أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - نقد العمل الشيوعي في المغرب















المزيد.....

نقد العمل الشيوعي في المغرب


زروال الأمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت أرضية البديل الجذري التي أطلقها "الرفيق" حسن أحراث مؤخرا العديد من ردود الفعل وسط الماركسيين اللينينيين المغاربة. فبعض هؤلاء صفق للمبادرة واعتبرها خطوة الى الامام من اجل تجميع "بعض" الماركسيين اللينينيين المتقاربين فكريا وسياسيا، ومنبرا سياسيا لصناعة المواقف السياسية الجديدة التي تعبر عن وجهات نظرهم من الأحداث السريعة المتوالية محليا وعالميا.

أما البعض الآخر من الماركسيين اللينينيين فرأوا في المبادرة استباقا هجينا لاستفراد "بعض" مدعي الماركسية اللينينية بالمنبر الماركسي اللينيني وحشوه بالخزعبلات الواردة سابقا في ورقة اختيار الشجعان سنة 1996 والتي تآكلت فكريا وسياسيا. معتبرين أن ولادة الارضية وتواجدها لن يتخطى منتجيها وبعض الطلبة عديمي الشخصية والبعيدين عن الماركسية اللينينية، وأنه عاجلا أم آجلا ستخبوا جدوة هذه الأرضية مثلما حدث لورقة 1996.

ثم هناك بعض ثالث، يقول بأن الارضية تؤسس لطائفة سياسية متمحورة حول ذات حسن احراث، وانها مثلها مثل الطوائف السياسية الاخرى المتمحورة على ذوات "أشخاص آخرين" لم يعلنوا عن أنفسهم كما فعل "الرفيق" حسن أحراث، لكنهم أسسوا لحلقات نقاش ماركسية لينينية على ارضيات البرنامج المرحلي أو الكراس أو النهج الديموقراطي القاعدي أو الخط البروليتاري ... كرست عملا نضاليا متواترا منذ عقود وقدمت العديد من المعتقلين خاصة بالجامعة المغربية وكل واحد منها يحتل منطقة جغرافية معينة من التراب المغربي، مما يعطينا تشكيلات ماركسية للينينية متنوعة ومتكاملة ولا مركزية، كما هو الشأن بالنسبة لطوائف الشرق المتمركزة بمدن وجدة والراشيدية والناضور ولطوائف الشمال المتمركزة بمدن الحسيمة وتطوان وطنجة وطوائف الوسط المتمركزة بمدن تازة وفاس ومكناس ومراكش وطوائف الجنوب المتمركزة في مدن الصويرة وآكادير وتارودانت ووارززات. وأن مختلف هذه الطوائف التي تتبنى الماركسية اللينينية تتناقض مع بعضها البعض في رفض بعض الثوار أو القبول بهم الى جانب ماركس وانجلز ولينين، كأعمال ستالين وانور خوجة وماو تسيتونغ. كما أن مواقفها السياسية قد تتراوح ما بين مهادنة ما يسمى "بالقوى" الوطنية من الأحزاب العلنية أو توجه لها النقد اللادع، وفي نفس الوقت توجه النقد اللاذع للنظام السياسي الملكي البرجوازي المتعفن كنظام كومبرادوري رجعي عميل للامبريالية ينهب الطبقات الشعبية المنكوبة ويقدمها على طبق من ذهب لنهب واستغلال الامبريالية.

ويؤكد هذا "البعض" الثالث على وجود عوامل تقارب تجمع بين مختلف هذه الطوائف المتمحورة حول ذوات الاشخاص، وأنه قد يكفي مد قنوات التفاهم بين جميع الزعامات الذاتية البيروقراطية، حتى نأمل في تأسيس أرضية مشتركة ايديولوجية وسياسية من أجل أن يحدث دوبان كافة تلك الطوائف السياسية في تنظيم سياسي ماركسي لينيني موحد يتجاوز الاعتبارات الذاتية السابقة من أجل بناء مقومات تنظيمية موضوعية ماركسية لينينية قادرة على فرض فلسفتها وسط الجماهير العمالية المغربية.

لكن الى حين حدوث هذا النضج لدى الزعامات الذاتية المتنافرة، فإننا نأمل أن تبادر كل طائفة ذاتية على الأقل الى تطوير ثقافة سياسية ماركسية لينينية في معمعان الصراع الطبقي اليومي. ان تعدد الطوائف السياسية الذاتية الماركسية اللينينية كمجموعات صغيرة تتكون من زعيم وأتباع، وبالتالي دخولها جميعها في صراعات بينية حول مواضيع تافهة، يدفع أكثر نحو المزيد من التحلل والتفكك الذي يصيب المناضلات والمناضلين، كما ينفر الجماهير الشعبية اتجاه هذه الطوائف، ويجعل التضحيات الجسام التي يقدمها الشباب المناضل في الجامعات كسكب الماء في التراب. السلوك السياسي للطوائف السياسية والتي كان آخر تجلياتها ما يسمى بالبديل الجذري يعبر بالملموس عن نوع من الانانية البرجوازية الصغرى وتطلعاتها التسلقية المغلفة بالخطابات الرنانة.

والجدير بالملاحظة هو أن مختلف هذه الطوائف السياسية المتمحورة حول ذوات أشخاص أنانيين بعينهم، لا تعتبر سوى مجموعة من البرجوازيين الصغار بكامل حمولاتهم الانتهازية وتطلعاتهم التسلقية والمتصارعين فيما بينهم حول قيادة ما يسمونه بتياراتهم الماركسية اللينينية بعيدا كل البعد عن البروليتارية المغتصبة في بلادنا.

