أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كاظم فرج - مطارحة أحمد القبانجي النقد















المزيد.....

مطارحة أحمد القبانجي النقد


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ينتمي السيد احمد القبانجي الى مدرسة معروفة في النقد ( نقد الفكر الديني) تزعمها مفكرون بارزون مشهود لهم بالمقدرة وقوة الاقناع والتأثير من خلال الطرح المنطقي الرصين والاستناد الى مقدمات فلسفية منطقية تنتهي الى نتائج علمية .. ونستطيع ان ندعي ان ابرز من أسس لهذه المدرسة العلمية الرصينة الدكتور علي شريعتي والدكتور عبد الكريم سروش ( الذي يكثر السيد احمد القبانجي من الاستشهاد بمقولاته ويكاد ان يكون راوية لبعض اطروحاته ومفسرا لها اكثر من كونه مبدعا .).. ومن كبار مفكري هذه المدرسة النقدية ايضا نصر حامد ابو زيد ومحمد اركون... وآخرين غيرهم... كصادق جلال العظم الذي يعتمد التبسيط الشديد الهادف الى وصول فكرته الى اكبر عدد من المتلقين..
من مبررات ظهور هذه المدرسة هيمنة التكرار واجترار الافكار القديمة في شرح الامور الدينية والتي أدت فيما يرى اتباع هذه المدرسة الى تكلس الفكر الاسلامي وتحوله من قوة تقدمية محركة الى الامام الى قوة رجعية تعرقل التطور العلمي والتفكير العلمي لدى عموم المسلمين.. من اجل ذلك انبثقت فكرة خدمة الدين(وخدمة الناس ) الذي هو في الاصل قوة تقدمية منتجة وفرت في الزمن القديم علماء في علم الكلام والفلسفة والفكر امثال الغزالي وابن رشد والمعتزلة /اخوان الصفا.. اقول انبثقت فكرة خدمة الدين من خلال نقد الفكر الديني المتكلس الجامد المكرر..
وإذا اتفقنا جدلا ان هذا الامر جيد ومحمود.. وان النقد العلمي حتى للثوابت الدينية امر قد يخدم الفكر ويجدده.. فمن باب أولى ان نكون علميين ونقديين ولا نقبل الاطروحات ( التقدمية !!) على علاتها.. فكما ان السيد احمد يطلب منا ان لا نكون منصاعين للعادة وما لقنه لنا الاجداد.. بل ان نمعن الفكر في كل شيء حتى في كلام الله... فمن باب اولى من حقنا ان نمعن الفكر في إطروحات السيد نفسه : اعني اطروحات السيد القبانجي.. ونجادلها ونطارحها النقد..
لابد من التنويه انني لا انطلق من نقد اطروحة السيد القبانجي باعتباري اسلاميا.. فأنا مدني مثله.. أؤمن بالدولة المدنية الحديثة ... فلا يذهبن الظن بعيدا..
ولكن عندي بضع ملاحظات على اطروحة بعينها سأوردها لاحقا..
اولا : مانفع التصدي لأكثر المقدسات رسوخا والتي لن تجد صدى الا عند من ترسخت عندهم فكرة الالحاد.. والذين لايحتاجون الى هذا النوع من النقد الجارح لصميم معتقدات ملايين من البشر؟؟ أم يخاف السيد على هؤلاء الملحدين من الارتداد والعودة إلى الدين ؟!
ثانيا/ الا يمنح السيد في اطروحاته هذه إشارة المرور الى المتشددين لينكلوا بالمختلفين معهم والعلمانيين اكثر مما يفعلون الان؟؟
ثالثا/ الدكتور سروش والدكتور شريعتي انما وجها سهام نقدهما الى المتاجرين بالدين وليس الى الدين. والى معتقدات رسخها السلاطين خلال الصراع العثماني الفارسي في القرون الوسطى... والدكتور ابوزيد انتهج نظرية واضحة المعالم في إعادة قراءة القرآن لكي يجعله محببا ومقبولا وراهنيا بعد كل تلك الطفرات التي يشهدها العالم على صعيد الفكر والعلم ولم يدر في خلده نسفه وتدميره وتسفيهه ( حاشاه..)
