعندما لا تقيم تلك البنت المباعة شرعيا بالمال عند من اشتراها شهرا أو شهرين في أحسن الأحوال، ماذا نسمي هذا؟ خاصة إذا كانت الحالة الإجمالية تلك العقود ـ البغاء الشرعية ـ هي ترك البنت حامل وإرجاعها إلى أهلها!
ليس هذا وحسب بل إن العقل والفعل العربي تجاوز هذا الجرم ليقوم ببيع وشراء الطفلات، وأيضا ليمارس بهن البغاء الشرعي، فهناك حالة منتشرة في الزعتري وأيضا في اليمن وهو اغتصاب الطفلات ولكن بصورة شرعية وقانونية، فهناك العديد من حالات البغاء تتم بحق طفلات لا تتجاوز أعمارهن الخامسة عشر عاما وحتى اقل من هذا السن، ومنهن من يمت بعد ذلك البغاء مباشرة، حيث لا تحتمل الطفلة عملية الاغتصاب، لكل العقل العربي ما زال يفكر بعقلية الجواري وما ملكت أيمانكم، وكل ما فعله وقاله المجتهدون سابقا ومعاصرا هو مباح ولا يحمل أي خروج عن الشرع، فهنا يكون العقل قد تم تعطيله بمقولة الشرع والدين، ويكون البغاء هو الفعل الحقيقي الذي تم فعله، وتكون الجارية التي تم شرائها ثم ـ فكر رقبتها ـ بعد الانتهاء من إشباع الشهوة منها.
كما نجد في سوريا قد تم ممارسة البغاء الإسلامي بكل ما تحمل كلمة البغاء كلمة من معنى للرذيلة والسوء، ألا وهو جهاد النكاح الذي تم استخدامه من التكفيريين، فعندما يتم ممارسة الجنس من فتاة لأكثر من خمسة أو ستة أشخاص في يوم واحد، فماذا يسمى هذا، حتى لو جاء مفتى المفتين لن يقنع أحدا بان هذا الأمر مباح وليس بحرام أو مخالف للعرف والتقاليد ـ مع تحفظنا على العديد منها ـ فما بالنا إن كان وصف هذا العمل بالحميد وليس هذا وحسب بل هو جهاد في سبيل الله يؤجر عليه من يقوم به إن كان الفاعل ـ المجاهد ـ أو المفعول به ـ المجاهدة ـ! لقد وصل العقل العربي إلى الحضيض بهذه الطريق من التفكير، ومن هنا يجب العودة إلى استخدام العقل وتجاوز أي نص مهما كان مقدسا، وأيا كان قائله.
عمليات التفجير التي تتم في هذا المسجد أو ذاك، أو هذا الفرح أو ذاك الميتم، أو في السوق أو في الشوارع، لا ينقص من أقدم عليها الإيمان، فهو مترع بالإيمان، وفكرة الحور العين اللواتي ينتظرنه بمجرد الضغط على زر المفجر، لكن ما ينقص هذا الشخص هو استخدام العقل وليس غير العقل، فلو فكر قليلا بالنعمة التي تميزه عن بقية الخلائق لتريث قليلا قبل الإقدام على جريمته ـ ليس بحق الآخرين وحسب، بل بحق نفسه وبحق الدين أيضا ـ ومن ثم بالمطلق لن يقبل أن يكون نارا على شعبه وعلى وطنه، لكن العقل المتحجر يدفع به وبقومه وبوطنه إلى التهلكة.
فيما سبق نجد أن العقل العربي قد توقف عند حد معين من التفكير، ولم يعد قادرا على الخروج من الزمن السابق للأفكار التي كانت مقبولة في حينها من المجتمع والعصر، ومن ثم وبالضرورة أصبح غير قادر على التعامل مع متغيرات العصر والحداثة، بمعنى أن العقل العربي لا يفكر بطريقة رجعية وحسب، بل أيضا عاجز عن التكيف مع التغيرات المعاصرة، بحيث أن هناك حركة تصاعدية للأفكار والأفعال الإنسانية، والعقل العربي يقبع في ظل حالة زمنية ومكانية قديما جدا، فتكون النتيجة بالضرورة اتساع المساحة الفاصلة بين العصر والعقل العربي.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق بعيدة عن دجلة
- المسألة الطائفية في مصر
- الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون
- ماركو فالدو والتقديم الهادئ
- عمارة يعقوبيان والفساد الطاغي في مصر
- التشدد والتكفير
- استنساخ قرطاج في بغداد ودمشق
- الديانات الثلاث ودخول الجنة
- التخندق القبلي في المجتمع العربي
- أوهام الشيوعيين الفلسطينيين
- رجوع الشيخ والانسجام بين الشكل والمضمون
- الاسود يليق بك
- إنتقائية التاريخ
- العشيرة العربية
- ثروة الإيمان
- العقل العربي والاحتكام للنص
- طيور الحذر وتشكيل النص
- إنسان
- محاضر
- مكان


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - الثابت والمتحرك والعقل العربي