أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - خصوصية الثقافة العربية














المزيد.....

خصوصية الثقافة العربية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل أمة ثقافتها التي تتمثل في نهوضها وتطورها, وتعتبر طاقة الابداع للنشاط الانساني في المجال الفكري والأدبي والاجتماعي.
الثقافة هي ابداع وابتكاروتتمثل الخصوصية الثقافية في العالم العربي من خلال اللغة العربية والمعتقدات الروحية والمسلكيات الاجتماعية والفنية وانماط الحياة, وتأسست الثقافة العربية في عصر التدوين منذ اربعة عشرقرنا العصر الذي يشكل الاطار المرجعي للعقل العربي, وهناك تهمة حول علاقة العرب بلغتهم بأن الثقافة العربية شكلية لا تميل إلى المضمون .
إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة التخاطب والتواصل والكتابة والفن ولغة الشعر والقصة والرواية, ويضاف اليها الموروث الشعبي المعرفي.
وفي كتاب البرت حوراني (الفكر العربي في عصر النهضة) يقول العرب اشد شعوب الأرض إحساسا بلغتهم, ويقول الكاتب الجزائري المفكر الاسلامي الكبير مالك بن نبي (إن الكلمة لمن روح القدس, أنها تساهم إلى حد بعيد في خلق الظاهرة الاجتماعية, فهي ذات وقع في ضمير الفرد شديد, إذ تدخل إلى سويداء قلبه, فتستقر معانيها فيه, لتحوله إلى إنسان ذي مبدأ ورسالة...).
تتسم الثقافة العربية بسمة الثبات, سمة الثبات فيما يتعلق بالمصادر, من عقائد وتشريعات وقيم ومناهج, وسمة التغيير في ما يتعلق باجتهادات المسلمين على اختلافها, الأمر الذي يجعل منها دينا ومنهجا للحياة لأن الأمة العربية صارعت في الماضي الكثير من الإمبراطوريات الكبيرة, واتسعت جغرافيتها نتيجة الفتوحات الإسلامية.
لقد تعرضت المنطقة العربية إلى هجمات صليبية واجتياح المغول وتقويض الخلافة العباسية, وأعقبها السيطرة التركية على العالم العربي بعد سقوط الأندلس, وفي العقد الثاني من القرن العشرين الاستعمار الأوروبي, وبعد الحرب العالمية الثانية الاحتلال اسرائيلي لفلسطين عام 1948, وأعقب هذه المرحلة استقلال بعض الدول العربية التي كرست الأستبداد والفساد من خلال الانقلابات وحكم العسكر, ومع ظهور هذه الأنظمة بدأت تتكرس ثقافة تلونت بالهزائم والاندحار والانقلابات العسكرية التي خلفت التخلف على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على امتداد عقود.
لم تنعم الشعوب العربية بالاستقرار والديمقراطية وإنما تكرست سياسة التوريث والنظام العشائري في الدول العربية, وأدى ذلك إلى استقواء اسرائيل وتفوقها على كل الأنظمة العربية مدعمة من الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي, وتتحمل الأحزاب العربية بكوادرها وكتابها ومثقفيها مسؤولية كبيرة فيما وصلت إليه الدول العربية من تخلف وفساد وقمع للحريات نتيجة صمتها وسكوتها على على سياسة الأنطمة الديكتاتورية.
