أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - تضامنا مع الجماهير الطلابية بمرتيل















المزيد.....

تضامنا مع الجماهير الطلابية بمرتيل


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 19:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


خلال هذه السنين كلها ، و بعد أن اعتنقنا الماركسية ، و التزمنا و دافعنا عن تعاليمها و عن خلاصاتها العلمية الوجيهة ، اصطدمنا أكثر من مرة بالمفاهيم الغريبة و التفسيرات الناقصة ، روجت و تروج لها بعض الأوساط اليسارية باسم الإشتراكية و باسم الماركسية و اللينينية حتى .
من بين هذه المفاهيم ، ما يتعلق بجهاز الدولة ،في محاولة من هذه الجهات لمحاربة و تشويه نظرة الماركسية له ، باعتباره جهاز قمع طبقي ولد لحماية و خدمة الطبقة المسيطرة ، و صيانة أمنها و مصالحها ، ضد جميع المضطهدين و المستغلين و المهمشين ، فئات و طبقات .
و من بين أقرب الناس لاستيعاب هذا المفهوم ، بل و أشدهم استغرابا أمام ما يروج له البعض ، و ما يسعى له في محاولة لتفنيذ هذه الخلاصة الماركسية ، من خلال الإدعاء بإمكانية " التربية على حقوق الإنسان " داخل جسم هذا الجهاز القمعي ، حتى يتبدد " الشطط " و تنمحي " الخروقات " في مجال حقوق الإنسان ، و التي تبقى في نظرهم حالات شاذة و معزولة وجب فضحها و مساءلتها و متابعتها عبر تقديمها للقضاء ، الذي يجب عليه قول كلمته الفصل بكل شفافية و استقلالية .. إلخ .
هؤلاء الناس الذين استوعبوا الأطروحة الماركسية دون أن يطلعوا عليها ، و دون أن تكون لهم الفرصة لمعرفة من هو ماركس و ما هي حرفته ، هل هو لاعب كرة أو مغني أو ممثل .. إلخ . هم الناس الذين أجبرتهم المظالم الطبقية و التعسفية على الإنخراط في النضال الإحتجاجي الصريح ، بعد أن أعيتهم الشكايات و الرسائل التظلمية و الحوارات المغشوشة مع مسؤولي الدولة من كل الأنواع و الأصناف .. ناس من مختلف الفئات و الطبقات الشعبية المسحوقة و المهمومة ، تلاميذ ، طلبة ، معطلون ، موظفون ، عمال ، فلاحون بدون أرض و باعة جوالون .. إلخ . خبروا الإحتجاجات و الإعتصامات و المسيرات و أدركوا جيدا ماهية الدولة و طبيعة أجهزتها القمعية ، من درك و مخازنية و بوليس و عسكر و أعوان و مخبرين .. إلخ التي لا تتوانى عن التدخلات الهمجية و الشرسة ضد أي احتجاج و كيفما كان حجم الإحتجاج و كيفما كانت مطالب المحتجين .
خلال هذا الأسبوع عرفت مدينة مرتيل الجامعية احتجاجات طلابية في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، نظمتها الجماهير الطلابية تعبيرا منها عن رفضها لتسعيرة الحافلات ، بعد أن تجاهلت الشركة الإستعمارية التي نالت صفقة هذا القطاع خصوصية بعض الفئات ، الطلبة و التلاميذ ، التي من المفترض أن تنعم بمجانية التنقل . و كان طبيعي جدا ، و إلا شككنا في ماركسيتنا و أطروحتها عن الدولة و أجهزتها السلطوية و القمعية ، أن تتدخل جحافل القمع بالهراوات و عبر الركل و الضرب و السحل و الشتم و الملاحقة داخل الساحة الجامعية ، بل و إلى قلب المدرجات و أمام أعين الأساتذة " المبجلين " الذين سارعوا لإصدار بيان لهم يدينون الطلبة الذين " اعتدوا "على البوليس عبر رشقهم بالحجارة ، دون الإشارة إلى حرمة الجامعة و لحقوق الطلبة في تعريفة تنقل تلائم منحتهم و واقع محنتهم الجامعية و الدراسية . و لم تكن غزوة مرتيل التتارية خائبة بطبيعة الحال ، حيث كانت الغنيمة 6 طلبة معتقلين و العديد من الجرحى و المعطوبين و لائحة من المتابعين ، لا لشيء إلا لكون الجماهير الطلابية تجرأت و التحمت و التفت حول إطارها و اتحادها العتيد للمطالبة بحقوق بسيطة و مشروعة ، أولها هذا المطلب الذي عده الطلبة ضمن المكتسبات التاريخية التي لم تكن تنغص في شيء أرباح الشركة المنسحبة من القطاع .
سيبدو الأمر عاديا بالنسبة لمجموعة من الطلبة المناضلين في مدن جامعية أخرى تعودت على الإعتقالات و المحاكمات و المداهمات بشكل سنوي أو أكثر من مرة في السنة ، كما هو الحال في مراكش و القنيطرة و فاس و أكادير ... إلا أن الأمر غير العادي هو تردد الطلبة في التعاطي الإيجابي مع اتحادهم أوطم ، و توجس الفصائل التقدمية المتشبثة بأوطم من وحدة الصف و توحيد المطالب و النضالات و المعارك ، حيث تكون الفرصة أكثر من مرة لدعم هذه الفكرة و للمراكمة في اتجاه تحقيقها ليبقى التشرذم و التشتت واقعا يفرض نفسه بقوة بالرغم من صدقية و تضحية مناضلي و مناضلات الفصائل الطلابية التقدمية .
كان لزاما على الطلبة و المناضلين و المناضلات ، في نظرنا ، أن يلتفتوا لمشاكل التسجيل و المنحة و السكن و النقل و الإكتظاظ و حرمة الجامعة لتشكيل أرضية وحدة طلابية لخوض المعارك الوحدوية و لارجاع ثقة الجماهير الطلابية في اتحادها الطلابي أوطم ، و تنظيم الطاقات الطلابية و تعويدها على المسؤولية و المحاسبة و النقد و النقد الذاتي و جميع الأساليب الديمقراطية التي شكلت أوطم تاريخيا مدرسة لها .
قد يدعي البعض أن هذه المطالب لا تتجاوز ذلك المستوى الخبزي المنبوذ من عدد كبير من المتمركسين ، لنقول لهم و نجيب صراحة أن من لا يستميت في الدفاع عن هذه المطالب الخبزية و سائر النضالات الإجتماعية و الديمقراطية لن ينجح أبدا في تمتين علاقته مع الجماهير البائسة و المحرومة ، و ما يعارضه الماركسيون اللينينيون في هذا السياق هو الإكتفاء بالسقف الخبزي الإجتماعي و الديمقراطي ، هو زرع الوهم حول أهمية الإصلاحات و مراكمة الإصلاحات السياسية و الإقتصادية كحلل نهائي لمشاكل و قضايا الطبقات الإجتماعية المستغلة و المسحوقة . هو كذلك الإكتفاء بترديد شعارات التغيير و الثورة ، دون التفات لطبيعة الفضاء الذي نشتغل فيه و دون الأخذ بعين الإعتبار المطالب اليومية الملحة التي ترفعها الجماهير عموما ، كانوا طلبة أو معطلين أو عمال أو باعة متجولين أو فلاحين بدون أرض أو مواطنين بدون سكنى ... إلخ . هو ذا موقفنا و هي ذي نظرتنا رفعا لأي لبس أو تشويه .
ختاما لهذه المقالة المتواضعة أجدد تضامني مع كافة الطلبة المعتقلين و جميع المعتقلين السياسيين و أناشد جميع المناضلين الديمقراطيين اتخاذ المواقف و الأشكال النضالية الملائمة لخوض المعارك من أجل إطلاق سراح المعتقلين ، كما لا يفوتني تسجيل الدعم كل الدعم لنضالات الحركة الطلابية في جميع المواقع المقاومة ، مثمنا جميع الخطوات الوحدوية التي أطلقت شرارتها ندوة 23 مارس و ما تلاها من خطوات ميدانية وحدوية في اتجاه استرجاع الإتحاد و توطيد أوتاده داخل الجامعة كممثل وحيد و شرعي لمجموع الطلبة .