رابعا / ماركسيو فنزويلا وعموم اميركا اللاتينية وجدوا ان محاربة الدين والفكر الديني كانت من بين اهم اسباب انتكاسات الماركسية في القرن الماضي فوجدوا ان الاسلم لهم كماركسيين ان يحترموا معتقدات الناس الروحية . واتذكر لقطة للمرحوم تشافيز وهو يؤشر بعلامة الصليب على صدره والتي تعني ( بأسم الأب والأبن وروح القدس..) وهو الماركسي المعروف..
خامسا/ لم تكن الحركات الثورية تقدم النضال ضد الدين على النضال ضد الاستغلال / خصومها من اشاعوا ذلك وكرسه قصيرو النظر من بعض مريديها..
سادسا/ نعود الى الموضوعة بعينها التي وددت مطارحة السيد احمد فيها النقد.وهي قوله ان ليس في سورة الهمزة من إعجاز بلاغي ولا علمي.. بل هي كلام بسيط ويقارن بينها ((بشكل انتقائي متعسف)) وبين نص لسيد البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام.. فأقول
أن وظيفة القرآن ان يكون مفهوما لأكبر عدد ممكن من الناس فهو متاح للبسطاء وللعارفين العظام ولمتوسطي الثقافة
.ورسالته ان يكون مفهوما لأحمد القبانجي (ولجالينوس !!! / ولراعي الضأن وللوليد بن المغيرة ولغيره من الناس في تلك المرحلة والمراحل اللاحقة.. وما اقتبسه الاستاذ القبانجي من كلام امير المؤمنين( لعقد المقاربة والمقارنة ) كان مخصصا لكبار العارفين وعليه فإن هذه الانتقائية مردودة سلفا..
ثانيا / تجاهل الاستاذ القبانجي ان السورة نزلت في الوليد بن المغيرة وهو المعني بصفة الهمزة اللمزة..رغم ان السورة ايضا عامة وتصلح لكل زمان وتصلح ان تقال في كل همزة لمزة..
ثالثا.. تعجب السيد القبانجي منكرا التحول المفاجيء من طلب الويل والثبور بحق ذلك الهماز اللماز. إلى توصيفه بأنه( الذي جمع ماله وعدده // يحسب ان ماله أخلده.؟؟) ليتسائل ساخرا : .. هذا... كل انسان عنده مال لازم يجمعه ويعدده.. هذا مو ذنب ولا تفسير للهمزة اللمزة!!
يعني ليس ذنبا ان يكون المرء غنيا وماعلاقة الهمزة ... بالذي جمع ماله وعدده؟؟!!
ثم يتسائل من من الاغنياء يحسب ان ماله أخلده.. كل مليارديرية يعرفون انهم ميتون؟؟!! شنوهو هذا ذنب؟؟ وليش تذبه بالنار؟؟!!!
ان إغفال إسم من نزلت فيه السورة( الوليد..) هو الذي خلق الوهم في ذهن السيد احمد وليس في السورة ذاتها بالتفكك اللغوي وعدم بلاغتها.. وإذا كان السيد احمد يعتقد ان كل الملياردية يعرفون انهم فانون..فهو واهم.. فأكثرهم يتصرفون وكأنهم باقون وعائشون الى الابد.. ام يتغافل القبانجي عن اللاهثين وراء المال (بالحلال والحرام وهم في السبعينات والثمانينات من العمر).. هم يتصرفون كمخلدين في الدنيا وهذا ما رمت اليه السورة.. هنا تنبيه لمن نسي او ينسى ان الامر ليس كذلك وانهم خالدون ليس في نعيم الدنيا بل في الحطمة.( أعني السيئين فقط امثال الوليد بن المغيرة).
اما شرحه للفقرة التي تخص وصف الحطمة (النار..) فقد بلغ في الاسفاف مالم يبلغه باز في بحثه عن سمكة صغيرة في القاع
. ورأى في وصف النار(وفق القرآن ..) ما يراه راعي الضأن لامايراه فيلسوف قدير. ولو تبحر وفق معطيات العلم الحديث في وصف النار لهاله حجم الاعجاز في هذه السورة التي ظنها بسيطة..
والان لنر انطباع احمد القبانجي عن السورة والفقرة التي تخص (النار..)..( كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة انها عليهم موصدة في عمد ممددة..)
