أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سميح قرواني - ختيار.. لكن يفهم سياسة














المزيد.....

ختيار.. لكن يفهم سياسة


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 19:16
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت أذهب إلى حديقة في طرابلس (لبنان) قرب المشفى أنتظر أطفالي وهم يلعبون المراجيح. تميزت الحديقة أو الجنينة كما يسميها الناس بالجمال وفيها نافورة ماء على جانبها. وكنت ازور مكتبة بجانبها في غاية الترتيب والنظافة أقرأ لمارون عبود قصصه الطريفة. في احدى زياراتي للحديقة وبينما كنت أجلس على أحد المقاعد ، مر أمامي رجل كهل. توقف جانبي وقال: السلام عليكم، فرددت وعليكم السلام. فقال: عدم المؤاخذة، ألست من سوريا، فقلت: أي والله من سوريا. فجلس على المقعد وابتسم ثم أخرج علبة من التبغ لامعة ولف سيكارة على مهل ثم قال: نحن السوريون أصبحنا مثل العدس المطشوش (المتناثر) في كل مكان. سألته: من أي حارة حضرتك؟ قال أنا من الخالدية قرب ساقية الري. فسألت: ماهو السبب في هبّة الخالدية والبياضة في حمص. قال:" والله ياعم.. البياضة سبقت درعا في الكتابة على جداران المدارس. هناك مدرسة في ساحة الزير بالبياضة كتب عليها الاطفال" يسقط الأسد .. يسقط اياد غزال .. تسقط المخابرات" وأتى المخابرات إلى الحي لملموا الناس وأهانوا كرامتهم. وكما تعرف .. أصبحت ساعة الماء أو الكهرباء تكلف من محافظ حمص 100 الف ليرة. الناس ماعاد تحتمل. وأتت حادثة البنت البدوية التي كانت تصور من البلكون وهي من العقيدات، قوّصها المخابرات وقتلوها، ورفض أهلها الدّية، قالوا نحن نطالب بالثأر لبنتنا. بعدها هبّت البياضة مثل نار البركان وقامت القيامة، لحقتها الخالدية ثم باب عمرو." قلت: والله ياحج كنت اتوقع أن يخرج الطلاب من الجامعة ويشعلون الثورة. فرد: ياعمي.. هذه ثورة ناس متعطشين للكرامة.. النظام أهان أهل حمص كثير وضيق عليهم.. وميز بينهم في الوظائف على اساس الولاء والطائفة.. انخنق الناس ..ماعاد للحياة قيمة.. والله اصبحت حياة الكلاب افضل من حياتنا.. ماذا تريد من الناس أن تفعل.. الأسد يزيد المعاش للموظفين ويترك بقية الناس.. والذين في الوظيفة أقلاء.. وهم محسوبون على النظام.. الناس ياعمي احتارت بحالها ماذا تفعل.. إذا أردت جرة الغاز بحاجة للواسطة.. وربطة الخبز بالواسطة..والسكر والزيت بالواسطة.. هل هناك شعب على ظهر الأرض يعيش كما نعيش..ناهيك عن الاهانة في كل شاردة وواردة في الدوائر الحكومية". توقف عن الكلام ثم سحب علبة السكائر مرة اخرى وبدأ يلف سيكارة اخرى من التبغ العربي. سألته: ماذا تتوقع ياحج .. هل ستتوقف الثورة .. ويعود الناس إلى بيوتهم؟
فقال ساخراً: بيوتهم.. وهل بقي بيوت حتى ترجع الناس إليها.. ياعمي الحاكم يجب أن يكون فهمان.. عنده أصول.. عنده بعد نظر.. سأروي لك حادثة من التاريخ.. يقال أنه عندما ولى معاوية بن ابي سفيان على الشام.. كان يخرج إلى الصيد احيانا مع بعض أهل القصر.. ومرة مروا بأحد احياء المدينة .. فباشر اطفال الحي برمي معاوية ومن معه بالحصى وهم على خيولهم.. فسارع الرجل الذي مع معاوية إلى السيف يريد قتل احد الأطفال .. فأوقفه معاوية ووبخه ..ثم رمى على الأطفال الدراهم.. فانشغلوا في لملمتها من الارض... ياعمي هكذا حكم معاوية أهل الشام بالسياسة والحكمة.. هل ابقى صاحبنا على شعرة معاوية.. السياسة ليست كلها قتل وتدمير.. لأنك ما أن تتبع هذه السياسة.. حتى تلتف عليك وعلى من معك. السياسة بحاجة إلى رحابة صدر.. ما هي قتل وتدمير. أنت بذلك قطعت كل مايربطك بالناس والارض. خلص .. تركت الثارات بينك وبينهم.. هذا طريق قصير".
وبعد أن توقف عن الكلام وانشغل بتدخين السيكارة، سألته مبتسماً: مارأيك بوليد المعلم الذي يشطب اوروبا والعالم عن الخارطة؟ فرد ساخرأ: "هذا الرجل ما فيه عقل.. هذا واحد سرسري، هردبشت." فسألته مامعنى كلمة هردبشت فرد: هردبشت يعنى واطي مافيه ناموس". فقلت له: والله ياعم تحلل بالسياسة أكثر من جماعة المجلس الوطني. فقال ناظراً إلى مبتسماً: صحيح أنا ختيار .. لكن افهم بالسياسة.







#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت الابيض: من الذئب إلى الخلد
- خبز وزيت كل مين على بيت
- النظام السوري واستيديو بَحْبِشْ
- بلا جنيف2 .. بلا بطيخ
- نكتة سياسية في زمن الكبت
- انقلابات العسكر بين مصر وسوريا
- جنيف 2 .. ام سايكوسبيكو 2
- الغارات الاسرائيلية على سوريا
- خطوط اوباما الحمراء
- حزب الله وخدعة الشعارات
- الرفيق ابو صخر
- الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص
- قناصة شارع الستين
- مجزرة الساعة في حمص
- نظام الاشد والكاسورة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سميح قرواني - ختيار.. لكن يفهم سياسة