أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - المجاعة الديمقراطية عند العرب














المزيد.....

المجاعة الديمقراطية عند العرب


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 17:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تقاس أزمات الأمم بقدرة أهل الأزمات على الصمود، وقدرتهم على الاستفادة من تجاربهم السابقة والراهنة، فهل تمكن العرب والفلسطينيون على وجه الخصوص، من أن يكونوا من فئة المستفيدين الرابحين من الأزمات، أم أنهم خاسرون فاشلون؟
سؤال ينبغي أن نجيب عليه بصراحة ووضوح، لأن من يتابع مجريات الأحداث في ساحتنا العربية وفي الساحة الفلسطينية على وجه الخصوص، فإنه لا شك سيلاحظ النقاط التالية:
تَراجعَ الاهتمامُ بالقضية الفلسطينية، فقد أصبحت قضية فلسطين قضية (توظيفية) توظفها الأحزاب العربية إذا أرادت أن تُشهَّر بخصومها، وأن تطيح بهم، ولكن هذه الأحزاب تحجم عن دعم القضية الفلسطينية دعما عمليا، وأصبحت ترى في فلسطين مجرد ملفٍ مزعج، وأغنية تراثية لم يعد لها جمهورٌ يشجعها، وأكبر الأدلة على ذلك أنَّ بعضَ الأحزاب العربية فتحتْ ملفاتها القديمة، وشرعتْ تفخر بالتضحيات التي قدمتها في سبيل قضية فلسطين في القرن الماضي، وأعادتْ إلى الأذهان المآسي التي سببتها مأساة فلسطين، وتُحجم هذه الأحزابُ العربية حتى الآن أن تقول في العلن:
كفى.. لم نعد نطيق ذلك!
استفادت إسرائيل من الأحداث العربية الجارية الآن، ووظفت هذه الأحداث في حملة دعائية كبرى، لم تلقَ اهتماما ومتابعة لا من العرب ولا من الفلسطينيين، فقد رفعت إسرائيل شعارا تصحيحيا جديدا يقول:
" أيها العالم أرأيتم كيف أخطأتم في حق إسرائيل؟!
انظروا، ليست إسرائيل هي السبب فيما يجري من أحداث، السبب يعود إلى الديكتاتوريات العربية، وإلى التطرف الديني والإرهاب الأصولي، وإلى المجاعة الديمقراطية في العالم العربي، فهي أسباب كل مصائب العرب، إذن فإسرائيل بريئة براءة تامة من القول البائد:
" لولا وجود إسرائيل في المنطقة، لما ظهرت الأزمات والحركات الإرهابية، ولما اشتعلت الحروب!!"
نجحتْ إسرائيل أيضا في ملف غزة، فقد تمكنت من إلقاء هذا الملف في حِجْرِ مصر، ونقلته إلى ملف يهدد أمن مصر، وغاب الاحتجاجُ على حصار غزة إسرائيليا، وازدهر ملف حصار غزة مصريا، فانتقل الضغط، من ضغط على المحتل الإسرائيلي، إلى ضغط على الجار المصري!
تمكنتْ إسرائيل أيضا من إبراز وجهها الديمقراطي، بعد أن زال الزيف عن وجهها، بفعل القمع والاحتلال والاستيطان واغتصاب الأرض وتشريد الصامدين في أرضهم، من بدو النقب وسكان القدس والخليل والأغوار، فتمكنت إسرائيلُ مستفيدة مما يجري، من استعادة أسطورتها التقليدية القديمة وهي:
" واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط" وذلك بالخطوات التالية:
أعادتْ إسرائيلُ المفاوضاتِ الفلسطينية الإسرائيلية في هذا الظرف العصيب، ولفتتْ نظر العالم إلى أن أشد الأخطار التي تهدد العالم، هو النووي الإيراني، وصواريخ حزب الله، وكيماوي سوريا، وأوعز وزير الدفاع موشيه يعلون إلى جنوده بأن يقبلوا لجوء السوريين المصابين لعلاجهم في مستشفيات إسرائيل، من جروح أهلهم وذويهم وأبناء عشيرتهم، فمنذ أيامٍ قليلة احتفل مستوصف صفد يوم 2/11/2013 بأول مولود سوري من رحم فتاة سورية لجأت إلى الجنود الإسرائيليين فنقلوها إلى مستوصف زئيف في صفد، كما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت، وقام الإعلام الإسرائيلي بتسويق صورتها في المستشفى وإبراز حديثها وهي تقول:
" لم أشعر بأنني كنت في دولة معادية، فقد منحوني الرعاية، وغيروا آرائي السابقة عن إسرائيل"
تمكنت إسرائيل بالضربة الفنية القاضية من تخريب البنية الرئيسة للجيوش العربية، وتوجيه قدراتها وبنادقها إلى أعدائها من أهلها وربعها، فأنشد الجيش الإسرائيلي نشيد هاتكفا على وقع انهيار قوة الجيش السوري، وانشغال الجيش المصري بمحاربة الإرهاب، وتحطيم قدرات الجيش الليبي، وانشغال الجيش السوداني بقضاياه الداخلية، أما عن الجيش العراقي فهو مشتت القوى متفرق الولاءات!! ووجدت ذريعة مقبولة لدى العالم أجمع عندما جرَّدت الجيش السوري من أسلحته التي يمكن أن تهدد أمنها، فهي تقصف من وراء الستار، وتدمر بأيدٍ خفية كل قدرات وإمكانات هذا الجيش، وكل الغارات والدمار بدون إعلان الحرب رسميا!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكبر بطالة شعبية في العالم
- في هجاء الوعد المشؤوم
- دولة المتابعة والرصد
- هل بلغ التيار الإسلامي ذروته؟
- اجتنبوا مرض الغرور
- فلافل السفير الأمريكي في إسرائيل
- تكتيك جديد لمخابرات إسرائيل
- الافتخار بهجرة المبدعين العرب
- حاخام سوبر عنصري
- سقوط الهيكل الثالث في حرب أكتوبر
- الغاز والبرجوازية السياسية
- قصة الكلب والدب والسوفت وور
- بيئتكم هي مستقبلكم
- دولة الأساطير وحرب أكتوبر
- رياضة إشعال الحروب أم إشفاء القلوب؟
- خمس لقطات من تاريخنا الفلسطيني
- مقاصد أمريكا من ضرب سوريا
- قصة باخرة المهاجرين باتريا
- الآثار الجانبية للنظام القبلي في فلسطين
- فرحة الآباء بسجن الأبناء


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - المجاعة الديمقراطية عند العرب