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى المعطي الذي لم يساوم ولم يستسلم حتى الشهادة
- على خطى البلاشفة..في ذكرى ثورة أكتوبر العظيمة
- تضامنا مع الذين اعتدوا على -الموظفين- المساكين!
- فتاوي -ماركسية- ضد الشيوعية والإلحاد..
- في ذكرى الشهيدين الدريدي وبلهواري
- في ذكرى استشهاد الرفيق شباضة
- من أجل تمرد شعبي خارج الحسابات الانتخابية الضيقة..
- مرسي يُعزل من الكرسي.. والبقية تأتي
- أحداث وقضايا راهنة
- عودة لنقاش مهامنا داخل الشبيبة التعليمية
- على هامش الفاتح من ماي بالمدينة العمالية طنجة.
- دفاعا عن الحريات الديمقراطية.. ومن أجل إطلاق سراح المعتقلين ...
- نصرة للعمل الوحدوي داخل الصف اليساري التقدمي المكافح
- دفاعا عن حرمة الجامعة دفاعا عن حرمة الجامعة
- في سياق التحضير للفاتح من ماي
- عين العقل.. فيما صدر عن الطلبة المعتقلين من موقف
- ضد اليسراوية الرفضوية، وضد الانتهازية اليمينية وضد الرجعية ا ...
- عن قصة طرزان الذي رفض التحالف مع الإخوان
- في ذكرى 23 مارس
- في ذكرى صدور -البيان الشيوعي-


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - تضامنا مع الجماهير الطلابية بمرتيل