تبدو الخشية على ثقافتنا العربية, أمرا حيويا في مرحلة عصر العولمة, وذلك نظرا لجسامة التحديات التي تواجهها كأمة وهوية وثقافة, وخاصة أن الثقافة تشكل أهم خصائص الأمم وتعتبر روح الأمة وهويتها, بما تحويه من عناصر اللغة والعادات والتقاليد وغيرها من الخصائص التي تشكل في نهاية المطاف هوية الأمة, وبالرغم من كل التيارات الغربية العاتية, ورغم تأثر الثقافة العربية بها, إلا أنه لا يمكننا أبدا تجاهل أن هذه الثقافة العربية ظلت رغم كل ذلك الحاضن الأساسي لشخصية الأمة, والموجهة لسلوكها ما يدل على مكانتها رغم كل ما أصابها من تصدعات على مدى التاريخ, وهناك مفكرون عرب يطالبون بالعقلنة, ويعتبرون الثقافة العربية متخلفة بسب غياب العقل, ويتمثل هذا التيار العقلاني ب (شبلي الشميل وفرح انطون وسلامه موسى واسماعيل مظهر وقاسم امين وقسطنطين زريق...
أما الجانب السلبي في الثقافة العربية يتمثل بالدغمائية والذكورية والسلطوية وانعكاس ذلك على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والفكرية.
على الصعيد الاجتماعي تبرز سلطة الأب في الأسرة, وسيطرة الرجل على المرأة وتغييب دورها في العديد من المجتمعات العربية, ويقتصر دورها على الانجاب وتربية الأطفال.
على الصعيد السياسي فشل القيادات السياسية الحاكمة وعجز الأحزاب السياسية العربية المعارضة والموالية من أخذ دورها في تحقيق الحياة الكريمة لشعوبها.
على الصعيد الفكري التضييق على حرية الرأي والفكر والرقابة الحكومية البوليسية على الصحافة والنشر, وسياسة التهديد والترغيب للكتاب والصحفين والفنانين, وادى ذلك إلى تراجع الانتاج الثقافي وفساد المشرفين على الثقافة والفن مما دفع إلى هجرة العقول العربية للعالم الأمريكي والأوروبي.
أدى تكريس سياسة الأنظمة الشمولية في العالم العربي على مدار سبعة عقود إلى ثقافة تحمل في مضمونها انهيار شبه كامل للانسان العربي نتيجة مصادرة هذه الأنظمة للحريات الديمقراطية وممارستها ابشع انواع العنف والقتل والاعتقال والخطف والتهجير و تشكل هذه الأنظمة اليوم عقبة أمام تطورالمجتمعات العربية على كافة الأصعدة وانعكاس هذا التطور على الثقافة, وفي ظل الأنظمة الشمولية والتوريثية فالعالم العربي بحاجة إلى البدء ببناء ثقافة الأمة والمجتمع بدلا من ثقافة القائد, ويستدعي ذلك مناهج تعليمية تربوية هدفها التخلص من الأمراض التي حطمت دور الأمة على الصعيدين الداخلي والخارجي, ولا يتم ذلك إلا بالخلاص من الأنظمة القمعية الشمولية والتوريثة.
وبالرغم من ذلك لقد تم كسر جدار الخوف لدى الشعوب العربية وبرز ذلك من خلال رياح التغيير التي هبت في العالم العربي, واليوم تواجه هذه الثورات مرحلة مخاض صعبة.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية بين الحضارة الغربية والإسلامية
- دور النفط في الصراعات السياسية
- ابرز مشكلات العالم الثالث السياسية
- الأسرى في القانون الدولي الإنساني
- إرهاب الدولة بين حزبية النظام وعسكرته
- أفكار وآراء نيكولا ماكيافيلي عن الدبلوماسية
- الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي
- الترابط ما بين العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والسياسة ا ...
- الحرب العادلة
- أين دور الأمم المتحدة من الأسلحة المحظورة دوليا
- أنا في التيه منفرد
- المشاكل التي تثير قلق الانسان في عالمنا العاصر؟
- السمات المشتركة للنظم السياسية العربية
- الوضع الاقتصادي في المجتمعات العربية
- خصائص الأحزاب العربية
- الأحزاب السياسية في العالم العربي
- أسباب الاحتجاجات في العالم العربي
- المنازعات الداخلية والمنازعات الدولية
- النكبة الفلسطينية في ذكراها المتجددة
- صناعة السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - خصوصية الثقافة العربية