يقول القبانجي:من اول قل نار الله وخلصنا. هسة هو بالنار تسدها عليه او ماتسدها.. شنو معناتها.. النار ممددة..وتطلع على الافئدة.. شنهو معناتها؟؟ هذا ضعف بلاغي!!
واليك ياسيد احمد انطباع سلام كاظم فرج عن السورة التي ظننتها بسيطة ولا تحمل إعجازا..
بعد الاكتشافات العلمية الجبارة. استطاعت الكهرباء. ان تريك نوعا من انواع النار لم يعهده راعي الضأن.. نار تستطيع ان تستكشف مافي الدماغ من اورام وافكار( وتطلع على الافئدة / وغير الافئدة..) وتستطيع ان تحلل عيون الميت القتيل لتعرف من الذي قتله. وتستطيع ان تستكشف مافي المخ والمخيخ والنخاع المستطيل. وتستطيع ان تعرف جنس المولود في رحم أمه.. وتستخلص النطفة لكي تعطي الذكر او الانثى حسب الرغبة. نار تستطيع ان تكون رحمة وسلاما او تكون لعنة وعذابا.. الاشعة الحمراء وفق الحمراء.. والزرقاء والبنفسجية !!. الاشعة السينية والليزر الذي يخترق الفؤاد والرأس. والجدران.. كلها نار.. هنا استشراف لنار لم تكن تخطر على بال الصحابة.. لذلك لم تشرح من قبل. وسيظل العلم يشرح ويشرح.
لقد قضيت نصف عمري مثلك لا أجد تفسيرا لمعنى.. (التي تطلع على الافئدة..) ولم يروي فضولي أي شارح لهذه الآية. . حتى انتبهت الى ان الكهرباء والطاقة الذرية ذات الاستعمال السلمي والحربي تمتلك كل هذه القدرات فعرفت ان الآية قد سبقت الازمنة بل أخترقتها..
أما العمد الممددة التي سألت عنها مستفهما عن معناها وجدواها فيمكنك ان تتخيلها وفق معطيات العلم الحديث في المستقبلات والمرسلات من الاجهزة المتطورة التي تنقل بسرعة الضوء الاوامر وتنفذها تبعا لمعطيات رقمية معينة . او في اعمدة الضوء وفق انشتاين وسرعة الانتقال في الكون الفسيح حيث ينفذ الامر بأسرع من طرفة عين ..
فياسيد احمد القبانجي اما ان تتعامل مع النص المقدس وفق زمنه وتحترمه على هذا الاساس او تتعامل معه على انه معاصر فتبحث في مظانه عما يؤيده لاما يخذله... فالمنطق الارسطي قد يحمل مخاطر إثبات الشيء ونقيضه ولا يوصلك لمبتغاك مادام الجميع أحرارا في اختيار مقدماتهم للوصول الى نتائجهم المضمرة.. والاسلم لك وله (النص المقدس ) ان تتفرغ لما هو أجدى.. اعني نقد المتاجرين بالدين لا الدين نفسه رحمنا الله وإياك... والسلام..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنحرافات الايدلوجية والعدمية السياسية
- ماقيمة الشعر؟ قصيدة نثر
- أقصر قصة قصيرة في الكون
- تكريم رجل النظافة القديم
- نجي الوسائد / وسائدكم .. نص تائه
- شعلان ابو الجون يكتب قصيدة نثر
- مجلس الوزراء يضع لبنة مهمة في صرح العدالة الاجتماعية, فساندو ...
- إفساد الديمقراطية
- غزوة بني علمان
- شيخ الزاوية (قصيدة نثر )
- فيفي عبدو والعلمانية والاسلام السياسي
- دموع غيفارا
- البوصلات كلها لا تشتغل ( قصيدة نثر..)
- قراءة في مذكرات رسمية ( الشعر مقابل الحب..)
- مدى قصيدة النثر لانهائي ...(تأملات فيما يسمى بقصيدة النثر..)
- نظرات من وحي رواية غالب الشابندر (شياطين)
- مأزق البطل في رواية توفيق حنون المعموري ( الخلوي..)
- مجلات ميتة ... قصيدة نثر
- إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )
- عن الوردة ثانية وثالثة ورابعة (قصيدة نثر..)


المزيد.....




- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كاظم فرج - مطارحة أحمد القبانجي النقد