أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - وماذا بعد زيارة نوري المالكي لواشنطن ...؟















المزيد.....

وماذا بعد زيارة نوري المالكي لواشنطن ...؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تمت وانتهت زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي لواشنطن تحت تكهنات عديدة سابقة وتكهنات لاحقة بعد إتمام الزيارة، وعلى ما يبدو من سيل الأحداث والأخبار أن الحكومة وبشخص نوري المالكي لم تعد تهتم بالنتائج التي تمخضت عنها الزيارة وأهملتها تقريباً وهو أمر يختلف عن الزيارات السابقة التي حدثت، وحتى الإعلام الأمريكي والأوربي فقد مر مرور الكرام على الزيارة ونتائجها كما يقال ولم تجر تحليلات ولااستنتاجات إلا القليل على الرغم من الأخطار التي تحيط وأحاطت بالبلاد وتنامي قدرات المنظمات الإرهابية ومخاطرها على امن دول المنطقة، كما أن الإعلام العراقي والعربي كان شأنه كشأن الأعلام الغربي فلم يكن بمستوى الإعلان عنها ولم يتعمق في البحث إلا ما ندر في بعض المقالات المتفرقة هنا وهناك لا بل كانت هناك توقعات على فشلها وعدم تحقيق تقدم في المباحثات بسبب السياسة الطائفية ومحاذيرها من تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للعراق، لكن الذي أثار الانتباه المقابلة التي أجرتها ( السي أن أن ) مع إياد علاوي بعد الزيارة والأسئلة التي خصت العديد من القضايا العراقية والأجوبة التي تميزت بالواقع العراقي بما فيها الانتقادات الضمنية التي وجهت لأداء رئيس الوزراء وفي مقدمتها قضايا الإستئثار والتحكم والابتعاد عن سياسة المصالحة ونتائج انتخابات 2010 وقضايا الديمقراطية، كما ركز على العلاقة بين مكونات الشعب العراقي وأسباب عودة تنظيم القاعدة بسبب سياسة التهميش السياسي لمكونات أخرى، كما أشار إلى الدور الإيراني وتدخلاته في الشأن العراقي، وأكد على " الحل الحقيقي هو بناء عملية سياسية شاملة لا تستبعد أحدا، هذه هي الطريقة الوحيدة للسير قدما في جلب الاستقرار للعراق" هذا اللقاء وما جرى فيه من انتقادات وملاحظات واستنتاجات وما قاله علاوي حول الزيارة والدور الأمريكي " لا أعتقد أن لدى أمريكا عصا سحرية لتحسين الوضع الأمني في العراق بين ليلة وضحاها" ثم وضح دون لبس " لا أعلم ما الذي ناقشه المالكي في الولايات المتحدة ولكنني أعلم بالتأكيد أن المكونات الأساسية التي تسمح بضمان الأمن غير موجودة ".
وبما أننا نجهل أيضاً بالضبط ما آلت إليه الزيارة وكذلك النتائج بشكلها الحقيقي فقد وجدنا إن هذا الصمت من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي وأقطاب ائتلاف دولة القانون دليل على أن هناك أمراً مخفي تقريباً، ونجد السؤال أعلاه "وماذا بعد... " مهم جداً وهو سؤال يحتاج إلى جواب مباشر من رئيس الوزراء نوري المالكي أو ممن كان معه في الوفد وله شأن لديه، وبهذا لا يمكن الحديث بدقة عن نجاح أو فشل الزيارة وبخاصة وان رئيس الوزراء نوري المالكي والوفد المرافق قد قطع زيارته الرسمية التي ابتدأت يوم الثلاثاء 29/10/2013 وقد قطع الزيارة وعاد راجعاً إلى بغداد وهو أمر أثار استغراب المهتمين والمتابعين للزيارة وجعلهم يبحثون عن الأسباب التي دفعت نوري المالكي إلى قطع زيارته التي كان يحسب لها حساباً غير قليل وبخاصة أن الزيارة كانت بدعوة من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وليس كما قيل من الرئيس الأمريكي اوباما ، إلا أننا نعتقد أن الاحتمال الأقوى الذي بالامكان إطلاقه على الزيارة بأنها لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تحقق الطموحات المعول عليها من قبل نوري المالكي وهي طموحات معروفة في مقدمتها الحصول على الدعم الأمريكي فيما يخص الانتخابات القادمة والولاية الثالثة وقضايا التسليح والعلاقة بين المكونات العراقية إضافة إلى نقل الأسلحة والذخيرة الإيرانية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية دون انقطاع ، لكن ما أتفق عليه أكثر من أية قضية أخرى التعاون من اجل محاربة الإرهاب، لأن الإرهاب يحمل أوجه عديدة منها ضرره على المصالح الأمريكية في المنطقة وتهديد الأمن والسلام في عدة مناطق في العالم.
