أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فارس محمود - بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!















المزيد.....

بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 13:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


(كلمة فارس محمود في مراسيم تابين ازاد احمد، ستوكهولم-9 تشرين الثاني 2013)
ايها الحضور الكرام....

اسعدتم مساءا.....

نجتمع اليوم هنا في مراسيم تابين رفيق عزيز علينا، رفيق شيوعي واستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، رفيق انفق اجمل سنوات عمره القصيرة والحافلة في الدفاع عن الحرية والمساواة، في الدفاع عن كرامة الانسان وانسانيته، في الدفاع عن حقوق الاطفال، عن النساء وسائر محرومي وكادحي المجتمع. رفيق ناضل من اجل مدنية المجتمع، من اجل مجتمع اكثر انسانية وتقدما، مجتمعا يليق بانسان القرن الحادي والعشرين، مجتمع لايبقى فيه استغلال الانسان للانسان، ولامكان فيه للعمل الماجور واستلاب الانسان واغترابه.

رفيق .. من اجل هذا كله، لم يجد سوى طريق ماركس وحكمت، لم يجد سوى الشيوعية العمالية سبيلاً لارساء هذا العالم. من اجل هذا انضم للمنظمات الشيوعية العمالية في اواخر الثمانينات، ومن اجل هذا كان من اول الكوادر الذي وقعوا على تخويل جمع من الكوادر تاسيس الحزب في 1993، ومن اجل هذا خاض سفرا نضالياً وبطوليا قل نظيره.

نجتمع اليوم هنا لنستذكر رفيق، رفيق لاتسعفني الكلمات لوصفه ووصف سماته، روحيته وسموه. رفيق تحتاج اللغة نفسها لكلمات اخرى كي تصفه.

لقد كان ازاد احمد أنموذجاً قل نظيره للشخصية الشيوعية الاجتماعية والمحبوبة. كانت الشيوعية التي جسدها ازاد في ممارسته الاجتماعية لاربط لها بتاريخ مديد اطلق عليه اشتراكياً.

بخلاف كل الشيوعيات الاخرى، كانت شيوعيته اجتماعية، شيوعية محور حركتها المجتمع، شيوعية تغيير حياة الانسان في المجتمع، في الواقع، على الارض، من اصغر نطاق ممكن لاكبره. تتجسد شيوعيته هذه من علاقات بيته، من عائلته، من اطفاله وصولاً الى امر السلطة السياسية.

كانت شيوعية انتصار الانسان في المجتمع، شيوعية جمع القوى، تنظيمها، السهر على وحدتها ووحدة صفها، تنظيم احتجاجات الناس على جميع اصعدة الحياة ، والارتقاء بنضالاتها ودفعها نحو النصر. من تنظيم الجماهير ضد سلطة الاحزاب القومية الحاكمة في كردستان، والتيارات الرجعية الاسلامية والارهابية وممارساتها وسجلها الظلامي الكالح وصولاً الى نضاله في بغداد وسائر مدن العراق ضد السيناريو المظلم وسلطته الطائفية القمعية.

لقد كان ازاد احمد نموذج قل نظيره للجسارة الشيوعية، ومدعي قل نظيره بحقانية الشيوعية. وقف بوجه الاسلاميين وغطرستهم واستهتارهم مراراً ومراراً دون وجل. وتجشم المصاعب والمخاطر من اجل دفع حزبه صوب تنظيم العمال وسائر الجماهير المحتجة.

ولانه قائد جماهيري من الطراز الاول، ولانه معبر دقيق عن مصالح العمال والكادحين وكل من لحقه ظلم وحيف في مجتمع يغط بالظلم والاستغلال والوحشية، اصطفته الجماهير مراراً كممثلاً عنها في مفاوضاتها مع السلطة القومية الحاكمة في كردستان؟!

لقد كان ازاد احمد نموذجاً للايمان بالانتصار الشيوعي، نموذجاً للفرح والتفاؤل الشيوعي، للايمان بغد ومستقبل افضل، بشاشته تعكس بعمق هذا الامل بانتصار قضية العامل والشيوعية. لقد كان نموذج للحماسة الشيوعية، للنشاط الشيوعي، للخلاقية والابداع الشيوعي. ولهذا لم يكن يكل من عمل رغم انه يربط الليل بالنهار، مثلما يقولون.

كان منظماً شيوعياً من الطراز الاول، يعرف كيف يجمع القوى، يحافظ عليها، يصونها، لانه يدرك جيدا ان الشيوعية هي امراً ممارساتياً، امرا يستند الى الممارسة، امر يعني في المحصلة الاخيرة جمع القوى والامكانيات. ولجمع القوى لابد من التحمل والصبر الشيوعيين اللازمين.

على امتداد حياة الحزب النضالية، وبالاخص في السنوات العشرة الاخيرة، تجد لمساته في كل شيء، في تنظيماته، في عمله الجماهيري، في نضالاته اليومية، في خلق الامكانيات المالية، في الرد على نواقصه ومشكلاته، في سياساته، في مؤتمراته وبلينوماته، في ادارة الحزب..... في كل شيء في حياة الحزب، لازاد احمد بصمة واضحة عليه.

فوق هذا كله ازاد انسان محب، عاشق للحياة، عاشق للموسيقى، عاشق للجمال والطفولة، عاشق للسعادة والفرح والمزاح... ازاد يعني البسمة، بسمة الامل بعالم افضل والايمان بالقدرة على ارسائه...