يقول كارل ماركس وفردريك انجلز في البيان الشيوعي لسنة 1848 بخصوصا التحولات التي قد تطرأ على البرجوازية الصغرى فتتسبب في انتقالها الى صفوف البروليتارية ما يلي:
" عندما يقترب الصراع الطبقي من الحسم, تتخذ عملية التـفسّخ داخل الطبقة السائدة, و داخل المجتمع القديم بأسره, طابعا عنيفا و حادا, إلى حد أنّ قسما صغيرا من الطبقة السائدة يَنسلخ عنها و ينضمّ إلى الطبقة الثورية, إلى الطبقة التي تحمل بين يديها المستقبل. و مثلما انتقل في الماضي قسم من النبلاء إلى البرجوازية, ينتقل الآن قسم من البرجوازية إلى البروليتاريا, لا سيما هذا القسم من الإيديولوجيين البرجوازيين, الذين ارتفعوا إلى مستوى الفَهم النظري لمُجمل الحركة التاريخية .

ومن بين جميع الطبقات, التي تُـناهض البرجوازية اليوم, فإنّ البروليتاريا وحدها هي الطبقة الثورية حقا. فالطبقات الأخرى تنهار و تتلاشى أمام الصناعة الكبيرة, و البروليتاريا هي نِتاجُها الخاص."

وعن الدافع للبرجوازية الصغرى تزعم الطوائف التي تدعي الماركسية اللينينية يؤكد كارل ماركس في البيان الشيوعي أيضا أن هذه البرجوازية الصغرى قد تحارب البرجوازية للحفاظ على وجودها كطبقات وسطى من التلاشي. فهي إذن ليست ثورية بل مُحافظة, وفضلا عن ذلك, فإنها رجعية تسعى إلى جعل عَجَلة التاريخ ترجع القهقرى. وإذا وقع لها أن تكون ثوريّة فذلك نظرا إلى انتقالها الوشيك الوقوع, إلى البروليتاريا, و هي بذلك لا تدافع عن مصالحها الراهنة, بل عن مصالحها المقبلة, فتتخلى عن موقعها الخاص, لتَتَبنّى وجهة نظر البروليتاريا.

أنانية زعماء الطوائف الماركسية اللينينية في مغرب اليوم تتجاوز أنانية الاحزاب الاصلاحية والتحريفية لأنه تقف موقفا مناقضا لمصالح البروليتاريا، أو بالأحرى لا علاقة للخطاب السياسي لهذه الطوائف الذاتية مع مصالح الطبقة العاملة، رغم اجتهادها في اقحام الطبقة العاملة والكادحين ونقدها للكومبرادور بمصطلحات مقتبسة من أدبيات الحركة الماركسية اللينينية المغربية. فالطوائف السياسية تقاتل في واد والطبقة العاملة تقاتل ي واد آخر.

إذن فنحن أمام أزمة الماركسيين اللينينيين المغاربة، وأفعالهم وأقوالهم وتصرفاتهم ومواقفهم لا تعمل الا على تعميق تشوهات الوعي الطبقي البروليتاري. ومواجهة أزمة الماركسيين المغاربة تقوم على نفس التاكتيك البروليتاري في مواجهة الفكر البرجوازي الصغير التصفوي، ويتمثل في الفضح والمواجهة المباشرة للعناصر البرجوازية الصغرى وسط الصف الماركسي اللينيني لأنها عناصر طفيلية لا تستهدف سوى تطلعاتها التسلقية والعمل على المزيد من تشويه الفكر الماركسي اللينيني والوعي الطبقي البروليتاري. النقد والنقد الذاتي لا يمكنه أن يحقق مفعوله في مواجهة هذه الطوائف السياسية المنكفئة على ذاتها الا إذا حدث ذوبانها في تنظيم موحد واسع وبقبول طوعي لتلك الذاتيات التي تدعي الماركسية اللينينية.

الفرق بين الماركسية اللينينية من جهة والتيارات البرجوازية الصغرى والفوضوية والتروتسكية يكمن في قبول الماركسيين اللينينيين للذوبان في تنظيم ماركسي لينيني واسع قائم على المركزية الديموقراطية والنقد والنقد الذاتي، وذلك على خلاف رفض التيارات البرجوازية لمثل هذا الذوبان، وقد شكل هذا الخلاف السياسي العميق أساس انفصال البلاشفة سنة 1903 عن المناشفة والتروتسكيين. يبقى أخيرا أن التبني الفعلي للماركسية اللينينية لا يستقيم إذا كان المناضل يقبل بالتنظيم والعمل الجماعي الميداني كتفا لكتف الى جانب الطبقة العاملة، والابتعاد عن الزعاماتية البرجوازية الصغرى.

النقد الوارد أعلاه والذي يفضح جزءا من انحراف الشروط الذاتية للثورة البروليتارية لا ينفي تعمق الشروط الموضوعية واشرافها على الانفجار. لذلك فإن عمل الماركسيين اللينينيين الحقيقيين على بلورة التنظيم البروليتاري على اسس نضالية بروليتارية بعيدا عن القوقعة والكيانات الطفيلية، وفي اطار عمل جماعي قد يشكل أخيرا الهدف المنشود.



#زروال_الأمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -التحاق الشجعان- الى -البديل الجذري-


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - نقد العمل الشيوعي في المغرب