|
نتائج الانتخابات المحلية وانتصار المشروع الوحدوي في طلعة عارة
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتهت المنافسة الانتخابية ، التي تميزت بالحدة والشراسة في بعض المواقع والبلدان ، وبدأ غبارها يتطاير وينجلي ، فنجح من نجح ، وخسر من خسر . وبدوري أبارك وأهنئ جميع الأعضاء والرؤساء الفائزين والناجحين ، وأتمنى لهم مستقبلاً زاهراً وعملاً نافعاً وموفقاً في ادارة سلطاتهم المحلية ، وخدمة الصالح العام ، والنهوض بقراهم وتقدمها العصري والحضاري الى الأمام . لقد دلت نتائج الانتخابات المحلية على تراجع وغروب شمس الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة على الساحة في الوسط العربي ، التي ذابت في بوتقة القوائم العشائرية ، مقابل المرشحين العائليين والمستقلين والقوائم العائلية والحمائلية والحاراتية والطائفية . فمثلاً ، الجبهة الديمقراطية صاحبة التاريخ السياسي والوطني والنضالي العريق ، خسرت العديد من معاقلها وحصونها وقلاعها الجبهوية الحمراء ، كالناصرة وعرابة وسخنين ودير الأسد ودير حنا ، ومرشح شفاعمرو ناهض خازم الذي دعمته ، وهذا مؤشر ودليل واضح على عمق الأزمة العميقة الجدية وحالة الترهل ، التي تعيشها منذ زمن بعيد ، وتنذر بخطر انكماشها وضمورها ، وذك يتطلب من قيادتها مراجعة نقدية ذاتية شجاعة واستخلاص العبر والدروس مما حدث وافرزته نتائج الانتخابات المحلية . كذلك فقد أظهرت نتائج الانتخابات نجاح عدد من المرشحين ، الذين كانوا ينضوون تحت خيمة وفكر وراية الأحزاب السياسية والدينية وخرجوا على قراراتها ، فانفصلوا وانشقوا عنها وخاضوا الانتخابات بصورة مستقلة ، ونجحوا باجتياز نسبة الحسم من اول جولة ، رغم كثرة المتنافسين ، والوصول الى رئاسة مجالسهم البلدية المحلية ، كالشيخ خالد حمدان في ام الفحم ، الذي كان في صفوف الحركة الإسلامية ، التي قررت عدم خوض الانتخابات للسلطة المحلية في المدينة ، وعلي سلام في الناصرة ، الذي انشق عن الجبهة التي قضى فيها أكثر من عشرين عاماً ، وحقق نجاحاً كبيراً بحسم الانتخابات لصالحه خلال فترة وجيزة لم تتجاوز الـ 4 شهور . أما في طلعة عارة ، التي جرت فيها جولة ثانية فاز فيها الأخ مصطفى احمد (أبو أسامة) من قرية المشيرفة على منافسه علي حسن جبارين ، فقد عاشت ليلة الخامس من تشرين ثاني ليلة مختلفة، بكل المعاني والمقاييس ، في حياتها وتاريخ قراها ، حيث أقامت الاحتفالات والمهرجانات التي تحولت الى أعراس للوحدة الشعبية والجماهيرية الصادقة الغلاّبة ، التي تجلت بأهى صورها وأشكالها ، بعد ان تحقق النصر الساحق المؤزر والفوز الكبير الهام ، وعاشت أجواء من الفرح الغامر الممزوج بالدموع والابتسامات والتحيات والقبلات والمعانقات والتبريكات بالانجاز الكبير بنجاح مرشح قوى التغيير الحقيقية ، وانتصار مشروع الوحدة العظيم ، الذي عبدته ورسخته الوحدة للغيير في مصمص الصمود والإباء والشموخ والعزة والكرامة ، مصمص راشد حسين ونواف عبد حسن ومحمد طه حسن وعادل عبد الرحمن وعلي الفارس واحمد طه ، وغيرهم الكثير ممن رحلوا وارتحلوا عن دنيانا ، وكانوا عشاقاً لهذا البلد الطيب . مصمص ، صاحبة