أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - في ذكرى تفجيرات فنادق عمان














المزيد.....

في ذكرى تفجيرات فنادق عمان


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى التفجيرات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة - الزرقاوي في الفنادق الأردنية تتزاحم أفكار وصور عديدة ليس أولها صور الشهداء الذين صعدت أرواحهم إلى جنة الخلد، وليس آخرها مواقف نواب العزاء الذين تفاخروا بمنح الزرقاوي صفة الشهيد والشفيع.

وبين هاتين الصورتين يبرز موقف بعض الصحفيين والمراسلين الذين اجتهدوا فخانهم الاجتهاد. وكذلك صورة المحللين والمعلقين الذين انتفضوا للدفاع عن العمل الإرهابي وتبريره وكأنه فعل مقاومة مجيد.

الموقف الشجاع والحاسم كان من قبل الملك عبدالله الثاني الذي وعد شعبه بالنيل من الإرهابيين والوصول إلى أوكارهم انتقاما لأرواح الشهداء وكان ذلك فعلا لا قولا، ومن هنا جاءت المشاركة الأردنية الفاعلة والحاسمة في النيل من راس الأفعى الذي دبر ذلك العمل الشرير.

ومرة أخرى عندما اسقط الرأس المدبر انبرت الأقلام والحناجر للدفاع عن الإرهاب وتبريره. لا بد للصحفيين الأحرار أن يلتزموا بالضمير المهني الصحيح وبالأخلاق الصحفية الحقيقية. أن ينحازوا إلى أوطانهم وليس إلى الإرهاب، أن ينحازوا إلى ثقافة الحياة وليس إلى ثقافة الموت.

لا يمكن لأي أعمال كتلك التي تقوم بها عصابات القاعدة الإرهابية وغير القاعدة في العراق وغير العراق أن تكون أعمالا بطولية ولا يمكن أن تكون عمليات القتل وقطع الرؤوس مقاومة مجيدة أو حتى شكلا من أشكال المقاومة الوطنية. فلا بد من تسمية الأشياء بأسمائها ووصف تلك الأعمال بما تستحقه فهي أعمال إرهابية إجرامية لا يمكن تبريرها أو إيجاد أي مسوغ لها.

لا يجوز لهذه الأقلام أن تقيم الدنيا لبضع مئات من الشهداء في لبنان وفلسطين، مع كل التقدير لهؤلاء الشهداء والاعتزاز بهم، ولا تحرك ساكنا لمئات الألوف من الشهداء العراقيين الذين يسقطون ضحية الإرهاب.

في ذكرى الإرهاب الذي هز عمان نستذكر المواقف الشجاعة لذوي الشهداء وصبرهم وتحملهم ورضاهم بالقدر. وفي المقابل نستذكر مواقف بعض السياسيين الذين أدانوا ذلك الإرهاب وان كان بعضهم اتخذ موقفه ذاك خجلا وخوفا. لقد تجلت المواقف المزيفة من الإرهاب وانكشفت في موقف هؤلاء السياسيين من قانون منع الإرهاب. لقد وقفوا ضد هذا القانون امتثالا لقول المثل العربي: كاد المريب أن يقول خذوني.

وانطلاقا من هذا المثل أيضا أو تداعياته، يتبارى الكتاب في الدفاع عن الإسلام وكان الإسلام بحاجة إلى دفاع أو كان الإسلام هو الإرهاب. في حال وقوع أعمال إرهابية لا داعي للدفاع عن الإسلام. فالإسلام يدافع عن نفسه. بل يكفي إدانة هذه الأعمال ووصفها بأنها أعمال إجرامية وإرهابية وإدانة مرتكبيها بل وتكفيرهم أن هم قالوا أنهم قاموا بها انطلاقا من انتمائهم للإسلام. فالذي يذبح البشر على اسم الله اكبر وان قال انه مسلم هل هو مسلم حقا؟ فلماذا نتورط بتبرير الإسلام والإسلام من هؤلاء براء؟

الإسلام ليس متهما في الأساس. ويجب إن لا نضعه موضع الاتهام. وعندما تقوم جماعة إسلامية أو متأسلمة بعمل إرهابي فإنها تسيء للإسلام ولكننا نسيء إليه أكثر عندما نسارع ونقول إن الإسلام بريء من هذا العمل وكان هناك اتهام للإسلام. عندما تقوم جماعة مهما كان انتماؤها العقائدي أو الديني أو السياسي أو الفكري بعمل إرهابي فان المتهم الرئيسي فيه هو الجماعة التي قامت به وليس للإسلام أي علاقة بذلك.

