أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الفيليون والبيت!














المزيد.....

الفيليون والبيت!


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


الفيليون والبيت!

كُتبَتْ القصيدة عام 1998 بمناسبة منحي وعائلتي الجنسية السويدية بعد ستة اعوام من الأقامة في ربوعها الزاهرة. وقد نُشِرَتْ حينها في مختلف الصحف والمجلات العراقية ومواقع الانترنيت. وارتأيتُ اليوم نشرها ثانيةً بمناسبة المصادقة على قانون الانتخابات الجديد في العراق وصدوره في 4 تشرين الثاني 2013 ، وحرمان الكرد الفيليين من المقاعد التعويضية، رغم عددهم السكاني، ورغم تاريخهم في المساهمة ببناء العراق اقتصادياً وثقافياً ورياضياً وفنياً، ورغم مشاركتهم الفاعلة في الحياة السياسية وفي نضال الشعب العراقي التاريخي، وتقديمهم الشهداء تلو الشهداء في كلِّ معارك العراق، حروباً خارجيةً منذ حرب فلسطين 1948 ، ونضالاً داخلياً ضد الطغيان والظلم. ورغم تعرضهم للاضطهاد والقتل والتهجير، وما استشهاد الألوف من شبابهم المحتجزين منذ حملة التهجير 1980 إلا صورة من صور الظلم الذي لحق بهم، الى جانب التهميش المتعمّد. وما زالوا يتعرضون للتهميش والاقصاء والإلغاء. ارتأيت بدل مقالة طويلة أنْ أنشر القصيدة ردّاً على التهميش المستمر والظلم والاجحاف. وهي خير اجابة وردّ. لأنَّ ما فيها لا يزال طازجاً في واقع العراق المؤلم المأساوي:

كنتُ في بيتي الذي ما هو بيتي
حين ألقى الساعي كالعادةِ في كل صباحٍ
حصةَ التوزيع في فتحةِ بابِ البيتِ،
في فتحة تسليم البريدْ،
وكما في كل بيتٍ،
كنتُ في المطبخ في حضنِ الفضائياتِ،
في الضجةِ والتطبيلِ والتزميرِ
والرقص على آخر أنواع اهتزاز الخصرِ والرأسِ
وأردافِ الحسانْ،
وعلى إيقاع أشباهِ الرجالْ،
يملأون الجوفِ قيحاً ومرارْ،
أحتسي الشايَ،
وفي الشرفةِ أنفاسُ السيجارْ،
لا السيجايرْ.
ما تعوَّدْتُ على التدخينِ يوماً
غير أنَّ الدهرَ أنفاسُ سيجارْ.
في سويدِ الثلج التدخينُ ممنوعٌ
على الإنسان في الدارِ وفي الصالاتِ،
حتى في المقاهي والمحلاتِ،
وفي كلِّ مكانٍ يجمعُ الناسَ
وفي كلِّ زمانْ،
ما عدا خارج أسوار المكانْ
وبغير الحاجة القصوى إلى التذكير بالإعلانِ
(التدخينُ ممنوعٌ)
فإنَّ الناسَ تدري وتنفِّذْ
باقتناعْ
فهنا كلُّ قرار بحسابٍ واقتناعْ.

كنتُ في بيتي،
ومن فتحة بابي
دونَ أن أنظر من مرَّ ببابي ،
وصلتْنا
حقُّنا في الانتخابْ
ومكانِ الانتخابْ
حيث ندلي بالذي نرغبُ فيه ونريدْ.
وصلتْ للبيتِ أسماءُ القوائمْ.
كلُّ حزبٍ بالذي يدعو إليه:
اشتراكيٌّ
محافظْ
ويسارْ
وسطٌ
شعبيْ
وبيئهْ
وشيوعيْ
رغم أنّي في بلادٍ رأسماليٍّ عتيدْ!
كلُّ شيء بحسابْ
وبقانون انتخابْ
وقوائمْ
وبرامجْ
تصلُ البيتَ وفي جعبةِ ساعٍ للبريدْ،
وأنا أشربُ شاياً، وأدخنْ،
وأشاهدْ
خطباً رنانةً
ضرباً وطعناً
رقصاتٍ
أغنياتٍ
عن ليالي العاشق الولهانِ والمعشوقُ سالِ:
ياحبيبي ، يافؤادي ،نور عيني ،
أنا لاأقوى على أيِّ احتمالِ!
حطِّم الماعون، دمِّرْ،
أحرقِ الأعصابَ منّي!
نارْ ... نارْ !
عُدْ لي تاني !
حطِّم الأزرارَ والزهرَ الأواني!
فأنا الولهانُ
والسهرانُ
لا ليليَ ليلٌ ، لا نهاري،
أنا في الظلمة ساري
يا حبيبي ، ياحصاري !

وصلتني
حقيّ المشروعُ في أن أنتخبْ
مَنْ أشاءْ.
صرْتُ صوتاً يُحتسَبْ،
وأنا اللاجئ بين الغرباءْ،
من سنينٍ ستةٍ
صرتُ بها صوتاً لهُ وزنٌ أكيدْ،
ورصيدْ !
كلُّهم يحسبُ للصوتِ حسابْ،
أبيضٌ، أو أسمرٌ، أو أسودٌ، أو أصفرٌ،
لا فرقَ،
في الصوت حسابْ،
وكتابْ.
بشرٌ يرفعُ عن كرسيِّهِ مَنْ لا يريدْ.
بشرٌ، فهو مهابٌ، ومثابْ !

* * * * * *

كانَ لي فيما يُسمَى وطني ..
قبرٌ لجدي وأبي،
قبرٌ لأمي، ولعمي، جدِّ جدي،
نسبي،
كانَ لي قطعة أرضٍ،
فوقها بيتي الذي ما كانَ بيتي،
نسبي يمتدُّ فيهِ لسنينٍ وسنينْ،
تتعدّى المئتينْ،
وتزيدْ،
استباحوه، وصاحوا :
أعجميُّ ...
لسْتَ في الأصلاب، لسْتَ !
أغلقوا الأنسابَ والأبوابَ دوني،
رحّلوني،
وارتحلتُ،
حيثُ يأتيني وفي جعبةِ ساعٍ للبريدْ
كلُّ شيء لا أريدْ،
وأريد ْ...


عبد الستار نورعلي
السويد 1998.09.04



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الحياة؟
- إلى المبدع القدير الطيّب حمودي الكناني
- النعمة والأفق
- حرير وذهب وماس
- أربيل
- التضادُّ في (أطفئيني بناركِ) ليحيى السماوي
- المقابر الجماعية
- غضب
- يوميات مدينة (4)
- مونولوج
- Windows 2000
- مقاطع شعرية مختارة
- قصيدة للشاعرة بوديل مالمستن
- الشاعر ماي تشنغ
- قصائد لتوماس تيدهولم
- الشاعر الغجري لايوس رافي
- يوهانس آنيورو
- رفقاً بالعظام !
- من سيرة رفيق الدرب
- يوميات مدينة/الجزء الثالث


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الفيليون والبيت!