النضال والقرار المستقل والمشروع الوحدوي ، الذي أحدث التحول والمنعطف التاريخي والهزة العنيفة والزلزال الاجتماعي والسياسي في الطلعة . هذا المشروع الذي تنضوي تحت راياته وأعلامه الخفاقة كل الأطياف والشرائح والمركبات الاجتماعية والسياسية والعقائدية ، وامتد الى بقية قرى طلعة عارة ، ونجح في استمالتها واستقطابها وتجميع وتحشيد كل الطامحين بالتغيير الحقيقي والاصلاح ، وكل المؤمنين بالرؤية الوحدوية النهضوية التطويرية الشاملة بخصوص أداء وادارة السلطة المحلية ، فشكل مداً وشلالاً هادراً وبركاناً شعبياً وجماهيرياً جرف وسحق السابحين ضده ، وعلى أساسه تم خوض المنافسة الانتخابية بمعايير تحترم العقل والرأي الصائب في مواجهة نهج الفساد والمحسوبية والوصاية واللجان المعينة ، وتكلل بالنجاح بفضل الجهود الجبارة، التي قام بها اخواننا في مصمص وزلفة والمشيرفة وسالم . نعم ، لقد نجحت قوى التغيير في طلعة عارة باجتياز الامتحان ، واستطاعت من كتابة وصنع تاريخ جديد في سفر حياة اهلها وسكانها ، الذي عانوا الكثير من نهج اللجان المعينة والرؤساء السابقين . والمطلوب الآن هو صيانة وحماية المكسب الاجتماعي الخضاري ، الذي تحقق بفضل وحدة قرانا وانتصارها ، والعمل بجد واخلاص من استكمال وانجاز الطموح بالتغيير المرتجى والمأمول ، الذي نتوق ونصبو اليه منذ زمن ، وتشكيل ائتلاف قوي قائم على الشراكة الحقيقية ، بعيداً عن المطامع الشخصية الانتهازية الفردية ، علاوة على تفعيل أقسام المجلس وهيكلتها من جديد للنهوض بمسيرة التقدم والتطوير لقرانا الخمس ، وخدمة جميع السكان ، فالرئيس بعد انتخابه هو رئيس الجميع وليس لفئة معينة انتخبته. عاشت وحدة طلعة عارة العظيمة المباركة ، وتحية خالصة لكل الفرسان والأسود والجنود المجهولين الذي سهروا الليالي وربطوا الليل بالنهار ، وأداروا الانتخابات بكل مسؤولية وعقلانية وثقة وايمان بحتمية الانتصار ، رغم الشطب السياسي لمرشح الوحدة للتغيير الاخ المحامي جمال زهير. ومن نجاح ، الى نجاح بانتصار نهج التغيير في المجلس المحلي، بإذنه تعالى .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدور عدد جديد من شهرية (الإصلاح) الثقافية
-
الموقد الثقافي
-
الروائي محمد شكري صاحب -الخبز الحافي- في ذكراه العاشرة
-
صفحة من تاريخنا الثقافي الفلسطيني
-
محمد دكروب .. وداعاً أيها الشيوعي الاخير ..!
-
على هامش عملية الوراق الارهابية ..!
-
شفيق كبها .. الغياب القاسي !
-
اصدار عدد تشرين أول من مجلة (الإصلاح) الثقافية
-
هموم انتخابية ..!
-
مصمص يا بلدي !!
-
في أزمة مجتمعنا..!
-
التحرش الجنسي آفة اجتماعية خطيرة ، فهل نتخلص منها ؟!
-
الحالة السورية وسقوط مثقفي -اليسار- ..!
-
الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!
-
المساجد للعبادة وليس للسياسة ..!
-
ماذا وراء الهجوم على الأزهر وشيخه الدكتور احمد الطيب ..؟!
-
إنهم يحرقون الكتب ويغتالون الفكر ..!
-
سوريا تصنع تاريخها ..!
-
رحيل المقكر والكاتب الفلسطيني د. فوزي الأسمر
-
نحو انتخابات السلطات المحلية ..!
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|