أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد عبعوب - هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!














المزيد.....

هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 22:38
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


قبل اسبوع تقريبا أطلق رئيس الوزراء الإيطالي الجديد أنريكو ليتا، تهديدات بالذهاب الى الشاطئ الليبي لوقف سيل الهجرة غير الشرعية المتدفق نحو اوروبا انطلاقا من شواطئ ليبيا التي تعاني من غياب كامل لأي شكل من أشكال السلطة الفعالة، وبالامس وعلى إثر ما شهدته بعض أحياء العاصمة طرابلس من اقتتال عبثي بين جماعات مسلحة استخدمت فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة، اعلنت وزيرة خارجية إيطاليا أنها منزعجة مما يجري، وأن حكومة بلادها لا تقبل بما يجري في طرابلس..
وهنا ونحن نتابع هذه التصريحات لمسؤولين إيطاليين إزاء ما يجري في بلادنا من فلتان أمني مريع وعبث باستقرارها تقترفه مليشيات وجماعات عرقية وقبلية وجهوية وحزبية مسلحة غاب عن وعي قادتها وأفرادها الإحساس بخطورة ما يقومون به على مستقبل وجود ليبيا كدولة؛ هنا لابد لنا من إعادة التاريخ الأسود لإيطاليا في ليبيا إلى الذاكرة، وربطه بهذه التصريحات ، علنا نعيد حساباتنا كليبيين وننهي حالة النرجسية التي باتت تسيطر علينا كأفراد وجماعات في التعامل مع ليبيا كأرض وموارد .. فإيطاليا التي لم تندثر آثار جرائمها الاستعمارية من نفوس من لازال على قيد الحياة ممن عاصروها ومن ذاكرة أبنائهم، لن تتأخر اليوم أمام ما يجري في إعادة مغامرتها في ليبيا، ولكن هذه المرة بتفويض دولي (الفصل السابع الذي لازالت ليبيا تحته) وبدافع حماية مصالحها ووقف الهجرة التي باتت تشكل قلقا حقيقيا لأوربا التي ترفض الاعتراف بمسؤوليتها عن هذه الظاهرة الناتجة عن حقبة الاستعمار المباشر للقارة وعن السرقة والاستنزاف الممنهج لخيراتها المتواصل حتى الساعة . وانريكو ليتا ووزيرة خارجيته عندما يطلقون هذه التصريحات لا يتحدثون من فراغ ، بل ينطلقون من رؤية استعمارية لم ولن تمحي من الذاكرة الأوروبية لأفريقا، طالما بقيت هذه القارة ترزح تحت قبضة التخلف والفقر والاضطراب الذي يبقيها مجرد مخزن للمواد الأولية وفي مقدمتها الطاقة ، وكسوق لترويج ما تنتجه مصانع الغرب من سلاح ومنتجات استهلاكية.
إن ما يقوم به الليبيون اليوم -سواء المندمجين منهم في أعمال التخريب والعبث بالأمن والاستقرار وتبديد الموارد وتمزيق نسيجهم الاجتماعي، أو الذين يمارسون صمتا مريبا ويقفون موقف المتفرج على ما يجري- هو بمثابت التمهيد وإعداد الأرض لعودة الاستعمار الإيطالي لليبيا من جديد، مبددين بذلك تضحيات آبائهم وأجدادهم وأجيال تلتهم طالما حلمت ببناء وطن اسمه ليبيا، يوفر الأمن والأمان وسبل الاستقرار والتنمية لأبنائه خاصة بعد اكتشاف النفط والغاز، الذي حوله الليبيون بتصرفاتهم الرعناء هذه من نعمة إلى نقمة ستعيدهم تحت الاستعمار من جديد.
كم سيكلفنا ايها السادة هذا العبث بأمننا ومستقبل ابنائنا؟ .
فيما العالم يتوجه الى الفضاء للبحث عن كواكب تصلح للحياة ليهاجر لها أبناءه بعد عقود، نفشل نحن في إدارة حياتنا على قطعة من الارض شاسعة تفيض بالخيرات التي تكفينا وتزيد عن حاجتنا !! أي كوميديا سوداء نعيشها ؟ هل يعقل أيها السادة بعد أن كنا فرضنا على إيطاليا تعويضنا عن فترة الاستعمار السوداء، في بادرة هي الثانية من نوعها في العالم أقضت مضاجع الدول الاستعمارية، هل يعقل بعد كل ذلك نعمل وبأيدينا اليوم على إعادتها لاستعمارنا من جديد؟!!
أيها السادة، قادة المليشيات والجماعات المسلحة والقبائل والعرقيات وجمهوريات المدن والجهويات، لابد لنا اليوم من وقفة جادة وقراءة معمقة لهذه التصريحات وتفهم ابعادها ومعانيها حتى لا تقع الكارثة التي لن تفلح عنترياتكم وخردة سلاح القذافي التي أعمت بصائركم، في وقفها أو تفادي تبعاتها التي قد تستمر عقودا وتدينكم أمام الأجيال بالجهل والتفريط في مكاسب غالية مقابل أوهام قوة لاوجود لها على ارض الواقع ولا تحقق اي مكسب لأي طرف.. وهنا لا يفوتني أن اشير إلى أن لا ينبغي لنا أن نعول على ما يوصف بالحكومة والدولة الليبية التي هي في واقع الأمر لا تزيد عن كونها واجهة لشرعية لا وجود لها على الارض ولا تتجاوز صلاحياتها حدود إدارة الأزمة بما يحول دون تبلور حالة وعي حقيقي لدى الشعب يطيح بالمؤامرة التي تدفع لها البلاد، وذلك من خلال دفع الرشاوى وتشويش الرؤية عبر مليارات تبدد كرواتب لوظائف معظمها وهمية تسهم في تخدير رؤيتنا للواقع المريع الذي نُدفع له، وتحيدنا عن ممارسة دورنا الحقيقي في تصحيح المسار الذي تم تغييره ليدفع بنا إلى هاوية الاندثار.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ديوان الراحل محمد الشلطامي
- متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!
- محاولة للاتفاف على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة الدس ...
- القبلية والعرقية .. معول هدم للأوطان
- أطفال فلسطين هم من سيحررونها.
- حذاري بني الجبل!!
- هل يشعل الحمقى الجبل الغربي؟
- هل أعاد كامرون ليبيا تحت التاج البريطاني؟!!
- هل المرأة إنسان حقيقي؟!!
- وصمتت الدِّيَكة..
- أين صوت العقل يا أمازيغ؟
- الآخر المختلف كضرورة.
- دسترة التخلف!!
- في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر
- عيد الحب على الطريقة الليبية
- عطالة العقول تسيل الدماء في تونس
- انتكاسة لحقوق المرأة في ليبيا
- لا للعدالة.. لا للدولة!!
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد عبعوب - هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!