لقد طالته يد الارهاب المظلم الذي اكتسح العراق مع حرب امريكا واحتلالها للعراق، هذا الارهاب الذي ناضل ازاد وحزب ازاد ضده وضد السيناريو المظلم الذي يغط به المجتمع منذ اكثر من 10 سنوات بماتعنيه من مصائب وويلات كارثية.

ان اختطاف ازاد من بيننا واغتياله لهو نتاج لهذه الاوضاع الماساوية التي دفع ثمنها عشرات الالاف من الابرياء عبر الحرب الطائفية، عبر القتل على الهوية، عبر الانفلات الامني، عبر التفجيرات والمفخخات وكابوس كواتم الصوت، عبر عمليات التطهير الاثني والطائفي والقومي الذي يرسف به المجتمع، عبر الفساد والجريمة المنظمة، عبر شيوع المافيات والعصابات الاجرامية، عبر شيوع قيم الاثراء السريع حتى ولو كان على حساب الدوس على رقاب الاخرين وحياتهم ...

ان المسبب الحقيقي لاغتيال ازاد احمد هو امريكا وكل القوى المليشاتية الطائفية والقومية والعشائرية الحاكمة والكابوس المظلم الذي رمت به هذه القوى جماهير العراق فيه.

ان اغتيال ازاد هو من قبل تلك القوى التي ناضل ازاد، وبالاخص خلال السنوات العشرة المنصرمة، من اجل كنسها من حياة الناس وسعى لتنظيمها وتوحيد صفها وارشادها صوب عالم ومجتمع لامكان فيه لهدر الكرامة الانسانية.....

انه لاسف مابعده اسف ان يرحل ازاد قبل ان تُرَحِّلْ الجماهير الثورية والتحررية هذه القوى سيئة الصيت وترميها في اقرب مستنقع يليق بها.

بهذه العملية الوحشية، ان ما وجه نصال الرمح له ليس ازاد، بل مسعى جماهير العراق وكردستان وحتى ايران من اجل الحرية والمساواة.... فاي خسارة لاتعوض قد المت بنا.....

رفيقنا الخالد دوماً وابداً!
لقد رحلت عنا، ولكنك خالد في قلوبنا، في ضمائرنا، في نضالنا وسعينا اليومي من اجل عالم افضل. لقد رحلت، ولكنك ستبقى خالداً في قلوب كل دعاة الحرية والمساواة في هذا المجتمع، ستبقى تنبض مع دقات قلوب العمال والنساء والاطفال وكل الساعين لغد افضل....

سيفتقدك اطفال العراق المحرومين، ستفتقد الفتيات اليافعات اللاتي رأن فيك خير سند صوب ارساء اوضاع اكثر انسانية تليق بهن، ستفتقدك شوارع بغداد والبصرة وذي قار ورانية وكركوك والسليمانية...

وقبل هذا وذاك ستفتقدك ساكار وزيلا ودارين هؤلاء الذين هم قطعة منك، منا.....

سيفتقدك رفاقك في ذلك الطرف الاخر من الحدود العراقية الايرانية، سيفتقدوك ويفتقدوك بشاشتك وعزمك على ايصال كراريس منصور حكمت التي سهرت على ايصالها لهم بشوق وامل رغم كل المصاعب والمخاطر من اجل تسليح العامل في ايران بمنصور حكمت وبسبيل تحرر الطبقة العاملة في ايران....

سنفتقدك لحظة لحظة في نضالنا، في حياتنا، في ضحكاتنا، في فرحنا....

رفيقي العزيز..... لقد غيبوك عنا وانت في ريعان الشباب، ولكن رغم هذا احسد نفسي الف مرة يوميا، اننا على الاقل تعرفنا عليك، ناضلنا معك، وقفنا جنب الى جنب في اجمل مسيرة يتمناها الانسان، مسيرة النضال من اجل السعادة والفرح والرفاه والغاء عبودية العمل الماجور، فالحياة كانت ستكون اشد كلحة بغيابك، ستغدو اكثر تعاسة، اكثر انعدام امل، عديمة طعم اكثر.....

اشكر وممتن لذلك المسار المكلل بالزهور والتضحيات الذي رمانا عند عتبة بعض،

رفيقي العزيز العزيز ازاد.... لقد اعطيت طعما لحياتنا، لحياة الكثير من امثالنا، لقد اضفيت عليها غنى اكبر واكبر، جمالا اعظم واعظم.....

لقد رحل للاسف، بيد ان العالم الذي نشده ازاد لازال يرنوا امامنا، لازال يتطلع لهمتنا، لازال يتشوق لسعينا.... ان رحل ازاد، فهو باقي بنا، بكم، بنضالنا، بسعينا اليومي، باهدافه واماله، بحزبه.....

عزيزي الخالد..... اقبل اثر كل خطوة خطيتها على امتداد عمرك القصير لانها كانت خطوة من اجل تحرر الانسان وخلاصه، من اجل انسانية الانسان، من اجل الشيوعية......

دمت رفيقا خالداً..... نام قرير العين!!!
عاشت ذكرى ازاد احمد
عاشت الشيوعية!
عاش حزبا ازاد احمد في العراق وكردستان!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!
- فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- أ للانحطاط حدود؟!!
- نقد لبيان صادر من قبل الاشتراكيين الثوريين
- انها اسلمة للمجتمع بالقوة، لن تجلب ثمارها!
- تنامي الثورة في مصر من جديد.... مسار بدء وبحاجة ماسة لافقه ا ...
- ان -مركز الشيوعية البروليتارية- هو ضرورة سياسية ملحة!
- طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثو ...
- ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!
- انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي ...


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فارس محمود - بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!