أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عودة روسيا إلى المنطقة















المزيد.....

عودة روسيا إلى المنطقة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير كافة المعطيات على أرض الواقع، ومنذ تفجر الأحداث في سوريا قبل أكثر من سنتين ،ضمن ما يطلق عليه "الربيع العربي"، إلى أن المارد الروسي نهض من تحت الركام بعد سلسلة من الأحداث العالمية التي سجل فيها خسارات كبيرة بسبب تغييبه عن الصورة بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي وتفككه ،وأول خسارة تعرض لها ، هي ضياع العراق وإنتهائه لقمة صائغة تحت الضرس الأمريكي على صورة غزو مسلح أدى إلى الإحتلال.
وثاني خسارة كانت ضياع م.ت.ف. بتوقيعها إتفاقيات أوسلو وسيرها في الفلك الأمريكي الذي لا مكان فيه إلا لإسرائيل ذات اللوبيهات المؤثرة والتي تعد صانعة القرار في الولايات المتحدة.
جاء ذلك بعد ضياع مصر ،وقيام الرئيس السادات بطرد الخبراء السوفييت من بلاده ،وتقديم هذه الخطوة الإستراتيجية هدية بدون ثمن إلى واشنطن،وقال وزير خارجية أمريكا آنذاك " العزيز"هنري كيسنجر معقبا على ما فعله السادات:لم أر في حياتي أغبى من الرئيس السادات! وعندما سئل :لماذا؟أجاب :لو أن السادات ساومنا على هذه الخطوة لأعدنا له الضفة الغربية وسيناء.
بعد "الربيع العربي"وإنتقاله إلى ليبيا حليفة موسكو ،حسم الأمر بإخراج هذا البلد من الفلك الروسي ،بقيام حلف الناتو موجها من قبل أمريكا بطبيعة الحال ،بقصف العديد من المواقع الإستراتيجية الليبية التي تعد أكثر من مهمة بالنسبة للعقيد القذافي ،ما جعل الأحداث في ليبيا تنتهي إلى ما إنتهت إليه،ويتم إغتيال القذافي لشطبه نهائيا من المشهد الليبي بعد أن أوصت وزيرة خارجية امريكا آنذاك هيلاري كلينتون الحكام الليبيين الجدد بإحضاره ميتا ،بعد أن أخبرتهم بمكان وجوده.
يبدو أن الرئيس بوتين لم يتخيل أن بإستطاعته خسارة مواقع إستراتيجية أخرى له في الشرق الأوسط،مع قلتها ومحدوديتها،لذلك إستنفر بكل ما يمتلك من مهارات وإمكانيات ،ودعم النظام السوري وتمترس معه في نفس الخندق ،ومارس ديبلوماسية جديدة على العالم نفذها وزير خارجيته لافروف ،أربكت واشنطن وصانع القرار في البيت الأبيض ،الذي كان ينهض من ضربة جزاء ،إلى " جول "مباشر في الشبك الأمريكي،وهذا ما يفسر ظهور أوباما بهذه الصورة من الضعف إزاء مجريات الأمور في سوريا ،ولعل آخر هدف روسي في الشبك الأمريكي كان مؤتمر جنيف 2 الذي تتلهى به الإدارة الأمريكية ،بعد أن أرداها السلاح الكيماوي الروسي وأوقعها مغشيا عليها.
لو إستعرضنا كافة جوانب الإستراتيجية الروسية التي أقرها الرئيس بوتين ونفذها وزير خارجيته لافروف ،لوجدنا أنها مدروسة من كل زواياها ومصممة على تحقيق النجاح وعد م الفشل أو توقعه ولو بنسبة 1%،والتفرج على الخصم الأمريكي وهو يتخبط بغبائه لا يعرف كيف يتصرف ،أو كيف يرد على الهداف الروسي الذي أمطر شباكها أهدافا مشروعة .
قبل الغوص في التفاصيل ،أستطيع الجزم أن الرئيس بوتين تمترس ليس خلف الرئيس السوري فقط، بل غرس أقدامهه وأظافره وأسنانه في لحم خصمه دفاعا عن قاعدته البحرية في طرطوس بمحافظة اللاذقية ،والتي في حال خسارتها ،لن يكون بمقدوره العودة أو حتى التفكير بها إلى منطقة الشرق الأوسط.
وحري بالذكر أن من كان يفكر بالنصر على خصمه من القوى العالمية الكبرى" الإمبراطوريات" عبر التاريخ ،كان يجتهد للوصول إلى شواطيء البحر الأبيض المتوسط الشرقية على وجه الخصوص،وهذا ما يفكر به الرئيس بوتين،الذي حافظ على قاعدة طرطوس بعد أن ترآى للجميع سقوط وإنهيار النظام السوري بأكمله،لكن الأمور إختطت منحى آخر بعد ظهور تنظيم جبهة النصرة وأكلة لحوم وأكباد وقلوب البشر وآخرها السلاح الكيماوي الذي كان ظهوره في ذلك التوقيت ضربة معلم.
