أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود سلمان الشويلي - - عاشوراء - الذكرى والتأسي














المزيد.....

- عاشوراء - الذكرى والتأسي


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لعاشوراء (شهر محرم) بداية السنة الهجرية الجديدة نكهة خاصة ، فهو يحمل معه مناسبتين مهمتين - دينيا - عند المسلمين ، فهو راس السنة الهجرية الجديدة وما تحمله من افراح ومسرات بالعام الهجري الجديد ، ويحتفل فيه المسلمون لانه ذكرى هجرة النبي الى المدينة .
وفي اليوم ذاته تبدا الاحزان والبكاء والنحيب على مقتل الحسين واصحابه ورجال اهل بيته في العاشر منه.
وفي المناسبتين – في العراق خاصة – تجد المسلمين في مرقد الشيخ ابي حنيفة يقيمون الافراح ،ويتغنون بالهجرة ، وفي المقابل – فقط نهر دجلة يقسم بينهما - حيث ضريح الامام الكاظم ترى معالم الحزن والبكاء ، وقراءة المقتل ، حيث يستقبلون ذكرى القتل قبل عشرة ايام !!!.
فبين الهجرة النبوية وبين مقتل الحسين ،تمر هذه الايام ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي وصحبه في كربلاء ،وياتي استشهاده ليرسم صورة واضحة عن الظلم الذي لاقاه من الاخر ، والقسوة التي اتبعها هذا الاخر معه ومع اصحابه و اهل بيته ، فقد حاصره باوامره ، ولم يترك له خيارا ، اما ان يذهب الى والي الكوفة وهناك يبايع يزيد ، او ان يحارب فيقتل ومن معه ، عندها اختار القتال والموت شهيدا لما يحمله من مبادئ لا تترك له الخيار امام هذين الخيارين سوى خيار القتال ،عندها انتصر الدم على كل شيء، وكانت معركة الطف التي قتل هو ومن معه من صحابته ورجال بيته فراحوا شهداء لتلك المبادئ التي امنوا بها .
واليوم نجد ان الملايين من البشر الذين يقومون باعمال باسم الحسين ، ويسلكون سلوكا مغايرا لسلوك الحسين ، ويؤمنون باشياء لم يؤمن بها الحسين ، ويتقولون اقوالا لم تثبت انها اقوال للحسين او انها رضى بها ، فلا نصب ( الجوادر ) وسد الشوارع ،ولا المشي الى كربلاء ، ولا اللطم ، وضرب ،ـ الزنجيل ، وتطبير الراس ، ولا لبس السواد - خاصة للرجال - والتلفع بياشماغات سود،من اعمال الحسين ، او من سلوكياته ، او من مبادئه.
ان ما يحتاج له الحسين وهو الشهيد في سبيل مبادئه ، هو ان يؤمن الانسان – ولا اقول المسلم – بالمبادئ التي قتل من دونها ، وان يضعها منارات امامه في حياته اليومية ، ويجعلها نبراسا له في مسارات هذه الحياة .
لا يحتاج الحسين للبكاء واللطم والتطبير ونصب الجواردر ولبس السواد .
الذي يحتاجه الحسين هو ان تطعم جوعانا وما اكثرهم في ايامنا هذه بالمال الذي يدفع لقارئ التعزيه الذي يروي اخبارا ما انزل الله بها من سلطان يحرك بها المشاعر فيستدر البكاء والعويل ، اوتدفع لايجار الجادر ليبقى فارغا الا من الرياح.
ان ما يحتاج اليه الحسين ،ان يتبرع – محبه والسائر على نهجه - بالدم لمن يحتاجه من المرضى ، افضل من ان يسقط على الارض ويذهب هباء عند التطبير.
الذي يحتاجه الحسين ،هو ان يجد العاري كساء له في برد الشتاء ، افضل من شراء الملابس السود ، وكأن الحسين طلب ذلك .
الذي يحتاجه الحسين هذا اليوم الانسان القوي المحافظ على صحته ليعمل في سبيل اطعام عائلته، لا الذي يسير ماشيا الى كربلاء لاكثر من اسبوع فيعطل الاعمال والمصالح والوظائف ويسد الطرقات.
ان الذي يحتاجه الحسين هو الكلام الصادق ، والامانة ، والنخوة ، والضمير الحي ، والكرامة ، والمروءة ، والشجاعة بابداء الراي ،والمثابرة على العمل ، لا تعطيل العمل ،والمحافظة على الصحة (العقل السليم في الجسم السليم) ، والذي لا يخاف من قول الحق ، ( الذي لا تاخذه في الحق لومة لائم ).
هذه المبادئ والقيم والاخلاق التي استشهد دونها الامام الحسين ، لا الكذب ، ولا الدجل ، ولا الخيانة ، ولا الضعف، ولا المرض ، ولا قول الباطل، والباس الباطل لبوس الحق ،ولا التقاعس عن العمل ، ولا اللطم ،ولا التطبير، ولا ضرب الظهر بالزنجيل ، فالى تلك المبادئ والقيم والاخلاق يا محبي الحسين.



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة حب الى المثقفين والادباء والفنانين
- رحلة في الذاكرة - ما الأدب ؟ - شهادة ابداعية-
- عيد بأية حال عدت يا عيد (المتنبي ومصيبة العراقيين)
- الاحزاب الدينية والحريات
- حرية الرأي - ج 1
- حرية الرأي - ج 2 - المناهج الحديثة في دراسة وتحليل ونقد النص


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود سلمان الشويلي - - عاشوراء - الذكرى والتأسي