أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - حريم الله وخادماته















المزيد.....

حريم الله وخادماته


وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 23:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اود ان اقول في البداية اني ولدت في العراق مسيحيا وعلمني اهلي الابتعاد عن التعصب ، وان احترم الآخر ولااسيء اليه اولمعتقداته ، لم اعتبر يوما ان ديني احسن من اديان الاخرين ولا العكس ، ولم يكن اختلاف المعتقد عائقا امامي يوما ما في اختيار اصدقائي ، و كنت دوما اؤمن باننا جميعا (عدا القلة) قد اعتنقنا وبدون اية ممارسة لحق الاختيار العقيدة التي ولدنا عليها فلا فضل لي ولا للاخر فضل فيما نؤمن به ، لكني من جانب آخر تعلمت من الشارع ان احدى دلائل احترام الاخرين عدم الانتقاص من اي شيء يخصهم لذا يصعب علي السكوت دائما عندما يحاول اي شخص المس بمعتقداتي حتى لو لم اكن شخصيا شديد الالتزام بها ، وحتى لو كان التجاهل افضل احيانا لكن الرد (بالكلام فقط ولاشيء أخر) ربما يكون ضروريا في احيان اخرى لفضح الخبثاء الذين بعتقدون ان سكوت المقابل سببه عدم القدرة على المقارعة بالحجة
استلمت رابطان ارسلهما لي بعض الاصدقاء هذا الاسبوع يتناولان شخصية يقدسها المسيحيون هي السيدة مريم العذراء والدة المسيح والتي لايمكن ان تكون الا رمزا لطاعة الاله والوداعة والتسامح مهما كانت الديانة
الرابط الاول يظهر احد السلفيين من جبهة النصرة وهو يمسك تمثالا للسيدة العذراء وفي الفلم يقول المجاهد الذي ينصر الله انه باذن الله سبحانه وتعالى لن يعبد في ارض الشام سوى الله ثم يلقى بالتمثال ارضا فيتحطم الى عشرات القطع ، يدوس عليها بطل الاسلام ويمشي بعدها مبتسما بالنصر الذي حققه بأذن ربه على الكفار وكأنه حررالقدس وروما
http://www.youtube.com/watch?v=C1rff7DJAGY
لا اريد هنا ان اناقش انسانا لا يتورع عن ذبح من هم من نفس دينه اذا خالفوه الرأي لمجرد انه كسر تمثالا لم يجده بالتأكيد في الشارع بل من الواضح انه انتزعه من احدى الكنائس او منزل من منازل المسيحيين التي دخلها عنوة و بقوة السلاح واخرج التمثال الذي يؤجج لديه نار الكراهية والحقد المتسقة مع مايؤمن به بل ساترك للاخرين الحكم على مافعله
لكني احب ان اعلق على الرابط الثاني الذي يبدو انه خطبة لامام شيعي هذه المرة اي انه بالتأكيد عدو لدود للمجاهد الاول لكنهما بالتفكير وجهان لعملة واحدة لانه يحاول ان يفلسف هراءاته بالمنطق
هذا المعمم لبناني واسمه رضوان درويش وما اكثر امثاله في العراق هذه الايام يظهر في الفلم وهو يخطب في مجاميع لايعرف كم عددهم ويقول ان احدهم سأله سؤالا وهو لماذا ذكرت مريم في القرآن 20 مرة ولم تذكر فاطمة الزهراء ولا مرة؟
فكان جوابه الرهيب الذي اجابه ببركات مولاه صاحب الزمان (حسب تعبيره) ان معنى كلمة مريم هو خادمة ؟؟!!!؟؟؟وان مريم ليست خادمة للمعبد في بيت المقدس فلا بأس من ذكر اسمها ، اما فاطمة الزهراء فهي من حريم الله؟!!؟ واذا افترضنا (والكلام لازال للمعمم) ان هناك ملك عظيم لديه حريم ، فان ذكر اسم احدى حريمه امام الملأ سيجعله يزعل، بينما اذا ذكرنا اسم احدى خادماته فلن يزعل ، وبما ان فاطمة هي احدى حريم الله ومريم هي خادمة لله فكان هذا هو سبب ذكراسم الثانية في القرآن وعدم ذكر اسم فاطمة
ووصلت به التفاهة ان يقول بالحرف الواحد وعلى المايكروفون وباعلى صوت : فاطمة من حريم الله وحريم الله تعالى مصان ان يذكر اسمهم امام كل احد؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علما انه خلال خطبته ذكر بنفسه اسم فاطمة اكثر من 10 مرات على الملأ دون يبالي بزعل الله ودون ان يساله احد من الحاضرين الاذكياء كيف اذن تذكر اسم فاطمة بهذه السهولة بينما الله نفسه لم يذكره ؟؟؟