أما العامل الآخر الذي مكن الرئيس بوتين من الصمود وتحقيق النصر في الشرق الأوسط ،فهو تحالفه مع إيران تلك الدولة القوية الغنية المنتجة التي تعرف كيف تدافع عن مصالحها،وهذا التحالف منح الرئيس بوتين العديد من المزايا ولا أظنه أخطأ في الإختيار ،ولذلك لم يخسر كما كان الحال بالنسبة لعلاقاته مع الدول العربية التي كانت محسوبة على الفلك السوفييتي ،علما أن حكامها كانوا يزورون موسكو ويشتمون أمريكا ولسان حالهم يقول :إسمعونا أيها الأمريكيون.ولذلك كنا نرى موسكو غير جادة في التعامل معهم لعدم ثقتها بهم.
من الأمور التي لا بد من الإتيان عليها في معرض الحديث عن النصر الروسي في الشرق الأوسط هي فشل أمريكا الذريع في المنطقة وإنحيازها الكامل لإسرائيل،ونهبها للثروات العربية ،والأهم من ذلك كله هو إفتقارها إلى إستراتيجية مدروسة للتعامل مع المنطقة وقضاياها ،والتخيل المطلق أن القوة هي النهج الوحيد الذي يطوع المنطقة لأمريكا،ناهيك عن قيامها وبشكل متواصل بتنفيذ سياسة عرجاء تقوم على التجريب في المنطقة ،فإن اصابت هنا ،نقلت تجربتها إلى هناك ،وإن اخطأت تجرب طريقة أخرى وهكذا دواليك.
بعد ثبات روسيا في سوريا وحماية النظام السوري من الإنهيار ،ها هي موسكو تغزل نسجها في مصر السيسي الذي يقف موقف العداء من واشنطن ،بسبب دعمها للإخوان المسلمين ورفضها الإنقلاب بهذه الصورة .
وحسب ما هو متداول فإن هذا الغزل الروسي تمخض عن تحالف جديد بين القاهرة وموسكو ،معزز بإتفاقية لتسليم الجيش المصري بقيمة 4 مليارات دولار دفعتها دولة خليجية يرجح انها العربية السعودية التي باتت تململ من السياسة الأمريكية التي لانت لطهران مؤخرا وأحبطت كل الخطط العربية والإسرائيلية تجاه إيران.
وعلاوة على ذلك فإن القاهرة عرضت على موسكو بناء قاعدة حربية بحرية إما في السويس أو بور سعيد ،وأظن أن ذلك هو الكنز الذي لم تكن موسكو تحلم به ،وهو جرة العسل المصفى الذي سيستمتع الرئيس بوتين بتذوقه منتشيا بنصره على أمريكا في المنطقة.
آخر تجليات الرئيس بوتين هي دعمه العلني لرئيس السلطة الفلسطينية ،ووصمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكذب في حين اكد أن رئيس السلطة الفلسطينية صادق في رغبته بتحقيق السلام ، ويجب التنويه أن الرئيس بوتين رئيس دولة عظمى ،في حين أن نتنياهو رئيس وزراء دولة فاعلة في العالم لا يجرؤ أحد على إنتقاده ،وهذا مؤشر سيتبعه ما هو أكبر من ذلك.
أختم بالقول أن الأردن أدرك المعادلة الجديدة وإتجه إلى موسكو وكانت البداية إرساء مشروع المفاعل النووي عليها ،كما أن العربية السعودية تلمح إلى تقاربها مع عدوها اللدود موسكو.والسؤال :ماذا عن العراق ؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى التاسعة لرحيله ....الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حك ...
- الأردن أقوى
- إسرائيل .....ذات السياج
- -الربيع العربي-.... من يقرأ الفاتحة؟
- إسرائيل ...أمريكا ..الضربة القاضية
- يهود أمريكا لإسرائيل:كفى!
- مريكا -تطوّب- الشرق الأوسط لإسرائيل
- قطر تنجح في إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من سوريا
- مفاوضات واشنطن ...الكونفدرالية مع الأردن
- الأزمة المالية الأمريكية ... الضربة اليهودية القاضية
- فتاوى النكاح ..حرف للعقل عن مساره السليم
- السيسي فرعون مصر لا عزيزها
- إيران النووية تجبر أمريكا على الإنحناء
- الكيماوي السوري-بصمة الإدانة
- الكيماوي العربي في مهب المصادرة
- التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
- القاعدة في سوريا...المدخلات والمخرجات
- الإستسلام ما قبل السقوط
- أم الجرائم
- أسرار العدوان الأمريكي على سوريا


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عودة روسيا إلى المنطقة