أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - الأمام الحسين وإصلاح الأمة














المزيد.....

الأمام الحسين وإصلاح الأمة


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 08:42
المحور: المجتمع المدني
    


حسين علي الحمداني
كلما مر عاشوراء تكون لدينا قراءة متجددة للثورة الحسينية تختلف عما كنا نعرفه ، ومع كل عام نستنتج أبعادا جديدة لهذه الثورة، وهذا هو سر الثورة وسر بقائها لكونها ثورة متجددة بمبادئها من جهة ومن جهة ثانية ، قادرة على أن تعيش ظروف كل الحقب التاريخية بما فيها عصرنا الحالي ، لأنها لا تمثل مرحلة تاريخية بعينها بقدر ما هي ثورة كل زمان ومكان .
لكل ثورة أبعادها،ولكل حركة إصلاحية أهدافها،والثورة في مفهومها العام هي محاولة إصلاح ما فسد أو أفسد من قبل الآخرين بطريقة أو بأخرى وعلى مرأى ومسمع من الناس وفي مقدمتهم أولئك الذين يمثلون بحضورهم المعنوي والمادي الرمز الذي يقع على عاتقه إجراء عملية الإصلاح مهما كان الثمن الذي من شأنه أن يدفعه لغرض استكمال الرسالة بالصورة التي تؤمن على أقل تقدير فضح الفاسد ومحاولة كشفه أمام الناس وفي صفحات التاريخ .
فكيف إذا كان الفاسد نظام بأكمله؟ وهذا يعني بان الإصلاح سيتطلب ثورة بحجم ثورة الحسين (عليه السلام) ، ليس لغرض تسجيل موقف بقدر ما هي تثبيت نهج يجب أن يسير عليه كل الأحرار في العالم .
ونحن هنا نحاول أن نستنتج الأبعاد السياسية لثورة الأمام الحسين (ع) ضد بني أمية وطاغيتهم الذي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون ولي أمر المسلمين لأسباب في مقدمتها عدم أهليته لشغل هذه الوظيفية التي ظلت تجمع ما بين الصفة الدينية والصفة المدنية ،وربما يقول البعض كيف لا يكون مؤهلا؟ والجواب يكمن في جملة من الحقائق في مقدمتها آلية وصوله لمنصب الخليفة عبر طريقة التوريث التي أبتدعها معاوية بن أبي سفيان، والتوريث هذا يتناقض وجوهر بنية الدولة الإسلامية القائمة على مبدأ الشورى ثم البيعة التي اعتادتها الدولة الإسلامية في نشأتها الأولى وصيرورتها قبل تولي معاوية مقاليد الحكم في السياق التاريخي المعروف للجميع .
الجانب الثاني والمتمثل في شخصية يزيد نفسه، هذه الشخصية البعيدة كل البعد عن الإسلام عبر الكثير من التصرفات الماجنه التي حملها هذا المعتوه ، من شرب الخمر إلى عصيان الله ، بل إلى الارتداد عن الدين الإسلامي عبر أبيات شعره المعروفة للجميع :لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إن يزيد إنما يقود دولة لا تحتكم لكتاب الله وسنة رسوله العظيم محمد (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)،لأنه بشعره هذا يتنكر بطريقة أو بأخرى للإسلام ويحاول جاهدة الانتقام لقتلى بدر من أجداده ، وبالتالي فهو يمنح هوية جديدة للدولة ، هي بالتأكيد ليست هوية الدين الإسلامي وهذا يعني بأنه لا يصلح لقيادة دولة أساس ملكها العدل ودستورها القرآن ورعيتها المؤمنين ، فكيف يكون أميرا للمؤمنين وهو ليس بمؤمن بكتاب الله ورسوله وآل بيته وعترته ؟
