فات الأوان

وداد حموعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 08:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

نعم فات الاوان، جئت يا قنون الذي يُجرّم التحرش الجنسي في المغرب متأخراً جداً
جئتَ حتى تحولت المرأة الى مكان يتم افراغ فيه الكبت الجنسي للرجل، جئتَ حتى اعتاد الناس على رأيت التحرش علنيتاً ويسكتون
جئتَ متأخراً لدرجة اننا لم نكلف انفسنا ان نعلم اولادنا كيف يحترمون النساء في الشوارع وانما بدأنا نعلم بناتنا كيف يحمين انفسهن مِن مَن يريد التحرش بهن
جئتَ وانت تحمل عقوبة لا تشفي غليلنا
هل العقوبة حبسية تتراوح ما بين شهرين وعامين، وبغرامة مالية تتراوح ما بين 1000 درهم و 3000 درهم، أو واحدة من هذه العقوبتين، فيما تصل أقصى عقوبة في القانون الجديد إلى أربع سنوات سجنا نافذاً كافية في نضركم،
هل بعدما كرسنا نسائنا في الجنس وعلمناهم كيفية الاعتناء باجسادهن اكثر من الاعتناء بعقولهن
وبعد كل هذا يلومون المرأة بانها سبب في انتاج التحرش
ماذنب المراة في غريزتكم الحيوانية؟ ماذنب المرأة في كبتكم الجنسي؟
لماذا لا تتعاملون مع المرأة كأنها انسانة قبل ان تفكروا فيها كجسد؟
لا تعلقوا اخطائكم على شماعة " امرأة"
تتهافتون عليها وكأنها سلعة تعرض نفسها للبيع، تتسابقون من منكم سيحصل على نظرة منها
الرجل الذي يفسد وضوئه بسبب لمسة يد امرأة او صوت امرأة على الهاتف هو حيوان بري على هيئة انسان
الرجل الذي يغريه شعر امرأة ووجهها هو حيوان
العيب فيكم ومنكم وليس في المرأة ولا في لباسها، العيب في المجتمع، وفي العادات والتقاليد
العيب في انه قد فاة الاون حتى ولو اخرجوا الاف القوانين تجرم التحرش سيبقى الحال هو الحال
فقد فات الأوان.. نعم فات الأوان يا وطني
اعيدوا النظر في انفسكم فالعيب ينبع منكم

#وداد_حموعلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات