أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - الفتنة أشد من القتل














المزيد.....

الفتنة أشد من القتل


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 17:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تصنف الفتنة في مفهومها العام الى نوعين رئيسين هما :
- فتنة زينة الحياة وهي الأموال والمناصب وغيرها .
- وفتنة الفكر والعقيدة .
وموضوعنا هو فتنة الفكر والعقيدة وهي من أشد واخطر ما واجه الأنسان من تحديات على مدى مسيرته التاريخية ، وبدراسة متعمقة للتاريخ نجد ان قادتها أو مثيروها قد يصيبون نجاحا ً مع مجموع من الناس ويبقى تأثيرها حتى بعد مماتهم ،ويقاس ما تحمله من شرور بمدى ما ابتدع فيها صاحبها من انحراف يظلل فيه الآخرين، ويظل موضوع الفتنة يتفجر بين الحين والأخر كالبركان الذي يخبو فترة ثم يثور فترات أخرى .
ولم يسلم بلد او دين او فكر من الفتن والشبهات ،وتسمى بالشبهات لأن صاحبها يحيكها قريبة من الواقع او انها قريبة الشبه بالحق ، ويتطلب رفض الفتنة وعدم الأنسياق لها وعي وفطنة المتلقي وهو ما لايتوفر للجميع وبالتالي يكون الأنسياق الى الفتن سهلا ً ،لابل يصبح من الصعب رفض الفتنة والوقوف ضدها وهناك عشرات الأمثلة على ذلك مثل فتنة قتل الخليفة عثمان بن عفان ثم فتنة قتال علي بن ابي طالب بدعوى المطالبة بدم عثمان ثم فتن الخوارج الذين رفعوا شعار (ما الحكم إلاّ لله ) وكانوا يأتون بتدين متزلف خالي من الوعي والأدراك ، ومن اكبر الأمثلة اليوم مايثار من فتن بدعوى التدين والجهاد حيث يقتل ويهجّر المسلمون من ديارهم وتنتهك الحرمات بدعوى اعلاء راية الأسلام وهو في حقيقته تشويه لمبادئ الدين الحنيف .
وفي العراق عندما لم تنجح فتنة الجهاد والتكفير وترفض من قبل العامة بشدة ،فقد نجحت فتنة الأنشقاق المذهبي ونالت من العراقيين واصطفافهم لآلاف السنين متعايشين متآخين ،فمع ان شعب العراق شعب مسلم يعبد الله تعالى ويؤدي ذات الفرائض ويتبع ما انزل على الرسول محمد (ص ) في القرآن الكريم والذي هو كتاب محفوظ ، فأن الفتنة قد أخذت مآخذها الى ترك الأصيل من المبادئ والشرائع المتفق عليها والأنسياق الى مذاهب وفرق تولد الشقاق والفرقة والضغائن ودعاوى التفتت والتشرذم الى عشرات الفرق التي ما انزل الله بها من سلطان !
مواجهة الفتنة :
ان الأنسان الواعي لايمكنه العيش بمعزل عما يدور حوله ولا يبالي بما يطرح من فكر منحرف ، بل عليه ان يقف بشجاعة ويفضح مثيري الشغب ودعاة الفتنة ،وعليه العودة الى منابع الدين والتشريع الأصلية الصافية من أي تشويه :
({ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة : 85]) .
كما ان على الجميع الأبتعاد عن التعصب الأعمى ،فأنها من الصفات التي تحول بين الأنسان والحقيقة .
الأتعاظ بدروس التاريخ :
ان التاريخ يكرر نفسه ، وما يقع اليوم بيننا من تناحر وعصبية قد مر به أقوام قبلنا وان دراسة التاريخ واستشفاف العبر والدروس منه توضح لنا الكثير مما نعانية ويمكننا من تجنبه ،والوقاية من الكثير من الشرور .
العرب والفتنة الهدامة :
يعيش العرب اليوم فتنة لاقرار لها ونجد دولهم وقد تعرضت للتخريب والأرهاب والتجزءة وبمسميات حديثة يراد بها باطل ،من امثال ثورات الربيع العربي والتي ابعد ما تكون عن الربيع بماحملته من تخريب وفتنة داخلية تخفي بذور التجزئة ،ومن حقنا ان نتسائل عن اقتصار الربيع على دول العرب وتركه العالم الآخر الذي تعيش اجزاء كبيرة منه ظروف اسوء مما يعيشه العرب مع فرحنا البالغ بالتغيير الذي تنشده جماهيرنا العربية على أمتداد وطننا العربي الكبير ..ولكن أذا كان ربيعا" حقا" أليس من المنطق أن يشمل الأخرين أيضا" لنصدق أنه ربيع وأن ليست هناك من قوة محركة له تنشد أهداف خاصة تختفي وراء أهداف الشعب المشروعة التي ملت الدكتاتورية والجمود والعمالة والتخلف وغياب الفرص وانتهاك الحقوق وتبذير الثروة وضياع الكرامة .
أن في داخل أمتنا جذوة الثورة متقدة حقا" ولكن هل أن أهدافها فقط تغيير الرئيس وتبقى سياستنا كما هي أن لم تصبح أسوء ،بعد أن نكون خربنا البلاد والعباد ،أن من الواضح اليوم في السياسة الدولية أن هناك من يرغب في تسيد العالم بأي ثمن ،وتم طرح شعارات عديدة قبل أن ينطلق ربيعنا بهذه السلسلة المتوالية ،التي يبعث تكرار حلقاتها السريع والمتتالي ألف سؤال و سؤال ،من مثل النظام الدولي الجديد والفوضى الخلاقة .. وأمن أسرائيل ..والكثير من الأهداف التي تصب في نفس المنحى ،وأذا تناولنا كمثال ، أكبر ربيع في بلادنا العربية .. والذي هز وجداننا وحركنا بعنف وتخيلنا ان التاريخ قد يعيد نفسه فيولد عبد الناصر جديد وتعود مصر كجزء من الأمة العربية والأسلامية ، ،ولكن ما ذا حدث حتى الآن :
لقد خسر الشعب المصري البطل لحد الأن الاف الشهداء وحصل تدمير كبير لبنى البلاد الأرتكازية والأقتصادية ..ولكن ما هي النتائج ، هل أن ملايين المصريين التي زحفت الى الشوارع وملئت الساحات كانت تريد تغيير مبارك فقط ،مع العلم أنه وصل الى مراحل متقدمة بالعمر وأنه لايصمد كرئيس طويلا" ؟ ، أم أنها كانت تريد تغيير النظام والسياسات المريضة التي أسرت مصر ، وخربت أقتصادها وتقدمها وهيبتها الدولية .
ان الواضح من كل مايجري في بلاد العرب أنه فتنة يراد فيها إستغلال الغليان الداخلي لدى جماهير الأمة العربية وتوجيهه نحو تدمير دولها وخراب بلدانها في ما يسمى الفوضى الخلاقة الذي نظّر لها مفكروا الغرب ،والتي ستأتي على الأخضر واليابس ويأمل القائمون على ذلك في تغيير خارطة المنطقة لصالح أسرائيل ولأجل بروزها كلاعب وحيد في المنطقة ،والتي هي بالنسبة للغرب الشريك الذي يعتمد عليه في طريق السيطرة على ثروات المنطقة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة ... بداية لولادة الامة الاسلامية
- وعد من لايملك لمن لايستحق
- التجربة العراقية
- العلاقات العراقية الأمريكية .. خيبة أمل كبيرة
- استغفال الحلفاء فماذا عن العرب
- العرب ..سباق الى الوراء
- خاصرة العرب
- آثار اليورانيوم المنضب
- داعش على ابواب المنطقة الخضراء
- فقراء يلتحفون بالذهب
- السعودية .. سياسة لاتخدم العرب
- الأنهزام السياسي والمستقبل
- فضائحنا لاتظهر إلا بعد ان تطفو لدى الآخرين
- الدواء والموبايل و الأنترنيت
- عيد الأضحى بين الفرحة والهموم
- وحش الأرهاب يهدد الجميع
- الأرهاب والصمت الدولي
- نقل خليجي 22 قرار سياسي لا رياضي
- ابطال لم ينصفهم الوطن
- هل بدأت الحرب على اوباما


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - الفتنة أشد من القتل