أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - معنى الجسم البشري















المزيد.....

معنى الجسم البشري


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 16:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجسم المادي مُعطى مرتبط بالحضور في هذا العالم.... سابق لاكتشافه .... مسلــَّـم به لمن يسكنه ....

هو أداة الحركة ... أداة يسكنها مـُـطلق هو فوق المكان ....

وهو مـَعْرض تقدم الزمن... في حين أن ما يسكنه هو فوق الزمان ...

وبمفردات الوحدة فإن الجسم في حد ذاته حالة من الوحدة بين مكوناته تشكل حدّا بين الأنا والأنا الأخرى...

الجسم هو حد الأنا.. خوف من المطلق اللامحدود الذي لا ملامح له... حدٌ حجته التمييز.. وذريعته الجمال... وضرورته الحضور .. والشعور ... في عالم القطبية...

أن يستوعب الوجود نفسه على شكل مجموعة من الذوات الشاهدة..... يحتم عند لحظة "نسي الله أنه الله" دائمة الحدوث... أن ينكمش جانب من الوعي "افتراضيا" إلى حدود جسم مادي يعرّف ذاتا شاهدة... لها حدودها...

إن طابع الجسم هو المحدودية ... والجسم هو منشأ الخوف .... الخوف عليه من العطب .. من التشوه ... من الضعف... من الزمن.. والخوف من الانطباع الذي يتركه عند الآخرين ... الشهود الآخرين... والخوف من الحدود التي سيفرضها هذا الجسم على فرص التفوق والقوة والجنس والحب ...

الخوف متعلق بالجسم أساسا... لأن الجسم هش... معرض للأذى ... يسير مع مرور كل ثانية باتجاه الشيخوخة والموت والانتهاء الى كومة عظام ... فإذا انكمش "القادر" الساكن داخل الجسم إلى حدود الجسم متصورا أنه جسم، فهو لا محالة سيكون فريسة للخوف الواعي واللاواعي... في كل لحظة ومع كل نفّس ...

ولكن الجسم هو بوابة الوعي على كل فكرة وهاجس... كل صورة وكل صوت وكل ملمس وكل رائحة، استقبلها الجسم بطرق مباشرة وأعضاء واضحة... كل المفردات البصرية والسمعية التي يمكن للعقل أن ينسج منها ويتخيل دخلت من الجسم... والدماغ هو جزء من الجسم.. وهو الذي يتذكّر ويدرك ويتحدث وتدور داخله الأفكار..

من الطبيعي أن ينتج الجسم كل هذا الخوف إذا ... إن التجسد هو أصلا مدخل نظام إنتاج الخوف....

إن الجسم هو طريقة المطلق لخوض تجربة الضعف ... فالجسم هو ضعف غرضه التمييز (بين الشهود) ... وذريعته الجمال.... لماذا ينكمش المطلق الذي لا يمكن تعريفه بشكل .. (فهو فوق الأشكال) .. إلى التعريف بشكل محدود؟.. إنه يخرج بغرض خوض المعاني ... خوض الحب .. وتحقيق الاحتمالات ...

ولكن الذريعة الأدبية لوجود الجسم .... الجمال.. تبددها ضرورة تحقق كل الاحتمالات ... التي تتحقق ولو على حساب الجمال ... تخوض النقص والوفرة .. القوة والضعف.. الألم واللذة...

تخوض نقص الشيء (نقص الجمال او القوة في حالة الجسم)... لإدراك قيمته من غيابه .... ونقص الشيء لا يمكن إدراكه إلا إذا قورن بوجود الشيء عند الآخر ...

وتخوض فائضا من الشيء.. فيتحول إلى معطى جاهز.. يستمد قيمته عند مقارنته بنقصه "عند الآخر" ... *عد إلى مقال "حين اكتشف الله أنه الله"

فإذا كان الجسم الجميل يشدّ الشاهد إلى الحضور... فرحا بالتجارب المتاحة لجسمه جميل ... والانطباعات التي يتركها الجسم الجميل عند الشهود الآخرين.. والتي يستلذ بها الإيجو... فإن الجسم كلما افتقد الجمال.. يقترب من استيعاب قيمة "الجمال" الموجودة داخل الساكن فيه... غير الظاهر عليه .. ولأن الجسم هو معرض للزمن ... فإن الجمال لا يدوم ... لينتبه الجميع في النهاية إلى أن الساكن في الداخل هو فوق الصور ... وهو الخالق للصور ... المستلذ بها ... المحول لها .. صورة بعد صورة.. حياة بعد حياة


*إرادة الجمال*

يريد الإنسان أن يكون جميلا رغبة في ترك انطباعات عند الآخرين بالانجذاب إليه على نحو يرضي الأيجو، هذا أولا... وهو يريد أن يكون جميلا لينفتح على تجارب جديدة... يفتحها له جمال جسده... تجارب تتوقف على إرادة الشهود الآخرين... تجارب يتيحها الشهود الآخرون...

