أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس علي العلي - حوار أم دوار














المزيد.....

حوار أم دوار


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 23:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حوار أم دوار
كان الحوار مفترضا به أن يصل إلى محطة التقاء وتفاهم على نقاط مشتركة تمثل الحد المقبول من الطرفين والذي منه يمكن تطوير منطلقات الحوار من هذا الحد إلى نقاط أكثر حساسية وبروح المسؤولية التأريخية, حيث يتكلم العقل ويسمع الأخر لا بد للحواجز أن تذوب ويصبح المكان أقصر ويتدانى كل نحو الأخر, ولكن عندما تتحاور الجدران مع بعضها لا تتوقع أن تنقص المسافة بينهما سنتمر واحد وليس شبرا.
والنقطة الأهم في أي حوار على مستوى عال من الأهمية هو التعاون والانفتاح والنية في الصدق في أن تكون متعمدا ما تقوله , لتضمن أنك تكسب الأخر ولو لم تصل معه إلى نتيجة محددة ولكنك أسست لأن يكون هناك خط من التواصل وثقة متبادلة دون أن تزرع الشك وعدم القدرة على الوثوق بما يطرح بالحوار ومن ثم التمسك به باعتباره حصيلة جهد مشترك وتعاوني لا بد من صيانته وحفظه والحرص على ثمرته لأنه منك وإليك أولا وأخيرا.
كل ما خرجت به من هذا الحوار كان أشبه بنتيجة حوار الجدران لا الجدران المتقابلة تستطيع الاقتراب من بعضها البعض ولا الجدران المتجاورة تستطيع الافتراق عن بعضها البعض, ويبقى الحال على ما هو عليه, الجدران مرتبطة بأساسها المدفون في عمق لأرض وهي لا تتحرك بدونها ,ونحن كذلك مرتبطين بأساساتنا الغائرة عمقا في تكويننا وفي عقولنا ولا يمكن لنا أن نغادر أساس ثابت ومتمسك به على أنه هو الحق ومن دونه الباطل المطلق.
في الحوار الجاد يكره اللف والدوران لأننا بذلك نتقصد وعن عمد ممارسة التيه ضد النفس وضد الاخر وهذا يكشف عن نية مبيته للفوز والغلبة فقط دون أن نكون متجهين أصلا إلى هدف أخر أسمى وأقدر ومتناسب مع عقلانية البشر ,الحوار ليس ممارسة سوقية ولا هي تجارة ننتظر منها الربح إنها رحة العقل نحو صنع اليقين فإن لم نستطع ان نصل له فيكفي شرفا أننا استطعنا أن نتقي ونتفاهم كأشخاص حضاريون مهتمون أصلا بتجسيد الإنسانية الفذة.
ومن شروط الحوار المهمة أيضا أن نتفق على مقدمات وبديهيات لا نفترق عنها ولا نتفارق بعدها, وأول هذه البديهيات حق الأختلاف والمساواة في هذا الحق فليس عدلا أن تقبل لنفسك حق الأختلاف معي ولكن لا حق ي بذلك ,من العدالة الإنسانية أن نقر أننا أساسا مختلفون ولو كنا غير ذلك فما الذي دعا للحوار, إن كنت أنت أبيض وأنا أبيض فمن المنطق والعقل أننا من طيف ولون واحد وبذلك عدمنا العذر في الحوار.
هل يكفي الحوار أن يكون له سبب فقط بل لا بد له من غاية تتصل بالسبب وتفسر لنا هذه الدعوة ليكون ما بين المتحاورين بينة من البداية حتى تكون النهاية أيا كان شكلها مقنعة لكلا الطرفين وهذا ما يسمى جوهرية حق التحاور المبني على التفاوت بالرؤية أو التفاوت في الصورة ,قد تكون الصورة واحدة ولكن الرؤية مختلفة بالزاوية , وقد تكون الصورة مختلفة ولكن الرؤية واحدة ,كلا الحالين يدعوان المختلفين للحوار بضبط الزاوية أو بتحديد أو تعين موضع الأختلاف بين الصورتين.
كل حوار يبتدئ لينتهي في نقطة ولا حوار بلا نقطة نهاية محددة أو يمكن تحديدها أما أن نمضي في حوار بلا نهاية منظورة نوع من العبث الذي لا طائل من وراءه, قد نستغرق وقتا لنفهم وقد نستغرق زمنا لنتفق ,وقد نمضي بعيدا ولكن في جميع الحالات لا بد من نهاية , لا نشترط بها الأتفاق التام ولا نريد أن تكون افتراق تام ولكن الحوار بحد ذاته إذا بني على قاعدة مشتركة من حق التحاور لا بد أن يثمر عن نتيجة في الأخر والأفضل أن تكون في عملية الحوار بناء وهدم مشترك يساهم به كلا الطرفين وليس من الأخلاق ولا من المعرفة أن يطلب من أحدهم أن يبني وعلى الأخر أن يهدم , فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة ولا أحد يمتلك الحق المطلق بضرورة تسليم الأخر بما عنده ومغادرة واقعه ليلتحق في واقع مناقض تماما ,لا بد من بعض الحقيقة عند الطرفين.
لست منظرا في فن الحوار ولا أدع أني من أبرع من يفهم في فنه ولكن كل ما قلته اكتسبته من تجربتي القصيرة مع محاوري الذي تطوع بإرادة أن يشرح لي حقيقة ما أنا دون أن يتطوع ليشرح لي ما هو عليه وما حقيقة ما هو فقط جاء ليبين لي أني في دائرة لا حدود معلومة ولا يمكن لي أن أتخذ لي حدود لأنني أسبح في عالم الوهم وهو الذي لا تغرقه لجة البحر المضطرب ولا تتيه بصيرته في دروب الصحراء ذات الرمال المتحركة لأنه ببساطة أعلم وأنا أجهل ليقول أما أن تهدم جدارك وتلوذ بجداري أو تبقى ذلك الأمي الذي لا يقرأ حدود عالم أنا أصنعه من قاعدة منحها الرب له قاعدة أنه من شعب مختار لا يخطئ ولا يحتار .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سيدي يا حسين أمض بنا
- عالم أبيض وعالم أسود
- الدين السياسي وصورة الرب
- الدستوريه ومفهوم الدولة
- ربط المعرفة بالعمل صناعة العقل الفاعل
- محل العقل ووظيفة التعقل
- التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل
- أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
- النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام
- الفرق بين مفهوم القوة والقدرة
- أثبات ونفي الموت
- الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل
- الأحلام مصدر قلق إنساني
- الإنسان وليد البيئة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس علي العلي - حوار أم دوار