ومطلوب من النقابات والنقابيين أن يكونوا على قدر المسؤولية وان لا يدافعوا عن الإرهابيين. ومطلوب خصوصا من المحامين الذين يدافعون عن الإرهابيين في المحاكم أن يكفوا عن هذه المهزلة. وأقول لهم عار عليكم لو كنتم رجالا أن تدافعوا عمن يريد قتلنا وقتل أطفالنا. فالإرهابيون لا يتورعون عن القتل متى كانت الفرصة سانحة فلماذا ندافع عنهم؟. كفاية رضوخا للجماعات الإرهابية. فالإرهابيون يجب أن يعلقوا على المشانق لا أن يوفر لهم محامي. فلا حوار مع الإرهاب ولا رحمة ولا شفقة لأنهم عندما يتمكنون منا فإنهم لا يحاورون ولا يشفقون.

قانون منع الإرهاب كان ضروريا وكذلك يجب تفعيل قانون العقوبات وتعديله أن لزم الأمر. قد يكون حكم الإعدام قاسيا عندما نتحدث عنه في صالونات السياسة لكنه الحل الوحيد مع هؤلاء الإرهابيين الجبناء الذي يتغنون بالشهادة ويزينوها للتغرير بالشباب غير الواعي لكنهم يحتمون بالنساء والأطفال والمدارس كما رأينا في العراق والباكستان.

في ذكرى الإرهاب الذي لم يرهبنا ولم يخيفنا ولم يوقف حياتنا نستذكر الشهداء ونستذكر أجهزة الأمن الوطني التي لم تترك الإرهابيين ينعمون بثمرة أعمالهم الشريرة.

في ذكرى تفجيرات الفنادق، وهي ذكرى أليمة، لا بد من اخذ الدروس والعبر. ولا بد من صحوة ضمير من قبل أولئك الذين يحلو لهم الافتخار بما تقوم به عصابات الإرهاب. كفى أولئك الكتاب والمعلقين ارتزاقا من الأرواح البريئة التي تزهق في عمليات إرهاب عبثية ملطخة بالدماء البريئة التي تعمق يوما بعد يوم الفرقة والنزاع وتولد المزيد من الكراهية والانتقام وحب الدم.

في هذه الذكرى الأليمة وبعد الوقوف تحية وإجلالا للشهداء الأبرار ولرجال الأمن الشجعان فرسان الحق المبين لا بد من وقفة صادقة مع النفس والضمير لاتخاذ موقف شجاع جريء من هذه الأعمال ومن يقوم بها ومن يشجعها ويؤيدها ويدعمها. موقف يكون شجاعا وصادقا وحازما خلاصته أن لا حوار مع الإرهاب والبادي أظلم.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الاسلام الحقيقي
- خطاب الاستقلال
- مجتمع الكراهية والتدليس (مهداة الى الاستاذ جهاد علاونة)
- المجتمع الاسلامي وعيد الحب
- مزيد من الاسئلة حول مسلسل عمر والاسباب الحقيقية لرفضه
- ئلة عميقة حول مسلسل عمر بن الخطاب
- اسئلة عميقة يثيرها مسلسل عمر بن الخطاب
- الخطاب الحلم
- اسطول الحرية والحقيقة الغائبة
- غزوة منهاتن ذكرى وعبرة: هل تعلمنا؟
- المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار
- دمار غزة والانقلاب الثاني
- ربنا موجود
- لبنان ينتظر المجهول المعلوم
- امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
- انقلاب حماس ومستقبل غزة
- خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
- المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
- لماذا لم اكتب منذ زمن
- إعلان مكة مرهون بنتائجه


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - في ذكرى تفجيرات فنادق عمان