في شوق الإنسان إلى الحرية التي تنازل عنها منذ وطء الوجود الافتراضي، مختارا النسيان وتوهّم العجز... في شوقه إليها يصبح نقص الشكل قيدا على حريته... أكثر ما يحول بينه وبين ما يريد هو جسمه.... لذا فهو يتوق إلى أن يكون هذا القيد جميلا على الأقل .... يجذب سائر المقيدين ويفتح أبواب اللذة ويرضي نزعات الإيجو...


*الخلود في نفس القصة-الذاكرة؟*

مع تقدم المعلومات والتكنولوجيا .... بدأت أفكار (ما بعد الإنسانية) تتجرأ على فكرة الموت... وتبحث عن تقنيات تحقق الخلود ... وهناك من يتحدث جديا اليوم عن نقل الوعي إلى "افاتار" جديد ... جسم يتم تصميمه ليبقى... وتتم صيانته ... جسم يحقق القوة والجمال والاستمرار..

إن الموت كان دائما كما قال فيتغنشتاين "حدثا خارج العالم".... بموت الجسم.. يصبح التواصل مع الوعي الذي كان داخل الجسم مستحيلا.... المادي هنا سيقول ان الوعي انتهى... المتدين سيقول أن الوعي انتقل الى مكان آخر (بحسب إيمانه).. الروحاني سيقول شيئا آخر ... وهكذا

فهل يمكن تحويل الموت من حدث يحدث "خارج" العالم إلى حدث يحدث "داخله"...؟؟

إن القدرة على نقل الوعي من جسم إلى جسم .. هو موت فعليا ... يحق لمن سيخوض ذلك أن يقول أنه مات قبل ذلك ... جسمه السابق قد مات .. واصبح يتحسس عظام جسده السابق... لجعل عملية الموت كاملة يمكن لمن يختار تغيير الافاتار ان يختار مسح الذاكرة كاملة... ليعود شخصا جديدا ... على طريقة التناسخ .. ويبدأ من جديد... هذا أيضا يحل مشكلة من يقولون أن الإنسان سيسأم الأبدية .... (ارجع إلى مقال *معنى النسيان)...

بهذا ينتقل الموت من حدث خارج العالم إلى حدث يحدث داخل العالم ...

إن ذلك لا يصلح مع نظام إنتاج الخوف ... إلا إذا كان صالحا للاحتكار.... أي كانت عملية نقل الوعي عملية مكلفة يبقى بموجها الاغنياء على قيد الحياة ...

لأنه بالنسبة لنظام إنتاج الخوف، لا يجوز إنهاء الموت لأن ذلك يعني نهاية النظام ...

سيصبح الموت هنا (بمعنى أن يكون الموت حدثا خارج العالم) حكرا على الفقراء؟

ولكن أيضا حتى حين... فنظام إنتاج الخوف يؤجل فقط ... يؤجل قدره الذي لا مفر منه...

إن أفكار ما بعد الإنسانية من جهتها تؤجل انتحار الإنسانية (راجع موضوع "غاية التقدم كشف الإنسان2*) ... لاختيار نسيان جماعي ... او موت جماعي.. للتواصل مثلا مع ما هو "خارج العالم؟"..

ان معنى الجسد البشري تطور كثيرا مع تطور الإنسان ..... ولكنه حتى الآن.. وضمن ما نعرفه من تاريخ... لم يشهد تحولا جذريا يحول الإنسان نفسه.. من كائن مهووس بجسده ... إلى كائن يعترف بأنه الساكن داخل الجسد

ومن يدري ... ان الاحتمالات كلها تحدث ... كلها تحت السيطرة ..وعالم الغد الفتي واهب الحياة،المتحرر من قيد الجسد، يليه عالم بعد الغد، وبعده بعده... في وهم الحلقة الزمنية.... والتاريخ لا ينتهي ...

شيء واحد يجب أن نعرفه جيدا .... نحن بأمان ... داخل الجسد أو خارجه.. داخل الجسم أو خارجه ... في بحر الوحدة

http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا خوف من العدم .... في تصفية النية
- الآخرون ... هم مصيرك
- معنى الجاذبية الأرضية
- استحالة الإيمان
- غاية التقدم... كشف الإنسان 2
- غاية التقدم... كشف الإنسان
- نظام إنتاج الخوف – الماتريكس
- وهم القصة الواحدة
- خمر وصلاة 2003
- الصوفي المتمرد
- الإفلات من إله الشر - الماتريكس
- الماتريكس الحقيقي – الشيطان
- هل الكون يتآمر عليك - عودة للماتريكس الحقيقي
- اليأس من وجود الله
- حين اكتشف الله أنه الله
- تناسخ الأرواح، تلك المعضلة
- معنى النسيان
- معنى الذاكرة
- دوامة الوعي
- المتصوف المتمرد 5


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - معنى الجسم البشري