لهذا فأن ما سعت إليه دولة بني أمية سواء في فترة حكم معاوية أو أبنه يزيد ، هي تثبيت أركان الدولة بالقوة والسيف والترهيب وأخذ البيعة بأية طريقة كانت حتى وإن تعارضت مع القرآن وأعراف العرب،لهذا الاتجاه العام لدى الأمويين هو تفريغ الدولة من محتواها الإسلامي ومحاولة التأسيس لدولة جديدة قائمة على غطاء إسلامي يمنحها الشرعية عبر أبتداع تفسيرات كثيرة لآيات القرآن الكريم تصور للعامة بأن الخليفة يجب أن يطاع حتى وإن كان فاسدا، يضاف إلى ذلك آلاف الأحاديث النبوية التي وضعوها وباتت تتداول كأنها حقيقية بين الناس ، وأغلب هذه الأحاديث التي وضعت كانت تصب في مصلحة تكريس الحكم في بني أمية ، يضاف إلى ذلك استخدام القوة وتعيين ولاة مجهولي النسب ليصبحوا ولاة أمر في أمصار الدولة الإسلامية كزياد بن أبيه وعبيد الله بن زياد وغيرهم .
وبالتأكيد فإن هذه الأوضاع خنع لها الكثير من المسلمين كأمر واقع أولا وثانيا تجنبا للقتل الذي قد يتعرضون له في حالة الرفض، لكنها من وجهة نظر الأمام الحسين ( ع) كانت حالة يجب إصلاحها مهما كان الثمن .
وعملية الإصلاح هنا نقصد بها الإصلاح السياسي الذي سيقود بالتأكيد لجملة من الإصلاحات الأخرى أهما العدالة ، حفظ كرامة الإنسان ، وهذا جانب مهم جدا لم ينتبه له الكثير من الباحثين عن أسباب الثورة الحسينية ويتمثل بإجبار الناس على مبايعة الخليفة أي كان ومن هؤلاء الملعون يزيد الذي سار على نهج أبيه في أخذ البيعة بحد السيف ، لهذا فإن الأمام الحسين (ع) في ثورته كان يدافع عن حقوق الإنسان التي صادرها العنف الأموي بوقت مبكرا ، وعندما نقول بأنه كان يدافع عن حقوق الإنسان إنما نقصد هذا ، فحرية الرأي مكفولة بالإسلام منذ فجره الأول ، لأن الإنسان الذي أكرمه الله لا يمكن أن تصادر إرادته تحت وطأة العنف وسنابك الخيل .
إذن في أحد أبعاد الثورة الحسينية تمثل في دفاعها عن حقوق الإنسان وشرعية وجوده وحريته التي كفلها الدين الإسلامي .
البعد الثاني يتمثل في رفض الظلم والاضطهاد والاستبداد،وهذه من شأنها أن تؤسس دولة مشوهه قائمة على حكم الأقلية وتغييب ومصادرة رأي الأغلبية،وهذا ما سارت عليه الدولة الأموية وأسست له كنهج أصبح ثابتا في نظم الحكم حتى يومنا هذا .
البعد الثالث ويتمثل بانتصار الثورة رغم مصرع كل الثوار، ويبدو هذا هو البعد الأكثر أهمية في سياقه الروحي القائم على الخلود مرورا بالشهادة،والشهادة هنا تكون الطريق الذي يجب أن تمر به الثورة الحسينية لكي تبقى خالدة عبر كل العصور .
هذه الشهادة والقرابين التي قدمها الحسين (عليه السلام ) وأهل بيته وأصحابه مهدت الطريق للشعوب المسلمة منها وغير المسلمة أن تتخذ منها منارا ونبراسا وتقتدي بها حين تتعرض للظلم والاضطهاد والجور والتعسف ، فكانت ولا زالت ثورة عالمية في أبعادها كافة و لا يمكن لنا أن نحصي أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية في مقال واحد، لأنها تتجدد دائما وتضفي في عطاءاتها مزيدا من الأبعاد كلما نظرنا للظلم في أية زاوية من زوايا الحياة اكتشفنا بأن الحسين (ع) يحرضنا على رفض الظلم ومقارعته وعدم الخنوع له .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرين عاما من العشق
- أمنيات في عيد الحب
- لماذا التصعيد ؟ ولمصلحة مَن؟
- جيش المختار والجيش الحر
- عيد الحب .. في زمن الجاهلية
- بعد عامين .. الربيع يحرق الشعوب
- أتركوني أمشط شعر حبيبتي
- إخوان العراق
- عباءة أمي
- وإذا العراقية إنسحبت ؟
- لا إكراه في الشراكة
- الحُسين يجمعنا
- حلول ألأزمة العراقية
- الأنبار تحرق علم إسرائيل
- هل آن الأوان لتقسيم العراق ؟
- قدوري فاد بقرنا
- هل تؤيدون دولة كردية؟
- مسوكجي العائلة
- المطر وأجندات دول الجوار
- رزنامة أزمات 2013


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - الأمام الحسين وإصلاح الأمة