http://www.youtube.com/watch?v=LH42XTU9-RY
هذا الفلم ذكرني بنكتة قيل انها انها حادثة حقيقية حصلت اثناء الحملة الايمانية التي ابتدعها صدام حسين في العراق في تسعينات القرن الماضي لالهاء الناس ، حيث التقى احد الايام بائمة محافظة صلاح الدين مسقط راسه ، وخلال المقابلة شكى له احد رجال الدين فيها من ان اهل قريته يكثرون من الكفر في كلامهم كلما واجهوا موقفا لايعجبهم ، فقال له صدام بغضب انه سيأمر عناصر جهاز الامن في المحافظة باعتقال وجلد كل من يتفوه باي كفر او يتطاول على الذات الالهية ، وطلب من كل الائمة ان ينبهوا الناس الى ذلك اثناء خطبة يوم الجمعة كي يرتدعوا ويتجنبوا التعرض الى تلك العقوبة ، وفعلا وبعد انتهاء اول صلاة للجمعة قال ذلك الشيخ نفسه للمصلين بنبرة وعيد ، لقد اخبرني السيد الرئيس ان من سيسمعه عناصر الامن المنتشرين في الشارع وهو يكفر فسوف "يشعلون رب ربه" ؟؟!!؟؟
وطبعا لايمكن ان يسأل احد هذا الشيخ العبقري كيف ان القرآن الذي تدعي انه كتاب الهك والذي سمى مريم اكثر من 30 مرة وليس 20 مرة كما تقول جاء فيه نص بان الملائكة قالت لمريم ان الله طهرها واصطفاها على نساء العالمين بينما تأتي حضرتك لتجعلها خادمة يمكن ذكر اسمها بعكس فاطمة التي تدعي ان عدم ذكر اسمها بسبب القدسية والاحترام ، و لكن ليس امام اي ذي عقل وهو يسمع هذه التناقضات مفر الا ان يستنتج اما ان الله يكذب وانه لم يصطفي مريم على نساء العالمين فهو يعتبرها مجرد خادمة ، واما ان الملائكة تكذب بنقلها هذا الخبر وبذلك يكون القرآن نفسه يكذب ، او انك ياسيد رضوان درويش تكذب على الملأ لانك واثق ان احدا منهم لن يجادلك رغم ان كلامك هو الكفر بعينه لانك تكذب الله والملائكة والقرآن فيما قلته
انا طبعا لايهمني من كلا الخبرين سوى التساؤل عن حق المسلمين في الهياج عندما يقوم شخص برسم كاريكاتيري عن نبيهم كما حدث قبل مدة بينما هم يستهزئون بكل راحة بمقدسات الاخرين او يسكتون عن من يفعل ذلك
اعلم ان هناك اعدادا كبيرة من المسلمين متفتحي العقول سيستسخفون اقوال وافعال هذين المخلوقين لكن عليهم ان يسمعوا الاخرين صوتهم ،واذا اكتفى من يريد الاجابة بالقول المكرر ان هؤلاء الشيخين لايمثلان الاسلام بل انفسهما فقط فسأسالهم لماذا اذن يثور المسلمون في كل مكان ويخرجون في تظاهرات مطالبة بالدم لان رساما وليس رجل دين نشر كاريكاتيرا اعتبروه مسيئا لنبيهم فينادون بالانتقام منه ومن مجلته ومن دولته بل و كل من يشترك معه في الدين حتى لو كان من مواطنيهم ، دون ان يقبلوا التبرير القائل ان ذلك الرسام يمثل نفسه فقط لكن الحجة تصبح شرعية عندما يسيء ائمتهم مرارا وتكرارا لاديان الاخرين ؟ وكيف يمكن التفاهم والتعايش مع قوم تتملكهم هذه الازدواجية الرهيبة التي لم تستثني حتى الههم الذي يصبح رؤوفا رحيما متى ما شاءوا وشديد العقاب عندما يحلو لهم ؟



#وسام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستشعرون الان بآلام الاقليات يامسلمين ؟
- اغتصاب المسيحيات حلال
- لماذا تهتم بالمثليين الغربيين ياسيد عبدالحكيم وتنسى المثليين ...
- مغالطات السيد عبدالحكيم عثمان
- رد على سؤال السيد عبدالحكيم عثمان
- البنوك الدينية بنوك راسمالية
- اليوم بشارع تقسيم
- الصومال ازمة غذائية ام ازمة النظام الراسمالي
- الشرف في المفهوم الشرقي ووافع الطبقة العاملة
- الوطنية سلاح لسلب الحقوق
- قصة قصيرة
- القرضاوي مفتي الارهاب


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - حريم الله وخادماته