إذن الزيارة التي كانت وسائل الإعلام القريبة من الحكومة تطبل لها وتثير حولها ضجة التقارب والدعم الأمريكي اللامحدود لنوري المالكي أصبحت زيارة غير مثمرة ولا نقول أن نوري المالكي عاد كما عاد الأعرابي " بخفي حنين " لكنها كانت بدون فائدة تذكر وأنها لم تحقق طموحات نوري المالكي ومن خلفه لأسباب كامنة خلف الفشل، وباعتقادنا يبرز سبب مهم أيضاً قد لا ينتبه إليه الكثيرون وهو الصراع بين مفهوم الديمقراطية والاتحادية ومفهوم المركزية المطلقة التي يريدها المالكي وكأنه نسى ما آلت إليه مركزية الدولة وسياسة البعث العراقي وبالذات بشخص صدام حسين وبطانيته الذين خلقوا له وهماً بأنه الزعيم المطلق الذي لا يخطئ وهو ما يحصل في الوقت الحاضر وبأشخاص يلتفون حول نوري المالكي في حزب الدعوة آو ائتلاف دولة القانون أو البعض من حلفائه في التحالف الشيعي ويصفونه بأوصاف تكاد أن تكون مطلقة في الكثير من الأحيان ويهيئونه إلى دورة ثالثة لقيادة الحكومة ولا يجعلونه يرى الأداء الحكومي غير الجيد في الكثير من القضايا السياسية والخدمية والأمنية.
إن الدرس الذي يجب استيعابه من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي أو من يفكر بحل المشاكل عن طريق القوة والأجهزة الأمنية والتجاوز على حقوق الآخرين بان الفشل الحتمي مصيره، وبالعكس فان الحلول المنطقية والصحيحة هي مبدأ التفاهم والحوار والذهاب إلى حل المشاكل وليس الدوران حولها ، ومن يتصور أن أمريكا وجيشها قادرة على الإنابة عن وحدة الشعب ووقوفه إلى جانب الحكومة العادلة حكومة المواطنة الوطنية والممارسة الديمقراطية وبدون الإقصاء والتهميش والقمع والفقر والبطالة وتدني الخدمات العامة فهو يعيش عزلة الصوفي المتعبد الذي لا يرى ما يجري حوله ، ولهذا فان أمريكا أو أية دولة مهما كانت قوية بجيشها وسلاحها لن تستطيع حل المشاكل في العراق والحل الوحيد الذي يجب أن يستمع له أي مسؤول عراقي وبخاصة ممن لديهم سلطة القرار الخروج من مفهوم الطائفية والأكثرية والأقلية فالأكثرية هي التي تعني أكثرية مكونات الشعب العراقي بأديانه وقومياته وطوائفه ووحدة هذه المكونات والسياسة الحكيمة العادلة سوف تقف وبنجاح أمام أكثر المخاطر ووحدها تستطيع حل أكثرية العقد المستعصية، أما اللهاث خلف الدعم الإيراني للسماح بتدخله في الشأن الداخلي ،أو التأييد والدعم الأمريكي بدون التفاهم الوطني الداخلي سوف يساهم بتعميق الأزمة لا بل تفاقمها أكثر فأكثر وخير دليل على ما نقوله، هذا الانفلات الأمني الذي طال كل البلاد واستطاع اختراق أكثرية المؤسسات الأمنية وهذا النمو المتسارع لتنظيمات القاعدة والإرهاب والميليشيات الطائفية المسلحة، فمن يريد استقرار البلاد وتقدمها وتطورها عليه أن يعمل على التخلص من عقلية الاستحواذ والطائفية وان يبذل كل الجهود من اجل التخلص من سياسة الإقصاء والتهميش واعتماد أسس الديمقراطية في بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة بدون استثناء القوى الوطنية والمكونات الأساسية التي يتألف منها الشعب.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء انقلاب 8 شباط عام 1963 بين الحقيقة والتضليل
- تحولات طبيعية في بيئة القوانين الخريفية
- الأكثرية تصرخ بهم: لا تسرقوا أصواتنا الانتخابية بقانون للسرق ...
- في البيئة شيطان وملائكة بأجنحة فضية
- البيئة في نجوم الشمال
- كركوك قدسهم ونجفهم وكربلائهم وليس القدس الضائعة
- في البيئية تتقسم نور الشمس
- صراع الحيتان السياسية من أجل تمرير قانون انتخابات يخدم مصالح ...
- الإقليم هدف قديم يتجدد بالعملية الإرهابية الأخيرة في أربيل
- نكتة البرلمان الحاضر الغائب في دوراته الفلكية!!
- مؤتمر وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي بدون الحزب الشيوعي والتيا ...
- هل يستوي ألم الحنين مع البعاد؟
- التحالف الذي أزاح حزب العمل النرويجي وحلفائه من السلطة
- الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية
- عائلتي هل هدأت من رؤية الغرابة!
- مهزلة الشجار في البرلمان حول رفع الصور
- الاعتراف بعدم القدرة سيد الموقف والأدلة
- فقدان البرلمان العراقي استقلاليته وهيبته
- لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت
- تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - وماذا بعد زيارة نوري المالكي لواشنطن ...؟